«معك 100 دولار فائضة عن حاجتك، تريد إنفاقها في عمل الخير، وفي الوقت نفسه تدر عليك أرباحاً؟». نعم، 100 دولار فقط ستجعلك شريكاً في قناة دينية! هذا آخر ما وصلت إليه قناة «الفجر» الدينية بعد سنتين من الأزمات المالية. عندما أغلقت المحطة للمرة الأولى، انطلقت رسائل إلكترونية تدعو الجمهور للتبرع لها، حتى تعود «أول فضائية متخصصة في علوم وقراءات القرآن». مثّل الأمر آنذاك «سابقة»: أن تدعو قناة الجمهور لإنقاذها عبر التبرعات. وعندما عادت نفى مالكها السعودي وجدي الغزاوي أن يكون هو وراء حملة التبرع، بل «مشاهدون أخيار استاؤوا من تعثر القناة مادياً».غير أن المشكلات لم تتوقف، وانطلق صراع بين الغزاوي والعاملين المصريين في المحطة، بسبب تخلفه عن دفع مستحقاتهم المالية التي وصلت إلى «رواتب ثمانية أشهر متتالية». وشُغلت الصحافة كثيراً بالقضية التي كشفت جانباً خفياً مما يدور داخل قنوات «التقوى والورع». لكن الأمور استقرّت لفترة قبل أن تختفي القناة من جديد منذ قرابة ثلاثة أشهر. وكما في المرتين السابقتين، عادت أخيراً، لكن بطريقة مبتكرة. إذ أعلنت أنها طرحت أسهمها للبيع بعدما تحولت إلى شركة مساهمة تخضع لقانون منطقة «جزر الفيرجين» البريطانية! وعلى القراء الأعزاء، مساندة القناة من خلال شراء 200 ألف سهم، قيمة السهم الواحد 100 دولار، أي إذا بيعَت كل الأسهم فستجني القناة 20 مليون دولار. ولأنها شاشة دينية، لا حدَّ أدنى للمتبرع، ويمكنك شراء سهم واحد. ويبقى السؤال: من يراقب عمليات بيع الأسهم؟ ومن يضمن أموال البسطاء؟ أم أن وثيقة تنظيم البث الفضائي لا تحمي المغفلين؟!
جريدة الأخبار اللبنانية /21 أبريل