سائق التاكسي الذي
نقلني من الهرم إلى محطة مترو الجيزة شاهد بدايات المظاهرات لكنه سمع مني لأول مرة
عن تطور الأوضاع وكانت الساعة تقترب من الرابعة عصراً.
حاولنا – أنا وهو-
الاستماع لنشرة أخبار راديو مصر لكن كانت الأخبار لاتزال شديدة الرسمية، وعندما قالت
المذيعة أن اليوم مخصص لعيد الشرطة رد السائق عليها قائلاً ” قطيعة” .
في مترو الأنفاق
بدأت أشك في كل ما قرأته على الإنترنت قبل نزولي، الناس تحت الأرض كأنهم في دولة أخرى،
لا أحد يتكلم عن أي شئ له علاقة بأن ميدان التحرير مغلق بسبب المظاهرات.
بعض أبواب محطة مترو
السادات كانت مغلقة لكن الباقي كان مفتوحا والوصول إلى قلب الميدان لم يكن صعباً.
بنات يعبرن الحاجز
الأخضر الضخم بين الرصيف والأسفلت بنشاط وحيوية وفي الدور الأعلى من مقهى التحرير بنات
يشربن الشيشة ربما اعتقاد أن ما يحدث لن يطول (كان هذا رهان الحكومة واليائسين في آن
واحد)
قابلت أكثر من
10 أصدقاء معظمهم لم أعد أقابله إلا على الفايس بوك لكن الفايس بوك وصل أخيرا للشارع.
المتظاهرون في مجموعات
متناثرة والكل يردد هتافات معادية للرئيس والحكومة والداخلية لكن بأصوات غير مرتفعة
بسبب عدم توحيد الهتاف.
نحسد صديقة لنا لأن
والدتها تسكن في ميدان التحرير بالتالي يمكنها الحصول على أي دعم لوجيستي في أي وقت.
خارج مقهى التحرير
رأيت مجموعة من الناس ملتفة بتركيز حول شاشة التلفزيون، قدرت في البداية انهم يتابعون
مباراة نصف نهائي كأس أسيا على الجزيرة الرياضية، دخلت وجدتهم يتابعون الجزيرة الإخبارية
بحثا عن خبر ينقل ما يحدث خارج القهوة لكن الكل اتفق على أن الجزيرة لم تقرر التحرك
بعد.
في الدور الثاني
كان دخول الحمام بالطابور بسبب العدد الكبير، قال أحدهم : هو احنا مش عاملين المظاهرة
عشان نخلص من الطوابير ؟، رد أخر : لما تنجح المظاهرة مش هيبق في طوابير، علق ثالث
: المهم أنه لا يوجد قائد لما يحدث في الميدان، ورد رابع : فعلا الحكومة ممكن تتفاوض
مع مين دلوقتي؟
.
رجل فوق الستين غاضب
من ضرب الشباب ويقول : روحوا اضربوا اليهود الأول.
كمامات انفلونزا
الخنازير عادت للوقاية من انفلونزا القنابل المسيلة للدموع.
شبكات المحمول كلها
لا تعمل في ميدان التحرير .
القادمون من ميدان
التحرير إلى طلعت حرب يحذرون رجلا وزوجته معهما طفل رضيع من مغبة الوصول لمحطة السادات
حتى لا يتعرض الطفل للاختناق، يتناقشون لدقيقة قبل أن يقتنع الرجل بأن السير حتى محطة
محمد نجيب أفضل.
محسنة توفيق تركب
تاكسي وهي تغادر المكان وتتكلم مع رجل يرتدي جلباب تقول له “انشاء الله هننتصر عليهم”.
سيدة فوق السبعين
ترتدي الجلباب الفلاحي الأسود متجهة إلى ميدان التحرير، أقول لها :لا تذهبي يا حاجة،
تقول :عاوز اجيب عيش فينو، أقول لها : من كريستال، طب روحي وارجعي بسرعة (كريستال داخل
شارع طلعت حرب لا الميدان) أراها وهي عائدة بالفينو أشعر بارتياح كبير.
مجموعة من المصريين
يلتفون حول شاب تعرض لاختناق بسبب قنبلة مسيلة للدموع وينجحون في افاقته بعد خمس دقائق
من التوتر.
في محل أجهزة كهربائية
يظهر من خلف الزجاج مجدي عبد الغني وقد بدأ برنامجه اليومي على مودرن سبورت (هل لاحظتم
أن اهتمام الناس بالاهلي والزمالك تراجع كثيرا هذا الأسبوع)
برنامج كلام وسط
البلد على راديو مصر يخصص حلقة اليوم للكلام حول موقف جوزيه بعد التعادل مع مصر المقاصة.
أحدهم يسأل ضاحكا
لو الثورة نجحت هل الشرطة هتغير يوم عيدها القومي؟
أغادر ميدان التحرير
والهتاف يتوحد لأول مرة في أربع كلمات " الشعب يريد اسقاط النظام" .