الثلاثاء، 14 يونيو 2011

العشرة المبشرون بالحماية


محمد عبد الرحمن


هذه القائمة لا تعني أن كل من فيها مذنبون، لكنها محاولة لطرح علامات استفهام كثيرة تحوم حول ما بها من أسماء، وأساس التساؤل هو تأكيد أن من قاموا بهذه الثورة لن يرضوا لا بأنصاف الحلول ولا حتى بثلاثة أرباعها، فإذا كانت النية في التطهير جادة وحاسمة فيجب أن يشمل كل من تحاصرهم شبهات الفساد السياسي والمالي، فقد خرج الكثيرون من قبضة النائب العام وجهاز الكسب غير المشروع لأنهم لم يتورطوا في صفقات فساد رغم أنهم كانوا لاعبين أساسيين في فريق نهب مصر، والسبب أنهم اكتفوا بشهوة السطوة والنفوذ والحصول على دخل وفير بطرق شرعية في الظاهر، دون تأسيس الشركات والحصول على أراضي وتسهيلات بدون وجه حق، لكن هذا لا يعني أن كل من برأت ذمته المالية لم يشارك في تدمير تاريخ هذه الأمة، وإذا كانت القاعدة القانونية الشهيرة تقول أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته، فيجب أن نتعامل بعكسها تماما مع رجال مبارك وأصدقاء نجليه وحرمه، فكلهم مذنبون حتى يثبتوا أنهم لم يشاركوا في جريمة نهب مصر ولو بالصمت، وهذه القائمة ترصد أبرز الأسماء المتهمة بالفساد السياسي أو المالي التي لم تقترب منها بعد يد العدالة وكأنهم مبشرون بالحماية، وأخيرا وقبل أن تبدأ القائمة نؤكد على أنها ليست نهائية بمعنى أنه يمكن للقراء الاعزاء الإضافة لها في أي وقت أو التدليل على براءة من فيها في الوقت نفسه، و نشدد ثانياً على أن الترتيب ليس له أي دلالة فصاحب المركز الأول لا يفرق كثيرا عن صاحب المركز الأخير فالكل كان عبارة عن سلسلة من التروس كونت ماكينة فساد هائلة تدخلت عناية الله لتعطيلها يوم 25 يناير الماضي : 


1.  منير ثابت : نسيب الرئيس السابق،  شقيق الهانم، خال الأولاد، فجأة اختفي من الصورة تماما، وترددت أخبار هروبه مطلع الشهر الماضي، ولم تطلب الجهات القضائية التحقيق معه، رغم كل ما تردد عن ضلوعه في قضايا فساد، وحتى المناصب الرسمية التي كان يتولها قبل الثورة لا يعرف أحد مصيرها الآن، هل هناك من يحمي منير ثابت، هل لا يعرف القائمون على أمور هذه البلد حقيقة دوره في النظام السابق، أم أن الرجل لا يشبه عائلته وكان بعيداً عن الفساد؟
2.  طاهر حلمي :الأسم الأكثر غموضا في هذه القائمة على الإطلاق، محامي دولي ورجل أمن سابق ، هو المالك الرئيسي لمحطة نجوم إف إم، ومع ذلك لن تجد له أي صورة في أي حدث إجتماعي أو سياسي، لماذا لأن مهمته الأساسية كانت المشاركة في صناعة المجد الاقتصادي لجمال مبارك بداية من صفقة شراء ديون مصر، مرورا بمشروعات أخرى عديدة وشراكات لا حصر لها مع رجال أعمال أمريكيين من خلال تقلده لمناصب عديدة سهلت له الوصول لهذه المكانة، و يتهم طاهر حلمي بانه كان الواجهة التي يتحرك من ورائها رأس مال عائلة مبارك، أين طاهر حلمي الآن، هل في لندن كما يقال، أم في مصر، هل هو برئ أم يتمتع بالحماية؟
3.  عمر سليمان : الرجل الذي كان المصريون يعتقدون أنه المرشح المثالي لرئاسة مصر بعد مبارك في حال فشل مبارك الإبن في استكمال مؤامرته التي دمرتها الثورة، فاجئ عمر سليمان الجميع بأداءه المباركي خلال الثورة، وخسر الإعجاب الوهمي الذي كونه لدى البسطاء الذين يظنون الخير في كل من يقال عنه أنه أهل ثقة من الرئيس ولا يتورط في نزاعات شخصية، لكن سليمان كان شاهداً على الكثير مما جرى في كواليس الرئاسة المصرية، ويعرف بالتأكيد المسئول عن تدني مكانة مصر عربيا ودوليا، هل كان مسئولا هو الأخر، هل حصل على مزايا مادية بدون وجه حق، وهو ما تردد بعد الثورة مباشرة، قبل أن يختفي تماما حتى عاد في صلاة الجمعة الماضية ليؤكد أنه قد يقرر ترشيح نفسه للرئاسة؟.
4.  أحمد شفيق : هو صاحب الصورة الموازية على طول الخط مع عمر سليمان، تمتع بسمعة طيبة خلال عهد مبارك لان الناس كان تريد أن تثبت لنفسها أن هناك فاسدين في النظام، وليس النظام كله، لكن أداءه بعد توليه رئاسة الوزراء، وطريقة خروجه منها، وما تردد عن تقديم بلاغات ضده من موظفين في وزارة الطيران المدني وعدم تحريك هذه البلاغات يثير أيضا الكثير من الأسئلة حول الرجل الذي كان يريد تحويل ميدان التحرير إلى هايد بارك مقابل عدم خروج مبارك من قصر الرئاسة.
5.  محمود محي الدين : الوزير الذي باع مصر ، صاحب المسخرة الشهيرة المعروفة بأسم "الصكوك الشعبية" والذي يدعو عليه كل يوم العاملون في عمر أفندى وفي كل المصانع والشركات التي باعها قبل أن يستشعر الثورة ويغادر في أكتوبر الماضي إلى البنك الدولي، هل كونه ترك الحكومة الفاسدة قبل سقوطها يعني أنه غير خاضع للتحقيق والمساءلة؟
6.  عاطف عبيد : ما سبق ينطبق بالنص على عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق والذي لم يتضرر من الثورة حتى الآن سواء أنه ترك منصبه في المصرف العربي الدولي، ومعه مختار خطاب وزير قطاع الأعمال في حكومته والذي وضع الأسس التي سار عليها بهمة ونشاط محمود محي الدين.
7.  فاروق حسني : وزير الثقافة الوحيد في العالم الذي شهدت وزارته كل هذا الكم من قضايا الفساد، ومع ذلك خرج سليما معافي و" رمي وراء ظهره" كل الاتهامات حتى بعد سقوط نظام مبارك، الا يوجد من هو مستعد للمطالبة باعادة ملف التحقيق في حريق مسرح بني سويف لعل قاض عادل يحكم علي الفنان الفاشل في انتخابات اليونسكو بأنه مسئول بحكم منصبه عن ضحايا الحريق، وعن كل النهب والسلب الذي تعرضت له مقتنيات الحضارة المصرية، لكن إذا كان زاهي حواس نفسه لازال في منصبه فهل سيحاسب فاروق حسني الجالس الآن على نيل الجيزة يتمتع بقصره المنيف؟
8.  محمد محمد أبو العينين : رجل الأعمال الوحيد الذي قاوم بشراسة كل محاولات تأكيد ضلوعه في قضايا فساد، واستخدم نفس الأسلوب، إعادة العقارات والأراضي التي أخذها بأبخس الأثمان وكأنه يهبها للشعب صاحب الحق الأصيل فيها، أبو العينين العضو البارز في الحزب الوطني ورئيس لجنة الإسكان بالبرلمان، الذي كان يستعين بعمال مصانعه للتصويت له في دائرة قسم الجيزة، هل لم يتركب أي جريمة مالية -لا نقول سياسية- تستحق أن تدفعه إلى جوار زملائه في سجن مزرعة طره، أما ننتظر بعد أسابيع حملة اعلانات تؤكد أنه نظيف ولامع كما السيراميك ليكون الاقتصادي الأول في مرحلة ما بعد الثورة.
9.  حسن صقر : يعني لو كانت وزارة الشباب والرياضة لاتزال موجودة ولم تتحول لمجلسين لخرج حسن صقر من منصبه بكل تأكيد، لكنه استمر باعتباره رئيس المجلس الأعلي للرياضة وليس وزيرا، وكأنه لم يكن جزءاً من النظام، وكأن منصبه جاءه لكفاءته في هذا المجال، بينما هو زميل دفعة الدكتور أحمد نظيف أي تخصصه الأساسي هو الهندسة وطبعا لم يكن له أي علاقة مباشرة بالإدارة الرياضية .
10.          صفي الدين خربوش : على المنوال نفسه بقى رئيس المجلس الأعلى للشباب في منصبه، وهو الذي قال قبل الثورة بأسابيع قليلة أن شباب مصر ليسوا كلهم شباب الفايس بوك، فأطاح شباب الفايسبوك برئيس الجمهورية وبقى خربوش في منصبه دون أن يحاسبه أحد على ما كان يتم في معسكرات الشباب التي كان يستفيد منها فقط أحباء الحزب الوطني، ولا على الكتب التي كان يطبعها ليضع صورة الهانم عليها وفي الوقت نفسه يطلب من صحف بعينها توزيعها بمقابل مادي لضمان عدم توجيه أي انتقادات له، وكل هذه المعلومات معروفة ومنشورة قبل الثورة ومع ذلك لم تؤثر الثورة في خربوش ولا التسعة الذين سبقوه في هذه القائمة، فهل هناك من بشر كل هؤلاء بالحماية المطلقة؟.

للتواصل مع الكاتب عبر فايس بوك برجاء زيارة الرابط الآتي