الأحد، 29 مايو 2011

7 فوائد فنية للثورة المصرية



محمد عبد الرحمن

كما كان للثورة فوائد على المستوى السياسي والإقتصادي والإجتماعي فبالتأكيد كان لها فوائد على المستوى الفني في البلد الأكثر إنتاجا للفنون في الشرق الأوسط .

1. إيناس الدغيدي : لو لم يكن للثورة أي فوائد على المستوى الفني سوى إخفاء إيناس الدغيدي لاكتفينا منها بهذا القدر، لا نتكلم هنا عن اختفاءها كمخرجة فقد فقدت منذ سنوات مكانتها في هذا المجال، لكنها والحمدلله اختفت كمتحدثة في الصحافة والتلفزيون وخصوصا عبر قناة نايل سينما التي كانت تنتج لها برامج رمضانية تُهدر المال العام ربما لأن القائمين على التلفزيون قبل الثورة كانوا مغرمين بمذكرات مراهقة والباحثات عن الحرية.

2. لميس جابر : غضبها العارم من الثورة يؤكد أنها من الأساس لا تستطيع الحياة بدون ملكية، سواء كان الملك فاروق أبو فؤاد أو الملك حسني أبو علاء، ويبدو أن لميس لم تدرك بعد أن الشعب المصري لن يعترف بعد الثورة إلا بملك الكبدة والملك محمد منير فقط لا غير.

3. دريد لحام وعادل إمام : جاءت الثورة لتؤكد أن العرب "ملهمش نصيب" لا في زعمائهم السياسيين ولا السينمائيين أيضا، فإذا كان سقوط عادل إمام في الثورة المصرية متوقعاَ، فأن دريد لحام سقط هو الأخر بسبب موقفه في الأحداث السورية رغم أن الصحافة العربية دعمته دائما في أي مقارنة بينه وبين عادل إمام لكن التجربة أثبت أن كلاهما "نايم في العسل" .

4. تامر حسني : لولا الثورة لشهدت الفترة من يناير إلى مايو اطلاق 17 أغنية لتامر حسني و23 شائعة على الأقل، بالإضافة لإغماء 202 بنت في حفلاته داخل وخارج البلاد، لكن انشغال البنات في مظاهرات التحرير و"علقة الموت" التي حصل عليها تامر في الميدان كانت كفيلة بأن يختبأ في كواليس مسلسله الجديد على أمل أن يتم عرضه بعد أن ينسى المصريون تامر بتاع التحرير وأيضا تامر بتاع غمرة.

5. محمد السبكي : عندما يتوسل السبكي للجمهور حتى لا يقاطعوا فيلم "الفيل في المنديل" تكون الثورة قد نجحت بالطبع في أن تزلزل عرش المنتج الذي كان يداهم دور العرض والقنوات الفضائية بأفلامه وإعلاناتها وهو واثق أن الملايين من المغيبين سيدخلونها ليعرفوا كيف يكون "الهانص في الدانس" وكيف دخل "الفيل" في "المنديل" .

6. قنوات الموسيقي : عندما تطلق قنوات الكليبات برامج لها طابع سياسي كما يحدث الآن في قناة مزيكا، وتتوقف حملة "ميلودي تتحدي قلة الأدب" فلابد ان نشكر الثورة بالطبع التي رفعت شعار (القنوات الإخبارية ... أم قنوات الكليبات) .

7. غادة عبد الرازق: لا أحد يعلم كيف كان سيكون عام 2011 بالنسبة لغادة عبد الرازق لو لم تقم الثورة، فإذا كانت فعلت ما فعلت بعد الجدل حول "زهرة وازواجها الخمسة" فبالتأكيد كانت ستطالب بإقامة تمثال لها بعد عرض "سمارة" الذي تقوم حاليا باستكمال تصويره في سرية ويقال أنها أصيبت بعقدة من شارع جامعة الدول العربية ولم تعد تقترب منه بعدما رفض ثوار التحرير الاستجابة لندائها الشهير "مش هيمشي هما يمشوا" .

الأربعاء، 25 مايو 2011

قصة قصيرة من وحي الثورة

محمد عبد الرحمن

لثلاثين عاماً رست سفينة عظيمة بالقرب من شاطئ فسيح .

أهل السفينة وقفوا على الشاطئ كل هذه السنوات يريدون ركوبها حتى يتحركوا ولو خطوة واحدة نحو الأفق البعيد.

لم يركبوها يوماً قط، كانوا كلما اقتربوا منها ليدفعوها بأيديهم للأمام، تدفعهم السفينة للخلف، وكأنها قررت أن تبق في مكانها مدى الحياة.

بمرور الزمن، أصبح الشباب شيباً وأعيتهم السبل، واعتادوا الأمر الواقع، لكنهم لم يدركوا يوماً لماذا لم تتحرك السفينة؟

لم ينتبهوا أبداً إلى أن الحجر الملتصق في جدارها هو الذي يمنعها من الحركة .

حتى عندما إفترضوا أنه – أي الحجر- قد يكون السبب، كان القرار هو الإنتظار حتى يذوب من تلقاء نفسه، فربما تؤذي محاولة تفتيت الحجر السفينة نفسها أو هكذا كانوا يفكرون.

اقتنعوا بالنظرية واستستلموا لها رغم أنه لم يوجد أي دليل على صحتها، لا في الماضي والحاضر وبالطبع لم يكن لديهم مستقبل.

استمروا كذلك رغم أن حجراً أصغر انشق من الحجر القديم وبدأ في النمو بجواره وكأنه يستعد لخلافته.

فجأة آتي من الخلف شباب كثر، رفضوا مبدأ الإنتظار، وقرروا تحريك السفينة أياً كان الثمن، أفسح لهم العجائز الطريق رغم أنهم كانوا يائسين من نجاح المحاولة، لكنهم لن يخسرون شيئا لو فشلت، وسيربحون طبعا لو تحرك الكيان العظيم .

اقترب الشباب بيد رجل واحد من الحبل الذي يربط السفينة بالحجر الكبير والذي لم يفكر العجائز ولو لمرة واحدة في أهميته، قطعوه بعد مقاومة عنيفة، فدمر الحجر نفسه وكل الحجارة التي تكونت بجواره بفعل السنين، وتحركت السفينة للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً.

رجع الشباب خطوات للخلف ليتلقطوا الأنفاس، دفنوا شهدائهم، واهتموا بأصحاب الجراح، وتركوا للعجائز مهمة إعداد السفينة للإبحار.

قبل العجائز المهمة بسرور وأعلنوا عن خطة محكمة لضمان تحرك السفينة ووصولها لبر الأمان، لكن بمجرد أن ركبوها تحركوا بها منفردين، تاركين على الشاطئ من حرروهم من القيد، وما تبق من الأحجار.

الثلاثاء، 24 مايو 2011

محمد عبد الرحمن يكتب : عشرون سؤالاً لمن يهمه الأمر


1. من الذي قال لمن يحكم مصر الآن أن هدف الثورة كان إسقاط مبارك ثم محاكمته مع الإبقاء على معظم رموز نظامه في كل أنحاء مصر، هل أخطأت الثورة في التعبير عن نفسها، أم خانها بعض أبناءها فاكتفوا بحبس مبارك وأولاده ورجاله بينما مصر لاتزال تعاني من آثار نظامه الفاسد المستبد؟

2. لماذا تأخر ذهاب اللجنة الطبية الجديدة إلى مستشفي شرم الشيخ لإعداد تقرير جديد عن الحالة الصحية لمبارك، من الذي يريد كسب الوقت؟

3. لماذا لم نسمع أي حرف عن التحقيق مع السباعي أحمد السباعي رئيس مصلحة الطب الشرعي منذ قرار إقالته؟

4. من المسئول عن دعوة مرتضى منصور إلى الحوار الوطني، من الذي اعتبر أن هذا الرجل مناسب لهذا الحدث وهو الذي لم يكن يتحاور إلا بالملفات والسيديهات، والسؤال نفسه يندرج على فلول الوطني الذين تم دعوتهم للحوار نفسه؟

5. من قال أن استبعاد المفسدين هو إقصاء وليس تطهير؟

6. من الذي أعطى الشباب الذين مثلوا الثوار في الفضائيات قبل وبعد التنحي حق الهرولة نحو تأسيس الأحزاب السياسية والدخول في مهاترات شخصية قبل أن تحقق الثورة أهدافها، وما الفرق بينهم وبين المسلمين في غزوة أحد عندما تركوا أماكنهم لحصد الغنائم فهاجم الكفار جيش المسلمين من الخلف؟

7. المصدر الرسمي الذي أعلن أن شهداء الثورة حوالي 400 شهيد، قبل أن تصل التحقيقات إلى أنهم أكثر من 800 شهيد، هل تمت مراجعته في هذا التصريح ومن الذي وقف وقتها وراء مخطط التقليل من عدد الشهداء؟

8. على المنوال نفسه من قال لحكومة الثورة أن الرعاية يجب أن تكون لأسر الشهداء فقط، فأهملوا مئات المصابين وتركوهم لأهل الخير يرعوهم وكأنهم متسولون لا ضحايا للنظام الفاسد؟

9. ما معنى السماح للشيوخ المتشددين بالتواجد الدائم داخل أسوار الجامعة وفي مدينة الطلاب، ما الهدف من وراء هذه السياسة التي لا يمكن أن تكون غير متعمدة، وكيف ندعم الأزهر في معركة عودته لمكانته الطبيعية ونسير في الإتجاه المعاكس في الوقت نفسه؟

10. ما تفسير الإصرار على عدم ظهور حبيب العادلي ورجاله في المحاكمات رغم أن صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور وحتى علاء مبارك ظهرت لهم صور بالفعل، ومن قال أن أرواح الشهداء ستهدأ إذا كانت محاكمة المجرمين تتم بهذه الطريقة؟

11. ثوار مصر – وليس ميدان التحرير كما يشيع أعداء الثورة – يطلبون العدالة لا الإنتقام، لكن ماذا سيحدث إذا تأكدوا أن العدالة لم تتحقق، من سيحمي أهالي الشهداء من أن تتملكهم مشاعر الثأر؟

12. هل أزمة الشرطة مستعصية إلى هذا الحد فلا نر حتى الآن نية حقيقية لبدء مشوار تطهيرها من خلال القضاء على الفاسدين وإجبار الصغار منهم على العودة للخدمة بدون رشاوي وافتراءات، بمعنى أدق، ما هو موعد عودة الشرطة بصورة جديدة ونظيفة بعد 25 يناير وماذا على الناس الذين تُسرق بيوتهم وسيارتهم ويخرج لهم البلطجية أن يفعلوا حتى حلول هذا الموعد؟

13. ماذا حدث بالضبط في التحقيق مع الزملاء في جريدة الشروق حول خبر طلب مبارك للعفو، هل ثبت أن الخبر كاذب فتمت معاقبتهم، أم الخبر صحيح وتم الاعتذار لهم، أم كان الهدف عدم نشر الحقيقة إذا كانت ستثير الرأي العام؟

14. بعد التصريحات المستفزة للقيادي الإخواني صبحي صالح، هل يخرج لنا المسئول عن اختياره في لجنة تعديل الدستور ليعتذر عن هذا الاختيار ويعدنا بالتدقيق في مثل تلك الأمور خلال ما تبق من المرحلة الإنتقالية؟

15. حسناً من الذي قال أن الصحف ووسائل الإعلام الحكومية كانت بحاجة لوجوه على خلاف مع رؤساء التحرير الذين تمت الإطاحة بهم، لكنهم في الوقت نفسه ليسوا من أبناء الثورة، وإلى متى ستنتظر تلك المؤسسات حتى تنهض من خلال رجال لا يهمهم من يحكم البلاد حتى ينافقونه وإنما تحركهم ضمائرهم ومبادئهم المهنية فقط لا غير؟

16. هل سيرد أحد على تصريحات حسين عبد الغني حول استبعاده من رئاسة قناة النيل للأخبار لأنه من أبناء الثورة، هل قامت الثورة لتغيير الفاسدين والإستعانة بالفاشلين ولا عزاء – كالعادة- للثائرين؟

17. من المسئول عن بقاء يحي الجمل وحسن صقر وصفي الدين خربوش وغيرهم الكثير في مناصبهم حتى الآن، هل هناك ثورة في العالم أبقت على كل هذا الكم من القيادات رغم صرخات ولعنات ضحايا النظام السابق الذي لم يبق أبداً على مسئول يخاف الله ويعمل لحساب الناس؟

18. كيف سيكون الوضع في محافظة قنا عندما تنتهي مهلة الشهور الثلاثة التي تم فيها تجميد المحافظ، وهل يحصل المحافظ المجمد على راتبه رغم التجميد؟ .

19. لماذا يسمح لأبواق الوطني التي لم تصمت بعد بالطعن في عصام شرف، من الذي يخاف من شعبيته الكاسحة ويريد أن يقول للناس أن الكل من عهد مبارك سواء ولا توجد شخصية بدون ثغرات، فيخرج من يقول أن الرجل كان عضو في لجنة السياسات وهذا صحيح، لكن هناك فرق بين العضو الذي لم ينخرط في جريمة التوريث وتم اقالته من الوزارة؟ وبين المئات ممن اهترئت أيديهم من كثرة الضرب على طبول تتويج جمال مبارك؟

20. أخيراً ماذا يفعل من غامر بحياته من أجل نجاح هذه الثورة إذا شعر أن صبره قد نفذ، ولماذا أوجه تلك الأسئلة لمن يهمه الأمر، هل لأنه لا توجد في مصر الآن جهة يمكن أن تجيب على عشرات الأسئلة التي يرددها المصريون دون أن إجابة و كأن مبارك لايزال في قصر العروبة؟ .

للتواصل مع الكاتب عبر فايس بوك برجاء زيارة الرابط التالي

http://www.facebook.com/pages/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86/185941068086429

الاثنين، 9 مايو 2011

عاطف الطيب أول من اكتشف الفلول


محمد عبد الرحمن

عندما أنهي عاطف الطيب فيلمه الثاني سواق الأتوبيس عام 1983 بمشهد ضرب البطل حسن لنشال الأتوبيسات، كان يحذر من كل اللصوص الذين انتشروا في البلاد معتمدين على سياسة انفتاح السداح مداح التي بدأها السادات وأكملها مبارك مع فارق جوهري أن اللصوص الكبار في عهد الأخير كانوا هم أنفسهم من يأتمنهم الشعب على ثروته.

كانت رؤية الطيب أن المصريين يجب ان يتوقفوا عن السلبية ويقاوموا اللصوص مبكراً، لكن لم يستمع أحد إليه حتى تراكمت خطايا النظام وصنع بنفسه الحبل الذي التف حول رقاب كل رموزه.

لكن مشاهدتي للفيلم بعد ثورة 25 يناير حملت لي ملاحظة مختلفة رغم عشرات المرات التي تابعت فيها سواق الأتوبيس كلما عرضته أي قناة طوال السنوات الماضية .

في المرات السابقة كنا نتحسر على الحاج سلطان ونجله حسن وهم عاجزون أمام نذالة أزواج البنات وتاجر المخدرات الذي أراد إنتهاز الفرصة كي يظفر بالفتاة الصغيرة ويدفع ثمنها، بينما كنت نرتاح قليلا كلما ظهرت الشخصيات الإيجابية الذين اختارهم عاطف الطيب من جنود مصر في حرب أكتوبر.

كانت الورشة بالنسبة لهؤلاء في الفيلم مثل مصر كما رآها عاطف الطيب تسقط وتنهار ولا يتقدم من بيدهم الحل لانقاذها إلا إذا حصلوا على الثمن مقدما، بينما أبناءها المخلصين أعينهم بصيرة ويدهم كالعادة قصيرة.

لكن بافتراض أن كل الأبطال الانتهازيين في هذا الفيلم، سواء أم زوجة حسن التي تريد لإبنتها حياة أفضل بعيداً عن الحب، أو البرنس التاجر البورسعيدي الذي حول منزله إلى مخزن، والحاج تابعي تاجر دمياط الكبير، وعوني الذي ورط الورشة مع الضرائب، بافتراض أنهم استمروا في استغلالهم وانتهازيتهم كما قدمها الفيلم عام 1983 حيث كان لايزال مبارك في عامه الثاني وأكملوا معه المشوار، فكيف كان سيكون موقفهم عندما تقوم الثورة.

الإجابة لا تحتاج لتفكير، مبدئيا بالتأكيد كل هؤلاء كانوا سيكونون طوال حكم مبارك أعضاء في الحزب الوطني، ليسوا هم فقط وإنما إبنائهم أيضاً إلا من رحم ربي، فالبرنس مثلا التاجر البورسعيدي أنشأ ولديه على نفس الأخلاق، وترك الشارع يربيهم كما قال لزوجته، ثم أن من يتربي في اكناف من تنكروا للرجل الذي ساعدهم على تكوين ثرواتهم كما فعل الحاج سلطان كيف سيفترضون أن سلوكيات أباءهم نذالة يجب ان يتخلصوا منها لأنها تضر بلداً بأكملها لا جدهم الأكبر فقط .

بإختصار نجح النظام في عهد مبارك ومن قبله في تغيير أخلاق المصريين، بعضهم بالطبع لأنه لولا أن المعظم حافظ على طهارته وأخلاقه ما قامت الثورة، بالتالي نحن في حاجة الآن لإعادة تربية الجيل الجديد الذي نشأ على تلك القيم السلبية وتعامل مع الإنتهازية والنذالة بإعتبارها "العادي من شعب مصر" ، فجاءت الثورة لتكشفهم وتعيدهم لنقطة الصفر لهذا كرهوها بشدة ويقاومونها حتى الآن، وحتى ننجح في هزيمتهم كما هزم ميدان التحرير كبيرهم الذي علمهم الشر، علينا أن نعرفهم جيداً ونحددهم بدقة وهذه المهمة سهلها عاطف الطيب من خلال سواق الأتوبيس وأفلام أخرى قدمها جيله خلال الثمانينات والتسعينيات وقتما كان الفساد لازال في المهد والفلول كانت لاتزال في طور القيادات قبل أن تحولهم الثورة إلى فلول وأذناب يجب قطعها من الجذور حتى لا تواجه مصر مصير ورشة الحاج سلطان.

لمزيد من التواصل مع الكاتب عبر فايس بوك برجاء زيارة الرابط الآتي :

http://www.facebook.com/pages/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86/185941068086429

الجمعة، 6 مايو 2011

محمد عبد الرحمن يكتب : إنه يسري فودة


حتى عندما أراد يسري فودة أن ينهي أسبوعًا من القضايا الساخنة محليًا وعربيًا ودوليًا لم يحاور الشاعر علي سلامة والملحن وجيه عزيز على طريقة برامج التوك شو المصرية .

ما يقدمه يسري فودة قبل وبعد الثورة على قناة أون تي في ليس برنامج توك شو مصري بكل تأكيد .

بالعكس نجاح يسري فودة الكبير بعد الثورة له علاقة بأن يقدم برنامجه من داخل السياق لا من خارجه، وليس في هذه العبارة أي تناقض، لأن يسري فودة يُطل على الشاشة كإعلامي محترف لا كنجم جاءت به هذه القناة أو تلك حتى يجذب الجمهور أيًا كان المضمون الذي يقدمه.

في برامج التوك شو الأخرى الضيف هو النجم، والدليل أن الجمهور مستعد لمتابعة محمد البرادعي أو مرتضى منصور أيًا كان المذيع، لكن مع يسري فودة القضية هي الأساس.

نجح يسري فودة لأن الجمهور بعد الثورة بات يبحث عن المحترفين، ولأن فودة يعتبر أن مصداقيته بجانب الاحترافية هما طريق الوصول إلى عقل المشاهد والتأثير في الرأي العام وفي صناع القرار، لكن منافسيه الذين سبقوه إلى الشاشة بسنوات، وتجاوزهم هو في شهور اعتادوا السقوط تباعًا في اختبار المصداقية، حتى عندما قامت ثورة في البلاد استغرقوا وقتًا أطول حتى يدركوا أن مصر تتغير وأن سياسة الحلول الوسط لم تعد تفلح مع جمهور يعرف جيدًا كيف يختار من يستمع إليه .

صحيح أن الجمهور ظل لفترة طويلة أسير وجوه بعينها فرضتها حسابات النظام البائد مع القنوات الحكومية والخاصة، لكن المعادلة تغيرت والمعايير عادت لطبيعتها فتقدم يسري فودة الجميع.

فوجئ الناس بأن هناك إعلاميًا مصريًا صدرت له كتب بالإنكليزية، وله تاريخ طويل لم يتابعه أغلب المصريين عبر قناة الجزيرة، لكنه يرفض التباهي به، ولا يذكرنا بإنجازاته بمناسبة وبدون مناسبة، فقط يستفيد من علاقاته في الحصول على وجهات نظر مغايرة من خبراء ومحللين في كل أنحاء العالم، وعلى التتر يكتب اسمه كرئيس تحرير، لا يتبرأ من مهنة الصحافي ولا يسعى لأن يكون نجمًا يحصل على الملايين.

عندما انطلقت على الـ"فيسبوك" دعوات البحث عن عروس ليسري فودة كانت الرسالة واضحة، عيونه لا تعرف اللون الأخضر، وملامحه مصرية خالصة، لكن المصريين إذا أحبوا شخصًا اعتبروه منهم، فتعاملوا مع يسري فودة وكأنه الأخ الكبير العائد من الغربة والذي يجب أن يتزوج من فتاة مصرية بنت بلد بعدما كشف للبرادعي أنه لا يزال يعيش حياة العزوبية .

باختصار وكعادة المصريين هم بحاجة لمضمون أصيل حتى يدركوا أنهم كانوا يتابعون مضمونًا معظمه مزيف، لكن يسري فودة لن يكون وحده في سباق الاحترافية، فالعائدون للشاشة كُثر في المرحلة المقبلة، وكلما تمسك هؤلاء بمبادئ المهنة واحتفظوا بمصداقيتهم ستتغير الخريطة الإعلامية المصرية في غضون شهور قليلة، وسيكون لمصر الثورة شاشات تعبر عنها بعدما عانت من "الأراجوزات" الذين حاولوا حصار الثورة في البداية ثم هللوا لها عندما انتصرت بينما هم في داخلهم لازالوا يبكون عصر مبارك.

شاهد أحدث قصيدة لعلي سلامة في برنامج آخر كلام

http://www.youtube.com/watch?v=gGnYtu0LZbo