الخميس، 7 أغسطس 2008

الساعة تدق من جديد

تكد تمرّ أشهر على انطلاقة فضائية «الساعة» من مصر، حتى راحت القناة تواجه سلسلة عوائق حالت دون انتشارها بالشكل المطلوب. وبعد فترة من الركود، يبدو أن الأمور لن تبقى على ما كانت عليه. ذلك أن أروقة المحطة تشهد منذ مدة، ثورة تغيير شاملة، تهدفُ إلى «بعث» الحياة فيها من جديد ـــــ وخصوصاً في رمضان ـــــ على أمل استعادة المكانة التي حصلت عليها «الساعة» فور انطلاقتها الصيف الماضي. أي قبل أن تبدأ مرحلة التراجع البطيء حتى وصلت إلى المركز 73 في ترتيب الفضائيات العربية من ناحية نسبة المشاهدة، حسب تأكيد مديرها الجديد الصحافي مصطفى بكري، النائب في البرلمان المصري، والمقرّب من الجهات الليبية المموّلة للقناة.وكان أحمد قذاف الدم (المموّل الأساسي للقناة) قد أعلن قبل أسبوعين تولّيه رئاسة مجلس إدارة «الساعة» رسمياً، في إشارة مباشرة إلى تقليص حجم مسؤوليات الرئيس التنفيذي في القناة سامر الحسيني، ووالده وليد الحسيني، (رئيس تحرير مجلة «الكفاح العربي»، وأحد المستثمرين الأساسيين في المحطة). ويحدث كل ذلك في وقت غادرت فيه القناة، نهال البشري، مديرة البرامج والمسؤولة الإدارية الأولى في «الساعة»، لتتولى مسؤولية إدارة فضائية «الأهلي».وكانت «الساعة» قد عانت كثيراً في الأشهر الأخيرة من «وثيقة تنظيم البث الفضائي» التي منعت بثّ «توك شو» يومي بعنوان «ساعة بساعة» مع خيري رمضان ومي الشربيني. وكان البرنامج يهدف إلى مناقشة قضايا يومية ساخنة، وإلى منافسة البرامج الحوارية المصرية المماثلة كـ«البيت بيتك» و«العاشرة مساء». كذلك افتقرت الفضائية التي رفعت منذ البداية شعار «إحياء القومية العربية»، إلى الدعاية اللازمة، وإلى الوجوه الإعلامية التي تنجح في استمالة المشاهدين. ومن هنا، بدا التعاون الثلاثي بين الكوادر اللبنانية والمصرية ورأس المال الليبي أشبه بسلاح ذي حدين، جعل القناة التي تحافظ على لهجة الخطاب القومي الناصري، غير قادرة على اختراق شريحة عريضة من الجمهور، معتمدةً في معظم ساعات البثّ، على دراما أجنبية وعربية غير حصرية.وفي وقت لم يحقق فيه أيّ من برامج «الساعة» النجاح المطلوب لاستمراريتها، جاء تعثّر إطلاق برنامج «ساعة بساعة» ليزيد الطين بلّة، علماً بأن الغموض ما زال يكتنف سبب منعه، وأن إدارة القناة لم تتوصل إلى عقد اتفاق تفاهم مع الحكومة المصرية، حتى يبصر النور.وفور تولّيه منصبه قرر بكري، الذي يقدّم برنامجاً بعنوان «لقاء الأسبوع»، تطوير البرنامج اليومي «صباح الكل» ليكون الـ«توك شو» البديل لـ«ساعة بساعة». كما يعمل على جذب النجوم إلى القناة، وتحويل برنامج «لقاء الأسبوع» إلى برنامج يومي. كذلك يسعى إلى شراء مسلسلات جيّدة لرمضان، بعدما اعتمدت «الساعة» العام الماضي على عمل واحد، لم يحقق النجاح، هو «عمارة يعقوبيان».
محمد عبد الرحمن
جريدة الأخبار اللبنانية

وصل أحمد حلمي... أهلاً بالإزعاج!


نزل إلى السوق مع 120 نسخة دفعة واحدة، وعُرض على أكثر من شاشة في دار العرض نفسها: مع «آسف على الإزعاج»، يكرّس الممثل الكوميدي المصري نجاحه، متفوقاً على عادل إمام وعمر الشريف والبقية

عندما كان أي صحافي يناقش أحمد حلمي بشأن أفلامه الكوميدية في البدايات، منتقداً اعتمادها على المواقف الكوميدية وافتقارها إلى المضمون، كان الممثل الصاعد يردُّ دائماً: «عندما أصل إلى جماهيرية عادل إمام، سأقدم أفلاماً تحمل قضايا». بعدها، قاطع أحمد حلمي الصحافة إلا في ما ندر، ولم يعد مهتماً بالدفاع عن أفلامه. لكنه، في الوقت نفسه، أحسن اختيار أعماله، كان آخرها شريط «آسف على الإزعاج» الذي استقبله جمهور القاهرة ونقادها بحفاوة، وعدّوه الأفضل في الموسم الصيفي، حتى بالمقارنة مع «حسن ومرقص» لعادل إمام وعمر الشريف.حلمي الذي بدأ مشواره السينمائي عام 1999، نجح في عام 2003 في الحصول على البطولة المطلقة من خلال «ميدو مشاكل». آنذاك، أعلن أنه يسعى إلى تحقيق 7 ملايين جنيه (أكثر من مليون و260 ألف دولار)، على الأقل، على شباك التذاكر. فهذا الرقم كان يعدّ الميلاد الحقيقي لأي نجم كوميدي. غير أن الفيلم حصد عشرة ملايين جنيه، وخيبة أمل كبيرة من النقاد. ثم توالت نجاحاته مع «صايع بحر» و«زكي شان»... ومن فيلم إلى آخر، كان يجذب الجمهور بهدوء إلى منطقته الخاصة.في البداية، عدّته الصحافة منافساً لكريم عبد العزيز الذي تزامن عرض أعمالهما، وخصوصاً في مواسم الأضحى. لكن هذا الأخير اتجه صوب أفلام الدراما والأكشن، وترك حلمي يتطلع إلى منافسة «ملك الإيرادات» محمد سعد، و«رائد الجيل» محمد هنيدي. ثم جاءت نقطة التحوّل المفصلية مع فيلم «ظرف طارق» عام 2005. إذ عدّه كثيرون أول شريط كوميدي في السنوات العشر الأخيرة، يتمتع ببناء درامي متماسك، ويخلو من الثغرات التي تعرّضت لها معظم الأفلام الأخرى، وخصوصاً مع سعد وهنيدي.بعدها، دخل حلمي بقوة قائمة الخمسة الأوائل، ثم تقدم سريعاً إلى المركز الأول مع فيلمي «جعلتني مجرماً» و«مطب صناعي». وأصبح الرقم 20 مليون جنيه هو الحد الأدنى لإيرادات أي فيلم يحمل اسم أحمد حلمي.كل هذا يحدث وهو صامت، بعيد تماماً عن الصحافة والأضواء والمناسبات العامة، فيما أفلامه تُصوّر بسرية تامّة، ويفاجئ الجمهور دائماً بانطلاق التصوير وإنجاز الشريط في زمن قياسي، وتقديمه بأفضل صورة. ولكن ماذا عن سر هذا النجاح؟ لقد وضع أحمد حلمي نجاحات عادل إمام وأحمد زكي أمام ناظريه منذ البداية، واستمرّ في العمل والتجهيز لأفلام وسيناريوهات، حتى تلك التي لن تنفذ قريباً.وخير دليل على ذلك فيلم «آسف على الإزعاج» الذي بدأ حلمي تصويره مباشرة بعد تأجيل مشروع آخر مع السيناريست محمد دياب. أي إنه يحمل دائماً أفكاراً وسيناريوهات جاهزة للتنفيذ، بعدما أخذت وقتها من التحضير، وبات قادراً على الانتهاء منها في وقت قياسي.هذا ليس كل شيء، ساعدت جماهيرية أحمد حلمي على جذبه أسماء مهمة للتعاون معه، وخصوصاً في «آسف على الإزعاج» الذي جمع محمود حميدة ومنة شلبي ودلال عبد العزيز مع المخرج خالد مرعي والسيناريست أيمن بهجت قمر.جميع هؤلاء أدركوا أن نجاح حلمي من نجاحهم، وبالتالي عندما تشيد الصحافة بتطور مستوى أيمن بهجت قمر في الكتابة مقارنة بآخر أفلامه عندليب الدقي، ويحتفون بعودة محمود حميدة ودلال عبد العزيز إلى السينما الجديدة، واستمرار تألق منة شلبي... فإن كل هذه الإشادات ستؤدي بالطبع إلى ترسيخ نجاح النجم الأول الذي يحتاج زملاء جيله حالياً إلى مجهود كبير حتى يتمكنوا من اللحاق به.في «آسف على الإزعاج» الذي يبدأ قريباً جولته العربية، يقدّم لنا حلمي شريطاً لا يتمتع بكثرة المشاهد الكوميدية، بل يتميز بفكرة جريئة، قد يخشى الكثيرون تقديمها: البطل هو مهندس طيران عبقري، لكنه يعاني الوحدة ومصاب باضطراب نفسي يصل إلى درجة الفصام. يتخيل أن والده يشاركه مشكلاته وهمومه، وأنه يحب فتاة جميلة. ثم تراه يرسل خطابات إلى رئيس الجمهورية ليساعده على تنفيذ اختراعه الهندسي، ويتلقى تهديدات من مجهولين... وعندما يخضع للعلاج، يرى العالم من حوله مختلفاً.قصة متميزة، نجح المخرج خالد مرعي في تقديمها بصورة جديدة، وإن عابه اللجوء إلى مشاهد منقولة عن أفلام أميركية. كما تميز الممثلون وضيوف الشرف بأداء متقن، من دون أن ننسى المباريات الثنائية بين حلمي من جهة، ومحمود حميدة ثم دلال عبد العزيز ومنة شلبي من جهة أخرى. ويكفي للفيلم أنه أنعش السوق في مصر، حتى إن دور العرض التي تضم شاشات عدة، خصصت أكثر من شاشة للفيلم. وهو ما لم يحدث مع شريط آخر. وقد ساعد على ذلك، طبع 120 نسخة دفعة واحدة، وهو رقم قياسي جديد لحلمي، علماً بأن «حسن ومرقص» طُرح بـ100 نسخة فقط.

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

لطيفة: وصية يوسف شاهين في عهدتي


نفت تهديدها بالقتل في الجزائر، وأكدت عودتها قريباً إلى السينما. الفنانة التونسيّة التي طرحت أخيراً ألبومها الجديد، مرتاحة إلى علاقتها مع «روتانا» التي «لا تحكمها العقود، وقد تستمر مدى الحياة»
بعد أسبوعين من طرح ألبومها الجديد «في الكام يوم اللي فاتوا»، التقت الفنانة التونسية لطيفة أول من أمس الصحافة المصرية، في لقاء نجحت إدارة «روتانا» في تنفيذه، بعدما أعلنت شركتا «ميلودي» و«العربية للإنتاج السينمائي» إقامة حفلات أخرى في اليوم نفسه. هكذا، سارعت «روتانا» إلى تقديم موعد مؤتمر لطيفة قرابة الساعة، وحشدت أكبر عدد ممكن من الصحافيين ومراسلي الفضائيات. وهؤلاء سعدوا بالموعد الجديد حتى يتمكنوا من اللحاق بمؤتمر المغني الشاب حسام حبيب الذي نفى منظموه في اليوم نفسه شائعة إلغائه، ثم اللحاق أيضاً بالعرض الخاص لفيلم «إتش دبور».حضرت مؤتمر لطيفة المقدمة جومانة بوعيد ومهاب شرفلي، نائب مدير الشؤون الفنية في «روتانا». وهو يطلُّ على الصحافيين المصريين للمرة الأولى بدلاً من المدير الفني طوني سمعان. وكان هذا الأخير قد اضطر إلى مغادرة القاهرة سريعاً، للاطمئنان إلى صحة صديقه الإعلامي نيشان في بيروت. وتمنت لطيفة وجومانة بوعيد سرعة شفاء نيشان من الحادث الذي تعرض له، وأدى إلى غياب طوني سمعان عن هذا الحدث.وعلى رغم الزحام، جاء المؤتمر الصحافي هادئاً، وخصوصاً أن لطيفة تتمتع بمكانة لدى الصحافة المصرية لكونها قد انطلقت من مصر قبل عشرين عاماً. كذلك مهد نجاح ألبومها الأخير لهدوء المؤتمر، وقد جاءت معظم أغنياته باللهجة المصرية، ولا سيما أغنية «في الكام يوم اللي فاتوا».خلال المؤتمر، أكدت الفنانة التونسية أن علاقتها بـ«روتانا» غير محكومة بالورقة والقلم والعقود. لكنها في الوقت نفسه، لم تصل إلى مرحلة توقيع عقد طويل لتوزيع ألبوماتها، بل الاكتفاء بالعمل على كل ألبوم، على اعتبار أنه حالة مستقلة. أما عن سبب غياب اسم زياد الرحباني عن الشريط الجديد، فعزته إلى ضيق الوقت نتيجة الأحداث التي شهدتها لبنان أخيراً.وأشارت لطيفة إلى أن الألبوم يحمل الطابع المصري وتوزيعات موسيقية جديدة، مؤكدة أنها سعيدة برد فعل الجمهور تجاه كل الأغنيات. والدليل أنها محتارة حالياً بين تصوير ثلاث أغنيات، بعد كليب «في الكام يوم اللي فاتوا» الذي وقعه المخرج الفرنسي سيتفان ليوناردو. كذلك أشادت بالملحن وليد سعد والموزع تميم، علماً أنها تتعاون في هذا العمل أيضاً مع الملحن العراقي نصير شمة، وتقدم أغنية لمكتشفها في مصر الشاعر الراحل عبد الوهاب محمد بعنوان «روحي بترد فيا».ونفت لطيفة ما تردد عن تعرّضها لتهديدات بالقتل في الجزائر، وقالت «كلُّ هذا كلام تافه»، مشيرة إلى أنها مبهورة بالجزائر كبلد حيث تشعر بالأمان، وبالجزائريين كشعب متذوق للموسيقى. وعن حرب التصريحات مع الفنانة فلة، قالت إنها لم تتكلم عنها بسوء ولم يصلها ما قالته فلة عنها. وبالتالي، «لا تعليق»!وحظي المخرج الراحل يوسف شاهين بنصيب كبير من المؤتمر الصحافي. إذ أكدت لطيفة أنها ستعود إلى التمثيل قريباً جداً، تنفيذاً لوصيته في لقائهما الأخير، سائلاً إياها أن تهتم بالسينما. وقالت إن شاهين الذي قدمها ممثلة سينمائية للمرة الأولى مع «سكوت ح نصور»، كان محطة تحول في مسيرتها كفنانة وإنسانة، وإن ذكرياتها معه تحتاج إلى كتاب، ولا يمكن اختصارها في مؤتمر صحافي كما طالبها بعضهم.بعد المؤتمر، أجرت لطيفة على مدى ساعتين، حوارات تلفزيونية وصحافية عدة قبل أن تستعد للسفر إلى سوريا، إذ تحيي الليلة حفلة ضمن فعاليات مهرجان «القلعة والوادي» في مدينة حمص، وهي الحفلة التي ستنقل مباشرة عبر هواء «روتانا موسيقى». ثم تشارك غداً في مهرجان «تحية إلى نزار» الذي يكرّم نزار قباني في قلعة دمشق.

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية