الجمعة، 29 فبراير 2008

داليا البحيري تدافع عن صرخة أنثى



إنتهى عرض مسلسل "صرخة أنثى" حصرياً على تلفزيون أبو ظبي، لكن ردود الفعل حوله لاتزال مستمرة، فالقضية تثار للمرة الأولى عبر شاشة التلفزيون بشكل تميز بالجدية بعيداً عن الطريقة الكوميدية التي كانت يقدم من خلالها المصابين بإضطرابات جنسية على شاشة السينما، كما أن العرض الحصري على محطة خليجية دفع البعض لاتهام التلفزيون المصري بعدم الحماس للمسلسل رغم أهميته، فيما وصلت داليا البحيري لمستوى النجومية التلفزيونية ليس فقط لأنها أصبحت بطلة أولى، لكن لأنها قدمت ثلاث شخصيات دفعة واحدة بينها فروق كبير دفعتها لبذل مجهود أكبر كي يفرق الجمهور بين "عفيفي" و" عفاف" و" عفيفة"، فيما لم يخلو الأمر من انتقادات خاصة بالتشعب إلى قضايا بعيدة عن الخط الرئيسي، وغياب النجوم.

الشرق الأوسط التقت الفنانة داليا البحيري التي تأخذ حالياً قسطاً من الراحة انتظاراً لعروض سينمائية وتلفزيونية جديدة، بعد عرض فيلمها الأخير "جوبا" مع مصطفى شعبان .

· نبدأ من المسلسل وما أشيع حول رفض التلفزيون المصري لعرضه سواء في رمضان الماضي او الأن ؟

هذا الكلام لا يخلو فقط من الصحة وإنما من المنطق، فقطاع الإنتاج التابع للتلفزيون هو الشريك الأكبر في المسلسل، فكيف سيتم تجاهل العمل كما ردد البعض، كل ما في الأمر أننا لم نكن جاهزون للعرض في رمضان الماضي، وهو أمر أسعدني بشدة لأن هناك مسلسلات عديدة تتعرض للظلم بسبب الزحام، حتى لو عرضتها قنوات لها نسبة مشاهدة عالية، فلم يعد هناك معيار يضمن جذب الجمهور للمسلسل في رمضان، كما أن الشهر الفضيل ملئ بالنجوم الكبار، يسرا ويحي الفخراني ونور الشريف، وبالطبع أنا سعيدة للتنافس معهم، لكنني كنت بحاجة في مسلسل مثل "صرخة أنثى" للإستمتاع بالمشاهدة الهادئة التي تناسب المضمون، لهذا تم العرض الحصري الاول على فضائية "أبو ظبي" وأشترت محطات MBc وبانوراما دراما المسلسل أيضا، فيما بدأت قناة النيل للدراما عرضه حاليا، وهو ما يرد على الشائعات الغير منطقية، لأن القناة تابعة للتلفزيون المصري ويشاهدها الملايين من عشاق الدراما المصرية .

· في رأيك لماذا حقق "صرخة أنثى" هذه الضجة حتى قبل عرضه بشهور طويلة، لدرجة أنه تمتع بمشاهدة عالية على محطة أبوظبي رغم أنها ليست من المحطات المفضلة للجمهور المصري ؟

أختلف معك فيما يتعلق بانتشار "أبو ظبي" في مصر، فالقناة معروفة ولها جمهور وإلا لما عرضت ثلاث مسلسلات مصرية في رمضان الماضي، لكن المميز بالنسبة ل"صرخة أنثى" أنه كان المسلسل الجديد الوحيد المعروض خلال يناير فيما لاتزال الفضائيات الأخرى تعيد مسلسلات رمضان، وهو ما يؤكد حاجة المشاهد لمسلسلات جديدة طوال العام، لا في رمضان فقط ، وبالنسبة للضجة فهي أمر إيجابي لأي عمل فني، فليس المطلوب أن يصور ويعرض المسلسل أو الفيلم في هدوء، وبالطبع السبب الرئيسي في ترقب الجمهور هو مضمون المسلسل المختلف، والذي قدم فقط على شاشة السينما في شكل كوميدي، لكننا قدمنا قصة واقعية إلى حد كبير .

· لكن المسلسل متهم بأنه تشعب في قضايا عديدة خارج القضية الأصلية، مثل "خطف الصحفيين" و" الهجرة غير الشرعية"، كما خلا من النجوم وكأنه لداليا البحيري فقط ؟

من الصعب الان ان نقدم مسلسل عن قضية واحدة، فالعمل الفني يقدم حياة متكاملة وبالتأكيد كل شخصية لها نشاطها الخاص الذي يجب أن يظهر للجمهور، ومن حق المؤلف محمد الغيطي في رأيي أن يقدم القضايا التي تهمه من خلال العمل، لكني أختلف معك بشدة فيما يخص "النجوم"، فالممثلين أولا مسئولية المخرج رائد لبيب، لكنني أعتبر طارق لطفي وإياد نصار وباسم سمرة وغيرهم من الزملاء نجوم لهم جمهور وكلنا اجتهدنا لتقديم عمل مختلف.

· تساءل البعض عن ضرورة ظهورك توأم " شاب وفتاة " ثم تحول "الشاب" إلى "فتاة"، بالتأكيد هذا الأمر أرهقك فنياً، ومن جهة أخرى لماذا لم يتم اختيار شخصية واحدة تتحول إلى فتاة دون هذا التعدد؟

لأن المسلسل عن "التصحيح الجنسي" الناتج عن جهل الأسرة بمرض الإضطرابات الجنسية، كما أن التوأم المتطابق لا يمكن أن يكون "ولد وبنت" هذا من الناحية الطبية، بالتالي أردنا أن نؤكد أن التوأم في المسلسل كان "بنتين" لكن الأسرة تعاملت مع أحدهما على أنه "ولد" بسبب ضمور الأعضاء التناسلية، حتى كبر وأحس ضرورة " التصحيح" الجنسي، لا "التحول" كما حدث في قضايا أخري مثل قضية "سالي" التي اتهمتنا بتقديم شخصية حياتها وهذا غير صحيح على الإطلاق، وبالطبع الأمر أغراني كممثلة، صحيح كان هناك مجهود كبير لكنه كان ممتعا، ففي البداية قدمت شخصية الرجل الذي لا يشعر برجولته، ثم ما بعد العملية، فتاة كانت رجلا، ثم أصبحت متسابقة في مسابقة لملكة الجمال، فيما الاخت الأنثي الاصلية، تحولت من "ربة بيت" إلى مريضة عقليا نتيجة ما حدث لأسرتها وشقيقها الذي أصبح "شقيقة" .

· وهل سيكون المسلسل بوابة لمزيد من البطولات المطلقة لداليا البحيري؟

لا أحب تسمية "البطولة المطلقة"، دعنا نقول أنه مسلسلات تدور حول قصة فتاة وأمرأة بشكل أساسي، وبالفعل أستعد مع السينارست محمد الغيطي لتقديم مسلسل "بنت من الزمان دة" في رمضان المقبل، لكن التفاصيل غير معلنة بعد.

· نترك التلفزيون ونعود للسينما، هل تعرض فيلم "جوبا" في رأيك لظلم من النقاد الذين رأوا أن الفيلم قدم القضية الفلسطينية بطريقة ساذجة على حد وصف بعضهم؟

المشكلة في رأيي تكمن في طريقة تناول الفيلم، فالبعض تعامل معه على أنه فيلم وطني يدعو لتحرير فلسطين، ولو كانت السينما تقدم حلولا لانتهت مشكلاتنا منذ زمن طويل، لكنه فيلم عن شاب يريد تغيير حياته ويتم ذلك من خلال ضلوعه في عملية تتبع للمقاومة الفلسطينية، هذا هو "جوبا" بكل بساطة ؟

· لكني قدمتي شخصية فتاة تستشهد في منتصف الأحداث وهو أمر ترفضه معظم النجمات حالياً؟

ارى الأمر بصورة مختلفة، فالمهم عدد المشاهد المؤثرة التي قدمتها حتى لو كان قليلا، كما أن مشهد الإستشهاد نقطة تحول في حياة البطل، بالتالي يظل عالقا في ذهن الجمهور حتى نهاية الفيلم .

· وماذا عن المسرح، هل هناك جديد بخصوص مسرحية "اللجنة"؟

كنت اتمنى تقديم هذه المسرحية لتكون الاولى لي على خشبة المسرح، لكن بعد انجاز كل البروفات توقف العمل بدعوى عدم وجود ميزانية، وفي حال استكماله كما سمعت في وقت لا يناسبني سأضطر للاعتذار رغم حرصي على الوقوف امام الفنان الكبير نور الشريف .




  • جريدة الشرق الأوسط 29 فبراير 2008

مصر تبكي ماما نونا


في سابقة "فنية جماهيرية" لم تتكرر منذ سنوات طويلة، سادت حالة من الحزن "غير المتوقع" في الشارع المصري بعد انتهاء الحلقة الثلاثين وقبل الأخيرة لمسلسل "يتربي في عزو" التي شهدت وفاة " ماما نونا" بعد نوبة غضب أصابتها بسبب تصرف غير مسؤول لنجلها المدلل "حمادة عزو"، الحلقة وبعيداً عن المبالغة كانت حديث الناس حتى فجر أول أيام العيد الذي تحتفل به مصر اليوم السبت، لدرجة أن برامج شهيرة مثل "البيت بيتك" و" تسعين دقيقة" خصصت فقرات مطولة لمناقشة تأثير المسلسل ككل ووفاة ماما نونا خصيصاً على الجمهور المصري خصوصاً البسطاء الذين وجدوا في الشخصية التي قدمتها كريمة مختار نموذجا أصيلا للأم المصرية .
وكان حرص أسرة العمل من البداية على عدم تسريب أي معلومة حول مصير ماما نونا أو الطريقة التي ستخرج بها من الأحداث سبباً للصدمة التي أصابت الجمهور لدرجة البكاء أمس الجمعة، فمسلسلات أخرى لها شعبية مثل "الملك فاروق" و" الدالي" و" قضية رأي عام" لم تشهد هذا الإجماع والاهتمام بمصير إحدى الشخصيات لعدة أسباب، أولها أن طبيعة المسلسلات الأخرى رغم جودتها الفنية لم تتغلل لمشاعر الجمهور مثل "يتربي في عزو" فالكل يعرف أن الملك فاروق سيغادر مصر، وأن سعد الدالي سيجد من قتل ابنه، وأن الإعدام نصيب المغتصبين الثلاثة، يضاف إلى ذلك أن مسلسل "يتربي في عزو" هو الوحيد الذي تابعته الأسرة بصفة "عائلية" وكأن المتفرج يقيم فعلا داخل أو بجوار قصر "عزو باشا"، ورغم أن المسلسل "خدع" البعض في بداياته وظنوا أنه عملا هزليا كوميديا فقط، لكن بالتدريج ارتبط الناس بالعلاقة الفريدة بين ماما نونا وحمادة عزو، وساعد على ذلك التألق المذهل لنجوم الأداء يحيى الفخراني وكريمة مختار وباقي أبطال المسلسل، حيث اعتبر بعضهم العمل اكتشافا جديدا لهم خصوصاً ياسر جلال وسامح الصريطي، بالتالي لم تقنع الخطوط المتوازية التي أضافها المؤلف يوسف معاطي الجمهور بالتركيز معها، فكان انتظار إطلالة ماما نونا أهم من متابعة صراع الدكتورة نوال من أجل الطاقة النووية، أو تطور شخصية ابراهيم من أقصى اليسار إلى اليمين المتشدد، وبعدما كان البعض يقول إن الأحداث بها مبالغة، أصبح من يتابع المسلسل يومياً مدرك أن هناك الكثيرين الذي يعيشون مثل "حمادة عزو" لا يحملون أي مسؤولية، بل إن بعضنا فيه جزء من "حمادة" في مجال معين في حياته، كل هذا لم ينفِ وجود ثغرات وتطويل أشار إليه النقاد، لكن الجمهور تسامح من أجل "ماما نونا" التي غابت فجأة بعد مشاجرة مع حمادة الذي أراد بيع أسرار نوال العلمية للمركز الألماني مقابل 6 ملايين دولار لعدم اقتناعه بجدوى المعركة في بلد يعاني اقتصادياً مثل مصر، لكن نونا للمرة الأولى تثور على حمادة وتصفعه على وجهه وتطلق لعناتها عليه، قبل ان يغادر القصر ليُتم الصفقة مع آذان المغرب في رمضان 2007 كما تشير الأحداث، لكنه يتراجع في اللحظات الأخيرة، ويقول لنوال عزو عبر المحمول أن تبلغ نونا بأنه سينفذ ما تريد دون أن يعلم بوفاتها، وبينما كان المشاهدون منفعلين بوفاة ماما نونا، كان عليهم في الوقت الاستمتاع بالأداء المدهش ليحيى الفخراني الذي صعد لغرفة والدته رافضاً تصديق خبر وفاتها بل نام بجوارها ظناً منه أنها نائمة وعندما أدرك أنه لا مناص من الواقع هام على وجهه ثلاثة أيام حتى أصيب بغيبوبة ووجوده في المستشفى وعاد لمنزله محاطاً للمرة الأولى بأولاده، وكأن نونا سبب عودتهم له حتى بعد وفاتها، وأبدع المخرج مجدي أبو عميرة في مشاهد عودة حمادة للقصر لأول مرة بعد غياب نونا، ومشهد بكائه الأول عندما شاهد صورتها في غرفة نومه ووقف أمامها يطلب السماح وهي لا ترد .
وأجرى برنامج "البيت بيتك" اتصالاً هاتفياً مع الفخراني إعتذر خلاله للجمهور عن حالة الحزن التي سادت أمس، وقال إن وفاة نونا كانت حتمية درامية حتى يفيق حمادة واعداً بمفاجأة في الحلقة الأخيرة التي ستعرض اليوم السبت، وتم الاتصال خلال استضافة الفنان هشام عباس الذي حصل على جائزة أفضل مطرب تترات في رمضان عن المسلسل نفسه في استطلاع البرنامج الذي فجر مفاجأة قبل يومين عندما أعلن فوز كريمة مختار بجائزة أحسن ممثلة للعرض الأرضي، ونفس الجائزة مناصفة مع وفاء عامر في العرض الفضائي، لتتفوق الممثلة المخضرمة، على نجمات السينما يسرا وإلهام شاهين ونادية الجندي .
كما استضاف برنامج "تسعين دقيقة" على شاشة المحور كريمة مختار في حوار هو الأول مع نجلها المذيع معتز الدمرداش، بحضور المخرج مجدي أبو عميرة والفنانة انتصار، وتلقى البرنامج اتصالات عديدة من صحفيين وفنانين أثنوا فيه على أداء كريمة مختار واعتبروها "عصير مركّز لأمهات مصر" و حسدوا معتز الدمرداش على الهواء مباشرة، بينما قال أشرف زكي نقيب الممثلين إنه تجنب مشاهدة الحلقة بعدما عرف مضمونها، واقترح وجود نهايتين للمسلسل حتى لا يصاب الجمهور بهكذا صدمة، بل طالب بأن تستمر الأحداث لحلقات وحلقات كما يحدث في المسلسلات الأمريكية طويلة الأمد بشرط عودة ماما نونا للحياة .


نشرت يوم 13 أكتوبر 2007 بجريدة آرام نيوز