تكد تمرّ أشهر على انطلاقة فضائية «الساعة» من مصر، حتى راحت القناة تواجه سلسلة عوائق حالت دون انتشارها بالشكل المطلوب. وبعد فترة من الركود، يبدو أن الأمور لن تبقى على ما كانت عليه. ذلك أن أروقة المحطة تشهد منذ مدة، ثورة تغيير شاملة، تهدفُ إلى «بعث» الحياة فيها من جديد ـــــ وخصوصاً في رمضان ـــــ على أمل استعادة المكانة التي حصلت عليها «الساعة» فور انطلاقتها الصيف الماضي. أي قبل أن تبدأ مرحلة التراجع البطيء حتى وصلت إلى المركز 73 في ترتيب الفضائيات العربية من ناحية نسبة المشاهدة، حسب تأكيد مديرها الجديد الصحافي مصطفى بكري، النائب في البرلمان المصري، والمقرّب من الجهات الليبية المموّلة للقناة.وكان أحمد قذاف الدم (المموّل الأساسي للقناة) قد أعلن قبل أسبوعين تولّيه رئاسة مجلس إدارة «الساعة» رسمياً، في إشارة مباشرة إلى تقليص حجم مسؤوليات الرئيس التنفيذي في القناة سامر الحسيني، ووالده وليد الحسيني، (رئيس تحرير مجلة «الكفاح العربي»، وأحد المستثمرين الأساسيين في المحطة). ويحدث كل ذلك في وقت غادرت فيه القناة، نهال البشري، مديرة البرامج والمسؤولة الإدارية الأولى في «الساعة»، لتتولى مسؤولية إدارة فضائية «الأهلي».وكانت «الساعة» قد عانت كثيراً في الأشهر الأخيرة من «وثيقة تنظيم البث الفضائي» التي منعت بثّ «توك شو» يومي بعنوان «ساعة بساعة» مع خيري رمضان ومي الشربيني. وكان البرنامج يهدف إلى مناقشة قضايا يومية ساخنة، وإلى منافسة البرامج الحوارية المصرية المماثلة كـ«البيت بيتك» و«العاشرة مساء». كذلك افتقرت الفضائية التي رفعت منذ البداية شعار «إحياء القومية العربية»، إلى الدعاية اللازمة، وإلى الوجوه الإعلامية التي تنجح في استمالة المشاهدين. ومن هنا، بدا التعاون الثلاثي بين الكوادر اللبنانية والمصرية ورأس المال الليبي أشبه بسلاح ذي حدين، جعل القناة التي تحافظ على لهجة الخطاب القومي الناصري، غير قادرة على اختراق شريحة عريضة من الجمهور، معتمدةً في معظم ساعات البثّ، على دراما أجنبية وعربية غير حصرية.وفي وقت لم يحقق فيه أيّ من برامج «الساعة» النجاح المطلوب لاستمراريتها، جاء تعثّر إطلاق برنامج «ساعة بساعة» ليزيد الطين بلّة، علماً بأن الغموض ما زال يكتنف سبب منعه، وأن إدارة القناة لم تتوصل إلى عقد اتفاق تفاهم مع الحكومة المصرية، حتى يبصر النور.وفور تولّيه منصبه قرر بكري، الذي يقدّم برنامجاً بعنوان «لقاء الأسبوع»، تطوير البرنامج اليومي «صباح الكل» ليكون الـ«توك شو» البديل لـ«ساعة بساعة». كما يعمل على جذب النجوم إلى القناة، وتحويل برنامج «لقاء الأسبوع» إلى برنامج يومي. كذلك يسعى إلى شراء مسلسلات جيّدة لرمضان، بعدما اعتمدت «الساعة» العام الماضي على عمل واحد، لم يحقق النجاح، هو «عمارة يعقوبيان».
محمد عبد الرحمن
جريدة الأخبار اللبنانية