الاثنين، 30 يونيو 2008

تامر «تذكَّر» العندليب!


ما زال غلاف العدد الأخير من مجلة «الكواكب» ـــــ أقدم المجلات الفنية المصرية ـــــ حديث الوسط الفني في مصر. أما صورة الغلاف المثيرة للجدل، فقد التُقطت لتامر حسني يحمل صورة لعبد الحليم حافظ في منزل العندليب.لكن زيارة أي شخص ـــــ مهما كان هدفها ـــــ إلى منزل عبد الحليم هي حق مشروع. وقد فعل عمرو دياب ذلك قبل 3 سنوات، فما المانع أن يزور تامر المنزل هذا العام، في مناسبة ذكرى ميلاد حليم؟سبب المشكلة يكمن في المقال الذي أرفقت معه الصورة. إذ كتب محرر الموضوع قصة، شرح فيها أنه التقى شاباً لم يذكر اسمه، لكنه اكتفى بذكر أنه متخرّج من كلية «دار العلوم»، وهي كلية تدرّس موادّ ذات طبيعة دينية. هذا الشاب أخبر الصحافي عن «رؤيا» ظهر له فيها عبد الحليم حافظ، وسأله: من هو الشاب الذي يغني اليوم أغاني عاطفية ناجحة؟ فردّ صاحب الحلم: إنه تامر حسني. وهنا ـــــ حسب رواية المحرر ـــــ التفت حليم إلى سائقه وقال له: «ألم أقل لك إن هناك شاباً اسمه تامر، سيصبح مغنياً كبيراً؟ ثم التفت حليم مرة أخرى إلى صاحب الحلم، وقال له: «ممكن أكلم تامر ده؟»، فقال له الشاب: «طبعاً ده حلم حياته إنك تكلمه». هنا، انتهت رواية الشاب، وأكد الصحافي أن صاحب الحلم، عندما لاحظ استخفاف المحرر بما يقوله، ردّ عليه بحزم: «من حقك ألا تكترث للموضوع، لكن الرؤيا أصبحت أمانة، ويجب أن توصلها إلى صاحبها»، أي تامر حسني. وبالفعل، لم يضيع المحرر الوقت، وأبلغ تامر الذي انخرط في بكاء عميق، ليتفقا معاً على زيارة ـــــ برفقة المصور طبعاً ـــــ منزل عبد الحليم وقبره. وتعود أسرة العندليب إلى الظهور من جديد، بعد اختفاء طويل منذ عرض مسلسل «العندليب». كما لم ينسَ تامر أثناء الزيارة التحدث عن ضرورة إنشاء متحف لعبد الحليم الحافظ، وصيانة المقبرة...هذه القصة، وما تحمله من دلالات على مشاركة الصحافة في الترويج للنجوم، ولو على حساب المنطق، تزامنت مع حدث بارز يستعد له حسني. إذ لا يمكن عزلها عن الحملة الدعائية التي أطلقت أخيراً بمناسبة طرح الألبوم الجديد لتامر حسني بعنوان «قرب كمان». وهو العنوان الثاني للألبوم، بعد اعتراض الرقابة على العنوان الأول «احضني أوي». ما اضطر تامر والمنتج نصر محروس إلى تغيير اللوحات الإعلانية بعد انتشارها في الشوارع.كذلك يترقب تامر عرض فيلمه الرابع «كابتن هيما». لذا، لفت الأنظار صوبه لضمان تكرار نجاح فيلمه السابق «عمر وسلمى» الذي صاحبته العام الماضي حملة دعائية قوية، شملت عرضاً خاصاً مبكراً، وأغنيات لا حصر لها، تعرض على الشاشات. يطرح الألبوم خلال يومين، وهو من إنتاج نصر محروس، وتوزيع شركة «فيفا انترتينمنت» في جميع البلدان خارج مصر. ويضم 14 أغنية، ستطرح منها 12 في الكاسيت، بينما تضم الأسطوانة أغنيتين إضافيتين في سبيل تنشيط عملية بيع الأسطوانات. معظم أغنيات الألبوم «قرب كمان» جاءت من ألحان تامر حسني نفسه. فيما يتعاون في باقي الأغنيات مع عدد من الشعراء والمحلنين، بينهم: المنتج نصر محروس، ومحمد عاطف، رامي جمال، عبير الرزاز، علي شعبان، عبد العزيز الشافعي، محمد يحيى وآخرون.


محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

أشرف عبد الباقي : إيرادات "على جنب يا أسطي" تدعو للفخر، وشخصية سائق التاكسي لم تكن مثالية


بينما ترصد الصحف المصرية ردود الفعل حول فيلمه الجديد "على جنب يا أسطي" إنشغل الفنان المصري "أشرف عبد الباقي" بتصوير "الجزء الخامس" من مسلسله الكوميدي الشهير "راجل وست ستات"، ليفاجئ الوسط الفني المصري بمعادلة الرقم الذي انفرد به مسلسل "ليالي الحلمية "منذ سنوات طويلة كونه الأطول في تاريخ الدراما المصرية، صحيح أن نوعية كلا المسلسلين مختلفة، لكن أبطال "راجل وست ستات" نجحوا في الإستمرار وتصوير 150 حلقة، فيما لم يعرض حتى الأن سوى ستين فقط منذ رمضان الماضي، حول تجربته مع هذا المسلسل، وفيلمه الجديد، وشخصية سائق التاكسي غير النمطية التي قدمها، وبرنامجه الجديد "دارك" كان هذا الحوار مع الشرق الأوسط


· نبدأ من "على جنب يا أسطي" إلى أي مدى أنت راض عن توقيت عرض الفيلم والإيرادات التي حققها حتى الأن؟

السينما المصرية متغيرة طوال الوقت، ولم يعد هناك جدول منظم يمكن للفنان أو المنتج تحديد موعد عرض فيلمه قبل فترة كافية، بالتالي العثور على موعد عرض في بداية الصيف لفيلم "على جنب يا أسطي "هو أمر إيجابي جدا، وكلنا رحبنا به لثقتنا أن الشريط يتضمن إختلافا عن كل الأفلام المنافسة، والرهان في النهاية على الجمهور، سواء في صالات العرض أو أمام شاشة التلفزيون، وحتى الان وصلت إيرادات الفيلم إلى مليون جنيه، وهو رقم طيب جدا،ويدعو للفخر، إذا قورن بعدد الشاشات – حوالي عشرين شاشة- وبالمنافسين والإمكانات المتاحة أمامهم .

· شخصية "سائق التاكسي "قدمت من قبل عدة مرات، لكن هناك اتفاق على نجاحك في تقديمها بشكل مغاير، ما تعليقك؟

كل الشخصيات قدمها الفن من قبل، ولا يمكن التوقف عن اعادة تقديمها، المهم هو بصمة الفنان، وأنا تعاملت مع "صلاح" باعتباره إنسان، وتخيلت بمساعدة المخرج سعيد حامد، كيف يفكر، وما هي ردود أفعاله في المواقف المختلفة، وكيف لابد أن يظهر للجمهور مشاعره من الداخل حتى لو لم يصرح بما يشعر به،كذلك لم تكن الشخصية مثالية على طول الخط كما ظن البعض، والدليل أن وقع في حب فتاة أخرى غير زوجته قبل أن يفيق ويعود لحياته الطبيعية، واعتقد ان المصداقية التي تمتعت بها الشخصية، والحكايات التي قدمها السينارست "عبد الرحيم كمال" هي سبب نجاح الفيلم لأن الناس شعرت بأنهم يشاهدون ما يحدث معهم في الشارع، كما تم اختيار طاقم الممثلين بشكل يناسب أدوارهم، أسر ياسين في دور الشقيق البلطجي، واروة جودة الفتاة التي تسعى لاسترداد نجل شقيقتها، والأم خيرية أحمد، والزوجة روجينا.

· وكيف جاءت فكرة الإستعانة بهذا الكم من النجوم كضيوف شرف، حيث وصل عددهم إلى 20 تقريباً ؟

طبيعة الفيلم هي التي تطلبت ذلك، فالسائق يقابل أنماطاً بشرية عديدة، وهي أنماط تتطلباً قدراً كبيراً من الحرفية في التمثيل، والحمدلله استجاب كل من طلبنا منهم المشاركة، ويكفي أن أسماء مثل سمير غانم وأحمد السقا وأحمد رزق، وزيزي البدراوي شاركونا تلك التجربة، بل هناك أسماء أخرى مثل شريف منير كان من المفترض أن يشارك لكن الظروف لم تسمح .

· وماذا عن اختيار الفنان الكويتي داوود حسين، والمشهد الذي جمعك معه ؟

داوود فنان كبير و معروف جيدا في مصر، وبالمناسبة عندما اخترناه لهذا المشهد، التقى به محمد هنيدي في منزل سعيد حامد، وعرض عليه شخصية الخادم الهندي في "عندليب الدقي"، لكن فيلم هنيدي عرض قبلنا، فيما ندعى أننا أول ما اكتشف داوود حسين في السينما المصرية، والمشهد الذي جمعني معه، وصل للجمهور، لأن عبر عن رؤية الشارع العربي للقومية العربية .

· نترك السينما ونتجه للتلفزيون، فيما ننتظر عرض الجزء الثالث من "راجل وست ستات" خلال رمضان المقبل، نراك تصور الجزء الخامس؟

في أمريكا، الأعمال الناجحة تستمر، ونريد أن نطبق تلك القاعدة في الوطن العربي، وهناك أعمال جيدة عديدة راحت سريعاً بسبب عدم الاهتمام بها، لكن "راجل وست ستات" حطم رقماً قياسياً في رمضان الماضي عندما عرض على 22 قناة في وقت واحد، وأصبح نموذجا لمسلسل "السيت – كوم" الناجح، وهو تجربة نفخر جميعا بها، وللعلم، كل الحلقات يشاهدها الجمهور في الاستديو قبل العرض التلفزيوني، ولأن تصوير المسلسل واعداد الديكور ليس بالأمر الهين، نقوم بتصوير الاجزاء المكتوبة بالتتابع، ثم يتم عرضها على الشاشة في وقتها المحدد لاحقاً .

· وما هو الجديد في حلقات "راجل وست ستات" علما بأن قناة "أبو ظبي" أعلنت مبكرا عن عرض المسلسل في رمضان؟

نواصل في الاجزاء الجديدة، تقديم أفكار نابعة من المجتمع المصري، علما بأن الاتجاه نحو المحلية بمصداقية يلفت نظر الجمهور العربي جدا، وكذلك لنرد على من يتهم بالمسلسل بأنه مقتبس عن عمل مماثل في أمريكا، وهذا أمر غير صحيح تماما، لكنه نتج بسبب أن بعض المسلسلات المشابهة تم اقتباسها ، وبجانب مشاركة الفنانة إنعام الجريتلي بدلاً من العزيزة الراحلة زيزي مصطفى، يتواجد معنا أيضا عدد كبير من ضيوف الشرف في مقدمتهم الفنانة ميرفت أمين في شخصيتها الحقيقية، بجانب ماجد الكدواني وراندا البحيري، وغسان مطر، وخالد الغندور والعشرات من النجوم، كما سأقدم مفاجأة خاصة للجمهور في الموسم الثالث وهي الظهور بشخصية مختلفة لكن لا يمكنني الإفصاح عنها حالياً .

· كونت من خلال المسلسل ثنائي ناجح مع الممثل الشاب "سامح حسين" ما خلفيات هذا التعاون ؟

سامح حسين ممثل شاب وموهوب في مجال الكوميديا، وكما ساعدني الكبار في بداية مشواري، اري أن علي الان رد الواجب، وسامح يتعاون معي منذ عدة سنوات وفي عدة أفلام، لكنها المرة الأولى التي تتاح لنا فرصة تكوين ثنائي متناقض بشكل يثير ضحك الجمهور وهو نجاح لي وله وللمسلسل بكل تأكيد .

· وماذا عن التعاون مع مخرج لبناني هو أسد فولادكار، في إخراج مسلسل كوميدي مصري ؟

يمكنك الان الإستماع لنكت وإيفيهات مصرية خالصة من "أسد فولادكار"، والإخراج موهبة وتكنيك قبل أن يرتبط بلهجة أو بيئة، واعتقد أن تجربة فولادكار نموذجا للتكامل العربي في المجال الفني .

· كلامك هذا يجرنا لازمة نقابة الممثلين الأخيرة وأنت عضو منتخب في مجلس الإدارة ؟

الأزمة انتهت، والفنانين العرب المعروفين سيحصلوا على عضوية تسمح لهم ممارسة عملهم، وكما قلنا الهدف مما حدث محاربة الدخلاء واعطاء فرصة للمواهب سواء المصرية أو العربية .

· أخيراً ماذا عن برنامجك الجديد "دارك" الذي يبث كل أربعاء على شاشة أبو ظبي ؟

نجاح تجاربي السابقة في هذا المجال، شجعنى على قبول التجربة الرابعة، خصوصا وانها تعتمد على حوار ودي مع الضيوف وكأنهم في بيتي، الأمر الذي يسفر عن حكايات وذكريات لم تخرج للجمهور من قبل، وحتى الان تم تصوير 39 حلقة، وسنصور حلقات خاصة لشهر رمضان مع مجموعة من الفنانين الخليجيين .
محمد عبد الرحمن

جريدة الشرق الأوسط

الثلاثاء، 24 يونيو 2008

وتمخّض اجتماع الوزراء العرب عن... أمنيات!


كلام الليل يمحوه النهار! عوضاً من أن يدشّن وزراءالإعلام عهداً فضائياً جديداً، عبر تفعيل دور «وثيقة تنظيم البث...»، تحفّظت دول، وأرجئ المشروع، وانتهى اللقاء بجملة توصيات: من مراقبة المحطات... إلى «تعزيز الوحدة»


فيما أجمع وزراء الإعلام العرب ــــ ما عدا قطر ــــ في شباط (فبراير) الماضي على إقرار وثيقة تنظيم البث الفضائي، فشلوا أمس في إطلاق آلية محددة لتنفيذ هذه الوثيقة ومبادئها. ذلك أن دولاً كقطر والإمارات والبحرين أبدت تحفظاً على الوثيقة وعلى آلية تنفيذها، لأن بنودها تفرض قيوداً على حرية التعبير في العالم العربي، وعلى عمل الفضائيات. فيما ارتبط تحفظ الإمارات أيضاً بتعذّر تطبيق الآلية على الفضائيات التي تبث من المناطق الحرة. ويبدو أن موقف دبي المرتبط بالاستثمار الذي ترعاه في هذا المجال، رفع الحرج عن الدوحة التي تنطلق منها قناة «الجزيرة»، صاحبة التاريخ الطويل من الخلافات مع عدد من الأنظمة العربية.في المقابل، أبدت كل من مصر والجزائر استغرابهما من التحفظات القطرية والإماراتية، وفق «يو بي آي». علماً بأن مصر والسعودية والجزائر تصرُّ على الإسراع بوضع تشريعات جديدة محكمة لمراقبة تنظيم البث الفضائي، قد تتضمن إلغاء تراخيص لمحطات، تبث موادّ تراها هذه الدول سجالية.ويبدو أن التقارير الصحافية والانتقادات التي سبقت انعقاد مجلس وزراء الإعلام العرب، أمس، في مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة، قد خففت كثيراً من حدة القرارات التي كان من المنتظر اتخاذها لتفعيل دور وثيقة تنظيم البث الفضائي العربي، عبر إطلاق آلية لتطبيق هذه المبادئ التي تهدف أولاً وأخيراً إلى إحكام السيطرة على المشهد الإعلامي العربي.وبعدما قدمت وفود عدة، بينها السعودية ومصر والجزائر والبحرين، اقتراحات هدفت إلى الحد من «تخطي الفضائيات والإذاعات بعض الخطوط الحمراء في ما يخص السياسات الداخلية للدول العربية» (راجع «الأخبار»، عدد أول من أمس)... خرج بيان وزراء الإعلام ليدعو إلى إنشاء مفوضية عامة للإعلام العربي. مفوضيةٌ، يندرج ضمن مهماتها، مراقبة الفضائيات العربية، والعمل تالياً على تحقيق احترام المبادئ الواردة فى الوثيقة.من هنا، قررت اللجنة الدائمة للإعلام العربي، تأليف فريق عمل من الخبراء، تكون مهمته اقتراح الآلية المناسبة لتنفيذ وثيقة تنظيم البث الفضائي، على أن يجتمع هؤلاء في الرياض خلال النصف الثاني من العام.أما أنس الفقي، وزير الإعلام المصري، وهو من أوائل الذين عملوا على إقرار مبادئ تنظيم البث التي تهدف إلى إحكام السيطرة على الفضائيات العربية، فقد أكد أن إقرار الوثيقة، هو «إجراء تأخر كثيراً، وقد سبقنا العالم في إنشاء مثل هذه الآليات الضرورية لتنظيم هذا القطاع»!وفيما تأجّل مشروع إطلاق آلية تنفيذ الوثيقة، وصدور قرارات حاسمة كانت ستسمح للحكومات بمعاقبة القنوات الفضائية التي تراها مشاكسة، خرج المجتمعون بتوصيات أخرى، لعلّ أبرزها دراسة إنشاء قناة فضائية عربية بلغات مختلفة، تحقيقاً لأهداف خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج. وهو مشروع لو نجح اتحاد إذاعات الدول العربية في تحقيقه، فسيسجل لمصلحة جامعة الدول العربية، على اعتبار أنها حققت «وحدة إعلامية»، بعد فشلها المزمن في تحقيق أي وحدة اقتصادية أو عسكرية.كذلك طالب المجتمعون بإجراء حصر شامل للمصطلحات الإعلامية المتداولة في مختلف أجهزة الإعلام العربية، إضافة إلى دراسة مدى تأثيرها على القضايا العربية. لذا، دعا هؤلاء إلى تأليف فريق من الخبراء، يجري مراجعة دورية للمصطلحات الإعلامية المتداولة، و«تنقيتها من المصطلحات المشوهة».الاجتماع طبعاً لم يكتف بهذه التوصيات، بل ذكّر أيضاً بضرورة مساندة القضية الفلسطينية، وخصوصاً في ما يتعلق بملف القدس بعد اختيارها عاصمة ثقافية لعام 2009. كما دعا إلى مواصلة توفير الدعم الإعلامي لكل من سوريا ولبنان والعراق والسودان، وحثّ مؤسسات الإعلام العربية على مواصلة الدعم الإعلامي لحق سوريا فى استعادة أرضها المحتلة، وتسليط الضوء على الجولان المحتل، ودعوة أجهزة الإعلام العربية إلى تقديم الدعم للصومال وجزر القمر.هكذا إذاً، انتهى اجتماع وزراء الإعلام العرب من حيث بدأ: لا تطبيق لوثيقة تنظيم البث في القريب العاجل، وسلسلة توصيات قد تعزز الوحدة عبر إحكام السيطرة قريباً على جميع الفضائيات العربية!

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

أحمد عزّ... وقعَ في الفخّ


الوحيد بين نجوم جيله الذي «أخلص» لأفلام «الأكشن» والإثارة المطعّمة بالكوميديا وقليل من الرومانسية. على مدى أربع سنوات ومنذ نجاح «ملاكي إسكندرية»، حرص أحمد عزّ على استثمار هذا النجاح في فيلميه الآتيين «الشبح» و«الرهينة». لكن النقاد استقبلوا فيلمه الأخير «مسجون ترانزيت» ببرودة، بسبب ما رأوه من تكرار واضح في الشريط الذي وقعته ساندرا نشأت، وشارك في بطولته نور الشريف. علماً بأن هذا هو أول ظهور لفنان كبير، ضمن أفلام النجوم الجدد الذين قاطعوا الجيل الأكبر لسنوات طويلة.وتركّزت أبرز الانتقادات الموجهة للفيلم على رغبة صناعه بزيادة مساحات الإثارة على حساب المضمون والمنطق. ووصل الأمر إلى حد بروز نقاط تشابه مع أفلام سابقة أبرزها «تيتو» لأحمد السقا، رغم اختلاف التفاصيل بالطبع. وفضلاً عن الوقوع في فخ التكرار، لم ينجح المؤلف والمنتج وائل عبد الله في تجاوز ثغرات عدة، لعلّ أبرزها ظهور نور الشريف في شخصية مزوّر، انتحل صفة ضابط شرطة. وكان معروفاً، قبل تصوير الشريط، أن الشريف سيظهر في شخصية ضابط فاسد. لكن يبدو أن المحاذير الرقابية أبعدت الاختيار الأول ـــــ على رغم منطقيته ـــــ حتى لو كان على حساب ظهور جهاز الشرطة ضحيةً لذكاء المزور. وهذا الأخير دخل السجن ونجح في إخراج السجين أحمد عزّ، عبر إقناع المسؤولين بأنه مطلوب في مهمة وطنية. وهو ما أنقذ البطل من عقوبة السجن المؤبد، بعدما قتل عن طريق الخطأ حارساً في شركة صرافة، أثناء عملية سطو في الدقائق الأولى من الفيلم.وبعدما يستغل المزور الشاب السجين، عبر إشراكه في عملية سطو على تاجر ألماس إسرائيلي، يسافر الشاب إلى الكويت بعدما زوّر هوية جديدة. وخلال ست سنوات فقط، يكوّن ثروة طائلة ويتزوج وينجب طفلاً صغيراً، قبل أن يعود المزور من جديد ليطلب منه المشاركة في عملية أخرى. وتتوالى الأحداث والمفاجآت التي ركزت ساندرا على تقديمها بتقنية جيدة على الشاشة الفضية، لكنها بدت غير منطقية في مضمونها. ويبدو أن صناع الفيلم لم يتوقفوا عند هذه الأحداث، إيماناً منهم بأن جمهور هذه النوعية من الأفلام، يُعجب بما يراه على الشاشة حتى لو كان بعيداً عن المنطق.يُشارك في الفيلم أيضاً صلاح عبد الله في دور سكرتير أحمد عز الذي ينقلب عليه، ويبيع أسراره لعضو مجلس الشعب (محمد أبو داوود). وتطلُّ إيمان العاصي في دور زوجته التي تفقد ابنها الصغير، ثم زوجها الذي يعود للسجن مرة أخرى في نهاية الأحداث، بعد مصرع المزور نور الشريف. فيما يشارك شريف منير كضيف شرف في دور ضابط الشرطة الذي يساعد البطل على التخلّص من أخطاء الماضي، قبل أن يعيده إلى السجن مجدداً، كما ينص القانون.

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

الثلاثاء، 10 يونيو 2008

فنّانات مصر رسبن في امتحان التاريخ




أما زال بوسع النجمة ألا تقبل إلا بأدوار البطولة؟ ليس تماماً. فحاجات السوق تتغيّر بسرعة، والمنتجون ضاقوا ذرعاً بـ «دلع الفنانات»... وهناك أسماء جديدة تنزل باستمرار الى حلبة المنافسة. فإلى متى تقبع منى زكي ومنّة شلبي ومي عز الدين والأخريات في المنزل، في انتظار فرصة ذهبية قد لا تأتي في الوقت المناسب؟ .



بعد الاعتزال المفاجئ لحنان ترك قبل عامين، استقرّت قائمة النجمات الشابات الأُوَل في السينما المصرية على خمس فقط: منى زكي التي كانت تسير على خط موازٍ لترك، وبعدها منّة شلبي والتونسية هند صبري وياسمين عبد العزيز. ثم لحقت بهن مي عز الدين عندما قدمت أوّل بطولة مطلقة لها. فيما كانت غادة عادل تتطلّع ومعها اللبنانية نور إلى دخول المنافسة. لكن المشهد تبدّل كثيراً في الفترة الأخيرة، لتؤكد المعطيات أن الصورة ستتغير في القريب العاجل، وأن القائمة لن تبقى على ما كانت عليه. والسبب واحد: نجمات مصر لا يتعلّمن من دروس الغير.معظم النجمات المصريات يعانين عقدة «النجم الرجل»، لذا بات بحث أولئك عن بطولة نسائية سلاحاً ذا حدّين. ذلك أنّ انتظار البطولة يعني الغياب لفترة طويلة. إضافةً إلى الخضوع لشروط المنتجين والموزّعين. وهؤلاء ملّوا «دلع النجمات الزائد»، فقرروا البحث عن أسماء بديلة، نجحت أخيراً في اختراق حصار الدائرة الخماسية المذكورة أعلاه. علماً بأن كل الأفلام الجيدة تعرض أولاً على النجمات الخمس، قبل أن تذهب إلى البديلات اللواتي يتحولن مع الوقت إلى بطلات وخيار أول.هذا الوضع يفسر حالة الغضب الشديدة التي عاشها المنتجون أخيراً، وأسقطت قرارات نقابة الممثلين. ذلك أن تلك القرارات ـ حتى لو هدفت إلى حماية صغار الممثلين كما ادعى النقيب ـ كانت ستكرّس سيطرة شروط النجمات على الساحة، وتأجيل أفلام عدة.ولعل المثال الأبرز على ذلك هو فيلم «ميكانو». العمل الذي يقدم السوري تيم حسن في شخصية مهندس فاقد للذاكرة، واللبنانية نور في شخصية سيدة مطلقة ترتبط بتيم حسن، بدأ التحضير له قبل عامين. آنذاك، كان شريف منير مرشحاً للبطولة، فيما تعددت ترشيحات البطلات، حتى وصلت إلى أنغام التي وافقت أولاً ثم اعتذرت. وبعدما اختلف شريف منير مع الشركة المنتجة وغادر المشروع، ذهبت البطولة إلى تيم حسن ومنة شلبي. لكن هذه الأخيرة انسحبت بعد بدء التصوير بأسبوعين، وحلّت مكانها نور اللبنانية خلال يومين فقط. والسبب أن منة لم تلتزم بموعد البروفات، وكانت مشغولة بفيلم أحمد حلمي الجديد «فاصل شحن». والغريب أن منة تخلت عن «ميكانو» بسهولة، رغم أنها لم تشارك منذ عرض فيلم «هي فوضى» في أي مشروع جديد، سوى الشريط الكوميدي الجديد لأحمد حلمي. كما أدت نهاية العلاقة الفنية والشخصية بينها وبين المخرج خالد يوسف إلى خروجها من اختياراته في فيلميه الأخيرين «الريس عمر حرب» و“حين ميسرة”، فيما لم يبصر مشروعها التلفزيوني «ملف سامية فهمي» النور حتى الآن.المفارقة أن منة ـ حسب القائمين على فيلم «ميكانو» ـ كانت مناسبة جداً للدور. هي سيدة عاشت حياة زوجية قصيرة وتعيسة، تقع في حب شاب وسيم، قبل أن تكتشف أنه مصاب بنوع نادر من فقدان الذاكرة. لكن الشخصية التي فازت بها نور اللبنانية، لم تعجب منة شلبي بشكل كاف حتى تقدم التنازلات، وتحاول التوفيق بين مواعيد أعمالها المتضاربة. وهي عادة تتكرر مع جميع النجمات تقريباً.وما حدث من منة شلبي ينطبق على منى زكي. وقد كتب الناقد طارق الشناوي أخيراً مقالة أكد فيها أن بطلة مسلسل «السندريلا» تضررت من غياب حنان ترك، بسبب غياب المنافسة. وزكي غائبة منذ فيلمها الأخير «تيمور وشفيقة» الذي عرض في صيف 2007. ولا تزال تنتظر انطلاق تصوير فيلم «أسوار القمر» مع المخرج طارق العريان، وهو سيوفر لها البطولة المطلقة الأولى. وفيما المشروع مؤجل منذ فترة، لا تكترث منى زكي على ما يبدو للغياب، مكتفية بوجودها المكثف في الإعلانات، سواء بمفردها أو مع زوجها أحمد حلمي.ومن منى زكي إلى ياسمين عبد العزيز التي بدأت أخيراً تصوير أولى بطولاتها المطلقة «دادة دودي» مع المخرج علي إدريس. وهو التصوير الذي تأجل بسبب بحث المخرج عن توأم مناسب لأحداث الفيلم الذي كتبه نادر صلاح الدين، ويدور في إطار كوميدي حول فتاة تعمل حاضنة. وكانت ياسمين قد اختارت الغياب وانتظار البطولة المطلقة، بعدما أعربت ـ بشكل غير مباشر ـ عن غضبها من تعامل محمد سعد مع دورها في فيلم «كركر» لتنضم إلى قائمة الفنانات الرافضات العمل كـ“سنيد” للبطل الرجل. والمعروف أن صفة «السنيد» التي برع فيها فنانون وفنانات كبار باتت غير مرغوبة من معظم نجوم الجيل الحالي.من جهتها، انضمت مي عز الدين إلى طابور «العاطلات من العمل حالياً». وبعدما فشل فيلمها الأخير «شيكامارا» من تحقيق نجاحات سلفه «أيظنّ»، خرجت من مشروع «كابتن هيما» لتامر حسني، قبل أن تفقد فرصة حضورها في رمضان المقبل، إثر تعثر تنفيذ مسلسل «قضية صفية».يذكر أن نجمتين فقط حاولتا قلب المعادلة. وهما حنان ترك التي ـ في عز نجوميتها ـ لم تكن تمانع الظهور في أدوار قصيرة مميزة، وحالياً هند صبري التي تبحث وراء الشخصيات اللافتة مهما كانت مساحتها. والدليل ظهورها في فيلم «الجزيرة» كفتاة صعيدية لتحصل على جائزة أفضل ممثل في المهرجان القومي الأخير للسينما المصرية.ومن المعروف أن أجر الفنانات ـ صاحبات المراكز الأولى ـ يراوح حالياً بين نصف مليون جنيه (90 ألف دولار) و750 ألف جنيه (135 ألف دولار). ولم تتخط أي فنانة حاجز المليون بعد. بينما لا يقل أجر النجم السينمائي عن مليون ونصف مليون جنيه، وقد يصل إلى عشرة ملايين كما يتردد حول أجور عادل إمام وبعده محمد سعد وأحمد حلمي.




محمد عبد الرحمن


جريدة الأخبار اللبنانية

السبت، 7 يونيو 2008

أم ضحكة جنان




عندما قررت اطلاق مدونة خاصة بي، فعلت ذلك دون أن أحدد ماذا سأكتب فيها، لأنني ببساطة أكتب كل يوم في الصحف المصرية وغير المصرية، أخبار، تقارير، حوارات، مقالات، كل أنواع الكتابة جربتها،ولازلت أجرب وأتعلم، وبعدما تركت المدونة لفترة خاوية على عروشها، قررت أن أعمرها بمقالاتي المنشورة في الصحافة، بصراحة شديدة لا يوجد وقت لكتابة رأي شخصي أو اعتراف خاص، أو ملاحظة لا أريد أن أنشرها في الجرائد والمجلات، بالتالي تحولت المدونة إلى "أرشيف خاص" أضع فيه مقالاتي المميزة – أو التي أعتبرها كذلك- بحيث أتمكن من الرجوع إليها في أي وقت، وأرسلها لمن أحب، و يتمكن الراغب في التعرف على أسلوبي في الكتابة من العثور عليها عبر المرور إلى "صحفي مصري" .

لكن الأمر لا يعني أنه لا توجد أفكار لتدوينات شخصية، في الواقع هي كثيرة، غير أن الوقت المتاح لكتابتها لم يأت
بعد، غير أن القاعدة أصبح لها إستثناء، عندما شعرت أننا تأخرت جدا في الكتابة عنها، هي التي تثير في نفسي سعادة لا حدود لها، كلما تطلعت لصورتها، وضحكتها المميزة، أو سمعت صوتها وهي تنادي علي بدلال تعرف جيدا رغم عمرها الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات، كيف تستخدمه من أجل الاطاحة بمقاومتي وإجباري على تلبية كل طلباتها، هي "وش السعد" التي جاء معها الخير كله، الطفلة التي تمتلك ذكاء يبهرني، ويجعلني فخوراً بها الأن وبعد سنوات قليلة عندما تكبر وتثبت لي أنها ستكون أفضل مما أتمناه لها، هي التي تدفعني لعمل متواصل كي أوفر لها مستقبل أبيض في زمن انعدمت فيه الألوان، عن "جنة محمد عبد الرحمن" أتكلم، عن صورتها التي تميزها "ضحكة" لا تقارن، ولن أقتنع بغيرها، فهي بالنسبة غير قابلة للمنافسة، حتى وأنا اكتب عنها الان أجد صعوبة بالغة في انتقاء تعبيرات تناسب ما أحس به تجاهها، تعبيرات لم اكن قد استخدمتها من قبل طوال مشواري في بلاط صاحبة الجلالة.

حسناً .. يا جنة، أتمنى أن تظل تلك المدونة مفتوحة حتى تكبرين وتقرأين ما كتبت، وحتى ذلك الوقت أترك "ضحكتك" لكل قراء المدونة، حتى لا أكون أنانياً – أنا وماما- ونستمتع بها بمفردنا، يكفينا أنك معنا طوال الوقت، بالتالي لا مانع أبداً من اهداء وجهك الجميل للعالم ليعرفوا أن هناك على الأرض " جنة .. بجد" .

محمد عبد الرحمن

الجمعة، 6 يونيو 2008

موسم تحديد المصير فى السينما المصرية


إنطلق الموسم الصيفي للسينما المصرية رسميا قبل أيام، وهو الموسم الذي يصفه المراقبون بأنه الأسخن والأصعب على الإطلاق، ومن خلاله سيتحدد مصير العديد من النجوم، ويستمد موسم صيف 2008 طابعه الخاص من عاملين أساسيين، أولهما كثرة وضخامة الأفلام المشاركة سواء من ناحية أسماء النجوم، أو التكاليف التي تحتاج لتحقيق إيرادات كبيرة لضمان تعويض المنتجين ما دفعوه في تلك الأفلام، سواء جاءت تلك الايرادات من داخل أو خارج مصر، أما العامل الثاني فهو اقتراب شهر رمضان هذا العام ، أي انتهاء الموسم مبكرا عن كل المواسم السابقة، وهو عامل لا دخل لصناع السينما به بكل تأكيد، وعليهم التكيف معه، لهذا سيحاول المنتجون ابتداءاً من العام المقبل تنويع المواسم، خصوصا وأن رمضان 2009 ينهي موسم الصيف تماما، ويأمل المنتجون في قدرة الافلام والنجوم على جذب الجمهور المصري في أي وقت دون الارتباط بالإجازة الصيفية أو إجازات الأعياد، الشرق الأوسط أعادت قراءة أفلام الموسم الساخن، وصنفت كل مجموعة منها كالتالي .


اللعب من الكبار

ستة أفلام تعرض هذا الموسم يعتبرها النقاد والصحفيون "أفلام الكبار" التي من المفترض أن تسيطر على شباك التذاكر، لو لم تحدث أي مفاجأت، في المقدمة "حسن ومرقص" الفيلم الذي يجمع عادل إمام وعمر الشريف للمرة الأولى، ويدور حول قضية "الفتنة الطائفية" التي شهدت مصر مؤخراً حوادث تتعلق بها، بعد فترة من الهدوء، ومن أجل جمع عادل إمام وعمر الشريف دفعت الشركة المنتجة حسبما يتردد في الكواليس مليون يورو للشريف، وقرابة 2 مليون دولار لعادل إمام، والأخير يظهر في شخصية مدرس لاهوت قبطي، بينما الأول شيخ مسلم، وكلاهما سيتبادل الأدوار هربا من المتشددين، لتأتي فترة على المشاهد لا يعرف فيها من المسلم ومن المسيحي حسبما يؤكد المؤلف يوسف معاطي، الفيلم إخراج رامي إمام، وبطولة لبلبة وهناء الشوربجي ومحمد عادل إمام وشيري عادل ونخبة كبيرة من الممثلين .
للشركة نفسها بدأ عرض "ليلة البيبي دول" الذي يضم نجوم من نوعية نور الشريف، محمود عبد العزيز، جمال سليمان، سلاف فواخرجي، وأخرين، غير أن النقد السلبي للفيلم، وإتهامه بالتفكك والتشتت في جمع قضايا عديدة خلال 150 دقيقة، أثر كثيرا على تقبل الجمهور له، لكن حتى الان لا يمكن الحكم على ايرادات العمل، وهو أخر ما كتب عبد الحي أديب، وإخراج عادل أديب .
يأتي بعد ذلك جواد الكوميديا الرابح في المواسم الثلاثة الأخيرة "أحمد حلمي"، بفيلمه الجديد "فاصل شحن" وله أسم أخر " اسف على الإزعاج" الفيلم تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج خالد مرعي، وبطولة منة شلبي ومحمود حميدة، ويدور حول شاب مرتبط بشدة بوالده وعندما يتوفي الأب يعيش مرحلة من عدم التوازن حتى يقابل فتاة تعيد له حياته من جديد، ويعتمد حلمي دائما على طريقته الخاصة في الإضحاك والتي حققت له المركز الأول في الايرادات خلال العامين الأخيرين .
غير ان عرش الكوميديا لازال يذكر نجمه الأول في السنوات الأخيرة "محمد سعد" والذي تعرض لأزمة لا يحسد عليها عندما اعتذر المخرج عمر عرفة عن إستكمال تصوير فيلمه الجديد "بوشكاش" بعد انتهاء نصف المشاهد تقريبا، وهي الازمة التي كانت حديث الوسط الفني في نهاية شهر ابريل الماضي، لكن سعد تحدي الجميع، واستعان بالمخرج أحمد يسري وبدأ التصوير من جديد، واستبدل نور بالفنانة زينة، كما جاء أحمد راتب خلفا ليوسف شعبان فيما ظل عزت أبو عوف في مكانه، ويدور الفيلم حول لاعب كرة سابق فشل في الملاعب فقرر العمل في مجال بيع وشراء اللاعبين .
مع الكبار أيضا يتواجد أحمد عز بفيلم "مسجون ترانزيت" مع نور الشريف وإيمان العاصي والمخرجة ساندرا نشأت، ورغم أن عز لم يدخل اطلاقا قائمة الخمس الأوائل في شباك التذاكر، لكنه يتمتع بجماهيرية كبيرة يطمح لزيادتها مع الفيلم الجديد الذي يدور حول شاب متخصص في صناعة وإصلاح الخزائن الحديدية قبل أن يتهم بسرقة أحداها فيسعى لإثبات براءته .
الفيلم السادس والأخير، هو الوحيد الذي يصنف بأسم مخرجه لا أبطاله، وهو الأول لخالد يوسف في موسم الصيف بعدما حقق ايرادات كبيرة مع "حين ميسرة" قبل عدة شهور، لكنه من خلال فيلمه الجديد "الريس عمر حرب" يطمح لتقديم مجتمع مغاير لعالم العشوائيات الذي قدمه بجرأة في "حين ميسرة"، حيث يدخل خالد يوسف عالم الليل، وصالات القمار، من خلال الصالة التي يملكها خالد صالح، ويعمل فيها هاني سلامة وسمية الخشاب وغادة عبد الرازق، ويديرها خالد صالح أو "عمر حرب" وكانها دولة مستقلة لها قوانين وأعراف، ويسعى خالد يوسف من خلال هذا الفيلم للتأكيد على ان القوى الكبرى تدير العالم وكأنه صالة قمار فيها الخاسر معروف والرابح محدد مسبقاً .



البحث عن شباك التذاكر

في سباق هذا الموسم تشارك عدة أفلام تحت شعار "البحث عن شباك التذاكر" فأصحابها يطمحون في تحقيق مفاجأت ومنافسة الكبار، في المقدمة يأتي فيلم "إتش دبور" الذي يلعب بطولته أحمد مكي مع إنجي وجدان وحسن حسني ولطفي لبيب والمخرج أحمد الجندي، وهو الفيلم الذي تطمح الشركة العربية لتحقيق مفاجأة من خلاله اعتماد على شخصية "هيثم دبور" التي قدمها مكي بنجاح في العامين الأخيرين، كما أن تميز دور مكي في فيلم "ليلة البيبي دول" سيشجع مزيد من الجمهور على مشاهدة بطولته المطلقة الأولى، ويدور الفيلم حول شاب "تافه" يعيش حياته بلامبالاة رغم أنه من أسرة عريقة في العلم والثقافة، وعندما يتعرض لأزمة مالية يضطر للحياة في مكان شعبي فيبدأ الصدام الكوميدي بين الطبقات، ويتخلص مكي من الباروكة الشهيرة في هذا الفيلم ليقدم شخصيات مغايرة في أفلامه المقبلة .
كما بدأ عرض فيلم "كباريه" الذي يعتمد على وجود عشرين ممثل وممثلة أبرزهم، فتحي عبد الوهاب وخالد الصاوي وأحمد بدير وهالة فاخر وجومانة مراد ودنيا سمير غانم، وهو عمل وصفوه الكثيرون بالمغامرة من المنتج أحمد السبكي والمؤلف احمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز، غير أن الإنطباعات الواردة عن العرض الخاص الذي أقيم يوم الثلاثاء الماضي تقول أن الفيلم يتمتع بمستوى فني جيد عكس ما تتهم به عادة أفلام عائلة السبكي .
وللسبكي أيضا فيلم "بلطية العايمة" الذي يعيد البطولة المطلقة مرة أخرى لعبلة كامل مع إدوارد ومي كساب، والمخرج علي رجب، ويدور حول سيدة تعمل في مهن بسيطة على كورنيش الإسكندرية، لكنها تفاجئ بمحاولات رجال الاعمال للإستيلاء على الأرض التي تعيش فيها، فتقود مقاومة شعبية تتنافى تماما مع بساطتها التي تظهر في اول الفيلم .
الفنان هاني رمزي يطمح أيضا للعودة للمنطقة الدافئة في شباك التذاكر من خلال فيلم "نمس بوند" مع دوللي شاهين والمخرج أحمد البدري، ويدور حول "شريف النمس" محقق شرطة، يبحث في سر جريمة قتل، ويطارد الزوجة المشتبه فيها قبل أن يقع في غرامها .
أما أخر الافلام التي تغازل شباك التذاكر، فهو " أدرنالين" والذي إتخذت المنتجة إسعاد يونس قراراً مفاجئاً بعرضه في موسم الصيف رغم انتماءه لسينما الإثارة والرعب لا الكوميديا، وذلك بهدف تقديم نوعيات جديدة للجمهور، والعمل هو الأول للمؤلف محمد عبد الخالق والمخرج محمود كامل، وبطولة خالد الصاوي وغادة عبد الرازق وإياد نصار ونجم ستار اكاديمي هاني حسين .

المطربون يتنافسون

أصبحت السينما في السنوات الأخيرة، معيار أساسي في تقييم مكانة كل مطرب، خصوصاً في جيل الشباب، بالتالي لم يعد غريبا أن يهتم عدد من المطربين بتواجد منظم في صالات العرض، أو يتطلع أخرون لدخول هذا المجال سريعا، موسم الصيف يستقبل أربعة أفلام تعتمد على مطربين في المقام الأول، أبرزهم على الإطلاق فيلم "هيما" لتامر حسني وزينة وعلا رشدي وأحمد راتب وهو العمل الأول للمخرج نصر محروس، يدور الفيلم حول سائق أتوبيس مدرس يعيش الحياة بفلسفة خاصة ويرعى شقيقته الصغيرة بعد وفاة الأم والأب، قبل أن تتعرض الشقيقة للخطف وينجح في استعادتها، ويلعب الفيلم في خط أساسي له على وتر الوحدة الوطنية، ويعد الفيلم الرابع لتامر حسني ويأمل المطرب المثير للجدل، في تكرار الإيرادات الكبيرة لفيلمه الأخير "عمر وسلمى"، كما جهز بالطبع عدة أغنيات جديدة للدعاية لهذا الفيلم .
المطرب الثاني والذي يعد مفاجأة الموسم هو "حمادة هلال" الذي تخلى على الطابع الرومانسي الكوميدي في أفلامه الثلاثة السابقة، ليقدم هذا العام نفسه للجمهور في شخصية ملاكم يسعى لتحقيق بطولة عالمية رغم الصعاب، وغير حمادة من ملامح وجهه تماما واختفى عن الأنظار لفترة ولم يشارك في أية حفلات من أجل "حلم العمر" الذي يشارك في بطولته توفيق عبد الحميد ورامي وحيد ودينا فؤاد والإخراج لوائل إحسان .
المطرب الثالث مصطفى قمر الذي يقدم فيلم يدور في عالم المخدرات لكن في إطار كوميدي وهو "مفيش فايدة" للمخرج حاتم فريد، وعاني الفيلم من عقبات انتاجية أجلت وصوله للجمهور، وهو بطولة بسمة وأدوارد، وكان مصطفى مصنفاً كأبرز مطرب في مجال السينما لعدة سنوات، قبل أن يدخل تامر حسني على الخط .
وسط المطربين الثلاثة تتواجد للمرة الأولى المطربة اللبنانية مادلين مطر التي تطل على الجمهور المصري من خلال فيلم "أخر كلام"، مع المخضرم حسن حسني والطفلة الصغيرة منة عرفة، والمخرج أكرم فريد، وتردد لفترة طويلة أن مادلين قبلت النص الذي اعتذرته عنه هيفاء وهبي وكان يحمل الأسم نفسه، ورغم نفي مادلين لذلك، لكن الصحفيين ينتظرون إطلاق الفيلم للمقارنة بين القصتين، ويدور "أخر كلام" حول فتاة تحلم بأن تصبح نجمة لكن والدها يعترض، وعندما يصاب بازمة صحية تضطر للمشاركة في برنامج اكتشاف نجوم، لتحقق حلمها من جهة وتساعد والدها من جهة أخرى، وكان الفيلم قد حمل لفترة أسم "كدبة وقلبت جد" لكن الاعلانات الأخيرة حملت الأسم الأصلي "أخر كلام "


ضحايا الموسم

كما يحدث في كل صيف، يتم طرح عدة أفلام في بداية السباق، تحديداً في نهاية مايو وأول يونيو، من اجل تسخين الأمور حتى تجهز أفلام الكبار، في الوقت نفسه لا يجد أصحاب تلك الأفلام بداً من النزول في هذا التوقيت المبكر، لأن الرفض يعني الانتظار لمرحلة ما بعد عيد الفطر، وتأجيل الفيلم لأجل غير معلوم، بالتالي استقبلت دور العرض فيلم "الغابة" قبل أسبوع، وهو فيلم يدور عن "أولاد الشوارع" ويصفه النقاد بأنه واقعي أكثر من اللازم، والبطولة لأحمد عزمي وحنان مطاوع وريهام عبد الغفور وباسم سمرة، والإخراج لأحمد عاطف الذي يصمم في تصريحاته على أن فيلمه نجح في المهرجانات التي شارك فيها، أما الفيلم الثاني فهو "على جنب يا أسطي" للفنان المحبوب أشرف عبد الباقي، والذي تعرض لعدة عقبات انتاجية قبل أن يصل للجمهور يوم الأربعاء الماضي، ويحمل الفيلم قضية إجتماعية مهمة ويعتمد على فكرة جديدة غير أنه قد لا يصمد طويلاً أمام أفلام الكبار، ويدور الشريط حول "صلاح" سائق التاكسي الذي يقابل نماذج وحكايات متنوعة من كل الطبقات والثقافات ويستعرض الفيلم للكثير من الأمراض التي أصابت المجتمع المصري مؤخراً، واعتمد المخرج سعيد حامد على مشاركة عدد كبير من ضيوف الشرف مثل أحمد السقا وسمير غانم وداوود حسين وأحمد رزق وماجد الكدواني في مشهد واحد وكلهم أدوا دور الركاب، فيما البطولة الرئيسية لأسر ياسين واروة جودة وروجينا .
في الوقت نفسه لم يتأكد خبر عرض فيلم "شقاوة" لسامو زين والمخرج أحمد البدري، والفيلم مؤجل منذ فترة طويلة، ويدور حول شاب يتورط في مهمة تربية أطفال صغار .


الغائبون الثلاثة

يغيب عن موسم صيف 2008 ثلاثة أسماء ذات وزن كبير في شباك التذاكر، فالفنان أحمد السقا الذي حقق إيرادات كبيرة بفيلمه الأخير "الجزيرة" وفي الصيف الماضي فيلم "تيمور وشفيقة"، لازال يواصل تصوير فيلمه الجديد "ديلر" مع خالد النبوي ومي سليم والمخرج أحمد صالح، ويدور حول شاب يعمل في صالة قمار، لكن بدء تصوير الفيلم نهاية شهر أبريل حال دون وصول الفيلم لجمهور الصيف لأن فترة التصوير نفسها طويلة، كما أن أفلام السقا تحتاج لوقت أكبر في التجهيز وإضافة المؤثرات الصوتية والبصرية، فاتفق فريق العمل على تأجيل الفيلم خصوصاً بسبب الزحام الشديد في أقصر موسم صيفي على الإطلاق، الأمر نفسه تكرر مع فيلم "المحترف" لكريم عبد العزيز، والذي تشارك في بطولته غادة عادل وعلا غانم مع المخرج أحمد جلال، حيث بدأ التصوير متأخراً عن موعد تصوير أفلام الصيف، كما ان كريم كان شريك أحمد السقا في تحقيق الايرادات الكبيرة في موسم عيد الأضحى بفيلمه الأخير" خارج عن القانون" بالتالي كلاهما ليس بحاجة قوية للتواجد في موسم الصيف، غير أن الغائب الأبرز هو محمد هنيدي الذي يغيب عن هذا الموسم لأول مرة منذ عشر سنوات، باعتباره صاحب الضربة الأولى في وجود موسم صيفي من الأساس، لكن وفاة والد هنيدي، ثم إجراءه لعملية جراحية، وعدم وضع الرتوش النهائية على السيناريو الذي كتبه يوسف معاطي، كل هذا ساهم في خروج هنيدي من السباق .
محمد عبد الرحمن

جريدة الشرق الأوسط اللندنية

مصر تعلن العصيان (الدرامي) على الخليج!


وأخيراً هبّت رياح العصيان على استديوهات القاهرة، وتنفّس المنتجون الصعداء. سبع فضائيات جديدة أبصرت النور في مصر، فيما الشركات السعودية مشغولة بتعزيز حضورها الخاص. هل أقفل فعلاً ملفّ «الخلجنة» على ضفاف النيل؟
أعلنت محطة «دبي» أنها لم تعد مهتمة بمواصلة إنتاج «المصراوية» لأسامة أنور عكاشة، وmbc لن تكرّر تجربة «الملك فاروق»، أما «الراي»، فلم تعد تكترث لجديد فيفي عبده... كذلك يساند الوليد آل إبراهيمي، رئيس مجلس إدارة مجموعة mbc، نجوم تركيا في الدراما والسينما، رداً على ارتفاع أجور الممثلين المصريين. وذلك على رغم الدخل الإعلاني الضخم الذي تحقّقه هذه الفضائيات من مسلسلات يحيى الفخراني ويسرا ونور الشريف...لكن المنتجين المصريين لا يبدون انزعاجاً. ذلك أن البدائل مطروحة: أوّلاً، قناة تطلق «بانوراما دراما» شاشتها الثانية قريباً، وتتفاوض «الحياة مسلسلات» مع نصف المنتجين المصريين، فيما تبدأ «سينما مصر» بثها التجريبي خلال أيام...أضف إلى ذلك أن تراجع اهتمام الفضائيات العربية بالعرض الحصري للمسلسلات المصرية في شهر رمضان الماضي، مهّد لتدشين مرحلة جديدة في عالم دراما القاهرة.في موسم 2007، كان المسلسل المصري الواحد يعرض على ثلاث قنوات على الأقل. بالتالي، تدفع المحطة مقابلاً مادياً أقل، ويجمع المنتج الربح من ثلاث قنوات بدلاً من واحدة. لكن عوامل أخرى ظهرت هذا العام ستعيد تكوين خريطة دراما رمضان 2008، وتجعلها مختلفة كثيراً عن مواسم الأعوام الماضية.لقد زاد الإنتاج الخليجي بشكل كبير، حتى إن المنتج المعروف حسن عسيري يقدم 15 عملاً دفعة واحدة، علماً أن شركته «الصدف» شاركت السنة الماضية في صناعة «الملك فاروق». وكان عسيري قد استغل قوّته الإنتاجية، وأدلى بدلوه في قضية نقابة الممثلين والفنانين العرب، وهدّد بمقاطعة الدراما المصرية، على رغم أن النزاع كان «مصرياً ـ شامياً» بشكل رئيس. وسرعان ما حضر حسن عسيري إلى مصر مع وفد من جمعية المنتجين السعوديين لإعلان «اتفاق تفاهم»، نصّ على تكريس التعاون بين جمعية المنتجين السعوديين واتحاد النقابات الفنية في مصر. وبعيداً عن أحقيّته بالاعتراض، فإن المنتج والممثل السعودي الشهير أراد أن يوصل رسالة محددة: لا يجوز للدراما المصرية والسورية أن تتنازعا الصدارة، وتتجاهلا اللاعب الثالث (الخليجي) الذي بات مؤثّراً.ذلك أن شركات مثل «الصدف» و«الراي» وغيرهما تنتج كمّاً كبيراً من الأعمال الدرامية استعداداً لخوض المعركة المقبلة. فيما كشف «اتفاق التفاهم» النقاب عن نية الفضائيات الخليجية التخلي عن المسلسلات المصرية وعدم إعطائها الأولوية كما كان يحدث في الأعوام الماضية، عندما كانت «دبي» تحتفي بحنان ترك بطلة «سارة»، ويحيى الفخراني في «عباس الأبيض»، وmbc تستقبل «ريا وسكينة» و«حدائق الشيطان» وغيرها من الأعمال التي كانت تعاني تجاهل التلفزيون المصري الحكومي.إلا أنّ تهديد الخليجيين، لم يعد مخيفاً اليوم، مع تكاثر شاشات درامية مفتوحة من دون تشفير. بالتالي، باتت هناك منافذ تسويق أمام المنتج المصري، تقيه «ذل التفاوض» مع الفضائيات الخليجية. وبعد «الساعة» و«دريم» و“المحور»، يُعدّ رمضان 2008 الاختبار الأول لقنوات «بانوراما دراما الأولى والثانية» و“الحياة مسلسلات» و“أوسكار دراما» و“سينما مصر» وقبلهم «النيل للدراما» التي تنطلق بحلة متطورة. كل ذلك يعني أنّ حوالى سبع قنوات خاصة ستتنافس لإثبات ذاتها في رمضان. وبالتالي، بدأ المنتجون المصريون يتعاملون مع الظاهرة الجديدة بجدية أكبر مما كان يحدث في الأعوام المقبلة، وخصوصاً مع اقتناع إدارة هذه القنوات بأن الدراما ستجذب لهم جمهوراً ومعلنين أكثر بكثير من البرامج، حتى لو كانت الدراما أكثر كلفة. وأبرز مؤشر على ذلك أن «الحياة مسلسلات» حصلت بالفعل على حق عرض مسلسلات «نسيم الروح» و“عدى النهار» و“قلب ميت» قبل ثلاثة أشهر كاملة من هلّ هلال رمضان.هذا التحوّل أسهم في إطلاق تصريحات غاضبة ضدّ السيطرة الخليجية الرافضة لاستمرار المسلسل المصري على القمة اعتماداً على سطوة رأس المال. المنتج المصري إسماعيل كتكت على سبيل المثال أكد غضبه من تجاهل ذكر اسمه كمنتج منفذ رئيسي لمسلسل «الملك فاروق». صحيح أن «أم بي سي» موّلت المشروع، وشركة «الصدف» شاركت في الإنتاج وتولّت مسؤولية التسويق للفضائيات العربية، لكن الثقل الإنتاجي بالكامل داخل مصر كان على عاتق شركة «فرح ميديا» التي يملكها كتكت.أما السيناريست أسامة أنور عكاشة، فقد هاجم كعادته رأس المال الخليجي، رابطاً بين انسحاب العرب من تمويل مسلسلات مصرية جديدة، وما فعلته شركة «روتانا» السعودية من تهميش للمطربين المصريين قبل أن تتفرغ لدعم نجوم الخليج. والأمر برأيه أعمق من مجرد مرحلة يجري فيها «خلجنة الدراما المصرية» والإصرار على تصوير جزء من المسلسلات في الخليج والحصول على حق العرض الحصري. وهم يفعلون ذلك ـ برأيه أيضاً ـ لتقوية الدراما الخليجية والاعتماد على أنفسهم، في وقت يجد فيه المنتج المصري نفسه بلا حماية مادية. بالتالي ـ حسب عكاشة ـ على المنتجين المصريين استيعاب الدرس وتقوية أنفسهم وتقديم دراما مصرية لا تخضع لقانون العرض والطلب. بمعنى أن يقدم المنتج العمل إلى الفضائية الخليجية لتشتريه كما هو، أو ترفضه بالكامل، من دون شروط مسبّقة.وعلى رغم أن معظم العاملين في السوق لا يتبنّون نظرية أسامة أنور عكاشة ويرفضون الهجوم العنيف على نيّات الدراما الخليجية، فإنهم يؤكدون في الوقت نفسه أنّ الدراما المصرية لن تعيش مرحلة حرجة بسبب غياب رأس المال الخليجي، بعد ازدهار الفضائيات المصرية. كما أنّ الوقت ما زال مبكراً للحكم على مدى قدرة الدراما التركية على الصمود أمام المصرية، ومدى استعداد الجمهور العربي لمتابعة «سنوات الضياع» والاستغناء عن «شرف فتح الباب».

محمد عبد الرحمن

جريدة الاخبار اللبنانية

الخميس، 5 يونيو 2008

كلا، الزعيم لم يمت!


لولا كثافة الاتصالات التي انهالت من معظم الدول العربية، والرسالة الإلكترونية التي وصلت إلى كثيرين، ما اضطر أسرة الفنان عادل إمام إلى نفي سريع لشائعة وفاته، بعدما انتشرت بقوة صباح أمس. فالزعيم معتاد على الشائعات التي تدور حول حالته الصحية الحرجة. وكان آخرها قبل أشهر، عندما قيل إنه نقل على جناح السرعة إلى فرنسا بسبب أزمة قلبية حادة، اتضح بعدها أنّ الأمر لا يعدو كونه مجرد فحوصات روتينية. لكن المسألة هذه المرة تخطّت حدود المسموح به، وخارج مصر تحديداً. ذلك أنّ من وصله الخبر الكاذب من المصريين، فتح التلفزيون سريعاً، فلم يجد أي إشارة للنبأ، فأدرك أنها شائعة. غير أن الخبر انتشر كسرعة البرق خارج البلاد، ما دفع برامي إمام، نجل الزعيم الأكبر، إلى نفي ذلك للصحافيين، بعدما أدرك حجم انتشار الخبر، وتأثيره السلبي. واتضح أن عادل إمام (68 عاماً) يعاني منذ أيام وعكة صحية، لم تصل إلى مرحلة حرجة. وأكد رامي أن والده يستعيد نشاطه تدريجاً، ويتابع مراحل التصوير الأخيرة من فيلمه الجديد «حسن ومرقص» المزمع عرضه مطلع الشهر المقبل. وهو من بطولة عمر الشريف، ولبلبة ومحمد عادل إمام، ويضيء على مخاطر الفتنة المذهبية في مصر. أما الإخراج فلرامي إمام الذي أعلن أيضاً أن والده سيسافر قريباً إلى سوريا لعرض مسرحية «بودي غارد» في آخر جولة عربية، قبل أن يعرضها لموسم أخير في القاهرة. وهي المسرحية التي استمرت قرابة ثمانية أعوام، كعادة مسرحيات عادل أمام منذ ثلاثين عاماً.

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

الأربعاء، 4 يونيو 2008

نجلاء فتحي .. الجمال الهادئ




هي واحدة من الفنانات المصريات القلائل التي تركن فراغاً كبيراً بعد قرار الاعتزال غير المعلن، فرغم أن "نجلاء فتحي" لاتزال مطلوبة في أعمال تلفزيونية وسينمائية، لكنها ومنذ العام 2000 قررت استكمال حياتها بعيداً عن الفن، لكن دون ترك الباب مغلقاً على الدوام، بمعني أنها وصلت لمرحلة شعرت فيها أنها قدمت كل ما تريد، وأن البحث عن عمل مميز ليس بالأمر الهين، بالتالي عندما يتوفر هذا العمل فهي مستعدة للوقوف أمام الكاميرا من جديد، خصوصاً أنها لا تزال تتذكر بألم، مسلسل "زي القمر" الذي صورت منه حلقتين تحت إدارة المخرج محمد خان، ثم توقف التصوير بدون مبرر أو إحترام من الجهة المنتجة لنجوم العمل وقيمتهم الفنية، وهو ما تكرر مع فيلم "بطل من الجنوب" التي غامرت بانتاجه لتقديم قصة بطولية لبنانية، لكنه لم يجد ترحيباً من الجمهور، فشعرت "نجلاء فتحي" الممثلة ذات الجمال الهادئ، أن المناخ لم يعد كما كان عندما بدأت مشوارها الفني قبل أربعين عاما، ففارق كبير بين فن الألفية الثالثة، والفن الذي دخلت بابه من خلال أسم في حجم "عبد الحليم حافظ" الذي اختار لها أسم "نجلاء" ورشحها للعمل في الفن ابتداءاً من عام 1966، بعدما ظهرت كشابة في سن المراهقة عام 1965 في فيلم "الأصدقاء الثلاثة" وكان تغيير أسم الفتاة الصغيرة ضرورياً، لأن أسم الحقيقي هو "فاطمة الزهراء فتحي"، وفي ذلك الوقت كانت الفنانة زهرة العلى من نجمات السينما، وخاف مكتشفوها من الالتباس بين الأسمين، والمفارقة أن "نجلاء فتحي" التي شاركت عبد الحليم حافظ في مطلع السبعينيات بطولة المسلسل الإذاعي "أرجوك لا تفهمني بسرعة" مع عادل إمام، لم تقف أمام العندليب الأسمر في فيلم سينمائي، حيث إتفق معها حليم على البقاء بعيدا عن الأضواء حتى يبدأ تصوير فيلم "أبي فوق الشجرة" لكنها خالفت الاتفاق وشاركت في عدة أفلام شبابية في تلك الفترة، فغضب حليم وأسند الدور لميرفت أمين لتنطلق الأخيرة إلى النجومية بسرعة الصاروخ .
تجاوزت نجلاء الأزمة سريعا، وتصالحت مع عبد الحليم، وبدأ تشق طريقها نحو مكانة مميزة في هوليود الشرق خلال السبعينيات، وتحولت بالتدريج لفتاة أحلام هذا الجيل، وكانت مع ميرفت أمين نموذجاً للممثلات التي يجمعن بين الملامح الغربية والأداء المصري في التمثيل، وبالتدريج بدأت "نجلاء فتحي" تتمرد على نوعية الأدوار التي حوصرت فيها في السنوات الأولى، ونوعت كثيراً في أداءها السينمائي"، ويظهر ذلك بوضوح في فيلم "أحلام هند وكاميليا" التي جسدت فيه شخصية خادمة تتزوج من لص هو "أحمد زكي"، وشهدت تلك الفترة شائعات حول علاقة حب بينهما سرعان ما نفاها كلا الطرفين، كذلك قدمت نجلاء فتحي مع محمد خان مخرج "أحلام هند وكاميليا" فيلم "سوبر ماركت" الي يصنف كأبرز أفلام خان ونجلاء معا، بل ان الأخيرة غامرت وأنتجت الفيلم حتى يخرج للنور، وهو من بطولة عادل إدهم وممدوح عبد العليم، وقدم تحذيراً مبكرا من ثقافة السوبر ماركت الاستهلاكية، وأكدت نجلاء فتحي من خلاله انحيازها للسينما الجادة، كما فعلت بعد عشرين عاما عندما شاركت في إنتاج "بطل من الجنوب"، وعندما قدمت دور زوجة بواب مريضة بالسرطان في فيلم "الجراج"، ومن أبرز أفلامها أيضاً "المجهول" مع سناء جميل وعزت العلايلي، عندما تقوم الأم بمساعدة الإبنة بقتل الأبن من أجل سرقته دون أن تعرفا أن الأبن المنتظر، كذلك فيلم "عفوا أيها القانون" أول أفلام المخرجة إيناس الدغيدي والذي انتقد انحياز القانون للرجل في مواقف الخيانة عكس المرأة، ومن أبرز أفلام نجلاء فتحي أيضا "سعد اليتيم"و" دمي ودموعي وابتساماتي"، و"إسكندرية ليه" مع يوسف شاهين .
وحتى أفلامها التجارية مثل "المراة الحديدية" و" ديسكو ديسكو" لم تجد نجلاء فتحي مبررا للتعجب من تقديمها لتلك الأفلام، كونها حاولت تقديم انماط أخرى لشخصية المرأة بعيداً عن الشكل المستهلك لها في السينما المصرية .
وكما ظلت هادئة طوال الوقت في حياتها الفنية، جاءت حياتها الخاصة على المنوال نفسه، فلم تشهد الكثير من الشائعات عكس معظم نجمات جيلها، وكان الزوج الأول لنجلاء هو المهندس أحمد عبد القدوس نجل الأديب محمد عبد القدوس، لكن الزيجة لم تستمر طويلا، لأنها كانت زيجة سرية اتفقت عليها مع زوجها وعمرها 18 سناً خوفا من رفض الأهل، وسرعان ما انهارت العلاقة، لتتزوج خلال السبعينيات من المهندس سيف الدين أبو النجا، الشقيق الاكبر لخالد أبو النجا، والذي أدى دور مصطفى في الفيلم الشهير "امبراطورية ميم" وأثمر الزواج إبنتها الوحيدة "ياسمين"، لكنه أيضا لم يستمر طويلا، ثم جاءت الزيجة الأكثر استقرار عام 1992 من الإعلامي المعروف حمدي قنديل، والمستمرة حتى الان، وتعترف نجلاء فتحي أن زواجها من قنديل ساهم في الحد من ظهورها تحت الأضواء بسبب كثيرة السفر والترحال لطبيعة عمل زوجها، وهو العمل الذي يثير قلقها في معظم الاوقات بسبب هجومه الحاد على بعض الساسة العرب في برامجه، لكنها – على حد قولها- تتخلص من نوبات القلق سريعا وتركز في مساندة زوجها في معاركه الإعلامية ومتابعة حياة ابنتها ياسمين وحفيدتها الأولى التي جاءت للحياة منذ عدة شهور، رغم الانشغال بالزوج والأبنة والحفيدة لكنها على إستعداد للعودة للفن كما تؤكد عندما تجد العمل المشجع، ودون ذلك ستظل محتفظة بذكريات الأفلام التي تحمل أسم نجلاء فتحي صاحبة الجمال الهادئ .

محمد عبد الرحمن

جريدة الشرق الأوسط اللندنية