من مقال استراحة مشاهد بمجلة صباح الخير
انتهت الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ولم تنتهي التوابع، والمقصود هنا الأسئلة التي أطلقها الكثيرون دون إجابة من إدارة المهرجان ورئيسه محمد حفظي حول مشاركة شخصيات متهمة بالتعاطف والتعاون مع الصهيونية في دورة 2018 دون أن يمتلك من دعاهم شجاعة إلقاء الضوء على وجودهم بعد الحملة التي أدت لإلغاء تكريم المخرج الفرنسي المحب لإسرائيل كيلود ليلوش، فكان الحل هو فعل كل شيء في الظلام، تماما كما فعلت إسرائيل مع الفلسطينيين قبل عام 1948.
أسئلة أخرى طرحتها أقلام عديدة لا تجمع بينها أي مصلحة حول شبهة استغلال المهرجان للتسويق لأفلام بعينها وعودة الشركة التي كانت وراء أكبر فضائح الدورة الثامنة والثلاثين والتي دفعت بفيلم ضعيف في كل شيء هو “البر التاني” للمسابقة الرسمية، عودتها للتحكم في مفاصل المهرجان، لا أتوقع ردا من رئاسة المهرجان لأن “التطنيش” غالبا هو السلاح الذي يلجأ له من ينفذون خططهم في الخفاء ويضربون بالاعتراضات عرض الحائط، لكن بالتأكيد هناك جهات مسئولة مطلوب منها على الأقل أن تنفي عن نفسها تهمة الموافقة ضمنيا على ما جرى في هذه الدورة، كما أنه مطلوب من سينمائيين ونقاد كبار شاركوا في تنظيم الدورة الأربعين وحملوا عضوية اللجنة العليا أن يخبرونا مبكرا هل سينسحبون من الدورة المقبلة إذا استمرت نفس السياسة، أم سيطبقون بالباطل قاعدة نصف الكوب الممتلئ، التي تقول إنه طالما مستوى المهرجان تحسن فنيا، وشكاوى سوء التنظيم تراجعت، فلا مجال لإفساد الصورة بالتوقف عند استضافة محبي الدولة الصهيونية أو تقديم تسهيلات لشركات تذهب أرباحها لغير المصريين؟
• أعرف الإعلامي هاني حتحوت منذ كان طالبا في جامعة عين شمس، لهذا لا أبحث أبدا عن أسباب تألقه وراء ميكرفون الراديو أو على شاشة التلفزيون في تقديم البرامج الكروية، هاني من يومه يعرف معنى كلمة “إعلام” التي نحاول تذكير الكثيرين بها دون جدوى في السنوات الأخيرة، متمكن في اللغة العربية عكس معظم مذيعي الرياضة، يحاول دائما أن يرتفع بوعي الجمهور لما يجب أن يتابع لا لما يحب جمهور الكرة أن يسمع ويشاهد. الناس أمام التلفزيون غير الجمهور في المدرجات، وهو فارق لا يدركه الكثير من العاملين في هذا المجال، بالعكس بعض البرامج ساعدت في تحويل المدرجات إلى قنابل موقوتة حتى غاب عنها الجمهور غيابا نتمنى ألا يطول أكثر من ذلك.
في برنامجه الجديد “الماتش” يعطى حتحوت النموذج لما يجب أن تكون عليه البرامج الرياضية، يتيح للمتفرج الوصول للخبر دون تلوين أو انحياز لنادي بعينه، ثم يستضيف معظم من تنساهم برامج التحليل رغم أهميتهم، كباتن فاهمين كورة بجد، مستفيدا من كون قناة “صدى البلد” بعيدة حاليا عن استقطاب البيزنس الكروي، “ماتش” هاني حتحوت يبدأ وينتهى بدون إنذارات أو إصابات أو حتى وقت بدل من ضائع.
• أن تقرأ لأحمد خالد توفيق متأخرا أفضل من ألا تقرأ أبدا، أقر وأعترف أنني كنت ساذجا للغاية عندما انصرفت في فترة الدراسة عن قراءة أحمد خالد توفيق، بحجة أكثر سذاجة وهي أنني كصحفي ناشئ يجب أن أركز على السير الصحفية والكتب المهنية وأنني لست بحاجة للسير وراء المراهقين الذين يقرأون ملفات المستقبل و”رجل المستحيل” لنبيل فاروق، قرأت مؤخرا “أفراح المقبرة” لأحمد خالد توفيق الصادر عن دار الكرمة، وشعرت بأنه قد فاتني الكثير لأنني لم أتابعه أولا بأول، اكتفيت بمقالات شهيرة له، وأجلت الكتب خصوصا بعد دخولنا جميعا عصر السوشيال ميديا وتراجع معدل القراءة بشكل عام.
في هذا الكتاب يقدم الكاتب الراحل لقرائه قصصا ممتعة تثري الخيال وتجعلنا نفكر دائما في أن العالم متسع لأفكار ومعتقدات وحقائق وأساطير لا حصر لها، في هذا الكتاب يثبت أحمد خالد توفيق أنه يمكن للمقبرة أن تفرح، إذا كان ساكنها له مريدين يحملون في قلوبهم كل هذا الحب الذي رأيناه في جنازة الكاتب الطبيب.
• آخر نكتة: دعوة المهرجانات المقبلة ستتضمن تحذيرا للفنانات بضرورة التأكد من وجود بطانة للفستان قبل الوصول للسجادة الحمراء.