الأحد، 31 يوليو 2011

سلفيو 29 يوليو خانوا شهداء الثورة



محمد عبد الرحمن

(قبل أن تلعن : هذا المقال يتناول فئة محددة من السلفيين ويحترم كل سلفي نزل إلى الميدان استجابة لنداء الله والوطن لا لنداء الشيخ والجماعة) 

هم لم يخونوا فقط شهداء الثورة عندما نزلوا يوم السابع والعشرين من يوليو في ميلونية كان من المفترض أن يكون هدفها "لم الشمل"، لكنهم خانوا دين الله ورسوله .
هل ترى أن الإتهام غليظ ويستحق صاحبه اللعنة، إذن استمع إلى الأسباب أولاً ومن بعدها احكم كما تشاء .
يقول من نزلوا الميدان يوم 29 يوليو واعتبروا التحرير قبلة يحجون إليها بأعلام السعودية وصور بن لادن، أنهم مع الثورة، بينما الثورة منهم براء، هي كذلك منذ يومها الأول وحتى يومنا هذا، لم يقفوا مع الثورة يوماً، وأتحدى أن يخرج شيخ واحد ممن حشدوا أصحاب الجلاليب القصيرة من كل محافظات مصر وكأنهم ذاهبين للاعتكاف في ليلة القدر، أتحدى أحداً منهم أن يثبت أنه شجع الناس على التظاهر يوم جمعة الغضب، كلهم بلا استثناء طلبوا من الناس أن يعودوا إلى بيوتهم ويتقوا الفتنة، الفتنة التي أطاحت بمبارك وأخرجت قياداتهم الباقية من السجون، وأعادت قنواتهم، وجعلت باقي فئات المجتمع على استعداد للتحاور معهم بحثاً عن نقاط اتفاق لا آبار خلاف.
نزل هؤلاء إلى الميدان يوم 29 يوليو عندما تلقوا الإشارة التي تلقوها من كل من حكم هذه البلاد من قبل، استخدمهم كل السياسيين ثم انقلبوا عليهم لكنهم لا يتعلمون الدرس .
نصروا الحاكم ولم ينصروا دين الله ورسوله، لو قلت لهم قبل 25 يناير لماذا لا تثورون لقالوا إن الخروج على الحاكم حرام شرعا، رغم أن رسول الله – رسولنا جميعا وليسوا هم فقط كما يتوهمون- لم يكن يرض بالظلم ولا لم يكن ليدخل في مراجعات من أجل الخروج من السجون التي دخلوها بسبب رغبتهم في السلطة الدنيوية لا إقامة العدل ونصرة الحق.

على قناة الجزيرة مباشر يقول أحدهم لم نكن نتظاهر ونمارس السياسة قبل الثورة لأننا دفعنا الثمن غاليا ودخلنا السجون والمعتقلات، لم يسأل نفسه لماذا لم يقف معه المصريون وقتها، لأن المصريين لم يقتنعوا بأن مواجهة ظلم مبارك تأت بحرق محلات الفيديو وسرقة مجوهرات الأقباط، كانوا يحاربون النظام ليجلسوا على الكرسي ووقتها كانوا سيفعلون في الناس ما فعلهم بهم مبارك وأكثر بكثير .
فارق كبير بين من دخل السجون بسبب العمليات الإرهابية، وبين شاب متدين ذهب إليها بسبب طغاة أمن الدولة ملفقو القضايا هواة التعذيب .
خرجتم من السجون في إطار صفقة ، فهل حاولتهم تغيير المجتمع بطريقة سلمية، هل انتشرتم في كل مكان كي تبثوا أخلاق الإسلام لعل سلوكيات المصريين تتحسن، ها أنا اسأل السؤال للفئة الخطأ، فكل من نزل الميدان استجابة لدعاوى الشيوخ لا الوطن، لا يعملوا من الأصل حتى ينشروا دين الله بين الناس، بل تفرغوا لبيع الهريسة والعطور وشرائط الشيخ يعقوب صاحب غزوة الصناديق .
هل سألتم أنفسكم لماذا قاد الشيخ يعقوب غزوة الصناديق ولم يفكر في أي غزوة أخرى طوال عهد مبارك؟، حتى الإخوة الذين قادوا غزوة الأنابيب في الهرم بعد الثورة، هل فعلوا مثلها ومبارك في الحكم؟
بالطبع لا، لأنهم أفضل من باقي المصريين، فهم الأكثر تدينا، ومن يصلي بجوارهم ولا يربي ذقنه لا يستحق القاء السلام عليه ( كان يحدث هذا أمامي والله على ما أقول شهيد) ، عزلوا أنفسهم وقرروا الوصول إلى الجنة عبر الزوايا والمساجد مباشرة، دون أن يمروا على المجتمع الكافر، والآن يقولون على من في الميدان علمانيين كفرة، تبت أيديكم التي رفعت أعلام السعودية وصور بن لادن، صمتت أفواهكم التي تنادي بالإفراج عن عمر عبد الرحمن، بينما لم يخرج أحدكم منذ الثورة لدقيقة يطالب بعقاب من قتلوا شهداء الثورة، بل أخوكم سيد بلال دافع عنه العلمانيين الكفرة أكثر منكم .
المصريين البسطاء يطلقون على من يرتدي الجلباب ويربي ذقنه لقب "السني" يفرح "السني" باللقب ويعتقد أنه حصل على حصانة ، لكنه لا يدرك أن البسطاء يعرفون جيداً من المتدين الحقيقي ومن يتظاهر بالتدين بينما لا يفيد الناس شيئاً، لهذا عاد الميدان إلى أصحابه لأنكم لا تستطيعون البقاء فيه ليلة واحدة، كيف ذلك وكان منكم من يجلس في المساجد يتظاهر بالالتزام بينما جيرانه يحمون الشوارع من البلطجية واللصوص خلال الثورة، جئتم واستعرضتم قوتكم ليوم واحد، لكن المصريين لا يعترفوا إلا بمن سالت دمائه على أرض التحرير وقتما كنتم في بيوتكم تدهنون المسك وتتقون الفتنة التي لم تكن إلا ثورة طهرت القلوب لعلها تطال قلوبكم إن الله على كل شئ قدير.
( أخيراً : للإخوة في روكسي هل ميدان التحرير أفضل بالمعتصمين أما بالجلاليب البيضاء أم أن رفع أعلام السعودية وصور بن لادن أمر مقبول طالما سيفض الإعتصام ؟) .