الأربعاء، 17 سبتمبر 2008

محمد منير... خلصت «الحدوتة»!


حالما وافق «الكينغ» على تقديم سيرته في برنامج رمضاني، انفرجت أسارير عشّاقه. ولكن، ما إن باشرت «نايل لايف» بثّ حلقات «حدوتة مصرية»، حتى جاءت النتيجة مخيّبة للآمال!
«حدوتة مصرية»... برنامجٌ كان من المفترض أن يزيد من جماهيرية «نايل لايف» («قناة النيل للمنوعات» سابقاً) في شكلها الجديد خلال رمضان. ذلك أنها المرة الأولى التي يقدم فيها محمد منير سيرته الذاتية على شكل حوار تلفزيوني مطوّل. الحديث عن الحلقات التي تديرها شافكي المنيري، وهي أيضاً رئيسة المحطة، بدأ باكراً. وبات واضحاً أن منير أنجز ما عجز عمرو دياب عن إتمامه حتى الآن (مشروع «قصتي» مع «روتانا»). فيما جمهور «الكينغ» بحثَ بجهد عن تردّد القناة في أول أيام رمضان، فصاحب الجماهيرية الواسعة، سيطل يومياً، ولمدة من المفترض ألّا تقلّ عن نصف ساعة.لكن الصدمات توالت منذ الحلقة الأولى، فمسيرة محمد منير كلها صوّرت على مدى يومين أو ثلاثة على أقصى تقدير حسب تصريحات المخرج أكرم فاروق. وموعد العرض ظلّ سراً حتى اللحظات الأخيرة خوفاً من المنافسة، ليفاجأ الجمهور المصري بأن البرنامج يبثّ قبل الإفطار بحوالي ساعة، وكأنه أقل أهمية من كل البرامج التي تنطلق بعد آذان المغرب. واستمرت المفاجآت: مدة الحلقة لا تزيد عن ربع ساعة، وبعض الحلقات تضمنت أغنيات أكثر من الذكريات. ففي حلقة الأغاني الوطنية مثلاً، بُثّت أغنية لمنير مدتها تسع دقائق، فيما تحدث هو حوالى دقيقتين فقط. ما يؤكد أن ما رواه لشافكي المنيري لم يكن يكفي لـ30 يوماً.وعلى الرغم من أنه طلب الابتعاد عن حياته الشخصية، وهو أمر مشروع، لم يأتِ الحوار الفني بالمستوى المتوقع، ذلك أن التركيز على علاقته بالنيل والناس والجمهور، ومسقط رأسه أسوان، مرّ من دون التوقف عند الشخصيات التي أثرت فيه، أو الأزمات الفنية التي مرّ بها، أو حتى علاقته بالصحافة وزملائه المنافسين. وقد تحمل الحلقات المقبلة بعضاً من هذه النقاط، لكن المشكلة الكبرى تبقى مع فكرة تصوير حوار تلفزيوني بحدود 10 ساعات، وتقديمه على اعتبار أنه سرد يومي لسيرة مطرب يغني منذ ربع قرن. يضاف إلى ما سبق اعتذار منير عن الغناء خلال الحلقات، والاعتماد على الأرشيف والحفلات المسجلة منذ أربعة أعوام على الأقل. أما شافكي المنيري، فلم تنجح في الفصل بين رئاستها للقناة، ودورها كمذيعة تهتمُّ بسبر أغوار فنان بحجم محمد منير، والخروج بانفراد واحد على الأقل في كل حلقة. وها هي الكاميرا تركّز على صورة المنيري وأناقتها، أكثر من أي شيء آخر.

الاثنين، 15 سبتمبر 2008

الدراما المصرية على كفّ عفريت


بعد الفراق» و«ناصر» و«شرف فتح الباب» و«الدالي» و«في إيد أمينة»...


قطع رمضان نصف الطريق، وانتهت المفاجآت. وعلى رغم بعض الإيجابيات، تعجّ الدراما المصرية هذا الموسم بنقاط ضعف عدة. فيما يبقى الإخفاق الأبرز هو غياب أي مسلسل قادر على جمع كلّ أفراد العائلة حول الشاشة، كما كان يحدث سابقاً

تحيا الوحدة الفنية
على رغم أن مشاركة الممثلين العرب في الدراما المصرية هذا الموسم تعدّ أقل نسبةً من السنوات الماضية الأخيرة، بدأت المسلسلات التي تعتمد على تعاون عربي، تأخذ مكانها الطبيعي على الساحة، مع اعتراف، ولو جاء متأخراً، بأن لبعض المخرجين العرب تميزهم، ويجب الإفادة منه. وبعد عرض حلقات قليلة من «أسمهان» لشوقي الماجري و«ناصر» لباسل الخطيب ، راح المشاهدون يُلفتون انتباه بعضهم بعضا صوب هذين المسلسلين، ويبحثون عنهما على الشاشات، وخصوصاً أن سيرتي المطربة الراحلة والزعيم العربي، لم تحظيا بالدعم الذي ناله «الملك فاروق» وغيره من الأعمال القوية في الأعوام الماضية. وعلى رغم بعض السلبيات الإنتاجية في «ناصر» واختيار ابن المخرج لأداء دور جمال طفلاً بلكنة سورية، وغياب النجوم عن العمل... نجح الخطيب في إدارة الممثلين المصريين، وهو ما يتكرر في «أسمهان» مع أحمد شاكر عبد اللطيف (يؤدي دور فريد الأطرش) الذي لم يطلّ بهذا الإتقان من قبل. باختصار، نجح المسلسلان في انتزاع اعتراف من الجميع بأن حضور مخرجين عرب في مصر، قد يسهم في تقديم أيّ عمل، بصورة جيدة.


صحافيون من المرّيخ!
إذا كنت صحافياً ناقماً على رئيس تحرير الصحيفة حيث تعمل، فلا تفكر في العصيان بعد الآن. شاهد فقط مسلسل «في إيد أمينة» لتشمَت برئيس التحرير (هشام سليم)، صاحب الشخصية الضعيفة والمهزوزة، وهو لا يقوى على مواجهة رئيسة قسم التحقيقات. ليس لأنها نافذة داخل الجريدة، أو لأنها صاحبة نفوذ، بل لأنها بكل بساطة... يسرا! البطلة التي لن ترضخ لأي رجل في المسلسل، حتى ولو كان رئيس تحرير. والمواقف التي تشهدها الحلقات في ما يخص الصحافة، أصبحت نكتاً يومية يتبادلها الصحافيون: فللمرة الأولى، يختار أهل المهنة في المسلسل الانحياز لرئيسة القسم (تذكّر أنها يسرا) ضدَّ رئيس التحرير، وأي خبر أو تحقيق يطلقون عليه اسم «مقال»، فيما خطة الصحافية النشيطة لاستعادة طفل مخطوف، تجري من دون علم الأستاذ رئيس التحرير. الأمر نفسه ينسحب على مسلسل «بعد الفراق»، إذ يبدو أن الصحافي خالد صالح اختار النماذج التي لا تعجبه في الصحافة الفنية، وقرر تقليدها بشكل مبالغ فيه، لينجح المؤلف محمد أشرف تدريجياً في تلميع صورة الصحافة القومية، وإظهار الصحافة المستقلة على أنها مليئة بالسلبيات.


لا للتقليد ...لا للتجديد
هذا الموسم اعتمد بعض النجوم، بشكل مبالغ فيه، على تكرار التعاون مع الفريق نفسه الذي عمَل معه سابقاً، فيما اختار آخرون تغيير كامل فريق العمل، بشكل مبالغ فيه أيضاً. ونبدأ مع «في إيد أمينة»، فالمخرج محمد عزيزية والممثلون أحمد فلوكس وأشرف مصيلحي وإيهاب فهمي وغيرهم، والمطربة آمال ماهر... كلهم أطلوا مع يسرا العام الماضي في «قضية رأي عام». كما أجبرت فيفي عبده مؤلف مسلسلها «قمر» ومخرجه على الانسحاب بعد تحكّمها بكل شيء، واختيارها جمال إسماعيل ومحمد عبد الحافظ للبطولة. وداليا البحيري، دخلت السباق للعام الثاني على التوالي في «بنت من الزمن ده» مع المؤلف محمد الغيطي والممثل باسم سمرة وشركة الإنتاج نفسها التي قدمتها في «صرخة أثنى».أما يحيى الفخراني فغيَّر كل طاقم «يتربى في عزو»، بمن في ذلك مؤلف كلمات «الجنيريك» وملحنها ومؤديها، لتغيب عن مسلسله الجديد «شرف فتح الباب» الأسماء الجماهيرية، ما عدا هالة فاخر وأحمد خليل. وعلى «أبنائه الجدد»، الصمود أمام جاذبية أحمد عزمي وأحمد السعدني وغيرهما من الممثلين الذين قدمهم في أعماله السابقة.


ولّى زمن الأغنيات
في العام الماضي، وبعد الحلقة الثانية من مسلسل «يتربى في عزو»، أصبحت أغنية العمل التي أداها هشام عباس الأكثر انتشاراً في مصر، مع منافسة قوية لأغنية «الدالي» مع وائل جسار، و«قضية رأي عام» مع آمال ماهر. لكن الوضع هذا العام يختلف إلى حد كبير، إذ لم تنجح أي أغنية في الانتشار، ولم تنطلق بعد إعلانات شركات المحمول التي توفر تلك هذه النغمات سنوياً. فيما لم تأتِ مشاركة المطربين العرب بأي تجديد: فصوت رامي عياش لم يكن مناسباً لكلمات «أيمن بهجت قمر» مع مسلسل «قلب ميت»، وأغنية «وائل جسار» في مسلسل «ناصر» لم تنتشر بعد، وبقيت أغنية «الدالي» التي قدمها العام الماضي متفوقة عليها. الأمر نفسه يتكرر مع نبيل شعيل في «جدار القلب»، بينما تفوّق عليهم حسين الجسمي في «بعد الفراق»، لكنه لم يحقق نجاح أغنية «بحبك وحشتيني». وعلى المستوى المصري، لم تلفت انتباه المشاهدين أي أغنية، ما عدا «جنيريك» مسلسل «شرف فتح الباب» لمدحت صالح، لتدخل شيرين المنافسة بقوة، لكن بعيداً عن المسلسلات. إذ قدمت أغنية برنامج «أحلى الكلام» الذي يبث على الفضائية المصرية والأولى الأرضية.


الشباب الدائم
ظهور الفنان بغير عمره الحقيقي... هي ظاهرة زادت بجرأة هذا العام: في «قلب ميت»، يطل شريف منير كشاب تعدى للتوّ الثلاثين من عمره، فيما الكل يعرف أن شريف منير اقترب في الواقع من الخمسين. أما أحمد عبد العزيز ونرمين الفقي فيرتبطان عاطفياً في «دموع في حضن الجبل» ، وهما في مرحلة الدراسة الجامعية. ما دفع ببعض النقاد إلى السخرية من عبد العزيز الذي كان طالباً بالتفاصيل نفسها في مسلسل «المال والبنون» قبل 12 عاماً! وبينما لم يحدد السيناريو عمر فيفي عبده في مسلسل «قمر»، لكن الإشارات تؤكد أنها لم تتجاوز الثلاثين. وهي هنا، السيدة القوية التي تلفت انتباه أي رجل يظهر في المسلسل. كما تطل ميرفت أمين في دور «نادلة» عبر أحداث «كلمة حق»، ومعها يؤدي الشاب عمرو محمود ياسين دور طالب جامعي «غاوي شقاوة». فيما لم يفلح الشعر المستعار بإقناع المشاهدين بأن خالد صالح ما زال طالباً جامعياً، يترك الجامعة ليخطو خطواته الأولى في عالم الصحافة، ضمن أحداث «بعد الفراق».


ظاهرة
وداعاً أيها الخليج فيما عدّه بعضهم ردّاً على قرارات النقيب المصري بتقنين عمل الممثلين العرب في القاهرة، مثّل تغييب المسلسلات المصرية على الشاشات الخليجية، ما عدا «أبو ظبي»، ظاهرة هذا الموسم. حتى البرامج ممنوعة، وكأن سبعين مليون مشاهد لا يهمون أصحاب هذه القنوات، ما دام لديهم نور ومهند. لكن المسألة لم تعق انتشار هذه الأعمال، بعدما وجد صنّاعها نوافذ جديدة لتسويقها مثل قناتي «الحياة» و«الحياة مسلسلات»، ثم قنوات التلفزيون المصري الأرضية، «دريم 2» و«otv المصرية» و«بانوراما دراما 1 و2». هذه الشاشات نجحت في إبعاد المشاهد المصري عن الفضائيات الخليجية. وبالتالي، كان قرار otv المصرية، بتغيير موعد عرض «بعد الفراق» ، ليصبح بعد الإفطار مباشرة، منطقياً لجذب ما بقي من الجمهور المصري الذي كان يتابع المسلسل نفسه على mbc.


محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

الخميس، 7 أغسطس 2008

الساعة تدق من جديد

تكد تمرّ أشهر على انطلاقة فضائية «الساعة» من مصر، حتى راحت القناة تواجه سلسلة عوائق حالت دون انتشارها بالشكل المطلوب. وبعد فترة من الركود، يبدو أن الأمور لن تبقى على ما كانت عليه. ذلك أن أروقة المحطة تشهد منذ مدة، ثورة تغيير شاملة، تهدفُ إلى «بعث» الحياة فيها من جديد ـــــ وخصوصاً في رمضان ـــــ على أمل استعادة المكانة التي حصلت عليها «الساعة» فور انطلاقتها الصيف الماضي. أي قبل أن تبدأ مرحلة التراجع البطيء حتى وصلت إلى المركز 73 في ترتيب الفضائيات العربية من ناحية نسبة المشاهدة، حسب تأكيد مديرها الجديد الصحافي مصطفى بكري، النائب في البرلمان المصري، والمقرّب من الجهات الليبية المموّلة للقناة.وكان أحمد قذاف الدم (المموّل الأساسي للقناة) قد أعلن قبل أسبوعين تولّيه رئاسة مجلس إدارة «الساعة» رسمياً، في إشارة مباشرة إلى تقليص حجم مسؤوليات الرئيس التنفيذي في القناة سامر الحسيني، ووالده وليد الحسيني، (رئيس تحرير مجلة «الكفاح العربي»، وأحد المستثمرين الأساسيين في المحطة). ويحدث كل ذلك في وقت غادرت فيه القناة، نهال البشري، مديرة البرامج والمسؤولة الإدارية الأولى في «الساعة»، لتتولى مسؤولية إدارة فضائية «الأهلي».وكانت «الساعة» قد عانت كثيراً في الأشهر الأخيرة من «وثيقة تنظيم البث الفضائي» التي منعت بثّ «توك شو» يومي بعنوان «ساعة بساعة» مع خيري رمضان ومي الشربيني. وكان البرنامج يهدف إلى مناقشة قضايا يومية ساخنة، وإلى منافسة البرامج الحوارية المصرية المماثلة كـ«البيت بيتك» و«العاشرة مساء». كذلك افتقرت الفضائية التي رفعت منذ البداية شعار «إحياء القومية العربية»، إلى الدعاية اللازمة، وإلى الوجوه الإعلامية التي تنجح في استمالة المشاهدين. ومن هنا، بدا التعاون الثلاثي بين الكوادر اللبنانية والمصرية ورأس المال الليبي أشبه بسلاح ذي حدين، جعل القناة التي تحافظ على لهجة الخطاب القومي الناصري، غير قادرة على اختراق شريحة عريضة من الجمهور، معتمدةً في معظم ساعات البثّ، على دراما أجنبية وعربية غير حصرية.وفي وقت لم يحقق فيه أيّ من برامج «الساعة» النجاح المطلوب لاستمراريتها، جاء تعثّر إطلاق برنامج «ساعة بساعة» ليزيد الطين بلّة، علماً بأن الغموض ما زال يكتنف سبب منعه، وأن إدارة القناة لم تتوصل إلى عقد اتفاق تفاهم مع الحكومة المصرية، حتى يبصر النور.وفور تولّيه منصبه قرر بكري، الذي يقدّم برنامجاً بعنوان «لقاء الأسبوع»، تطوير البرنامج اليومي «صباح الكل» ليكون الـ«توك شو» البديل لـ«ساعة بساعة». كما يعمل على جذب النجوم إلى القناة، وتحويل برنامج «لقاء الأسبوع» إلى برنامج يومي. كذلك يسعى إلى شراء مسلسلات جيّدة لرمضان، بعدما اعتمدت «الساعة» العام الماضي على عمل واحد، لم يحقق النجاح، هو «عمارة يعقوبيان».
محمد عبد الرحمن
جريدة الأخبار اللبنانية

وصل أحمد حلمي... أهلاً بالإزعاج!


نزل إلى السوق مع 120 نسخة دفعة واحدة، وعُرض على أكثر من شاشة في دار العرض نفسها: مع «آسف على الإزعاج»، يكرّس الممثل الكوميدي المصري نجاحه، متفوقاً على عادل إمام وعمر الشريف والبقية

عندما كان أي صحافي يناقش أحمد حلمي بشأن أفلامه الكوميدية في البدايات، منتقداً اعتمادها على المواقف الكوميدية وافتقارها إلى المضمون، كان الممثل الصاعد يردُّ دائماً: «عندما أصل إلى جماهيرية عادل إمام، سأقدم أفلاماً تحمل قضايا». بعدها، قاطع أحمد حلمي الصحافة إلا في ما ندر، ولم يعد مهتماً بالدفاع عن أفلامه. لكنه، في الوقت نفسه، أحسن اختيار أعماله، كان آخرها شريط «آسف على الإزعاج» الذي استقبله جمهور القاهرة ونقادها بحفاوة، وعدّوه الأفضل في الموسم الصيفي، حتى بالمقارنة مع «حسن ومرقص» لعادل إمام وعمر الشريف.حلمي الذي بدأ مشواره السينمائي عام 1999، نجح في عام 2003 في الحصول على البطولة المطلقة من خلال «ميدو مشاكل». آنذاك، أعلن أنه يسعى إلى تحقيق 7 ملايين جنيه (أكثر من مليون و260 ألف دولار)، على الأقل، على شباك التذاكر. فهذا الرقم كان يعدّ الميلاد الحقيقي لأي نجم كوميدي. غير أن الفيلم حصد عشرة ملايين جنيه، وخيبة أمل كبيرة من النقاد. ثم توالت نجاحاته مع «صايع بحر» و«زكي شان»... ومن فيلم إلى آخر، كان يجذب الجمهور بهدوء إلى منطقته الخاصة.في البداية، عدّته الصحافة منافساً لكريم عبد العزيز الذي تزامن عرض أعمالهما، وخصوصاً في مواسم الأضحى. لكن هذا الأخير اتجه صوب أفلام الدراما والأكشن، وترك حلمي يتطلع إلى منافسة «ملك الإيرادات» محمد سعد، و«رائد الجيل» محمد هنيدي. ثم جاءت نقطة التحوّل المفصلية مع فيلم «ظرف طارق» عام 2005. إذ عدّه كثيرون أول شريط كوميدي في السنوات العشر الأخيرة، يتمتع ببناء درامي متماسك، ويخلو من الثغرات التي تعرّضت لها معظم الأفلام الأخرى، وخصوصاً مع سعد وهنيدي.بعدها، دخل حلمي بقوة قائمة الخمسة الأوائل، ثم تقدم سريعاً إلى المركز الأول مع فيلمي «جعلتني مجرماً» و«مطب صناعي». وأصبح الرقم 20 مليون جنيه هو الحد الأدنى لإيرادات أي فيلم يحمل اسم أحمد حلمي.كل هذا يحدث وهو صامت، بعيد تماماً عن الصحافة والأضواء والمناسبات العامة، فيما أفلامه تُصوّر بسرية تامّة، ويفاجئ الجمهور دائماً بانطلاق التصوير وإنجاز الشريط في زمن قياسي، وتقديمه بأفضل صورة. ولكن ماذا عن سر هذا النجاح؟ لقد وضع أحمد حلمي نجاحات عادل إمام وأحمد زكي أمام ناظريه منذ البداية، واستمرّ في العمل والتجهيز لأفلام وسيناريوهات، حتى تلك التي لن تنفذ قريباً.وخير دليل على ذلك فيلم «آسف على الإزعاج» الذي بدأ حلمي تصويره مباشرة بعد تأجيل مشروع آخر مع السيناريست محمد دياب. أي إنه يحمل دائماً أفكاراً وسيناريوهات جاهزة للتنفيذ، بعدما أخذت وقتها من التحضير، وبات قادراً على الانتهاء منها في وقت قياسي.هذا ليس كل شيء، ساعدت جماهيرية أحمد حلمي على جذبه أسماء مهمة للتعاون معه، وخصوصاً في «آسف على الإزعاج» الذي جمع محمود حميدة ومنة شلبي ودلال عبد العزيز مع المخرج خالد مرعي والسيناريست أيمن بهجت قمر.جميع هؤلاء أدركوا أن نجاح حلمي من نجاحهم، وبالتالي عندما تشيد الصحافة بتطور مستوى أيمن بهجت قمر في الكتابة مقارنة بآخر أفلامه عندليب الدقي، ويحتفون بعودة محمود حميدة ودلال عبد العزيز إلى السينما الجديدة، واستمرار تألق منة شلبي... فإن كل هذه الإشادات ستؤدي بالطبع إلى ترسيخ نجاح النجم الأول الذي يحتاج زملاء جيله حالياً إلى مجهود كبير حتى يتمكنوا من اللحاق به.في «آسف على الإزعاج» الذي يبدأ قريباً جولته العربية، يقدّم لنا حلمي شريطاً لا يتمتع بكثرة المشاهد الكوميدية، بل يتميز بفكرة جريئة، قد يخشى الكثيرون تقديمها: البطل هو مهندس طيران عبقري، لكنه يعاني الوحدة ومصاب باضطراب نفسي يصل إلى درجة الفصام. يتخيل أن والده يشاركه مشكلاته وهمومه، وأنه يحب فتاة جميلة. ثم تراه يرسل خطابات إلى رئيس الجمهورية ليساعده على تنفيذ اختراعه الهندسي، ويتلقى تهديدات من مجهولين... وعندما يخضع للعلاج، يرى العالم من حوله مختلفاً.قصة متميزة، نجح المخرج خالد مرعي في تقديمها بصورة جديدة، وإن عابه اللجوء إلى مشاهد منقولة عن أفلام أميركية. كما تميز الممثلون وضيوف الشرف بأداء متقن، من دون أن ننسى المباريات الثنائية بين حلمي من جهة، ومحمود حميدة ثم دلال عبد العزيز ومنة شلبي من جهة أخرى. ويكفي للفيلم أنه أنعش السوق في مصر، حتى إن دور العرض التي تضم شاشات عدة، خصصت أكثر من شاشة للفيلم. وهو ما لم يحدث مع شريط آخر. وقد ساعد على ذلك، طبع 120 نسخة دفعة واحدة، وهو رقم قياسي جديد لحلمي، علماً بأن «حسن ومرقص» طُرح بـ100 نسخة فقط.

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

لطيفة: وصية يوسف شاهين في عهدتي


نفت تهديدها بالقتل في الجزائر، وأكدت عودتها قريباً إلى السينما. الفنانة التونسيّة التي طرحت أخيراً ألبومها الجديد، مرتاحة إلى علاقتها مع «روتانا» التي «لا تحكمها العقود، وقد تستمر مدى الحياة»
بعد أسبوعين من طرح ألبومها الجديد «في الكام يوم اللي فاتوا»، التقت الفنانة التونسية لطيفة أول من أمس الصحافة المصرية، في لقاء نجحت إدارة «روتانا» في تنفيذه، بعدما أعلنت شركتا «ميلودي» و«العربية للإنتاج السينمائي» إقامة حفلات أخرى في اليوم نفسه. هكذا، سارعت «روتانا» إلى تقديم موعد مؤتمر لطيفة قرابة الساعة، وحشدت أكبر عدد ممكن من الصحافيين ومراسلي الفضائيات. وهؤلاء سعدوا بالموعد الجديد حتى يتمكنوا من اللحاق بمؤتمر المغني الشاب حسام حبيب الذي نفى منظموه في اليوم نفسه شائعة إلغائه، ثم اللحاق أيضاً بالعرض الخاص لفيلم «إتش دبور».حضرت مؤتمر لطيفة المقدمة جومانة بوعيد ومهاب شرفلي، نائب مدير الشؤون الفنية في «روتانا». وهو يطلُّ على الصحافيين المصريين للمرة الأولى بدلاً من المدير الفني طوني سمعان. وكان هذا الأخير قد اضطر إلى مغادرة القاهرة سريعاً، للاطمئنان إلى صحة صديقه الإعلامي نيشان في بيروت. وتمنت لطيفة وجومانة بوعيد سرعة شفاء نيشان من الحادث الذي تعرض له، وأدى إلى غياب طوني سمعان عن هذا الحدث.وعلى رغم الزحام، جاء المؤتمر الصحافي هادئاً، وخصوصاً أن لطيفة تتمتع بمكانة لدى الصحافة المصرية لكونها قد انطلقت من مصر قبل عشرين عاماً. كذلك مهد نجاح ألبومها الأخير لهدوء المؤتمر، وقد جاءت معظم أغنياته باللهجة المصرية، ولا سيما أغنية «في الكام يوم اللي فاتوا».خلال المؤتمر، أكدت الفنانة التونسية أن علاقتها بـ«روتانا» غير محكومة بالورقة والقلم والعقود. لكنها في الوقت نفسه، لم تصل إلى مرحلة توقيع عقد طويل لتوزيع ألبوماتها، بل الاكتفاء بالعمل على كل ألبوم، على اعتبار أنه حالة مستقلة. أما عن سبب غياب اسم زياد الرحباني عن الشريط الجديد، فعزته إلى ضيق الوقت نتيجة الأحداث التي شهدتها لبنان أخيراً.وأشارت لطيفة إلى أن الألبوم يحمل الطابع المصري وتوزيعات موسيقية جديدة، مؤكدة أنها سعيدة برد فعل الجمهور تجاه كل الأغنيات. والدليل أنها محتارة حالياً بين تصوير ثلاث أغنيات، بعد كليب «في الكام يوم اللي فاتوا» الذي وقعه المخرج الفرنسي سيتفان ليوناردو. كذلك أشادت بالملحن وليد سعد والموزع تميم، علماً أنها تتعاون في هذا العمل أيضاً مع الملحن العراقي نصير شمة، وتقدم أغنية لمكتشفها في مصر الشاعر الراحل عبد الوهاب محمد بعنوان «روحي بترد فيا».ونفت لطيفة ما تردد عن تعرّضها لتهديدات بالقتل في الجزائر، وقالت «كلُّ هذا كلام تافه»، مشيرة إلى أنها مبهورة بالجزائر كبلد حيث تشعر بالأمان، وبالجزائريين كشعب متذوق للموسيقى. وعن حرب التصريحات مع الفنانة فلة، قالت إنها لم تتكلم عنها بسوء ولم يصلها ما قالته فلة عنها. وبالتالي، «لا تعليق»!وحظي المخرج الراحل يوسف شاهين بنصيب كبير من المؤتمر الصحافي. إذ أكدت لطيفة أنها ستعود إلى التمثيل قريباً جداً، تنفيذاً لوصيته في لقائهما الأخير، سائلاً إياها أن تهتم بالسينما. وقالت إن شاهين الذي قدمها ممثلة سينمائية للمرة الأولى مع «سكوت ح نصور»، كان محطة تحول في مسيرتها كفنانة وإنسانة، وإن ذكرياتها معه تحتاج إلى كتاب، ولا يمكن اختصارها في مؤتمر صحافي كما طالبها بعضهم.بعد المؤتمر، أجرت لطيفة على مدى ساعتين، حوارات تلفزيونية وصحافية عدة قبل أن تستعد للسفر إلى سوريا، إذ تحيي الليلة حفلة ضمن فعاليات مهرجان «القلعة والوادي» في مدينة حمص، وهي الحفلة التي ستنقل مباشرة عبر هواء «روتانا موسيقى». ثم تشارك غداً في مهرجان «تحية إلى نزار» الذي يكرّم نزار قباني في قلعة دمشق.

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

الثلاثاء، 29 يوليو 2008

مصر كلُّها في وداع يوسف شاهين


حكومة ومعارضة، مسيحيون ومسلمون، محجّبات وسافرات، أطفال وشيوخ... اجتمعوا في الجنازة ليؤكدوا أن الوحدة الوطنية لا تحتاج إلى أدلّة ... ولا حتَّى إلى أفلام!


ترك يوسف شاهين رسالة أخيرة قبل رحيله: الوحدة الوطنية لا تحتاج إلى دليل ولا حتى إلى أفلام، فقط إلى رموز يستطيعون جمع المصريين على قلب رجل واحد. جنازة جو أمس في القاهرة جمعت المئات داخل كنيسة القيامة: مسيحيون ومسلمون، محجبات وسافرات، أطفال وشيوخ، ممثلون ونقاد وحتى متفرجون، حضروا جميعاً، ليؤكدوا أنّ وداع الكبار لا يختلف، سواء خرج الراحل من مسجد أو من كنيسة. وهذا الدرس علّمه شاهين لتلاميذه، عندما كان يحرص على وداع محبيه في مساجد «عمر مكرم» و«السيدة نفيسة «و«مصطفى محمود»... مشهدٌ يعرفه بالتأكيد مَن يحضر جنازات الفنانين. لكنّ الدور جاء أمس على «الأستاذ» الذي اختلف حوله كثيرون في حياته، وأجمعوا على احترامه عند إعلان وفاته.في الساعات الأولى من صباح أمس، اتجهت جميع الأنظار صوب مكانين: الأول، مستشفى القوات المسلحة في المعادي، المكان الذي قضى فيه جو أيامه الأخيرة. والمكان الثاني هو كنيسة القيامة للروم الكاثوليك في شارع الضاهر في الفجالة، وهي أصبحت أشهر كنيسة مصرية في اليومين الأخيرين. ولأن المستشفى يسير حسب قواعد عسكريّة صارمة، ذهب معظم المحبين والمفجوعين برحيل شاهين إلى الكنيسة التي استعدت باكراً للحدث الجلل. تزامن ذلك مع استعدادات مكثّّفة لرجال الأمن والحكم المحلي: جرى تنظيف الشوارع بعناية وتنظيم المرور وتجهيز الموقع لاستقبال المعزين الذي توافدوا من العاشرة صباحاً، وخصوصاً مع تضارب موعد القداس بين الثانية عشرة والواحدة ظهراً.ظهور الفنانين بدأ باكراً، وبعد ساعة واحدة تحوّل السؤال مِن: «مَن أتى» إلى «مَن لم يأتِ بعد». ذلك أن كثافة الحضور الفني كانت واضحة، كما أن طريقة الجلوس داخل الكنيسة سمحت للكاميرات بالتقاط صور للفنانين بسهولة. وهذا الحضور الفني أعطى للحدث «مذاقاً خاصاً»، لكون معظم الأسماء قدّمت مع شاهين أبرز أدوارها. بالتالي، لم يكن من الصعب تذكّر شخصية «لويزا» في فيلم «الناصر صلاح الدين» فور ظهور نادية لطفي، وشخصية «الخليفة المنصور» في «المصير» بعد حضور محمود حميدة، وفيلمي «الأرض» و«الاختيار» مع وصول عزَّت العلايلي... وعندما فوجئ بعضهم بحضور نجوى إبراهيم، جاء الجواب السريع: أبرز فيلم قدمته في السينما كان «الأرض» مع يوسف شاهين.بدا التأثر واضحاً على هاني سلامة وخالد النبوي، بطلي «المصير». كذلك جاء حضور خالد صالح للجنازة منطقياً، فشاهين نقله إلى مستوى رفيع في آخر أفلامه «هي فوضى». فيما كانت دموع يسرا صادقة بكل تأكيد، وهي التي قدمها شاهين بطلة أولى في «إسكندرية كمان وكمان» وعادت للظهور معه مراراً، وصولاً إلى «إسكندرية نيويورك».أما الحضور الرسمي، فكان ضعيفاً في البداية. وخلص الحاضرون إلى مقاطعة الحكومة لجنازة المخرج الذي هاجمها بشدة وشارك في تظاهرات سياسية وعمره ثمانون عاماً. لكن ظهور وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب مفيد شهاب، ووزير البيئة ماجد جورج قلّل من الغضب تجاه الدوائر الرسمية، وخصوصاً مع انتشار معلومة تؤكد أن الوزراء خارج القاهرة بسبب زيارة الرئيس مبارك إلى جنوب أفريقيا، وكان بعض الوزراء الآخرين في زيارات ميدانية في المحافظات صعُب إلغاؤها. وبالتالي، لم يحضر الجنازة وزيرا الثقافة والإعلام.على النقيض تماماً، كان حضور رموز المعارضة واضحاً، وخصوصاً التيار اليساري المتمثل في قيادات التجمع حسين عبد الرازق وفريدة النقاش، ورئيس «حزب الوفد» محمود أباظة، والنائب الصحافي حمدين صباحي، رئيس حزب «الكرامة». وهذا الأخير ظهر ممثلاً في فيلم «الآخر»، مع زميله محمود سعد الذي شارك بدوره في لحظات الوداع. وتُلي في نهاية الجنازة، نعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام.


محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

نجوم


غاب عن وداع شاهين كبار الممثلين مثل فاتن حمامة وهند رستم وأحمد رمزي وعمر الشريف. كذلك لم يحضر عادل إمام ونور الشريف وليلي علوي ومحمد منير مراسم التشييع. ومن المتوقع حضور بعضهم العزاء في استديو نحاس في مدينة الفنون.
◄ الفنانة التونسية لطيفة لم تستطع بدورها الحضور بسبب ارتباطاتها الفنية في تونس حيث تستعد للغناء في «قرطاج». ولطيفة قدمت إلى السينما فيلماً واحداً، كان من توقيع شاهين، هو «سكوت حنصوّر».
◄ محمود ياسين، وحسين فهمي، وشهيرة، ومحمود حميدة، وحسن كامي، والمخرج أسد فولادكار كانوا في مقدمة الحاضرين إلى الكنيسة قبل موعد الصلاة بساعتين تقريباً. واستمر توافد الفنانين والإعلاميين حتى خروج الجثمان من الكنيسة ـــــ حيث كان المئات في انتظاره ـــــ متوجهاً إلى الإسكندرية.
◄ بدا التأثر واضحاً على تلاميذ شاهين والفنانين المقربين منه. ولم يتمالك معظمهم نفسه، وانهمرت الدموع، وخصوصاً في اللحظات الأخيرة للقداس عند تلاوة تراتيل الوداع. وأبرز المتأثرين خالد يوسف، ويسري نصر الله، ومنال الصيفي، وحسين فهمي، ويسرا، ولبلبة. كما بدا التأثر على مجموعة شبان وفتيات لم يكونوا مقربين من شاهين، علماً أن مجموعة مخصصة لوداع شاهين انطلقت على «فايس بوك» فور إعلان الخبر صباح أول من أمس.
◄ بعض الحاضرين فوجئوا بخبر وفاة الممثل أحمد محرز الذي شارك في بطولة أفلام لشاهين أبرزها «عودة الابن الضال» و«اسكندرية ليه» و«سكوت حنصوّر». وعندما تساءل بعضهم عن سبب غيابه، أُعلن عن وفاته بهدوء قبل أسابيع.
◄ وصل جثمان يوسف شاهين كاتدرائية القيامة، في تمام الساعة الثانية عشرة والربع ظهراً. ما أحدث خللاً في خطط بعض المعزّين، وخصوصاً رجال الدولة. وبعدما أشيع عن إقامة الجنازة عند الواحدة ظهراً، وصل بعضهم إلى الكنيسة في لحظات الدفن الأخيرة.
◄ أجَّل الزحام الشديد خروج الجثمان من الكنيسة حوالى نصف ساعة.
◄ السيارة التقليدية التي أقلت الجثمان من المستشفى إلى الكنيسة وكان رقمها « 63 تحت الطلب» لم ترافق النعش إلى الإسكندرية. إذ جرت الاستعانة بسيارة حديثة مخصصة لهذا الغرض حملت الرقم «909 تحت الطلب».
◄ قوبل إعلان إقامة العزاء في مدينة الفنون بارتياح من جانب الحاضرين. إذ ستتحول وفاة شاهين إلى حدث يجمع كل أفراد الوسط الفني المصري، في المكان الذي انطلق منه رموز هذا الفن.


محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

سكوت حَنصوّّر


التغطية الإعلامية المكثّقة لجنازة يوسف شاهين لم تعكس مكانة الراحل فحسب، بل كشفت خللاً واضحاً في طريقة تعامل الفضائيات العربيّة مع حوادث مماثلة، كما كشفت عن تدنّي المستوى الثقافي عند بعض المراسلين. لكن التعميم غير جائز، ذلك أن الخبرة ساعدت فريق قناة art على نقل الجنازة على الهواء مباشرة، فيما غابت «روتانا سينما» تماماً عن الحدث، ربما تأثّراً بغياب هالة سرحان، العقل المدبّر في مناسبات مماثلة. لكنّ مراسلي القنوات العامة وبعض الوكالات كانوا عبئاً على لحظات الوداع. إذ تعامل معظمهم مع الحدث على أنه فني، لا يختلف كثيراً عن العرض الخاص بفيلم جديد. وبالتالي، لا مانع من طرح السؤال نفسه على عشرات الفنانين، حتى لو كانت الإجابة واحدة. وذلك قد أزعج كثيرين، ما عدا من قرر التزام الصمت منذ البداية، مثل يسرا ومحمود عبد العزيز.فيما استغل بعض المغمورين اهتمام الفضائيات بهم، ليتحدثوا عن شاهين. هكذا مثلاً، حصلت زيزي مصطفى على فرصة الظهور المتكرر لمجرد أنها والدة بطلة فيلمه الأخير (منة شلبي)، وأجرت غادة إبراهيم أكثر من لقاء لأن مراسلي القنوات يعرفونها. بينما ترك المراسلون مُخرجاً بحجم توفيق صالح لأنهم لم يعرفوا من هو. وحين سأل أحدهم: «مين الراجل أبو شعر أبيض ده»، وعرف اسمه، طرح سؤالاً آخر: «هل هو مهم؟». كأن هؤلاء لم يسمعوا عن توفيق صالح أو حتى لم يشاهدوا فيلم «إسكندرية كمان وكمان» لشاهين، وقد ظهر فيه صالح بشخصيته الحقيقية. وسط كل ذلك، كان الحديث مع نادية لطفي وحسين فهمي وغيرهما، صادقاً، استعادوا فيه لحظات استثنائية جمعتهم بجو.

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

جنازته اليوم ... وبعده «الشارع لمين»؟




من الاسكندرية وإليها يعود. هكذا، اختصرت وفاة يوسف شاهين رحلته الطويلة التي بدأت من الاسكندرية قبل 82 عاماً ويعود إليها بعد الصلاة عن راحة نفسه ظهر اليوم في كاتدرائية «القيامة» للروم الكاثوليك في الظاهر في القاهرة. ثم يوارى جثمانه في الثرى في مقابر العائلة في الاسكندرية. وتلقى محبّو شاهين وجمهوره بارتياح نبأ جنازته في منطقة قاهريّة عريقة، بعدما خشى بعضهم من «جنازة رسمية» تُبعد عنه البسطاء والناس الذين خاطبهم طوال حياته. إذ إنّ شبح ما حدث في جنازة نجيب محفوظ الذي عُزل جثمانه عن الناس من أجل المراسم العسكرية ظهر جلياً بعد إعلان وفاة جو.لكن شاهين لم يخيّب أمل أصدقائه وتلاميذه ومحبّيه. وحتى في وفاته الهادئة، لم يشأ أن يزعجهم بالرحيل في فرنسا فعاد إلى مصر، ليقيم في مستشفى القوات المسلحة على نيل المعادي قرابة عشرة أيام قبل أن يعلن التلفزيون المصري صباح أمس وفاته. وفي وقت لاحق من عصر أمس، عقد أحمد عبد الحليم مدير المستشفى مؤتمراً صحافياً سريعاً، أكد فيه أن شاهين توفي بعد هبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى توقف التنفس، ولم يكن هناك من إمكان لأيّ تدخل طبي لإنعاش القلب، بسبب ما حدث للمخ من آثار سلبية عقب النزف الذي داهمه قبل ستة أسابيع والعملية الجراحية التي خضع لها في فرنسا. ورفض عبد الحليم التصريح بما يخصّ تفاصيل الجنازة. في الوقت عينه، أدى التأثر البالغ برحيل الخال إلى عصبية في ردود ماريان وغابي خوري على الصحافيين. إذ طالبا بالرجوع إلى شركة «أفلام مصر العالمية» حيث كان موظفو قسم الإنتاج يوفّرون المعلومات المتعلقة بمكان القدّاس والدفن. وحتى الآن، ليس مؤكداً مكان العزاء وتوقيته، وإن كانت المؤشرات تؤكد أنّه سيكون مساء غد لتتاح الفرصة لمن لم ينجحوا في حضور القداس اليوم الاثنين، وخصوصاً أن شاهين ــــ خلال مشوار عمره ستون سنة ـــ شهد ولادة عشرات الفنانين، وساهم في اكتشاف عدد كبير من الممثلين المصريين والعرب. لهذا ترددت الأسئلة طوال أمس عن مدى قدرة عمر الشريف على حضور الجنازة أو العزاء، وهو المشغول بتصوير فيلم أميركي في أوروبا. الأسئلة نفسها طالت زملاء البدايات: فاتن حمامة وأحمد رمزي... وصولاً إلى الجيل الجديد. فمنهم من أكّد حضوره بالطبع مثل خالد النبوي وخالد صالح، فيما ليس مؤكداً إن كانت لطيفة مثلاً ستقطع رحلتها الفنية وتشارك في جنازة الأستاذ الذي قدمها كممثلة لأول مرّة (الوحيدة حتّى الآن) في «سكوت هنصوّر». أسماء أخرى مثل لبلبة وهالة فاخر وهالة صدقي ومنّة شلبي وحنان ترك سينتظرهنّ المصوّرون على باب الكنيسة اليوم، إلى جانب قائمة شاهين التي شاركته رحلته الطويلة، وفي مقدّمهم الفنانة رجاء حسين وزوجها سيف عبد الرحمن والمطرب محمد منير الذي ظهر مع شاهين في فيلمي «اليوم السادس» و«حدّوتة مصرية»... الأغنية الأبرز في مشوار «يوسف شاهين» السينمائي والتي تستعين بها القنوات الفضائية حالياً في البرامج التي تودع صاحب «الأرض».وينتظر شاهين نفسه حضور الممثل المعتزل محسن محيي الدين الذي غاب عن الأضواء منذ عشرين عاماً. لكن شاهين لم ينس أبداً «عبقرية» الممثل الشاب الذي قدّمه في «الوداع يا بونابرت» و«اليوم السادس» و«اسكندرية ليه» قبل أن يختار محيي الدين التديّن والاعتزال. لكن شاهين تمنّى أن يسير تلميذه السابق في جنازته، فهل يلبّي محسن محيي الدين اليوم أمنية أستاذه؟ وقد امتنع خالد يوسف، التلميذ المقرّب من شاهين في سنواته الـ15 الأخيرة، عن الرد على هاتفه بعد إعلان الخبر.رد الفعل الفضائي على رحيل شاهين، أمس، لم يكن على مستوى الحدث. الفضائية المصرية اكتفت ببث الخبر في الشريط الإخباري، فيما أعادت «النيل للدراما» عرض برامج وثائقية عن الراحل، وهو ما كررته فضائيات «الحياة» و«دريم» وotv. أما أولى ردود الأفعال على المستوى الدولي، فجاءت من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي وجّه تحية تقدير إلى المخرج الكبير، واصفاً إياه بأنّه «مدافع كبير عن حرية التعبير وبشكل أوسع عن الحريات الفردية والجماعية». بينما احتل نبأ وفاة جو مواقع الصحف الفرنسية على الإنترنت، مثل «لوموند» و«ليبيراسيون».لكنّ صاحب النصيب الأكبر من الخسارة مع رحيل شاهين سيكون فيلم «الشارع لمين» الذي كان يعدّ شاهين لإخراجه قبل أن يصاب بالنكسات الصحّية المتتالية منذ العام الماضي، «الشارع لمين» اسم فيلم لن يجد مخرجاً بشجاعة شاهين ليقدمه على الشاشة الكبيرة. هكذا، تركنا جو لنتساءل: بعده «الشارع لمين»؟




محمد عبد الرحمن


جريدة الأخبار اللبنانية

الخميس، 17 يوليو 2008

ما هو التطبيع ؟


محمد حماقي اعتذر عن عدم الغناء في أريحا، وشركات الإنتاج نفت عنها شبهات التطبيع، فيما لاحقت التهمة مهرجان «الأردن» لأسابيع... لماذا عادت هذه القضية إلى الواجهة؟ وأيُّ دور يؤدّيه «البزنس» وسط كلِّ ذلك؟

واجه مهرجان «الأردن» حملةً شرسة بسبب شبهة التعامل مع شركة إسرائيلية، فيما خرج لينين الرملي من لجنة تحكيم «مهرجان المسرح المصري» بعد اتهامه بالتطبيع، وتراجع محمد حماقي عن الغناء في أريحا... وقبله، تم تحويل عمرو واكد إلى التحقيق بسبب مشاركته الممثل الإسرائيلي يغال ناؤور التمثيل في وثائقي «بين النهرين» عن صدام حسين.
وسط كل ذلك، يبقى السؤال: هل حقاً انتصر أعداء التطبيع في معركتهم؟ أم أن هناك من نجح في تحويل مسار القضية، ليختفي سؤال «كيف نتعامل مع المطبّعين؟» ونعود إلى نقطة الصفر مع «ما هو التطبيع»؟
المتابع للحركة الفنية في مصر أخيراً يلحظ اهتمام الوسطين الفني والصحافي بقضية التطبيع بشكل غير مسبوق، حتى في أكثر الفترات هدوءاً بين العرب وإسرائيل. ربما يعود ذلك في المقام الأول إلى طول فترة الصراع ( 60 عاماً) التي جعلت بعضهم يفقد قدرته على الاستمرار في النضال ضدَّ العدو. من هنا، لم يعد علي سالم حالة استثنائية، بل هناك أصوات أخرى ذهبت أخيراً أبعد مما ذهب إليه سالم، المفصول من اتحاد كتاب مصر بعد رحلته إلى إسرائيل عام 1994: لينين الرملي مثلاً سار على الدرب نفسه. أعلن أخيراً أنه لم يعد هناك مجال للعداء مع تل أبيب، أقله على مستوى الثقافة. وفاجأ الجميع بدعوته الملحق الثقافي في السفارة الإسرائيلية في القاهرة إلى حضور عرض «اخلعوا الأقنعة». أما رد الفعل، فاقتصر على استبعاده من لجنة تحكيم المهرجان القومي للمسرح المصري الذي يختتم اليوم دورته الثالثة. إذ استبدل بفتحية العسال، الكاتبة اليسارية المعادية طبعاً لإسرائيل.
سبب آخر أعاد قضية التطبيع إلى واجهة المشهد الفني والثقافي: قضية وزير الثقافة فاروق حسني، المرشح لمنصب المدير العام لمنظمة التربية والثقافة والعلوم «الأونيسكو» الذي تختاره الدول الأعضاء في العام المقبل. حسني الذي صرّح قبل أشهر بأنه «إذا وجد كتباً إسرائيلية في معرض الكتاب في الإسكندرية فسيحرقها بنفسه»، سرعان ما تراجع عن قراره. فأشار إلى أنّه مستعد لزيارة إسرائيل إذا قررت تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط، مع تكرار عبارات حفظها الناس عن عدم إمكان تجاهل اتفاق السلام مع إسرائيل، على رغم موقف الشعب المصري من ذلك. والقصة لم تنته هنا، ذلك أن الوزير أعطى حواراً أخيراً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، ما أثار ردود فعل مثقّفين مصريّين، عدّوا موقفه في بيان لهم «خضوعاً ذليلاً للابتزاز الإسرائيلي من أجل مصلحة شخصية للوزير».
ما سبق من أسباب يختلف تماماً عمّا هو آت، فعندما يدخل «البزنس» على الخط يتحول «التطبيع» إلى «تزبيط»، كما سخر عادل إمام من المصطلح في فيلم «السفارة في العمارة». الصحيفة اليومية «البديل»، المحسوبة على اليسار، رصدت ظاهرة تطبيع شركات الإنتاج الموسيقية الكبرى مثل «روتانا» و«ميلودي» و«عالم الفن» مع شركات تعمل داخل إسرائيل. الخبر ليس جديداً، مجلّة «روتانا» نفسها نشرت قبل 8 شهور مقالةً، تتهم فيه «ميلودي» بالتعامل مع إسرائيل. على رغم أنّ جميع العاملين في السوق الموسيقية يعرفون أنّ شركات الإنتاج الكبرى اختلفت على كل شيء، واتفقت على عدم إهدار حقوقها داخل إسرائيل.
وأشارت الحملة التي نشرتها «البديل» على مدى خمسة أيام متتالية، أن للشركات الثلاث وكلاء رسميين في إسرائيل مهمتهم حماية إنتاج «روتانا» و«ميلودي» و«عالم الفن» من القرصنة، وأن المستندات تثبت أن التعامل ليس مع عرب 48، بل مع مكاتب المحامين التي تقع في تل أبيب. كما أن توقيعاتهم العقود تكون بالحروف العبرية، حتى لو كانت أسماؤهم عربية في الأغلب. ومضت الجريدة لتؤكد أن الأمير الوليد بن طلال يسعى إلى توسيع استثماراته العقارية والسياحية داخل إسرائيل، وأن الأمر لم يتوقف عند حدود التعاون الفني، فيما نفت شركة المملكة القابضة (التابعة للوليد) ذلك، رداً على تقرير نشرته «إيديعوت أحرونوت». وفي كل الأحوال، تبقى أغاني نجوم «روتانا» و«عالم الفن» و«ميلودي» متاحة بشكل قانوني لشركات المحمول ومواقع الإنترنت الإسرائيلية، ويستفيد منها اليهود والعرب على حد سواء.
كل ما سبق يؤكد أن هناك جهوداً مكثّفة وغير مسبوقة لكسر الجدار العازل بين العرب ـــــ خارج الأرض المحتلة ـــــ وإسرائيل، وأن أصحاب تلك الحملة استفادوا من كل التجارب السابقة، بعد دحر المطبّعين الأوائل. وأصبح الأهم بالنسبة إليهم نسف مفهوم «التطبيع» نفسه والعمل على إزالته من أذهان الأجيال الجديدة التي لم تشهد أي حرب، وقد أبصرت النور بعد توقيع اتفاقية السلام.


محمد عبد الرحمن


جريدة الأخبار اللبنانية

الخميس، 10 يوليو 2008

أبونا عادل إمام... محامي وحدة مصر!


اللي في القلب في القلب يا كنيسة» يتمتم القسّ قبل أن يهتف مع الشيخ «يحيا الهلال مع الصليب». في «حسن ومرقص»، يسلِّط عادل إمام وعمر الشريف الضوء على الفتنة الطائفية، من دون اتخاذ موقف منها على قاعدة «نقلنا لكم ما يحدث في الشارع... والباقي عليكم»
أكثر المَشاهد التي أعجبت الجمهور في العرض الأول لفيلم «حسن ومرقص» لعادل إمام وعمر الشريف، كانت تلك التي يتحدث فيها «بعض» الأقباط عن المسلمين بشكل سيء، أو تلك التي ينتقد فيها المسلمون البعيدون عن المواطنة والتسامح، المساواة بين عنصري الأمة. وإعجاب الجمهور ناتجٌ من كون الجمل التي ردّدها الممثلون، يتناقلها الناس كل يوم في الشارع المصري. ذلك أن هناك فئة من المسلمين ترى أن المسيحيين قد نالوا حقوقهم كاملة، وأنه لا يوجد أي «متسوّل مسيحي» على حد قول أحد الشيوخ في الدقائق الأولى للشريط. فيما يردُّ قسيس في المشهد التالي بأن صعوبات إصلاح حمامات الكنائس ـــــ لا بنائها حتّى ـــــ تؤكد أن نظرة الدولة إلى المسيحيين لم تتغير. وعلى رغم الكلام المستمر عن الوحدة الوطنية، يبقى «اللي في القلب في القلب يا كنيسة» كما قال الممثل الذي أدى دور القسيس. وفي المشهد الذي يليه، يقفُ الشيخ مع القسيس في مؤتمر الوحدة الوطنية، ويهتفان: «يحيا الهلال مع الصليب»... باختصار، أراد «حسن ومرقص» أن يضيء على أزمة تعايش يجب الاعتراف بها علناً، وأن مصر أيام نجيب الريحاني وبديع خيري اللذين عملا معاً لثلاثين عاماً، من دون أن يعرف الأول أن الثاني مسلم... لم تعد كما كانت. بالتالي، لا يمكن التعامل مع حوادث الفتنة الطائفية التي كثرت أخيراً، على اعتبارها وقائع عابرة.غير أن الفيلم الذي أعطى هامشاً واسعاً للكوميديا لم يقدّم أي حلول، كما استبعد دور الشرطة تماماً. إذ أدّى عزت أبو عوف دور رجل الأمن بشكل هزلي للغاية، وبدا واضحاً أن صانعي الشريط تفادوا دخول المناطق الشائكة حتى يمرّ المشروع بسلام. تماماً كما فعل عادل إمام مع مؤلف «حسن ومرقص» يوسف معاطي يوم قدّما «السفارة في العمارة». إذ لم يخرج الفيلم وقتها ليدين إسرائيل، إلا في المشهد الأخير بعد استشهاد طفل صغير. وقد ظل البطل آنذاك يسخر من المطبّعين ومن أعداء التطبيع، من دون تقديم موقف محدد. في «حسن ومرقص» أيضاً، أظهر الشريط كيف يتعامل المتشددون المسلمون بحذر مع أي مسيحي، وكيف يغضب المسيحي من صديقه إذا وافق على إسكان رجل مسلم معه في العقار. وفيما اندلعت الفتنة على الشاشة مرتين، انتهى الفيلم والأسرتان المسيحية والمسلمة تحاولان الصمود داخل معركة بين المسيحيّين والمسلمين حدثت فعلاً في الإسكندرية، ولكن من دون أن يتدخل أحد لإنهاء الصراع الدموي. وكأن عادل إمام وعمر الشريف يقولان للناس هذا ما تقرأون عنه في الصحف... نقلناه لكم على الشاشة والباقي عليكم.ومع ذلك، حرص الشريط على التأكيد أن التعصب موجود داخل كل إنسان، حتى عند أكثر الأبطال تسامحاً: القس بولس والشيخ محمود. فعندما عرف البطلان الحقيقة في الدقائق الخمس الأخيرة، تبدلت النيّات قبل أن يندلع حريق يوحّد العائلتين مرة أخرى، بعيداً من الأديان. وهذا التعصب سيحدد مدى تقبل الجمهور للفيلم، فهناك من ضحك من قلبه على المواقف الكوميدية التي نتجت من دخول المسيحي للمسجد والمسلم للكنيسة بعد التنكر وإخفاء شخصيتيهما الحقيقيّتين. وهناك من رأى تطاولاً في أن يجلس عادل إمام متنكراً في زي شيخ مسلم ليرد على فتاوى البسطاء، أو يضطر عمر الشريف إلى تمثيل ترديده التراتيل أمام القساوسة.وبعيداً من المضمون الشائك لـ «حسن ومرقص»، يظل الفيلم الذي يروي قصة هروب شيخ ولاهوتي من متشددين أقباط ومسلمين، حالة خاصة في إنتاجات السينما المصرية لعام 2008: هو الأول الذي يتعرض مباشرة للوحدة الوطنية، والأول الذي يجمع عادل إمام وعمر الشريف، والأول الذي يظهر فيه الممثل الكوميدي الشهير في دور رجل مسيحي. وقد وصل الأمر ببعضهم إلى انتقاده على ذلك على موقع «فايس بوك» بدعوى الترويج للديانة المسيحية. لكن رسالة الفيلم أجهضت ــــ من جانب هؤلاء ـــــ قبل أن يعرض.الجديد أيضاً توزيع سيناريو الفيلم على النجوم والصحافيين قبل العرض الخاص الذي أقيم الخميس الماضي في دار الأوبرا. وقد اعتذر عمر الشريف عن الحضور، لانشغاله في التشيك. فيما أعلنت الشركة المنتجة «غود نيوز غروب» عن طبع 100 نسخة ليكون أكثر الأفلام انتشاراً في موسم الصيف حتى الآن.وقد أدى توزيع السيناريو على الصحافيين إلى كشف ما جرى حذفه من مشاهد، إن كان من جانب الرقابة أو من جانب أسرة الفيلم. ومن أبرز المشاهد التي حُذفت: مشهدٌ بين محمد إمام وشيري عادل يتحدثان فيه عن نيتهما الذهاب إلى السينما، ويرشح الشاب فيلم «حين ميسرة»، شارحاً لها عن المشاهد الحميمة التي جمعت بين غادة عبد الرازق وسمية الخشاب، قائلاً: «الفيلم جامد جامد... وسمية مبدعة في الفيلم... لابسة بدلة رقص حكاية». لكن البطلين، في الصيغة النهائية، ذهبا لمشاهدة فيلم أجنبي رومانسي.كما حُذف مشهد، يحاول فيه الضابط ضياء عبد الخالق تهدئة أهالي «المنيا» الثائرين بسبب اختفاء عادل إمام، ويُظهر المشهد عدم ثقة الناس بكلام الضابط. كذلك حُذف المشهد 121 كاملاً، وهو عبارة عن حوار بين عادل إمام وعمر الشريف. وفيه يقول بولس (عادل إمام) لعمر الشريف: «ده أنت كافر في اللعب»! ثم يتواصل الحديث عن رؤية المصريين للدين، وكيف أنه من المفروض أن يكون «الدين المعاملة... مش صلاة وصوم بس». وبين المشاهد التي اختفت على الشاشة أيضاً، مشهد التظاهرة التي يسير فيها المسيحي والمسلم رافعَين لافتة «الدين لله والوطن للجميع». علماً أن مشهد الافتتاح أيضاً حُذف، وكان عبارة عن رجلين مسيحي ومسلم يأكلان على عربة فول.يذكر أخيراً أن «حسن ومرقص» الذي وقّعه المخرج رامي إمام، سيعيش المنافسة وحيداً أسبوعاً كاملاً قبل أن تستقبل دور العروض المصرية الأسبوع المقبل فيلم «حلم العمر» لحمادة هلال. وهناك أيضاً فيلم «آسف على الإزعاج» لنجم العامين الأخيرين أحمد حلمي... فهل يصمد شريط الوحدة أمام ضحكات حلمي التي تحولت إلى ماركة مسجلة؟ أم يقبل المصريون على الكوميديا الخالصة، تاركين شبح الفتنة الطائفية يهدد الوحدة، إنما خارج صالات العرض؟
محمد عبد الرحمن
جريدة الأخبار اللبنانية

الثلاثاء، 8 يوليو 2008

كل الحق على السعودية!


لم يكن ردّ فعل شركة «الباتروس»، أبرز شركات الإنتاج السينمائي في مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة، متوقعاً حيال مقالة نشرت عن نشاطاتها في صحيفة «صوت الأمة» المحلية. إذ قررت الشركة التي أنتجت 18 فيلماً في وقت قياسي، بينها الأفلام الأربعة الأخيرة لخالد يوسف، مقاضاة الصحيفة. وذلك، بعدما نشر الصحافي عبد الحميد العش سلسلة مقالات، اتّهَم فيها مالك الشركة كامل أبو علي ببيع السينما المصرية مباشرةً إلى السعوديين، ممثلين بشركة «روتانا». وكشف العش في مقالاته أن تصريحات أبو علي ـــــ وهو رجل أعمال متخصص في مجال السياحة ـــــ عن إنعاش السينما المصرية عبر أعمال «الباتروس» والتعاون الوشيك بينها وبين نجيب ساويرس، هي نشاط يستفيد منه الوليد بن طلال في المقام الأول، على اعتبار أن «الباتروس» وشركاءها يبيعون «نيغاتيف» الأفلام مباشرة لـ«روتانا»، حتى قبل طرحها في صالات العرض.وعلى رغم أن «صوت الأمة» طلبت من أبو علي الرد فوق صفحات الجريدة، اختار الأخير القضاء للدفاع عن نفسه، وحرّك دعوى رسمية في محكمة «جنح العجوزة»، كما تقدم بشكوى إلى المجلس الأعلى للصحافة للتحقيق مع المسؤولين في الجريدة، وخصوصاً أن المقال الثاني في الصحيفة، جاء بعنوان «أبو علي الرجل الذي باع تراث مصر». والمعروف أن الصحف المصرية تناقش منذ حوالى عشر سنوات، ومن دون جدوى، قضية بيع «نيغاتيف» الأفلام المصرية إلى شركات خليجية. وكان المتعارف عليه طوال القرن العشرين أن شركات الإنتاج تبيع حقوق العرض فقط للفضائيات أو التلفزيون الأرضي، لكن سطوة رأس المال الخليجي دفعت بالمنتجين، في غياب الدور الرسمي، إلى بيع الأفلام بالكامل، بمعنى أن المنتج يبيع النسخة الأصلية بعد انتهاء تصوير الفيلم بسعر يقال إنه يبدأ من مليون دولار مع نجوم الصف الثاني، ويزيد كلما زاد عدد النجوم. بالتالي، يصبح للشركات المالكة الحق في حذف ما تشاء من تلك الأفلام ومنع عرضها إذا أرادت. وكل ذلك من دون أن يكون لأبطالها وصانعيها أي حق في الاعتراض، ما انعكس سلباً على التلفزيون المصري والقنوات الخاصة التي باتت تشتري حالياً الأفلام المصرية من «روتانا» وart السعوديتين!

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

رمضان 2008... يُراهن على السينما


حين ينزح نجوم الشاشة الكبيرة دفعةً واحدة إلى التلفزيون، ويقرر المنتجون منافسة الأفلام السينمائية عبر الدراما... تكون النتيجة: تبدّلاً في ظروف التصوير، خلافات في الكواليس، ومشاهد صعبة تعرّض حياة النجوم للخطر.


مع دخول عدد من نجوم السينما حلبة المنافسة الرمضانية، تشهد كواليس تصوير أبرز المسلسلات المصرية هذا الموسم، سلسلة من الخلافات. قد يعود ذلك إلى تأخر انطلاق التصوير، أو عدم تكيّف نجوم السينما مع شروط اللعبة التلفزيونية. وإذا كان كتّاب الدراما قد راهنوا هذا العام على طرح موضوعات جريئة، تخرج من عباءة القصص الاجتماعية التقليدية، وتُنافس جرأة أفلام السينما... فإن المخرجين أيضاً فرضوا شروطاً جديدة في التصوير. وكل الجهود تصب اليوم على تذليل العقبات وإنهاء التصوير باكراً، حتى لا يخرج أحد المسلسلات من السباق، كما حدث مع «وكالة عطية» بسبب مرض المخرج رأفت الميهي.والبداية مع مسلسل «طريق الخوف» لغادة عبد الرازق ومجدي كامل. إذ دخل فريق الإنتاج والمخرج عادل الأعصر في خلاف مع بطلي العمل بسبب انشغال الأولى بمشروعاتها السينمائية، بداية من «ليلة البيبي دول» وصولاً إلى فيلم «7 ديسمبر» الذي يجري تصويره حالياً، ثم جاء اختيار مجدي كامل لتجسيد شخصية جمال عبد الناصر في مسلسل «ناصر» ليزيد من أزمة «طريق الخوف». وحتى الآن، لم ينته العمل من المسلسل، على رغم مرور أربعة أشهر كاملة على انطلاق تصويره.الخلافات وصلت أيضاً إلى «بعد الفراق» مع خالد صالح وهند صبري في أول بطولة تلفزيونية لها. ذلك أن التصوير توقف لفترة بسبب وفاة والدة المخرجة شيرين عادل. لكن عودتها إلى الاستديو تزامنت مع انطلاق شائعات عن خلاف بين بطلي العمل، بسبب زيادة مساحة دور خالد صالح، وظهوره في وسائل الإعلام كالنجم الأوحد للعمل. وتدور القصة حول شاب وفتاة تربطهما علاقة حب أيام الفقر، وفيما تتبدل ظروف الشاب ويصبح صحافياً لامعاً، تظل الفتاة تعمل خادمة في المنازل. وكان صالح وصبري قد ظهرا كثنائي مميز في فيلم «أحلى أوقات». وكما هي العادة في مسلسلات فيفي عبده، لا تمرّ فترة التصوير من دون خلافات بين الأبطال أو بين البطلة والمخرج. والجديد مع «قمر» هو تهديد المخرج هاني إسماعيل بالانسحاب بسبب تدخل فيفي في جميع التفاصيل. ثم عاد هاني إسماعيل ليؤكد تراجعه عن الانسحاب، مشيراً إلى أنه مستمرٌّ في التصوير بعد تذليل جميع العقبات. وكانت عبده وضعت اسمها على «جنيريك» العمل كمؤلفة للقصة، ما دفع بالسيناريست عزت آدم إلى مهاجمتها في الصحف.ومن فيفي عبده إلى يسرا. يردد عاملون في مسلسل «في إيد أمينة»، أن ساعات التصوير المكثفة بغية اللحاق برمضان، زادت من عصبية الأبطال، وخصوصاً يسرا التي طالبت بإجراء بعض التعديلات المفاجئة، ما أغضب المخرج محمد عزيزية. لكن المنتج جمال العدل استوعب الموقف، وحاول تهدئة الخواطر حتى يضمن انتهاء تصوير العمل في أسرع وقت، لا سيما أن تصوير «في إيد أمينة» بدأ متأخراً، وتم تسويقه حتى الآن إلى قناتي «دبي» و»دريم». ويدور العمل حول مغامرات الصحافية أمينة التي تواجه عصابة لبيع الأطفال، وتعمل في أكثر من دولة عربية. والمسلسل مستوحى من قصة حقيقية عاشها المصور الصحافي عادل مبارز نهاية سبيعينيات القرن الماضي.أما مسلسل «عدى النهار»، فقد ضرب الرقم القياسي بعد الخلافات التي شهدتها الكواليس، وانتقلت إلى صفحات الجرائد، وخصوصاً خلافات نيكول سابا ورزان مغربي. كما أشار بعضهم إلى نشوء خلافات بين صلاح السعدني والمؤلف محمد صفاء عامر بسبب إضفاء بعض التعديلات على النص. لكن العلاقة القديمة بين الطرفين ووساطة المخرج إسماعيل عبد الحافظ ساعدتا على إنهاء الأزمة سريعاً.وكان أبطال مسلسل «الفنار» قد دخلوا في خلاف مع المخرج خالد بهجت بسبب إصراره على التصوير من دون الاستعانة بممثل بديل، بغية منافسة الأفلام السينمائية وما تفرضه من شروط تصويرية عالية الجودة. وهو ما أسفر عن إصابات عدة بين فريق العمل، فالبداية كانت مع أحمد راتب وطارق لطفي، إذ قفز الاثنان في الماء لتنفيذ أحد المشاهد، وكادا يغرقان لو لم يسارع غفر السواحل إلى إنقاذهما. وخلال تصوير مشهد آخر يتعلق بتفجير خط بارليف، استخدم المخرج مفرقعات أصابت صابرين فى قدمها ودفعتها إلى ملازمة الفراش لمدة أربعة أيام، فيما أصيب ياسر جلال بتمزق في قدمه أثناء تصوير مشهد عن الانتخابات. كما أقدمت صابرين، خلال التصوير أيضاً، على صفع الممثلتين ايمى وياسمين جمال، ما أدى إلى تورم في وجهيهما.ومن «الفنار» إلى «الهاربة» الذي يجري تصويره حالياً في أميركا. إذ تعرضت تيسير فهمي إلى حادثتين أثناء تصوير بعض مشاهد «الأكشن»، ولازمت بسببهما الفراش. أما الممثلة عبير صبري التي تؤدي دور ضابطة فى المباحث الفدرالية، فقد تعرضت إلى تمزّق في عضلات ظهرها، بعدما أدت إحدى حركات «الأكشن» بطريقة خاطئة، على رغم أنها تدربت جيداً على ذلك تحت إشراف مدربين محترفين».ومسلسل «قلب ميت» كان الأقل خطورة على الأبطال المشاركين. إذ سمح المخرج مجدي أبو عميرة باستخدام «دوبلير» لتأدية مشاهد المطاردات، عوضاً عن الممثلين الأصليين. وقد أدى ممثلٌ بديل من جنوب أفريقيا المشاهد الخاصة بشريف منير. كما استعان المخرج بـ«دوبلير» مصري، ليقدم مشاهد خطرة، عرّضته إلى إصابات بالغة.بعد كل ذلك، يبقى السؤال: هل توفر كل الأجواء الساخنة في كواليس لمسلسلات رمضان، عنصراً لجذب اهتمام الجمهور طيلة ثلاثين يوماً؟.

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

الاثنين، 7 يوليو 2008

«السادات» يثيرُ غضب المصريين


لم يعد فقط شارع «خالد الإسلامبولي» أحد أبرز العوائق التي تحول دون عودة العلاقات السياسية بين مصر وإيران. تلك العلاقات المقطوعة منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 وموافقة الرئيس الراحل أنور السادات على إعطاء شاه إيران حق اللجوء السياسي... فاليوم، يعيد الشريط الوثائقي، «34 طلقة للفرعون» ـــــ وقد سمّته الصحف المصرية «إعدام الفرعون»ـــــ العملية إلى المربع الرقم صفر.بدأت الأزمة بعد انتشار خبر يؤكد أن مجموعة تحمل اسم «لجنة تمجيد شهداء الحركة الإسلامية العالمية» أطلقت فيلماً وثائقياً يؤرّخ لعملية اغتيال السادات على يد خالد الإسلامبولي. كما يشير الخبر إلى أنّ الفيلم يدعم موقف الإسلامبولي آنذاك في أن السادات «خائن ويستحق القتل» بسبب توقيعه اتفاقية «كامب ديفيد». يحدث ذلك بينما خلفاء الإسلامبولي في جماعة الجهاد الإسلامي، أعلنوا قبل سنوات قليلة تراجعهم عن فتوى اغتيال السادات، مؤكدين عدم صحتها. وقد أشاروا إلى أن الخلاف في قضية السلام مع إسرائيل، لا يبرر اغتياله. إذاً، يأتي الفيلم الذي لم يشاهده أحد حتى الآن في الوطن العربي، ليعيد الزمن إلى الوراء 27 عاماً، ويجمد الصورة عند لحظة اغتيال السادات في طريق النصر يوم الاحتفال بالذكرى الثامنة لانتصار أكتوبر. من هنا، كان ردّ الفعل الرسمي والعائلي متوقعاً، فالحملة المضادة ليست بحاجة لمشاهدة الفيلم أو القراءة عنه أكثر مما نشر عن تكريسه لاتهام السادات بالخيانة. أضف إلى ذلك أن العلاقات مع إيران تسمح للصحف القومية، وخصوصاً «الجمهورية» و«روز اليوسف» بإعادة فتح ملفات «الجار الفارسي الذي يهدد الوجود العربي ربما أكثر من إسرائيل»، كما يقول بعض الذين يتبنون هذا الاتجاه. رئيس تحرير «الجمهورية» محمد علي إبراهيم كتب مقالاً هجومياً بعنوان «جليطة إيرانية فجة»، فيما أشارت «روز اليوسف» إلى «وقاحة إيرانية جديدة فى حق مصر». أما أسرة السادات فهددت بمقاضاة منتجي الفيلم، ونقيب السينمائيين ممدوح الليثي وصف الفيلم بقلّة الأدب. فيما طالب السيناريست وحيد حامد بالرد عليه بعمل فني، لا بتصريحات عنترية غاضبة... ووسط كل ذلك، لم ينتبه أحد إلى تصريحات مسؤول إيراني لجريدة «الشرق الأوسط»، يؤكد فيها أنّ الحكومة الإيرانية ليست مسؤولة عن الفيلم ولم تموله، وأنها متمسكة بالتهدئة مع مصر. بالتالي، فإن «34 طلقة للفرعون» هو من إنتاج أفراد. ومع غياب العلاقات أساساً بين البلدين، قد لا تسجل مصر احتجاجاً رسمياً على الفيلم، لتبقى المعركة في إطار التراشقات الإعلامية التي لا تحلُّ أزمات ولا تقدم رداً موضوعياً.

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

الاثنين، 30 يونيو 2008

تامر «تذكَّر» العندليب!


ما زال غلاف العدد الأخير من مجلة «الكواكب» ـــــ أقدم المجلات الفنية المصرية ـــــ حديث الوسط الفني في مصر. أما صورة الغلاف المثيرة للجدل، فقد التُقطت لتامر حسني يحمل صورة لعبد الحليم حافظ في منزل العندليب.لكن زيارة أي شخص ـــــ مهما كان هدفها ـــــ إلى منزل عبد الحليم هي حق مشروع. وقد فعل عمرو دياب ذلك قبل 3 سنوات، فما المانع أن يزور تامر المنزل هذا العام، في مناسبة ذكرى ميلاد حليم؟سبب المشكلة يكمن في المقال الذي أرفقت معه الصورة. إذ كتب محرر الموضوع قصة، شرح فيها أنه التقى شاباً لم يذكر اسمه، لكنه اكتفى بذكر أنه متخرّج من كلية «دار العلوم»، وهي كلية تدرّس موادّ ذات طبيعة دينية. هذا الشاب أخبر الصحافي عن «رؤيا» ظهر له فيها عبد الحليم حافظ، وسأله: من هو الشاب الذي يغني اليوم أغاني عاطفية ناجحة؟ فردّ صاحب الحلم: إنه تامر حسني. وهنا ـــــ حسب رواية المحرر ـــــ التفت حليم إلى سائقه وقال له: «ألم أقل لك إن هناك شاباً اسمه تامر، سيصبح مغنياً كبيراً؟ ثم التفت حليم مرة أخرى إلى صاحب الحلم، وقال له: «ممكن أكلم تامر ده؟»، فقال له الشاب: «طبعاً ده حلم حياته إنك تكلمه». هنا، انتهت رواية الشاب، وأكد الصحافي أن صاحب الحلم، عندما لاحظ استخفاف المحرر بما يقوله، ردّ عليه بحزم: «من حقك ألا تكترث للموضوع، لكن الرؤيا أصبحت أمانة، ويجب أن توصلها إلى صاحبها»، أي تامر حسني. وبالفعل، لم يضيع المحرر الوقت، وأبلغ تامر الذي انخرط في بكاء عميق، ليتفقا معاً على زيارة ـــــ برفقة المصور طبعاً ـــــ منزل عبد الحليم وقبره. وتعود أسرة العندليب إلى الظهور من جديد، بعد اختفاء طويل منذ عرض مسلسل «العندليب». كما لم ينسَ تامر أثناء الزيارة التحدث عن ضرورة إنشاء متحف لعبد الحليم الحافظ، وصيانة المقبرة...هذه القصة، وما تحمله من دلالات على مشاركة الصحافة في الترويج للنجوم، ولو على حساب المنطق، تزامنت مع حدث بارز يستعد له حسني. إذ لا يمكن عزلها عن الحملة الدعائية التي أطلقت أخيراً بمناسبة طرح الألبوم الجديد لتامر حسني بعنوان «قرب كمان». وهو العنوان الثاني للألبوم، بعد اعتراض الرقابة على العنوان الأول «احضني أوي». ما اضطر تامر والمنتج نصر محروس إلى تغيير اللوحات الإعلانية بعد انتشارها في الشوارع.كذلك يترقب تامر عرض فيلمه الرابع «كابتن هيما». لذا، لفت الأنظار صوبه لضمان تكرار نجاح فيلمه السابق «عمر وسلمى» الذي صاحبته العام الماضي حملة دعائية قوية، شملت عرضاً خاصاً مبكراً، وأغنيات لا حصر لها، تعرض على الشاشات. يطرح الألبوم خلال يومين، وهو من إنتاج نصر محروس، وتوزيع شركة «فيفا انترتينمنت» في جميع البلدان خارج مصر. ويضم 14 أغنية، ستطرح منها 12 في الكاسيت، بينما تضم الأسطوانة أغنيتين إضافيتين في سبيل تنشيط عملية بيع الأسطوانات. معظم أغنيات الألبوم «قرب كمان» جاءت من ألحان تامر حسني نفسه. فيما يتعاون في باقي الأغنيات مع عدد من الشعراء والمحلنين، بينهم: المنتج نصر محروس، ومحمد عاطف، رامي جمال، عبير الرزاز، علي شعبان، عبد العزيز الشافعي، محمد يحيى وآخرون.


محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

أشرف عبد الباقي : إيرادات "على جنب يا أسطي" تدعو للفخر، وشخصية سائق التاكسي لم تكن مثالية


بينما ترصد الصحف المصرية ردود الفعل حول فيلمه الجديد "على جنب يا أسطي" إنشغل الفنان المصري "أشرف عبد الباقي" بتصوير "الجزء الخامس" من مسلسله الكوميدي الشهير "راجل وست ستات"، ليفاجئ الوسط الفني المصري بمعادلة الرقم الذي انفرد به مسلسل "ليالي الحلمية "منذ سنوات طويلة كونه الأطول في تاريخ الدراما المصرية، صحيح أن نوعية كلا المسلسلين مختلفة، لكن أبطال "راجل وست ستات" نجحوا في الإستمرار وتصوير 150 حلقة، فيما لم يعرض حتى الأن سوى ستين فقط منذ رمضان الماضي، حول تجربته مع هذا المسلسل، وفيلمه الجديد، وشخصية سائق التاكسي غير النمطية التي قدمها، وبرنامجه الجديد "دارك" كان هذا الحوار مع الشرق الأوسط


· نبدأ من "على جنب يا أسطي" إلى أي مدى أنت راض عن توقيت عرض الفيلم والإيرادات التي حققها حتى الأن؟

السينما المصرية متغيرة طوال الوقت، ولم يعد هناك جدول منظم يمكن للفنان أو المنتج تحديد موعد عرض فيلمه قبل فترة كافية، بالتالي العثور على موعد عرض في بداية الصيف لفيلم "على جنب يا أسطي "هو أمر إيجابي جدا، وكلنا رحبنا به لثقتنا أن الشريط يتضمن إختلافا عن كل الأفلام المنافسة، والرهان في النهاية على الجمهور، سواء في صالات العرض أو أمام شاشة التلفزيون، وحتى الان وصلت إيرادات الفيلم إلى مليون جنيه، وهو رقم طيب جدا،ويدعو للفخر، إذا قورن بعدد الشاشات – حوالي عشرين شاشة- وبالمنافسين والإمكانات المتاحة أمامهم .

· شخصية "سائق التاكسي "قدمت من قبل عدة مرات، لكن هناك اتفاق على نجاحك في تقديمها بشكل مغاير، ما تعليقك؟

كل الشخصيات قدمها الفن من قبل، ولا يمكن التوقف عن اعادة تقديمها، المهم هو بصمة الفنان، وأنا تعاملت مع "صلاح" باعتباره إنسان، وتخيلت بمساعدة المخرج سعيد حامد، كيف يفكر، وما هي ردود أفعاله في المواقف المختلفة، وكيف لابد أن يظهر للجمهور مشاعره من الداخل حتى لو لم يصرح بما يشعر به،كذلك لم تكن الشخصية مثالية على طول الخط كما ظن البعض، والدليل أن وقع في حب فتاة أخرى غير زوجته قبل أن يفيق ويعود لحياته الطبيعية، واعتقد ان المصداقية التي تمتعت بها الشخصية، والحكايات التي قدمها السينارست "عبد الرحيم كمال" هي سبب نجاح الفيلم لأن الناس شعرت بأنهم يشاهدون ما يحدث معهم في الشارع، كما تم اختيار طاقم الممثلين بشكل يناسب أدوارهم، أسر ياسين في دور الشقيق البلطجي، واروة جودة الفتاة التي تسعى لاسترداد نجل شقيقتها، والأم خيرية أحمد، والزوجة روجينا.

· وكيف جاءت فكرة الإستعانة بهذا الكم من النجوم كضيوف شرف، حيث وصل عددهم إلى 20 تقريباً ؟

طبيعة الفيلم هي التي تطلبت ذلك، فالسائق يقابل أنماطاً بشرية عديدة، وهي أنماط تتطلباً قدراً كبيراً من الحرفية في التمثيل، والحمدلله استجاب كل من طلبنا منهم المشاركة، ويكفي أن أسماء مثل سمير غانم وأحمد السقا وأحمد رزق، وزيزي البدراوي شاركونا تلك التجربة، بل هناك أسماء أخرى مثل شريف منير كان من المفترض أن يشارك لكن الظروف لم تسمح .

· وماذا عن اختيار الفنان الكويتي داوود حسين، والمشهد الذي جمعك معه ؟

داوود فنان كبير و معروف جيدا في مصر، وبالمناسبة عندما اخترناه لهذا المشهد، التقى به محمد هنيدي في منزل سعيد حامد، وعرض عليه شخصية الخادم الهندي في "عندليب الدقي"، لكن فيلم هنيدي عرض قبلنا، فيما ندعى أننا أول ما اكتشف داوود حسين في السينما المصرية، والمشهد الذي جمعني معه، وصل للجمهور، لأن عبر عن رؤية الشارع العربي للقومية العربية .

· نترك السينما ونتجه للتلفزيون، فيما ننتظر عرض الجزء الثالث من "راجل وست ستات" خلال رمضان المقبل، نراك تصور الجزء الخامس؟

في أمريكا، الأعمال الناجحة تستمر، ونريد أن نطبق تلك القاعدة في الوطن العربي، وهناك أعمال جيدة عديدة راحت سريعاً بسبب عدم الاهتمام بها، لكن "راجل وست ستات" حطم رقماً قياسياً في رمضان الماضي عندما عرض على 22 قناة في وقت واحد، وأصبح نموذجا لمسلسل "السيت – كوم" الناجح، وهو تجربة نفخر جميعا بها، وللعلم، كل الحلقات يشاهدها الجمهور في الاستديو قبل العرض التلفزيوني، ولأن تصوير المسلسل واعداد الديكور ليس بالأمر الهين، نقوم بتصوير الاجزاء المكتوبة بالتتابع، ثم يتم عرضها على الشاشة في وقتها المحدد لاحقاً .

· وما هو الجديد في حلقات "راجل وست ستات" علما بأن قناة "أبو ظبي" أعلنت مبكرا عن عرض المسلسل في رمضان؟

نواصل في الاجزاء الجديدة، تقديم أفكار نابعة من المجتمع المصري، علما بأن الاتجاه نحو المحلية بمصداقية يلفت نظر الجمهور العربي جدا، وكذلك لنرد على من يتهم بالمسلسل بأنه مقتبس عن عمل مماثل في أمريكا، وهذا أمر غير صحيح تماما، لكنه نتج بسبب أن بعض المسلسلات المشابهة تم اقتباسها ، وبجانب مشاركة الفنانة إنعام الجريتلي بدلاً من العزيزة الراحلة زيزي مصطفى، يتواجد معنا أيضا عدد كبير من ضيوف الشرف في مقدمتهم الفنانة ميرفت أمين في شخصيتها الحقيقية، بجانب ماجد الكدواني وراندا البحيري، وغسان مطر، وخالد الغندور والعشرات من النجوم، كما سأقدم مفاجأة خاصة للجمهور في الموسم الثالث وهي الظهور بشخصية مختلفة لكن لا يمكنني الإفصاح عنها حالياً .

· كونت من خلال المسلسل ثنائي ناجح مع الممثل الشاب "سامح حسين" ما خلفيات هذا التعاون ؟

سامح حسين ممثل شاب وموهوب في مجال الكوميديا، وكما ساعدني الكبار في بداية مشواري، اري أن علي الان رد الواجب، وسامح يتعاون معي منذ عدة سنوات وفي عدة أفلام، لكنها المرة الأولى التي تتاح لنا فرصة تكوين ثنائي متناقض بشكل يثير ضحك الجمهور وهو نجاح لي وله وللمسلسل بكل تأكيد .

· وماذا عن التعاون مع مخرج لبناني هو أسد فولادكار، في إخراج مسلسل كوميدي مصري ؟

يمكنك الان الإستماع لنكت وإيفيهات مصرية خالصة من "أسد فولادكار"، والإخراج موهبة وتكنيك قبل أن يرتبط بلهجة أو بيئة، واعتقد أن تجربة فولادكار نموذجا للتكامل العربي في المجال الفني .

· كلامك هذا يجرنا لازمة نقابة الممثلين الأخيرة وأنت عضو منتخب في مجلس الإدارة ؟

الأزمة انتهت، والفنانين العرب المعروفين سيحصلوا على عضوية تسمح لهم ممارسة عملهم، وكما قلنا الهدف مما حدث محاربة الدخلاء واعطاء فرصة للمواهب سواء المصرية أو العربية .

· أخيراً ماذا عن برنامجك الجديد "دارك" الذي يبث كل أربعاء على شاشة أبو ظبي ؟

نجاح تجاربي السابقة في هذا المجال، شجعنى على قبول التجربة الرابعة، خصوصا وانها تعتمد على حوار ودي مع الضيوف وكأنهم في بيتي، الأمر الذي يسفر عن حكايات وذكريات لم تخرج للجمهور من قبل، وحتى الان تم تصوير 39 حلقة، وسنصور حلقات خاصة لشهر رمضان مع مجموعة من الفنانين الخليجيين .
محمد عبد الرحمن

جريدة الشرق الأوسط

الثلاثاء، 24 يونيو 2008

وتمخّض اجتماع الوزراء العرب عن... أمنيات!


كلام الليل يمحوه النهار! عوضاً من أن يدشّن وزراءالإعلام عهداً فضائياً جديداً، عبر تفعيل دور «وثيقة تنظيم البث...»، تحفّظت دول، وأرجئ المشروع، وانتهى اللقاء بجملة توصيات: من مراقبة المحطات... إلى «تعزيز الوحدة»


فيما أجمع وزراء الإعلام العرب ــــ ما عدا قطر ــــ في شباط (فبراير) الماضي على إقرار وثيقة تنظيم البث الفضائي، فشلوا أمس في إطلاق آلية محددة لتنفيذ هذه الوثيقة ومبادئها. ذلك أن دولاً كقطر والإمارات والبحرين أبدت تحفظاً على الوثيقة وعلى آلية تنفيذها، لأن بنودها تفرض قيوداً على حرية التعبير في العالم العربي، وعلى عمل الفضائيات. فيما ارتبط تحفظ الإمارات أيضاً بتعذّر تطبيق الآلية على الفضائيات التي تبث من المناطق الحرة. ويبدو أن موقف دبي المرتبط بالاستثمار الذي ترعاه في هذا المجال، رفع الحرج عن الدوحة التي تنطلق منها قناة «الجزيرة»، صاحبة التاريخ الطويل من الخلافات مع عدد من الأنظمة العربية.في المقابل، أبدت كل من مصر والجزائر استغرابهما من التحفظات القطرية والإماراتية، وفق «يو بي آي». علماً بأن مصر والسعودية والجزائر تصرُّ على الإسراع بوضع تشريعات جديدة محكمة لمراقبة تنظيم البث الفضائي، قد تتضمن إلغاء تراخيص لمحطات، تبث موادّ تراها هذه الدول سجالية.ويبدو أن التقارير الصحافية والانتقادات التي سبقت انعقاد مجلس وزراء الإعلام العرب، أمس، في مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة، قد خففت كثيراً من حدة القرارات التي كان من المنتظر اتخاذها لتفعيل دور وثيقة تنظيم البث الفضائي العربي، عبر إطلاق آلية لتطبيق هذه المبادئ التي تهدف أولاً وأخيراً إلى إحكام السيطرة على المشهد الإعلامي العربي.وبعدما قدمت وفود عدة، بينها السعودية ومصر والجزائر والبحرين، اقتراحات هدفت إلى الحد من «تخطي الفضائيات والإذاعات بعض الخطوط الحمراء في ما يخص السياسات الداخلية للدول العربية» (راجع «الأخبار»، عدد أول من أمس)... خرج بيان وزراء الإعلام ليدعو إلى إنشاء مفوضية عامة للإعلام العربي. مفوضيةٌ، يندرج ضمن مهماتها، مراقبة الفضائيات العربية، والعمل تالياً على تحقيق احترام المبادئ الواردة فى الوثيقة.من هنا، قررت اللجنة الدائمة للإعلام العربي، تأليف فريق عمل من الخبراء، تكون مهمته اقتراح الآلية المناسبة لتنفيذ وثيقة تنظيم البث الفضائي، على أن يجتمع هؤلاء في الرياض خلال النصف الثاني من العام.أما أنس الفقي، وزير الإعلام المصري، وهو من أوائل الذين عملوا على إقرار مبادئ تنظيم البث التي تهدف إلى إحكام السيطرة على الفضائيات العربية، فقد أكد أن إقرار الوثيقة، هو «إجراء تأخر كثيراً، وقد سبقنا العالم في إنشاء مثل هذه الآليات الضرورية لتنظيم هذا القطاع»!وفيما تأجّل مشروع إطلاق آلية تنفيذ الوثيقة، وصدور قرارات حاسمة كانت ستسمح للحكومات بمعاقبة القنوات الفضائية التي تراها مشاكسة، خرج المجتمعون بتوصيات أخرى، لعلّ أبرزها دراسة إنشاء قناة فضائية عربية بلغات مختلفة، تحقيقاً لأهداف خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج. وهو مشروع لو نجح اتحاد إذاعات الدول العربية في تحقيقه، فسيسجل لمصلحة جامعة الدول العربية، على اعتبار أنها حققت «وحدة إعلامية»، بعد فشلها المزمن في تحقيق أي وحدة اقتصادية أو عسكرية.كذلك طالب المجتمعون بإجراء حصر شامل للمصطلحات الإعلامية المتداولة في مختلف أجهزة الإعلام العربية، إضافة إلى دراسة مدى تأثيرها على القضايا العربية. لذا، دعا هؤلاء إلى تأليف فريق من الخبراء، يجري مراجعة دورية للمصطلحات الإعلامية المتداولة، و«تنقيتها من المصطلحات المشوهة».الاجتماع طبعاً لم يكتف بهذه التوصيات، بل ذكّر أيضاً بضرورة مساندة القضية الفلسطينية، وخصوصاً في ما يتعلق بملف القدس بعد اختيارها عاصمة ثقافية لعام 2009. كما دعا إلى مواصلة توفير الدعم الإعلامي لكل من سوريا ولبنان والعراق والسودان، وحثّ مؤسسات الإعلام العربية على مواصلة الدعم الإعلامي لحق سوريا فى استعادة أرضها المحتلة، وتسليط الضوء على الجولان المحتل، ودعوة أجهزة الإعلام العربية إلى تقديم الدعم للصومال وجزر القمر.هكذا إذاً، انتهى اجتماع وزراء الإعلام العرب من حيث بدأ: لا تطبيق لوثيقة تنظيم البث في القريب العاجل، وسلسلة توصيات قد تعزز الوحدة عبر إحكام السيطرة قريباً على جميع الفضائيات العربية!

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

أحمد عزّ... وقعَ في الفخّ


الوحيد بين نجوم جيله الذي «أخلص» لأفلام «الأكشن» والإثارة المطعّمة بالكوميديا وقليل من الرومانسية. على مدى أربع سنوات ومنذ نجاح «ملاكي إسكندرية»، حرص أحمد عزّ على استثمار هذا النجاح في فيلميه الآتيين «الشبح» و«الرهينة». لكن النقاد استقبلوا فيلمه الأخير «مسجون ترانزيت» ببرودة، بسبب ما رأوه من تكرار واضح في الشريط الذي وقعته ساندرا نشأت، وشارك في بطولته نور الشريف. علماً بأن هذا هو أول ظهور لفنان كبير، ضمن أفلام النجوم الجدد الذين قاطعوا الجيل الأكبر لسنوات طويلة.وتركّزت أبرز الانتقادات الموجهة للفيلم على رغبة صناعه بزيادة مساحات الإثارة على حساب المضمون والمنطق. ووصل الأمر إلى حد بروز نقاط تشابه مع أفلام سابقة أبرزها «تيتو» لأحمد السقا، رغم اختلاف التفاصيل بالطبع. وفضلاً عن الوقوع في فخ التكرار، لم ينجح المؤلف والمنتج وائل عبد الله في تجاوز ثغرات عدة، لعلّ أبرزها ظهور نور الشريف في شخصية مزوّر، انتحل صفة ضابط شرطة. وكان معروفاً، قبل تصوير الشريط، أن الشريف سيظهر في شخصية ضابط فاسد. لكن يبدو أن المحاذير الرقابية أبعدت الاختيار الأول ـــــ على رغم منطقيته ـــــ حتى لو كان على حساب ظهور جهاز الشرطة ضحيةً لذكاء المزور. وهذا الأخير دخل السجن ونجح في إخراج السجين أحمد عزّ، عبر إقناع المسؤولين بأنه مطلوب في مهمة وطنية. وهو ما أنقذ البطل من عقوبة السجن المؤبد، بعدما قتل عن طريق الخطأ حارساً في شركة صرافة، أثناء عملية سطو في الدقائق الأولى من الفيلم.وبعدما يستغل المزور الشاب السجين، عبر إشراكه في عملية سطو على تاجر ألماس إسرائيلي، يسافر الشاب إلى الكويت بعدما زوّر هوية جديدة. وخلال ست سنوات فقط، يكوّن ثروة طائلة ويتزوج وينجب طفلاً صغيراً، قبل أن يعود المزور من جديد ليطلب منه المشاركة في عملية أخرى. وتتوالى الأحداث والمفاجآت التي ركزت ساندرا على تقديمها بتقنية جيدة على الشاشة الفضية، لكنها بدت غير منطقية في مضمونها. ويبدو أن صناع الفيلم لم يتوقفوا عند هذه الأحداث، إيماناً منهم بأن جمهور هذه النوعية من الأفلام، يُعجب بما يراه على الشاشة حتى لو كان بعيداً عن المنطق.يُشارك في الفيلم أيضاً صلاح عبد الله في دور سكرتير أحمد عز الذي ينقلب عليه، ويبيع أسراره لعضو مجلس الشعب (محمد أبو داوود). وتطلُّ إيمان العاصي في دور زوجته التي تفقد ابنها الصغير، ثم زوجها الذي يعود للسجن مرة أخرى في نهاية الأحداث، بعد مصرع المزور نور الشريف. فيما يشارك شريف منير كضيف شرف في دور ضابط الشرطة الذي يساعد البطل على التخلّص من أخطاء الماضي، قبل أن يعيده إلى السجن مجدداً، كما ينص القانون.

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

الثلاثاء، 10 يونيو 2008

فنّانات مصر رسبن في امتحان التاريخ




أما زال بوسع النجمة ألا تقبل إلا بأدوار البطولة؟ ليس تماماً. فحاجات السوق تتغيّر بسرعة، والمنتجون ضاقوا ذرعاً بـ «دلع الفنانات»... وهناك أسماء جديدة تنزل باستمرار الى حلبة المنافسة. فإلى متى تقبع منى زكي ومنّة شلبي ومي عز الدين والأخريات في المنزل، في انتظار فرصة ذهبية قد لا تأتي في الوقت المناسب؟ .



بعد الاعتزال المفاجئ لحنان ترك قبل عامين، استقرّت قائمة النجمات الشابات الأُوَل في السينما المصرية على خمس فقط: منى زكي التي كانت تسير على خط موازٍ لترك، وبعدها منّة شلبي والتونسية هند صبري وياسمين عبد العزيز. ثم لحقت بهن مي عز الدين عندما قدمت أوّل بطولة مطلقة لها. فيما كانت غادة عادل تتطلّع ومعها اللبنانية نور إلى دخول المنافسة. لكن المشهد تبدّل كثيراً في الفترة الأخيرة، لتؤكد المعطيات أن الصورة ستتغير في القريب العاجل، وأن القائمة لن تبقى على ما كانت عليه. والسبب واحد: نجمات مصر لا يتعلّمن من دروس الغير.معظم النجمات المصريات يعانين عقدة «النجم الرجل»، لذا بات بحث أولئك عن بطولة نسائية سلاحاً ذا حدّين. ذلك أنّ انتظار البطولة يعني الغياب لفترة طويلة. إضافةً إلى الخضوع لشروط المنتجين والموزّعين. وهؤلاء ملّوا «دلع النجمات الزائد»، فقرروا البحث عن أسماء بديلة، نجحت أخيراً في اختراق حصار الدائرة الخماسية المذكورة أعلاه. علماً بأن كل الأفلام الجيدة تعرض أولاً على النجمات الخمس، قبل أن تذهب إلى البديلات اللواتي يتحولن مع الوقت إلى بطلات وخيار أول.هذا الوضع يفسر حالة الغضب الشديدة التي عاشها المنتجون أخيراً، وأسقطت قرارات نقابة الممثلين. ذلك أن تلك القرارات ـ حتى لو هدفت إلى حماية صغار الممثلين كما ادعى النقيب ـ كانت ستكرّس سيطرة شروط النجمات على الساحة، وتأجيل أفلام عدة.ولعل المثال الأبرز على ذلك هو فيلم «ميكانو». العمل الذي يقدم السوري تيم حسن في شخصية مهندس فاقد للذاكرة، واللبنانية نور في شخصية سيدة مطلقة ترتبط بتيم حسن، بدأ التحضير له قبل عامين. آنذاك، كان شريف منير مرشحاً للبطولة، فيما تعددت ترشيحات البطلات، حتى وصلت إلى أنغام التي وافقت أولاً ثم اعتذرت. وبعدما اختلف شريف منير مع الشركة المنتجة وغادر المشروع، ذهبت البطولة إلى تيم حسن ومنة شلبي. لكن هذه الأخيرة انسحبت بعد بدء التصوير بأسبوعين، وحلّت مكانها نور اللبنانية خلال يومين فقط. والسبب أن منة لم تلتزم بموعد البروفات، وكانت مشغولة بفيلم أحمد حلمي الجديد «فاصل شحن». والغريب أن منة تخلت عن «ميكانو» بسهولة، رغم أنها لم تشارك منذ عرض فيلم «هي فوضى» في أي مشروع جديد، سوى الشريط الكوميدي الجديد لأحمد حلمي. كما أدت نهاية العلاقة الفنية والشخصية بينها وبين المخرج خالد يوسف إلى خروجها من اختياراته في فيلميه الأخيرين «الريس عمر حرب» و“حين ميسرة”، فيما لم يبصر مشروعها التلفزيوني «ملف سامية فهمي» النور حتى الآن.المفارقة أن منة ـ حسب القائمين على فيلم «ميكانو» ـ كانت مناسبة جداً للدور. هي سيدة عاشت حياة زوجية قصيرة وتعيسة، تقع في حب شاب وسيم، قبل أن تكتشف أنه مصاب بنوع نادر من فقدان الذاكرة. لكن الشخصية التي فازت بها نور اللبنانية، لم تعجب منة شلبي بشكل كاف حتى تقدم التنازلات، وتحاول التوفيق بين مواعيد أعمالها المتضاربة. وهي عادة تتكرر مع جميع النجمات تقريباً.وما حدث من منة شلبي ينطبق على منى زكي. وقد كتب الناقد طارق الشناوي أخيراً مقالة أكد فيها أن بطلة مسلسل «السندريلا» تضررت من غياب حنان ترك، بسبب غياب المنافسة. وزكي غائبة منذ فيلمها الأخير «تيمور وشفيقة» الذي عرض في صيف 2007. ولا تزال تنتظر انطلاق تصوير فيلم «أسوار القمر» مع المخرج طارق العريان، وهو سيوفر لها البطولة المطلقة الأولى. وفيما المشروع مؤجل منذ فترة، لا تكترث منى زكي على ما يبدو للغياب، مكتفية بوجودها المكثف في الإعلانات، سواء بمفردها أو مع زوجها أحمد حلمي.ومن منى زكي إلى ياسمين عبد العزيز التي بدأت أخيراً تصوير أولى بطولاتها المطلقة «دادة دودي» مع المخرج علي إدريس. وهو التصوير الذي تأجل بسبب بحث المخرج عن توأم مناسب لأحداث الفيلم الذي كتبه نادر صلاح الدين، ويدور في إطار كوميدي حول فتاة تعمل حاضنة. وكانت ياسمين قد اختارت الغياب وانتظار البطولة المطلقة، بعدما أعربت ـ بشكل غير مباشر ـ عن غضبها من تعامل محمد سعد مع دورها في فيلم «كركر» لتنضم إلى قائمة الفنانات الرافضات العمل كـ“سنيد” للبطل الرجل. والمعروف أن صفة «السنيد» التي برع فيها فنانون وفنانات كبار باتت غير مرغوبة من معظم نجوم الجيل الحالي.من جهتها، انضمت مي عز الدين إلى طابور «العاطلات من العمل حالياً». وبعدما فشل فيلمها الأخير «شيكامارا» من تحقيق نجاحات سلفه «أيظنّ»، خرجت من مشروع «كابتن هيما» لتامر حسني، قبل أن تفقد فرصة حضورها في رمضان المقبل، إثر تعثر تنفيذ مسلسل «قضية صفية».يذكر أن نجمتين فقط حاولتا قلب المعادلة. وهما حنان ترك التي ـ في عز نجوميتها ـ لم تكن تمانع الظهور في أدوار قصيرة مميزة، وحالياً هند صبري التي تبحث وراء الشخصيات اللافتة مهما كانت مساحتها. والدليل ظهورها في فيلم «الجزيرة» كفتاة صعيدية لتحصل على جائزة أفضل ممثل في المهرجان القومي الأخير للسينما المصرية.ومن المعروف أن أجر الفنانات ـ صاحبات المراكز الأولى ـ يراوح حالياً بين نصف مليون جنيه (90 ألف دولار) و750 ألف جنيه (135 ألف دولار). ولم تتخط أي فنانة حاجز المليون بعد. بينما لا يقل أجر النجم السينمائي عن مليون ونصف مليون جنيه، وقد يصل إلى عشرة ملايين كما يتردد حول أجور عادل إمام وبعده محمد سعد وأحمد حلمي.




محمد عبد الرحمن


جريدة الأخبار اللبنانية

السبت، 7 يونيو 2008

أم ضحكة جنان




عندما قررت اطلاق مدونة خاصة بي، فعلت ذلك دون أن أحدد ماذا سأكتب فيها، لأنني ببساطة أكتب كل يوم في الصحف المصرية وغير المصرية، أخبار، تقارير، حوارات، مقالات، كل أنواع الكتابة جربتها،ولازلت أجرب وأتعلم، وبعدما تركت المدونة لفترة خاوية على عروشها، قررت أن أعمرها بمقالاتي المنشورة في الصحافة، بصراحة شديدة لا يوجد وقت لكتابة رأي شخصي أو اعتراف خاص، أو ملاحظة لا أريد أن أنشرها في الجرائد والمجلات، بالتالي تحولت المدونة إلى "أرشيف خاص" أضع فيه مقالاتي المميزة – أو التي أعتبرها كذلك- بحيث أتمكن من الرجوع إليها في أي وقت، وأرسلها لمن أحب، و يتمكن الراغب في التعرف على أسلوبي في الكتابة من العثور عليها عبر المرور إلى "صحفي مصري" .

لكن الأمر لا يعني أنه لا توجد أفكار لتدوينات شخصية، في الواقع هي كثيرة، غير أن الوقت المتاح لكتابتها لم يأت
بعد، غير أن القاعدة أصبح لها إستثناء، عندما شعرت أننا تأخرت جدا في الكتابة عنها، هي التي تثير في نفسي سعادة لا حدود لها، كلما تطلعت لصورتها، وضحكتها المميزة، أو سمعت صوتها وهي تنادي علي بدلال تعرف جيدا رغم عمرها الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات، كيف تستخدمه من أجل الاطاحة بمقاومتي وإجباري على تلبية كل طلباتها، هي "وش السعد" التي جاء معها الخير كله، الطفلة التي تمتلك ذكاء يبهرني، ويجعلني فخوراً بها الأن وبعد سنوات قليلة عندما تكبر وتثبت لي أنها ستكون أفضل مما أتمناه لها، هي التي تدفعني لعمل متواصل كي أوفر لها مستقبل أبيض في زمن انعدمت فيه الألوان، عن "جنة محمد عبد الرحمن" أتكلم، عن صورتها التي تميزها "ضحكة" لا تقارن، ولن أقتنع بغيرها، فهي بالنسبة غير قابلة للمنافسة، حتى وأنا اكتب عنها الان أجد صعوبة بالغة في انتقاء تعبيرات تناسب ما أحس به تجاهها، تعبيرات لم اكن قد استخدمتها من قبل طوال مشواري في بلاط صاحبة الجلالة.

حسناً .. يا جنة، أتمنى أن تظل تلك المدونة مفتوحة حتى تكبرين وتقرأين ما كتبت، وحتى ذلك الوقت أترك "ضحكتك" لكل قراء المدونة، حتى لا أكون أنانياً – أنا وماما- ونستمتع بها بمفردنا، يكفينا أنك معنا طوال الوقت، بالتالي لا مانع أبداً من اهداء وجهك الجميل للعالم ليعرفوا أن هناك على الأرض " جنة .. بجد" .

محمد عبد الرحمن

الجمعة، 6 يونيو 2008

موسم تحديد المصير فى السينما المصرية


إنطلق الموسم الصيفي للسينما المصرية رسميا قبل أيام، وهو الموسم الذي يصفه المراقبون بأنه الأسخن والأصعب على الإطلاق، ومن خلاله سيتحدد مصير العديد من النجوم، ويستمد موسم صيف 2008 طابعه الخاص من عاملين أساسيين، أولهما كثرة وضخامة الأفلام المشاركة سواء من ناحية أسماء النجوم، أو التكاليف التي تحتاج لتحقيق إيرادات كبيرة لضمان تعويض المنتجين ما دفعوه في تلك الأفلام، سواء جاءت تلك الايرادات من داخل أو خارج مصر، أما العامل الثاني فهو اقتراب شهر رمضان هذا العام ، أي انتهاء الموسم مبكرا عن كل المواسم السابقة، وهو عامل لا دخل لصناع السينما به بكل تأكيد، وعليهم التكيف معه، لهذا سيحاول المنتجون ابتداءاً من العام المقبل تنويع المواسم، خصوصا وأن رمضان 2009 ينهي موسم الصيف تماما، ويأمل المنتجون في قدرة الافلام والنجوم على جذب الجمهور المصري في أي وقت دون الارتباط بالإجازة الصيفية أو إجازات الأعياد، الشرق الأوسط أعادت قراءة أفلام الموسم الساخن، وصنفت كل مجموعة منها كالتالي .


اللعب من الكبار

ستة أفلام تعرض هذا الموسم يعتبرها النقاد والصحفيون "أفلام الكبار" التي من المفترض أن تسيطر على شباك التذاكر، لو لم تحدث أي مفاجأت، في المقدمة "حسن ومرقص" الفيلم الذي يجمع عادل إمام وعمر الشريف للمرة الأولى، ويدور حول قضية "الفتنة الطائفية" التي شهدت مصر مؤخراً حوادث تتعلق بها، بعد فترة من الهدوء، ومن أجل جمع عادل إمام وعمر الشريف دفعت الشركة المنتجة حسبما يتردد في الكواليس مليون يورو للشريف، وقرابة 2 مليون دولار لعادل إمام، والأخير يظهر في شخصية مدرس لاهوت قبطي، بينما الأول شيخ مسلم، وكلاهما سيتبادل الأدوار هربا من المتشددين، لتأتي فترة على المشاهد لا يعرف فيها من المسلم ومن المسيحي حسبما يؤكد المؤلف يوسف معاطي، الفيلم إخراج رامي إمام، وبطولة لبلبة وهناء الشوربجي ومحمد عادل إمام وشيري عادل ونخبة كبيرة من الممثلين .
للشركة نفسها بدأ عرض "ليلة البيبي دول" الذي يضم نجوم من نوعية نور الشريف، محمود عبد العزيز، جمال سليمان، سلاف فواخرجي، وأخرين، غير أن النقد السلبي للفيلم، وإتهامه بالتفكك والتشتت في جمع قضايا عديدة خلال 150 دقيقة، أثر كثيرا على تقبل الجمهور له، لكن حتى الان لا يمكن الحكم على ايرادات العمل، وهو أخر ما كتب عبد الحي أديب، وإخراج عادل أديب .
يأتي بعد ذلك جواد الكوميديا الرابح في المواسم الثلاثة الأخيرة "أحمد حلمي"، بفيلمه الجديد "فاصل شحن" وله أسم أخر " اسف على الإزعاج" الفيلم تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج خالد مرعي، وبطولة منة شلبي ومحمود حميدة، ويدور حول شاب مرتبط بشدة بوالده وعندما يتوفي الأب يعيش مرحلة من عدم التوازن حتى يقابل فتاة تعيد له حياته من جديد، ويعتمد حلمي دائما على طريقته الخاصة في الإضحاك والتي حققت له المركز الأول في الايرادات خلال العامين الأخيرين .
غير ان عرش الكوميديا لازال يذكر نجمه الأول في السنوات الأخيرة "محمد سعد" والذي تعرض لأزمة لا يحسد عليها عندما اعتذر المخرج عمر عرفة عن إستكمال تصوير فيلمه الجديد "بوشكاش" بعد انتهاء نصف المشاهد تقريبا، وهي الازمة التي كانت حديث الوسط الفني في نهاية شهر ابريل الماضي، لكن سعد تحدي الجميع، واستعان بالمخرج أحمد يسري وبدأ التصوير من جديد، واستبدل نور بالفنانة زينة، كما جاء أحمد راتب خلفا ليوسف شعبان فيما ظل عزت أبو عوف في مكانه، ويدور الفيلم حول لاعب كرة سابق فشل في الملاعب فقرر العمل في مجال بيع وشراء اللاعبين .
مع الكبار أيضا يتواجد أحمد عز بفيلم "مسجون ترانزيت" مع نور الشريف وإيمان العاصي والمخرجة ساندرا نشأت، ورغم أن عز لم يدخل اطلاقا قائمة الخمس الأوائل في شباك التذاكر، لكنه يتمتع بجماهيرية كبيرة يطمح لزيادتها مع الفيلم الجديد الذي يدور حول شاب متخصص في صناعة وإصلاح الخزائن الحديدية قبل أن يتهم بسرقة أحداها فيسعى لإثبات براءته .
الفيلم السادس والأخير، هو الوحيد الذي يصنف بأسم مخرجه لا أبطاله، وهو الأول لخالد يوسف في موسم الصيف بعدما حقق ايرادات كبيرة مع "حين ميسرة" قبل عدة شهور، لكنه من خلال فيلمه الجديد "الريس عمر حرب" يطمح لتقديم مجتمع مغاير لعالم العشوائيات الذي قدمه بجرأة في "حين ميسرة"، حيث يدخل خالد يوسف عالم الليل، وصالات القمار، من خلال الصالة التي يملكها خالد صالح، ويعمل فيها هاني سلامة وسمية الخشاب وغادة عبد الرازق، ويديرها خالد صالح أو "عمر حرب" وكانها دولة مستقلة لها قوانين وأعراف، ويسعى خالد يوسف من خلال هذا الفيلم للتأكيد على ان القوى الكبرى تدير العالم وكأنه صالة قمار فيها الخاسر معروف والرابح محدد مسبقاً .



البحث عن شباك التذاكر

في سباق هذا الموسم تشارك عدة أفلام تحت شعار "البحث عن شباك التذاكر" فأصحابها يطمحون في تحقيق مفاجأت ومنافسة الكبار، في المقدمة يأتي فيلم "إتش دبور" الذي يلعب بطولته أحمد مكي مع إنجي وجدان وحسن حسني ولطفي لبيب والمخرج أحمد الجندي، وهو الفيلم الذي تطمح الشركة العربية لتحقيق مفاجأة من خلاله اعتماد على شخصية "هيثم دبور" التي قدمها مكي بنجاح في العامين الأخيرين، كما أن تميز دور مكي في فيلم "ليلة البيبي دول" سيشجع مزيد من الجمهور على مشاهدة بطولته المطلقة الأولى، ويدور الفيلم حول شاب "تافه" يعيش حياته بلامبالاة رغم أنه من أسرة عريقة في العلم والثقافة، وعندما يتعرض لأزمة مالية يضطر للحياة في مكان شعبي فيبدأ الصدام الكوميدي بين الطبقات، ويتخلص مكي من الباروكة الشهيرة في هذا الفيلم ليقدم شخصيات مغايرة في أفلامه المقبلة .
كما بدأ عرض فيلم "كباريه" الذي يعتمد على وجود عشرين ممثل وممثلة أبرزهم، فتحي عبد الوهاب وخالد الصاوي وأحمد بدير وهالة فاخر وجومانة مراد ودنيا سمير غانم، وهو عمل وصفوه الكثيرون بالمغامرة من المنتج أحمد السبكي والمؤلف احمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز، غير أن الإنطباعات الواردة عن العرض الخاص الذي أقيم يوم الثلاثاء الماضي تقول أن الفيلم يتمتع بمستوى فني جيد عكس ما تتهم به عادة أفلام عائلة السبكي .
وللسبكي أيضا فيلم "بلطية العايمة" الذي يعيد البطولة المطلقة مرة أخرى لعبلة كامل مع إدوارد ومي كساب، والمخرج علي رجب، ويدور حول سيدة تعمل في مهن بسيطة على كورنيش الإسكندرية، لكنها تفاجئ بمحاولات رجال الاعمال للإستيلاء على الأرض التي تعيش فيها، فتقود مقاومة شعبية تتنافى تماما مع بساطتها التي تظهر في اول الفيلم .
الفنان هاني رمزي يطمح أيضا للعودة للمنطقة الدافئة في شباك التذاكر من خلال فيلم "نمس بوند" مع دوللي شاهين والمخرج أحمد البدري، ويدور حول "شريف النمس" محقق شرطة، يبحث في سر جريمة قتل، ويطارد الزوجة المشتبه فيها قبل أن يقع في غرامها .
أما أخر الافلام التي تغازل شباك التذاكر، فهو " أدرنالين" والذي إتخذت المنتجة إسعاد يونس قراراً مفاجئاً بعرضه في موسم الصيف رغم انتماءه لسينما الإثارة والرعب لا الكوميديا، وذلك بهدف تقديم نوعيات جديدة للجمهور، والعمل هو الأول للمؤلف محمد عبد الخالق والمخرج محمود كامل، وبطولة خالد الصاوي وغادة عبد الرازق وإياد نصار ونجم ستار اكاديمي هاني حسين .

المطربون يتنافسون

أصبحت السينما في السنوات الأخيرة، معيار أساسي في تقييم مكانة كل مطرب، خصوصاً في جيل الشباب، بالتالي لم يعد غريبا أن يهتم عدد من المطربين بتواجد منظم في صالات العرض، أو يتطلع أخرون لدخول هذا المجال سريعا، موسم الصيف يستقبل أربعة أفلام تعتمد على مطربين في المقام الأول، أبرزهم على الإطلاق فيلم "هيما" لتامر حسني وزينة وعلا رشدي وأحمد راتب وهو العمل الأول للمخرج نصر محروس، يدور الفيلم حول سائق أتوبيس مدرس يعيش الحياة بفلسفة خاصة ويرعى شقيقته الصغيرة بعد وفاة الأم والأب، قبل أن تتعرض الشقيقة للخطف وينجح في استعادتها، ويلعب الفيلم في خط أساسي له على وتر الوحدة الوطنية، ويعد الفيلم الرابع لتامر حسني ويأمل المطرب المثير للجدل، في تكرار الإيرادات الكبيرة لفيلمه الأخير "عمر وسلمى"، كما جهز بالطبع عدة أغنيات جديدة للدعاية لهذا الفيلم .
المطرب الثاني والذي يعد مفاجأة الموسم هو "حمادة هلال" الذي تخلى على الطابع الرومانسي الكوميدي في أفلامه الثلاثة السابقة، ليقدم هذا العام نفسه للجمهور في شخصية ملاكم يسعى لتحقيق بطولة عالمية رغم الصعاب، وغير حمادة من ملامح وجهه تماما واختفى عن الأنظار لفترة ولم يشارك في أية حفلات من أجل "حلم العمر" الذي يشارك في بطولته توفيق عبد الحميد ورامي وحيد ودينا فؤاد والإخراج لوائل إحسان .
المطرب الثالث مصطفى قمر الذي يقدم فيلم يدور في عالم المخدرات لكن في إطار كوميدي وهو "مفيش فايدة" للمخرج حاتم فريد، وعاني الفيلم من عقبات انتاجية أجلت وصوله للجمهور، وهو بطولة بسمة وأدوارد، وكان مصطفى مصنفاً كأبرز مطرب في مجال السينما لعدة سنوات، قبل أن يدخل تامر حسني على الخط .
وسط المطربين الثلاثة تتواجد للمرة الأولى المطربة اللبنانية مادلين مطر التي تطل على الجمهور المصري من خلال فيلم "أخر كلام"، مع المخضرم حسن حسني والطفلة الصغيرة منة عرفة، والمخرج أكرم فريد، وتردد لفترة طويلة أن مادلين قبلت النص الذي اعتذرته عنه هيفاء وهبي وكان يحمل الأسم نفسه، ورغم نفي مادلين لذلك، لكن الصحفيين ينتظرون إطلاق الفيلم للمقارنة بين القصتين، ويدور "أخر كلام" حول فتاة تحلم بأن تصبح نجمة لكن والدها يعترض، وعندما يصاب بازمة صحية تضطر للمشاركة في برنامج اكتشاف نجوم، لتحقق حلمها من جهة وتساعد والدها من جهة أخرى، وكان الفيلم قد حمل لفترة أسم "كدبة وقلبت جد" لكن الاعلانات الأخيرة حملت الأسم الأصلي "أخر كلام "


ضحايا الموسم

كما يحدث في كل صيف، يتم طرح عدة أفلام في بداية السباق، تحديداً في نهاية مايو وأول يونيو، من اجل تسخين الأمور حتى تجهز أفلام الكبار، في الوقت نفسه لا يجد أصحاب تلك الأفلام بداً من النزول في هذا التوقيت المبكر، لأن الرفض يعني الانتظار لمرحلة ما بعد عيد الفطر، وتأجيل الفيلم لأجل غير معلوم، بالتالي استقبلت دور العرض فيلم "الغابة" قبل أسبوع، وهو فيلم يدور عن "أولاد الشوارع" ويصفه النقاد بأنه واقعي أكثر من اللازم، والبطولة لأحمد عزمي وحنان مطاوع وريهام عبد الغفور وباسم سمرة، والإخراج لأحمد عاطف الذي يصمم في تصريحاته على أن فيلمه نجح في المهرجانات التي شارك فيها، أما الفيلم الثاني فهو "على جنب يا أسطي" للفنان المحبوب أشرف عبد الباقي، والذي تعرض لعدة عقبات انتاجية قبل أن يصل للجمهور يوم الأربعاء الماضي، ويحمل الفيلم قضية إجتماعية مهمة ويعتمد على فكرة جديدة غير أنه قد لا يصمد طويلاً أمام أفلام الكبار، ويدور الشريط حول "صلاح" سائق التاكسي الذي يقابل نماذج وحكايات متنوعة من كل الطبقات والثقافات ويستعرض الفيلم للكثير من الأمراض التي أصابت المجتمع المصري مؤخراً، واعتمد المخرج سعيد حامد على مشاركة عدد كبير من ضيوف الشرف مثل أحمد السقا وسمير غانم وداوود حسين وأحمد رزق وماجد الكدواني في مشهد واحد وكلهم أدوا دور الركاب، فيما البطولة الرئيسية لأسر ياسين واروة جودة وروجينا .
في الوقت نفسه لم يتأكد خبر عرض فيلم "شقاوة" لسامو زين والمخرج أحمد البدري، والفيلم مؤجل منذ فترة طويلة، ويدور حول شاب يتورط في مهمة تربية أطفال صغار .


الغائبون الثلاثة

يغيب عن موسم صيف 2008 ثلاثة أسماء ذات وزن كبير في شباك التذاكر، فالفنان أحمد السقا الذي حقق إيرادات كبيرة بفيلمه الأخير "الجزيرة" وفي الصيف الماضي فيلم "تيمور وشفيقة"، لازال يواصل تصوير فيلمه الجديد "ديلر" مع خالد النبوي ومي سليم والمخرج أحمد صالح، ويدور حول شاب يعمل في صالة قمار، لكن بدء تصوير الفيلم نهاية شهر أبريل حال دون وصول الفيلم لجمهور الصيف لأن فترة التصوير نفسها طويلة، كما أن أفلام السقا تحتاج لوقت أكبر في التجهيز وإضافة المؤثرات الصوتية والبصرية، فاتفق فريق العمل على تأجيل الفيلم خصوصاً بسبب الزحام الشديد في أقصر موسم صيفي على الإطلاق، الأمر نفسه تكرر مع فيلم "المحترف" لكريم عبد العزيز، والذي تشارك في بطولته غادة عادل وعلا غانم مع المخرج أحمد جلال، حيث بدأ التصوير متأخراً عن موعد تصوير أفلام الصيف، كما ان كريم كان شريك أحمد السقا في تحقيق الايرادات الكبيرة في موسم عيد الأضحى بفيلمه الأخير" خارج عن القانون" بالتالي كلاهما ليس بحاجة قوية للتواجد في موسم الصيف، غير أن الغائب الأبرز هو محمد هنيدي الذي يغيب عن هذا الموسم لأول مرة منذ عشر سنوات، باعتباره صاحب الضربة الأولى في وجود موسم صيفي من الأساس، لكن وفاة والد هنيدي، ثم إجراءه لعملية جراحية، وعدم وضع الرتوش النهائية على السيناريو الذي كتبه يوسف معاطي، كل هذا ساهم في خروج هنيدي من السباق .
محمد عبد الرحمن

جريدة الشرق الأوسط اللندنية

مصر تعلن العصيان (الدرامي) على الخليج!


وأخيراً هبّت رياح العصيان على استديوهات القاهرة، وتنفّس المنتجون الصعداء. سبع فضائيات جديدة أبصرت النور في مصر، فيما الشركات السعودية مشغولة بتعزيز حضورها الخاص. هل أقفل فعلاً ملفّ «الخلجنة» على ضفاف النيل؟
أعلنت محطة «دبي» أنها لم تعد مهتمة بمواصلة إنتاج «المصراوية» لأسامة أنور عكاشة، وmbc لن تكرّر تجربة «الملك فاروق»، أما «الراي»، فلم تعد تكترث لجديد فيفي عبده... كذلك يساند الوليد آل إبراهيمي، رئيس مجلس إدارة مجموعة mbc، نجوم تركيا في الدراما والسينما، رداً على ارتفاع أجور الممثلين المصريين. وذلك على رغم الدخل الإعلاني الضخم الذي تحقّقه هذه الفضائيات من مسلسلات يحيى الفخراني ويسرا ونور الشريف...لكن المنتجين المصريين لا يبدون انزعاجاً. ذلك أن البدائل مطروحة: أوّلاً، قناة تطلق «بانوراما دراما» شاشتها الثانية قريباً، وتتفاوض «الحياة مسلسلات» مع نصف المنتجين المصريين، فيما تبدأ «سينما مصر» بثها التجريبي خلال أيام...أضف إلى ذلك أن تراجع اهتمام الفضائيات العربية بالعرض الحصري للمسلسلات المصرية في شهر رمضان الماضي، مهّد لتدشين مرحلة جديدة في عالم دراما القاهرة.في موسم 2007، كان المسلسل المصري الواحد يعرض على ثلاث قنوات على الأقل. بالتالي، تدفع المحطة مقابلاً مادياً أقل، ويجمع المنتج الربح من ثلاث قنوات بدلاً من واحدة. لكن عوامل أخرى ظهرت هذا العام ستعيد تكوين خريطة دراما رمضان 2008، وتجعلها مختلفة كثيراً عن مواسم الأعوام الماضية.لقد زاد الإنتاج الخليجي بشكل كبير، حتى إن المنتج المعروف حسن عسيري يقدم 15 عملاً دفعة واحدة، علماً أن شركته «الصدف» شاركت السنة الماضية في صناعة «الملك فاروق». وكان عسيري قد استغل قوّته الإنتاجية، وأدلى بدلوه في قضية نقابة الممثلين والفنانين العرب، وهدّد بمقاطعة الدراما المصرية، على رغم أن النزاع كان «مصرياً ـ شامياً» بشكل رئيس. وسرعان ما حضر حسن عسيري إلى مصر مع وفد من جمعية المنتجين السعوديين لإعلان «اتفاق تفاهم»، نصّ على تكريس التعاون بين جمعية المنتجين السعوديين واتحاد النقابات الفنية في مصر. وبعيداً عن أحقيّته بالاعتراض، فإن المنتج والممثل السعودي الشهير أراد أن يوصل رسالة محددة: لا يجوز للدراما المصرية والسورية أن تتنازعا الصدارة، وتتجاهلا اللاعب الثالث (الخليجي) الذي بات مؤثّراً.ذلك أن شركات مثل «الصدف» و«الراي» وغيرهما تنتج كمّاً كبيراً من الأعمال الدرامية استعداداً لخوض المعركة المقبلة. فيما كشف «اتفاق التفاهم» النقاب عن نية الفضائيات الخليجية التخلي عن المسلسلات المصرية وعدم إعطائها الأولوية كما كان يحدث في الأعوام الماضية، عندما كانت «دبي» تحتفي بحنان ترك بطلة «سارة»، ويحيى الفخراني في «عباس الأبيض»، وmbc تستقبل «ريا وسكينة» و«حدائق الشيطان» وغيرها من الأعمال التي كانت تعاني تجاهل التلفزيون المصري الحكومي.إلا أنّ تهديد الخليجيين، لم يعد مخيفاً اليوم، مع تكاثر شاشات درامية مفتوحة من دون تشفير. بالتالي، باتت هناك منافذ تسويق أمام المنتج المصري، تقيه «ذل التفاوض» مع الفضائيات الخليجية. وبعد «الساعة» و«دريم» و“المحور»، يُعدّ رمضان 2008 الاختبار الأول لقنوات «بانوراما دراما الأولى والثانية» و“الحياة مسلسلات» و“أوسكار دراما» و“سينما مصر» وقبلهم «النيل للدراما» التي تنطلق بحلة متطورة. كل ذلك يعني أنّ حوالى سبع قنوات خاصة ستتنافس لإثبات ذاتها في رمضان. وبالتالي، بدأ المنتجون المصريون يتعاملون مع الظاهرة الجديدة بجدية أكبر مما كان يحدث في الأعوام المقبلة، وخصوصاً مع اقتناع إدارة هذه القنوات بأن الدراما ستجذب لهم جمهوراً ومعلنين أكثر بكثير من البرامج، حتى لو كانت الدراما أكثر كلفة. وأبرز مؤشر على ذلك أن «الحياة مسلسلات» حصلت بالفعل على حق عرض مسلسلات «نسيم الروح» و“عدى النهار» و“قلب ميت» قبل ثلاثة أشهر كاملة من هلّ هلال رمضان.هذا التحوّل أسهم في إطلاق تصريحات غاضبة ضدّ السيطرة الخليجية الرافضة لاستمرار المسلسل المصري على القمة اعتماداً على سطوة رأس المال. المنتج المصري إسماعيل كتكت على سبيل المثال أكد غضبه من تجاهل ذكر اسمه كمنتج منفذ رئيسي لمسلسل «الملك فاروق». صحيح أن «أم بي سي» موّلت المشروع، وشركة «الصدف» شاركت في الإنتاج وتولّت مسؤولية التسويق للفضائيات العربية، لكن الثقل الإنتاجي بالكامل داخل مصر كان على عاتق شركة «فرح ميديا» التي يملكها كتكت.أما السيناريست أسامة أنور عكاشة، فقد هاجم كعادته رأس المال الخليجي، رابطاً بين انسحاب العرب من تمويل مسلسلات مصرية جديدة، وما فعلته شركة «روتانا» السعودية من تهميش للمطربين المصريين قبل أن تتفرغ لدعم نجوم الخليج. والأمر برأيه أعمق من مجرد مرحلة يجري فيها «خلجنة الدراما المصرية» والإصرار على تصوير جزء من المسلسلات في الخليج والحصول على حق العرض الحصري. وهم يفعلون ذلك ـ برأيه أيضاً ـ لتقوية الدراما الخليجية والاعتماد على أنفسهم، في وقت يجد فيه المنتج المصري نفسه بلا حماية مادية. بالتالي ـ حسب عكاشة ـ على المنتجين المصريين استيعاب الدرس وتقوية أنفسهم وتقديم دراما مصرية لا تخضع لقانون العرض والطلب. بمعنى أن يقدم المنتج العمل إلى الفضائية الخليجية لتشتريه كما هو، أو ترفضه بالكامل، من دون شروط مسبّقة.وعلى رغم أن معظم العاملين في السوق لا يتبنّون نظرية أسامة أنور عكاشة ويرفضون الهجوم العنيف على نيّات الدراما الخليجية، فإنهم يؤكدون في الوقت نفسه أنّ الدراما المصرية لن تعيش مرحلة حرجة بسبب غياب رأس المال الخليجي، بعد ازدهار الفضائيات المصرية. كما أنّ الوقت ما زال مبكراً للحكم على مدى قدرة الدراما التركية على الصمود أمام المصرية، ومدى استعداد الجمهور العربي لمتابعة «سنوات الضياع» والاستغناء عن «شرف فتح الباب».

محمد عبد الرحمن

جريدة الاخبار اللبنانية