الأربعاء، 17 سبتمبر 2008

محمد منير... خلصت «الحدوتة»!


حالما وافق «الكينغ» على تقديم سيرته في برنامج رمضاني، انفرجت أسارير عشّاقه. ولكن، ما إن باشرت «نايل لايف» بثّ حلقات «حدوتة مصرية»، حتى جاءت النتيجة مخيّبة للآمال!
«حدوتة مصرية»... برنامجٌ كان من المفترض أن يزيد من جماهيرية «نايل لايف» («قناة النيل للمنوعات» سابقاً) في شكلها الجديد خلال رمضان. ذلك أنها المرة الأولى التي يقدم فيها محمد منير سيرته الذاتية على شكل حوار تلفزيوني مطوّل. الحديث عن الحلقات التي تديرها شافكي المنيري، وهي أيضاً رئيسة المحطة، بدأ باكراً. وبات واضحاً أن منير أنجز ما عجز عمرو دياب عن إتمامه حتى الآن (مشروع «قصتي» مع «روتانا»). فيما جمهور «الكينغ» بحثَ بجهد عن تردّد القناة في أول أيام رمضان، فصاحب الجماهيرية الواسعة، سيطل يومياً، ولمدة من المفترض ألّا تقلّ عن نصف ساعة.لكن الصدمات توالت منذ الحلقة الأولى، فمسيرة محمد منير كلها صوّرت على مدى يومين أو ثلاثة على أقصى تقدير حسب تصريحات المخرج أكرم فاروق. وموعد العرض ظلّ سراً حتى اللحظات الأخيرة خوفاً من المنافسة، ليفاجأ الجمهور المصري بأن البرنامج يبثّ قبل الإفطار بحوالي ساعة، وكأنه أقل أهمية من كل البرامج التي تنطلق بعد آذان المغرب. واستمرت المفاجآت: مدة الحلقة لا تزيد عن ربع ساعة، وبعض الحلقات تضمنت أغنيات أكثر من الذكريات. ففي حلقة الأغاني الوطنية مثلاً، بُثّت أغنية لمنير مدتها تسع دقائق، فيما تحدث هو حوالى دقيقتين فقط. ما يؤكد أن ما رواه لشافكي المنيري لم يكن يكفي لـ30 يوماً.وعلى الرغم من أنه طلب الابتعاد عن حياته الشخصية، وهو أمر مشروع، لم يأتِ الحوار الفني بالمستوى المتوقع، ذلك أن التركيز على علاقته بالنيل والناس والجمهور، ومسقط رأسه أسوان، مرّ من دون التوقف عند الشخصيات التي أثرت فيه، أو الأزمات الفنية التي مرّ بها، أو حتى علاقته بالصحافة وزملائه المنافسين. وقد تحمل الحلقات المقبلة بعضاً من هذه النقاط، لكن المشكلة الكبرى تبقى مع فكرة تصوير حوار تلفزيوني بحدود 10 ساعات، وتقديمه على اعتبار أنه سرد يومي لسيرة مطرب يغني منذ ربع قرن. يضاف إلى ما سبق اعتذار منير عن الغناء خلال الحلقات، والاعتماد على الأرشيف والحفلات المسجلة منذ أربعة أعوام على الأقل. أما شافكي المنيري، فلم تنجح في الفصل بين رئاستها للقناة، ودورها كمذيعة تهتمُّ بسبر أغوار فنان بحجم محمد منير، والخروج بانفراد واحد على الأقل في كل حلقة. وها هي الكاميرا تركّز على صورة المنيري وأناقتها، أكثر من أي شيء آخر.

الاثنين، 15 سبتمبر 2008

الدراما المصرية على كفّ عفريت


بعد الفراق» و«ناصر» و«شرف فتح الباب» و«الدالي» و«في إيد أمينة»...


قطع رمضان نصف الطريق، وانتهت المفاجآت. وعلى رغم بعض الإيجابيات، تعجّ الدراما المصرية هذا الموسم بنقاط ضعف عدة. فيما يبقى الإخفاق الأبرز هو غياب أي مسلسل قادر على جمع كلّ أفراد العائلة حول الشاشة، كما كان يحدث سابقاً

تحيا الوحدة الفنية
على رغم أن مشاركة الممثلين العرب في الدراما المصرية هذا الموسم تعدّ أقل نسبةً من السنوات الماضية الأخيرة، بدأت المسلسلات التي تعتمد على تعاون عربي، تأخذ مكانها الطبيعي على الساحة، مع اعتراف، ولو جاء متأخراً، بأن لبعض المخرجين العرب تميزهم، ويجب الإفادة منه. وبعد عرض حلقات قليلة من «أسمهان» لشوقي الماجري و«ناصر» لباسل الخطيب ، راح المشاهدون يُلفتون انتباه بعضهم بعضا صوب هذين المسلسلين، ويبحثون عنهما على الشاشات، وخصوصاً أن سيرتي المطربة الراحلة والزعيم العربي، لم تحظيا بالدعم الذي ناله «الملك فاروق» وغيره من الأعمال القوية في الأعوام الماضية. وعلى رغم بعض السلبيات الإنتاجية في «ناصر» واختيار ابن المخرج لأداء دور جمال طفلاً بلكنة سورية، وغياب النجوم عن العمل... نجح الخطيب في إدارة الممثلين المصريين، وهو ما يتكرر في «أسمهان» مع أحمد شاكر عبد اللطيف (يؤدي دور فريد الأطرش) الذي لم يطلّ بهذا الإتقان من قبل. باختصار، نجح المسلسلان في انتزاع اعتراف من الجميع بأن حضور مخرجين عرب في مصر، قد يسهم في تقديم أيّ عمل، بصورة جيدة.


صحافيون من المرّيخ!
إذا كنت صحافياً ناقماً على رئيس تحرير الصحيفة حيث تعمل، فلا تفكر في العصيان بعد الآن. شاهد فقط مسلسل «في إيد أمينة» لتشمَت برئيس التحرير (هشام سليم)، صاحب الشخصية الضعيفة والمهزوزة، وهو لا يقوى على مواجهة رئيسة قسم التحقيقات. ليس لأنها نافذة داخل الجريدة، أو لأنها صاحبة نفوذ، بل لأنها بكل بساطة... يسرا! البطلة التي لن ترضخ لأي رجل في المسلسل، حتى ولو كان رئيس تحرير. والمواقف التي تشهدها الحلقات في ما يخص الصحافة، أصبحت نكتاً يومية يتبادلها الصحافيون: فللمرة الأولى، يختار أهل المهنة في المسلسل الانحياز لرئيسة القسم (تذكّر أنها يسرا) ضدَّ رئيس التحرير، وأي خبر أو تحقيق يطلقون عليه اسم «مقال»، فيما خطة الصحافية النشيطة لاستعادة طفل مخطوف، تجري من دون علم الأستاذ رئيس التحرير. الأمر نفسه ينسحب على مسلسل «بعد الفراق»، إذ يبدو أن الصحافي خالد صالح اختار النماذج التي لا تعجبه في الصحافة الفنية، وقرر تقليدها بشكل مبالغ فيه، لينجح المؤلف محمد أشرف تدريجياً في تلميع صورة الصحافة القومية، وإظهار الصحافة المستقلة على أنها مليئة بالسلبيات.


لا للتقليد ...لا للتجديد
هذا الموسم اعتمد بعض النجوم، بشكل مبالغ فيه، على تكرار التعاون مع الفريق نفسه الذي عمَل معه سابقاً، فيما اختار آخرون تغيير كامل فريق العمل، بشكل مبالغ فيه أيضاً. ونبدأ مع «في إيد أمينة»، فالمخرج محمد عزيزية والممثلون أحمد فلوكس وأشرف مصيلحي وإيهاب فهمي وغيرهم، والمطربة آمال ماهر... كلهم أطلوا مع يسرا العام الماضي في «قضية رأي عام». كما أجبرت فيفي عبده مؤلف مسلسلها «قمر» ومخرجه على الانسحاب بعد تحكّمها بكل شيء، واختيارها جمال إسماعيل ومحمد عبد الحافظ للبطولة. وداليا البحيري، دخلت السباق للعام الثاني على التوالي في «بنت من الزمن ده» مع المؤلف محمد الغيطي والممثل باسم سمرة وشركة الإنتاج نفسها التي قدمتها في «صرخة أثنى».أما يحيى الفخراني فغيَّر كل طاقم «يتربى في عزو»، بمن في ذلك مؤلف كلمات «الجنيريك» وملحنها ومؤديها، لتغيب عن مسلسله الجديد «شرف فتح الباب» الأسماء الجماهيرية، ما عدا هالة فاخر وأحمد خليل. وعلى «أبنائه الجدد»، الصمود أمام جاذبية أحمد عزمي وأحمد السعدني وغيرهما من الممثلين الذين قدمهم في أعماله السابقة.


ولّى زمن الأغنيات
في العام الماضي، وبعد الحلقة الثانية من مسلسل «يتربى في عزو»، أصبحت أغنية العمل التي أداها هشام عباس الأكثر انتشاراً في مصر، مع منافسة قوية لأغنية «الدالي» مع وائل جسار، و«قضية رأي عام» مع آمال ماهر. لكن الوضع هذا العام يختلف إلى حد كبير، إذ لم تنجح أي أغنية في الانتشار، ولم تنطلق بعد إعلانات شركات المحمول التي توفر تلك هذه النغمات سنوياً. فيما لم تأتِ مشاركة المطربين العرب بأي تجديد: فصوت رامي عياش لم يكن مناسباً لكلمات «أيمن بهجت قمر» مع مسلسل «قلب ميت»، وأغنية «وائل جسار» في مسلسل «ناصر» لم تنتشر بعد، وبقيت أغنية «الدالي» التي قدمها العام الماضي متفوقة عليها. الأمر نفسه يتكرر مع نبيل شعيل في «جدار القلب»، بينما تفوّق عليهم حسين الجسمي في «بعد الفراق»، لكنه لم يحقق نجاح أغنية «بحبك وحشتيني». وعلى المستوى المصري، لم تلفت انتباه المشاهدين أي أغنية، ما عدا «جنيريك» مسلسل «شرف فتح الباب» لمدحت صالح، لتدخل شيرين المنافسة بقوة، لكن بعيداً عن المسلسلات. إذ قدمت أغنية برنامج «أحلى الكلام» الذي يبث على الفضائية المصرية والأولى الأرضية.


الشباب الدائم
ظهور الفنان بغير عمره الحقيقي... هي ظاهرة زادت بجرأة هذا العام: في «قلب ميت»، يطل شريف منير كشاب تعدى للتوّ الثلاثين من عمره، فيما الكل يعرف أن شريف منير اقترب في الواقع من الخمسين. أما أحمد عبد العزيز ونرمين الفقي فيرتبطان عاطفياً في «دموع في حضن الجبل» ، وهما في مرحلة الدراسة الجامعية. ما دفع ببعض النقاد إلى السخرية من عبد العزيز الذي كان طالباً بالتفاصيل نفسها في مسلسل «المال والبنون» قبل 12 عاماً! وبينما لم يحدد السيناريو عمر فيفي عبده في مسلسل «قمر»، لكن الإشارات تؤكد أنها لم تتجاوز الثلاثين. وهي هنا، السيدة القوية التي تلفت انتباه أي رجل يظهر في المسلسل. كما تطل ميرفت أمين في دور «نادلة» عبر أحداث «كلمة حق»، ومعها يؤدي الشاب عمرو محمود ياسين دور طالب جامعي «غاوي شقاوة». فيما لم يفلح الشعر المستعار بإقناع المشاهدين بأن خالد صالح ما زال طالباً جامعياً، يترك الجامعة ليخطو خطواته الأولى في عالم الصحافة، ضمن أحداث «بعد الفراق».


ظاهرة
وداعاً أيها الخليج فيما عدّه بعضهم ردّاً على قرارات النقيب المصري بتقنين عمل الممثلين العرب في القاهرة، مثّل تغييب المسلسلات المصرية على الشاشات الخليجية، ما عدا «أبو ظبي»، ظاهرة هذا الموسم. حتى البرامج ممنوعة، وكأن سبعين مليون مشاهد لا يهمون أصحاب هذه القنوات، ما دام لديهم نور ومهند. لكن المسألة لم تعق انتشار هذه الأعمال، بعدما وجد صنّاعها نوافذ جديدة لتسويقها مثل قناتي «الحياة» و«الحياة مسلسلات»، ثم قنوات التلفزيون المصري الأرضية، «دريم 2» و«otv المصرية» و«بانوراما دراما 1 و2». هذه الشاشات نجحت في إبعاد المشاهد المصري عن الفضائيات الخليجية. وبالتالي، كان قرار otv المصرية، بتغيير موعد عرض «بعد الفراق» ، ليصبح بعد الإفطار مباشرة، منطقياً لجذب ما بقي من الجمهور المصري الذي كان يتابع المسلسل نفسه على mbc.


محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية