ترك يوسف شاهين رسالة أخيرة قبل رحيله: الوحدة الوطنية لا تحتاج إلى دليل ولا حتى إلى أفلام، فقط إلى رموز يستطيعون جمع المصريين على قلب رجل واحد. جنازة جو أمس في القاهرة جمعت المئات داخل كنيسة القيامة: مسيحيون ومسلمون، محجبات وسافرات، أطفال وشيوخ، ممثلون ونقاد وحتى متفرجون، حضروا جميعاً، ليؤكدوا أنّ وداع الكبار لا يختلف، سواء خرج الراحل من مسجد أو من كنيسة. وهذا الدرس علّمه شاهين لتلاميذه، عندما كان يحرص على وداع محبيه في مساجد «عمر مكرم» و«السيدة نفيسة «و«مصطفى محمود»... مشهدٌ يعرفه بالتأكيد مَن يحضر جنازات الفنانين. لكنّ الدور جاء أمس على «الأستاذ» الذي اختلف حوله كثيرون في حياته، وأجمعوا على احترامه عند إعلان وفاته.في الساعات الأولى من صباح أمس، اتجهت جميع الأنظار صوب مكانين: الأول، مستشفى القوات المسلحة في المعادي، المكان الذي قضى فيه جو أيامه الأخيرة. والمكان الثاني هو كنيسة القيامة للروم الكاثوليك في شارع الضاهر في الفجالة، وهي أصبحت أشهر كنيسة مصرية في اليومين الأخيرين. ولأن المستشفى يسير حسب قواعد عسكريّة صارمة، ذهب معظم المحبين والمفجوعين برحيل شاهين إلى الكنيسة التي استعدت باكراً للحدث الجلل. تزامن ذلك مع استعدادات مكثّّفة لرجال الأمن والحكم المحلي: جرى تنظيف الشوارع بعناية وتنظيم المرور وتجهيز الموقع لاستقبال المعزين الذي توافدوا من العاشرة صباحاً، وخصوصاً مع تضارب موعد القداس بين الثانية عشرة والواحدة ظهراً.ظهور الفنانين بدأ باكراً، وبعد ساعة واحدة تحوّل السؤال مِن: «مَن أتى» إلى «مَن لم يأتِ بعد». ذلك أن كثافة الحضور الفني كانت واضحة، كما أن طريقة الجلوس داخل الكنيسة سمحت للكاميرات بالتقاط صور للفنانين بسهولة. وهذا الحضور الفني أعطى للحدث «مذاقاً خاصاً»، لكون معظم الأسماء قدّمت مع شاهين أبرز أدوارها. بالتالي، لم يكن من الصعب تذكّر شخصية «لويزا» في فيلم «الناصر صلاح الدين» فور ظهور نادية لطفي، وشخصية «الخليفة المنصور» في «المصير» بعد حضور محمود حميدة، وفيلمي «الأرض» و«الاختيار» مع وصول عزَّت العلايلي... وعندما فوجئ بعضهم بحضور نجوى إبراهيم، جاء الجواب السريع: أبرز فيلم قدمته في السينما كان «الأرض» مع يوسف شاهين.بدا التأثر واضحاً على هاني سلامة وخالد النبوي، بطلي «المصير». كذلك جاء حضور خالد صالح للجنازة منطقياً، فشاهين نقله إلى مستوى رفيع في آخر أفلامه «هي فوضى». فيما كانت دموع يسرا صادقة بكل تأكيد، وهي التي قدمها شاهين بطلة أولى في «إسكندرية كمان وكمان» وعادت للظهور معه مراراً، وصولاً إلى «إسكندرية نيويورك».أما الحضور الرسمي، فكان ضعيفاً في البداية. وخلص الحاضرون إلى مقاطعة الحكومة لجنازة المخرج الذي هاجمها بشدة وشارك في تظاهرات سياسية وعمره ثمانون عاماً. لكن ظهور وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب مفيد شهاب، ووزير البيئة ماجد جورج قلّل من الغضب تجاه الدوائر الرسمية، وخصوصاً مع انتشار معلومة تؤكد أن الوزراء خارج القاهرة بسبب زيارة الرئيس مبارك إلى جنوب أفريقيا، وكان بعض الوزراء الآخرين في زيارات ميدانية في المحافظات صعُب إلغاؤها. وبالتالي، لم يحضر الجنازة وزيرا الثقافة والإعلام.على النقيض تماماً، كان حضور رموز المعارضة واضحاً، وخصوصاً التيار اليساري المتمثل في قيادات التجمع حسين عبد الرازق وفريدة النقاش، ورئيس «حزب الوفد» محمود أباظة، والنائب الصحافي حمدين صباحي، رئيس حزب «الكرامة». وهذا الأخير ظهر ممثلاً في فيلم «الآخر»، مع زميله محمود سعد الذي شارك بدوره في لحظات الوداع. وتُلي في نهاية الجنازة، نعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام.
الثلاثاء، 29 يوليو 2008
مصر كلُّها في وداع يوسف شاهين
ترك يوسف شاهين رسالة أخيرة قبل رحيله: الوحدة الوطنية لا تحتاج إلى دليل ولا حتى إلى أفلام، فقط إلى رموز يستطيعون جمع المصريين على قلب رجل واحد. جنازة جو أمس في القاهرة جمعت المئات داخل كنيسة القيامة: مسيحيون ومسلمون، محجبات وسافرات، أطفال وشيوخ، ممثلون ونقاد وحتى متفرجون، حضروا جميعاً، ليؤكدوا أنّ وداع الكبار لا يختلف، سواء خرج الراحل من مسجد أو من كنيسة. وهذا الدرس علّمه شاهين لتلاميذه، عندما كان يحرص على وداع محبيه في مساجد «عمر مكرم» و«السيدة نفيسة «و«مصطفى محمود»... مشهدٌ يعرفه بالتأكيد مَن يحضر جنازات الفنانين. لكنّ الدور جاء أمس على «الأستاذ» الذي اختلف حوله كثيرون في حياته، وأجمعوا على احترامه عند إعلان وفاته.في الساعات الأولى من صباح أمس، اتجهت جميع الأنظار صوب مكانين: الأول، مستشفى القوات المسلحة في المعادي، المكان الذي قضى فيه جو أيامه الأخيرة. والمكان الثاني هو كنيسة القيامة للروم الكاثوليك في شارع الضاهر في الفجالة، وهي أصبحت أشهر كنيسة مصرية في اليومين الأخيرين. ولأن المستشفى يسير حسب قواعد عسكريّة صارمة، ذهب معظم المحبين والمفجوعين برحيل شاهين إلى الكنيسة التي استعدت باكراً للحدث الجلل. تزامن ذلك مع استعدادات مكثّّفة لرجال الأمن والحكم المحلي: جرى تنظيف الشوارع بعناية وتنظيم المرور وتجهيز الموقع لاستقبال المعزين الذي توافدوا من العاشرة صباحاً، وخصوصاً مع تضارب موعد القداس بين الثانية عشرة والواحدة ظهراً.ظهور الفنانين بدأ باكراً، وبعد ساعة واحدة تحوّل السؤال مِن: «مَن أتى» إلى «مَن لم يأتِ بعد». ذلك أن كثافة الحضور الفني كانت واضحة، كما أن طريقة الجلوس داخل الكنيسة سمحت للكاميرات بالتقاط صور للفنانين بسهولة. وهذا الحضور الفني أعطى للحدث «مذاقاً خاصاً»، لكون معظم الأسماء قدّمت مع شاهين أبرز أدوارها. بالتالي، لم يكن من الصعب تذكّر شخصية «لويزا» في فيلم «الناصر صلاح الدين» فور ظهور نادية لطفي، وشخصية «الخليفة المنصور» في «المصير» بعد حضور محمود حميدة، وفيلمي «الأرض» و«الاختيار» مع وصول عزَّت العلايلي... وعندما فوجئ بعضهم بحضور نجوى إبراهيم، جاء الجواب السريع: أبرز فيلم قدمته في السينما كان «الأرض» مع يوسف شاهين.بدا التأثر واضحاً على هاني سلامة وخالد النبوي، بطلي «المصير». كذلك جاء حضور خالد صالح للجنازة منطقياً، فشاهين نقله إلى مستوى رفيع في آخر أفلامه «هي فوضى». فيما كانت دموع يسرا صادقة بكل تأكيد، وهي التي قدمها شاهين بطلة أولى في «إسكندرية كمان وكمان» وعادت للظهور معه مراراً، وصولاً إلى «إسكندرية نيويورك».أما الحضور الرسمي، فكان ضعيفاً في البداية. وخلص الحاضرون إلى مقاطعة الحكومة لجنازة المخرج الذي هاجمها بشدة وشارك في تظاهرات سياسية وعمره ثمانون عاماً. لكن ظهور وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب مفيد شهاب، ووزير البيئة ماجد جورج قلّل من الغضب تجاه الدوائر الرسمية، وخصوصاً مع انتشار معلومة تؤكد أن الوزراء خارج القاهرة بسبب زيارة الرئيس مبارك إلى جنوب أفريقيا، وكان بعض الوزراء الآخرين في زيارات ميدانية في المحافظات صعُب إلغاؤها. وبالتالي، لم يحضر الجنازة وزيرا الثقافة والإعلام.على النقيض تماماً، كان حضور رموز المعارضة واضحاً، وخصوصاً التيار اليساري المتمثل في قيادات التجمع حسين عبد الرازق وفريدة النقاش، ورئيس «حزب الوفد» محمود أباظة، والنائب الصحافي حمدين صباحي، رئيس حزب «الكرامة». وهذا الأخير ظهر ممثلاً في فيلم «الآخر»، مع زميله محمود سعد الذي شارك بدوره في لحظات الوداع. وتُلي في نهاية الجنازة، نعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام.
نجوم
◄ الفنانة التونسية لطيفة لم تستطع بدورها الحضور بسبب ارتباطاتها الفنية في تونس حيث تستعد للغناء في «قرطاج». ولطيفة قدمت إلى السينما فيلماً واحداً، كان من توقيع شاهين، هو «سكوت حنصوّر».
◄ محمود ياسين، وحسين فهمي، وشهيرة، ومحمود حميدة، وحسن كامي، والمخرج أسد فولادكار كانوا في مقدمة الحاضرين إلى الكنيسة قبل موعد الصلاة بساعتين تقريباً. واستمر توافد الفنانين والإعلاميين حتى خروج الجثمان من الكنيسة ـــــ حيث كان المئات في انتظاره ـــــ متوجهاً إلى الإسكندرية.
◄ بدا التأثر واضحاً على تلاميذ شاهين والفنانين المقربين منه. ولم يتمالك معظمهم نفسه، وانهمرت الدموع، وخصوصاً في اللحظات الأخيرة للقداس عند تلاوة تراتيل الوداع. وأبرز المتأثرين خالد يوسف، ويسري نصر الله، ومنال الصيفي، وحسين فهمي، ويسرا، ولبلبة. كما بدا التأثر على مجموعة شبان وفتيات لم يكونوا مقربين من شاهين، علماً أن مجموعة مخصصة لوداع شاهين انطلقت على «فايس بوك» فور إعلان الخبر صباح أول من أمس.
◄ بعض الحاضرين فوجئوا بخبر وفاة الممثل أحمد محرز الذي شارك في بطولة أفلام لشاهين أبرزها «عودة الابن الضال» و«اسكندرية ليه» و«سكوت حنصوّر». وعندما تساءل بعضهم عن سبب غيابه، أُعلن عن وفاته بهدوء قبل أسابيع.
◄ وصل جثمان يوسف شاهين كاتدرائية القيامة، في تمام الساعة الثانية عشرة والربع ظهراً. ما أحدث خللاً في خطط بعض المعزّين، وخصوصاً رجال الدولة. وبعدما أشيع عن إقامة الجنازة عند الواحدة ظهراً، وصل بعضهم إلى الكنيسة في لحظات الدفن الأخيرة.
◄ أجَّل الزحام الشديد خروج الجثمان من الكنيسة حوالى نصف ساعة.
◄ السيارة التقليدية التي أقلت الجثمان من المستشفى إلى الكنيسة وكان رقمها « 63 تحت الطلب» لم ترافق النعش إلى الإسكندرية. إذ جرت الاستعانة بسيارة حديثة مخصصة لهذا الغرض حملت الرقم «909 تحت الطلب».
◄ قوبل إعلان إقامة العزاء في مدينة الفنون بارتياح من جانب الحاضرين. إذ ستتحول وفاة شاهين إلى حدث يجمع كل أفراد الوسط الفني المصري، في المكان الذي انطلق منه رموز هذا الفن.
سكوت حَنصوّّر
جنازته اليوم ... وبعده «الشارع لمين»؟
الخميس، 17 يوليو 2008
ما هو التطبيع ؟
واجه مهرجان «الأردن» حملةً شرسة بسبب شبهة التعامل مع شركة إسرائيلية، فيما خرج لينين الرملي من لجنة تحكيم «مهرجان المسرح المصري» بعد اتهامه بالتطبيع، وتراجع محمد حماقي عن الغناء في أريحا... وقبله، تم تحويل عمرو واكد إلى التحقيق بسبب مشاركته الممثل الإسرائيلي يغال ناؤور التمثيل في وثائقي «بين النهرين» عن صدام حسين.
وسط كل ذلك، يبقى السؤال: هل حقاً انتصر أعداء التطبيع في معركتهم؟ أم أن هناك من نجح في تحويل مسار القضية، ليختفي سؤال «كيف نتعامل مع المطبّعين؟» ونعود إلى نقطة الصفر مع «ما هو التطبيع»؟
المتابع للحركة الفنية في مصر أخيراً يلحظ اهتمام الوسطين الفني والصحافي بقضية التطبيع بشكل غير مسبوق، حتى في أكثر الفترات هدوءاً بين العرب وإسرائيل. ربما يعود ذلك في المقام الأول إلى طول فترة الصراع ( 60 عاماً) التي جعلت بعضهم يفقد قدرته على الاستمرار في النضال ضدَّ العدو. من هنا، لم يعد علي سالم حالة استثنائية، بل هناك أصوات أخرى ذهبت أخيراً أبعد مما ذهب إليه سالم، المفصول من اتحاد كتاب مصر بعد رحلته إلى إسرائيل عام 1994: لينين الرملي مثلاً سار على الدرب نفسه. أعلن أخيراً أنه لم يعد هناك مجال للعداء مع تل أبيب، أقله على مستوى الثقافة. وفاجأ الجميع بدعوته الملحق الثقافي في السفارة الإسرائيلية في القاهرة إلى حضور عرض «اخلعوا الأقنعة». أما رد الفعل، فاقتصر على استبعاده من لجنة تحكيم المهرجان القومي للمسرح المصري الذي يختتم اليوم دورته الثالثة. إذ استبدل بفتحية العسال، الكاتبة اليسارية المعادية طبعاً لإسرائيل.
سبب آخر أعاد قضية التطبيع إلى واجهة المشهد الفني والثقافي: قضية وزير الثقافة فاروق حسني، المرشح لمنصب المدير العام لمنظمة التربية والثقافة والعلوم «الأونيسكو» الذي تختاره الدول الأعضاء في العام المقبل. حسني الذي صرّح قبل أشهر بأنه «إذا وجد كتباً إسرائيلية في معرض الكتاب في الإسكندرية فسيحرقها بنفسه»، سرعان ما تراجع عن قراره. فأشار إلى أنّه مستعد لزيارة إسرائيل إذا قررت تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط، مع تكرار عبارات حفظها الناس عن عدم إمكان تجاهل اتفاق السلام مع إسرائيل، على رغم موقف الشعب المصري من ذلك. والقصة لم تنته هنا، ذلك أن الوزير أعطى حواراً أخيراً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، ما أثار ردود فعل مثقّفين مصريّين، عدّوا موقفه في بيان لهم «خضوعاً ذليلاً للابتزاز الإسرائيلي من أجل مصلحة شخصية للوزير».
ما سبق من أسباب يختلف تماماً عمّا هو آت، فعندما يدخل «البزنس» على الخط يتحول «التطبيع» إلى «تزبيط»، كما سخر عادل إمام من المصطلح في فيلم «السفارة في العمارة». الصحيفة اليومية «البديل»، المحسوبة على اليسار، رصدت ظاهرة تطبيع شركات الإنتاج الموسيقية الكبرى مثل «روتانا» و«ميلودي» و«عالم الفن» مع شركات تعمل داخل إسرائيل. الخبر ليس جديداً، مجلّة «روتانا» نفسها نشرت قبل 8 شهور مقالةً، تتهم فيه «ميلودي» بالتعامل مع إسرائيل. على رغم أنّ جميع العاملين في السوق الموسيقية يعرفون أنّ شركات الإنتاج الكبرى اختلفت على كل شيء، واتفقت على عدم إهدار حقوقها داخل إسرائيل.
وأشارت الحملة التي نشرتها «البديل» على مدى خمسة أيام متتالية، أن للشركات الثلاث وكلاء رسميين في إسرائيل مهمتهم حماية إنتاج «روتانا» و«ميلودي» و«عالم الفن» من القرصنة، وأن المستندات تثبت أن التعامل ليس مع عرب 48، بل مع مكاتب المحامين التي تقع في تل أبيب. كما أن توقيعاتهم العقود تكون بالحروف العبرية، حتى لو كانت أسماؤهم عربية في الأغلب. ومضت الجريدة لتؤكد أن الأمير الوليد بن طلال يسعى إلى توسيع استثماراته العقارية والسياحية داخل إسرائيل، وأن الأمر لم يتوقف عند حدود التعاون الفني، فيما نفت شركة المملكة القابضة (التابعة للوليد) ذلك، رداً على تقرير نشرته «إيديعوت أحرونوت». وفي كل الأحوال، تبقى أغاني نجوم «روتانا» و«عالم الفن» و«ميلودي» متاحة بشكل قانوني لشركات المحمول ومواقع الإنترنت الإسرائيلية، ويستفيد منها اليهود والعرب على حد سواء.
كل ما سبق يؤكد أن هناك جهوداً مكثّفة وغير مسبوقة لكسر الجدار العازل بين العرب ـــــ خارج الأرض المحتلة ـــــ وإسرائيل، وأن أصحاب تلك الحملة استفادوا من كل التجارب السابقة، بعد دحر المطبّعين الأوائل. وأصبح الأهم بالنسبة إليهم نسف مفهوم «التطبيع» نفسه والعمل على إزالته من أذهان الأجيال الجديدة التي لم تشهد أي حرب، وقد أبصرت النور بعد توقيع اتفاقية السلام.
محمد عبد الرحمن
جريدة الأخبار اللبنانية
الخميس، 10 يوليو 2008
أبونا عادل إمام... محامي وحدة مصر!
الثلاثاء، 8 يوليو 2008
كل الحق على السعودية!
رمضان 2008... يُراهن على السينما
مع دخول عدد من نجوم السينما حلبة المنافسة الرمضانية، تشهد كواليس تصوير أبرز المسلسلات المصرية هذا الموسم، سلسلة من الخلافات. قد يعود ذلك إلى تأخر انطلاق التصوير، أو عدم تكيّف نجوم السينما مع شروط اللعبة التلفزيونية. وإذا كان كتّاب الدراما قد راهنوا هذا العام على طرح موضوعات جريئة، تخرج من عباءة القصص الاجتماعية التقليدية، وتُنافس جرأة أفلام السينما... فإن المخرجين أيضاً فرضوا شروطاً جديدة في التصوير. وكل الجهود تصب اليوم على تذليل العقبات وإنهاء التصوير باكراً، حتى لا يخرج أحد المسلسلات من السباق، كما حدث مع «وكالة عطية» بسبب مرض المخرج رأفت الميهي.والبداية مع مسلسل «طريق الخوف» لغادة عبد الرازق ومجدي كامل. إذ دخل فريق الإنتاج والمخرج عادل الأعصر في خلاف مع بطلي العمل بسبب انشغال الأولى بمشروعاتها السينمائية، بداية من «ليلة البيبي دول» وصولاً إلى فيلم «7 ديسمبر» الذي يجري تصويره حالياً، ثم جاء اختيار مجدي كامل لتجسيد شخصية جمال عبد الناصر في مسلسل «ناصر» ليزيد من أزمة «طريق الخوف». وحتى الآن، لم ينته العمل من المسلسل، على رغم مرور أربعة أشهر كاملة على انطلاق تصويره.الخلافات وصلت أيضاً إلى «بعد الفراق» مع خالد صالح وهند صبري في أول بطولة تلفزيونية لها. ذلك أن التصوير توقف لفترة بسبب وفاة والدة المخرجة شيرين عادل. لكن عودتها إلى الاستديو تزامنت مع انطلاق شائعات عن خلاف بين بطلي العمل، بسبب زيادة مساحة دور خالد صالح، وظهوره في وسائل الإعلام كالنجم الأوحد للعمل. وتدور القصة حول شاب وفتاة تربطهما علاقة حب أيام الفقر، وفيما تتبدل ظروف الشاب ويصبح صحافياً لامعاً، تظل الفتاة تعمل خادمة في المنازل. وكان صالح وصبري قد ظهرا كثنائي مميز في فيلم «أحلى أوقات». وكما هي العادة في مسلسلات فيفي عبده، لا تمرّ فترة التصوير من دون خلافات بين الأبطال أو بين البطلة والمخرج. والجديد مع «قمر» هو تهديد المخرج هاني إسماعيل بالانسحاب بسبب تدخل فيفي في جميع التفاصيل. ثم عاد هاني إسماعيل ليؤكد تراجعه عن الانسحاب، مشيراً إلى أنه مستمرٌّ في التصوير بعد تذليل جميع العقبات. وكانت عبده وضعت اسمها على «جنيريك» العمل كمؤلفة للقصة، ما دفع بالسيناريست عزت آدم إلى مهاجمتها في الصحف.ومن فيفي عبده إلى يسرا. يردد عاملون في مسلسل «في إيد أمينة»، أن ساعات التصوير المكثفة بغية اللحاق برمضان، زادت من عصبية الأبطال، وخصوصاً يسرا التي طالبت بإجراء بعض التعديلات المفاجئة، ما أغضب المخرج محمد عزيزية. لكن المنتج جمال العدل استوعب الموقف، وحاول تهدئة الخواطر حتى يضمن انتهاء تصوير العمل في أسرع وقت، لا سيما أن تصوير «في إيد أمينة» بدأ متأخراً، وتم تسويقه حتى الآن إلى قناتي «دبي» و»دريم». ويدور العمل حول مغامرات الصحافية أمينة التي تواجه عصابة لبيع الأطفال، وتعمل في أكثر من دولة عربية. والمسلسل مستوحى من قصة حقيقية عاشها المصور الصحافي عادل مبارز نهاية سبيعينيات القرن الماضي.أما مسلسل «عدى النهار»، فقد ضرب الرقم القياسي بعد الخلافات التي شهدتها الكواليس، وانتقلت إلى صفحات الجرائد، وخصوصاً خلافات نيكول سابا ورزان مغربي. كما أشار بعضهم إلى نشوء خلافات بين صلاح السعدني والمؤلف محمد صفاء عامر بسبب إضفاء بعض التعديلات على النص. لكن العلاقة القديمة بين الطرفين ووساطة المخرج إسماعيل عبد الحافظ ساعدتا على إنهاء الأزمة سريعاً.وكان أبطال مسلسل «الفنار» قد دخلوا في خلاف مع المخرج خالد بهجت بسبب إصراره على التصوير من دون الاستعانة بممثل بديل، بغية منافسة الأفلام السينمائية وما تفرضه من شروط تصويرية عالية الجودة. وهو ما أسفر عن إصابات عدة بين فريق العمل، فالبداية كانت مع أحمد راتب وطارق لطفي، إذ قفز الاثنان في الماء لتنفيذ أحد المشاهد، وكادا يغرقان لو لم يسارع غفر السواحل إلى إنقاذهما. وخلال تصوير مشهد آخر يتعلق بتفجير خط بارليف، استخدم المخرج مفرقعات أصابت صابرين فى قدمها ودفعتها إلى ملازمة الفراش لمدة أربعة أيام، فيما أصيب ياسر جلال بتمزق في قدمه أثناء تصوير مشهد عن الانتخابات. كما أقدمت صابرين، خلال التصوير أيضاً، على صفع الممثلتين ايمى وياسمين جمال، ما أدى إلى تورم في وجهيهما.ومن «الفنار» إلى «الهاربة» الذي يجري تصويره حالياً في أميركا. إذ تعرضت تيسير فهمي إلى حادثتين أثناء تصوير بعض مشاهد «الأكشن»، ولازمت بسببهما الفراش. أما الممثلة عبير صبري التي تؤدي دور ضابطة فى المباحث الفدرالية، فقد تعرضت إلى تمزّق في عضلات ظهرها، بعدما أدت إحدى حركات «الأكشن» بطريقة خاطئة، على رغم أنها تدربت جيداً على ذلك تحت إشراف مدربين محترفين».ومسلسل «قلب ميت» كان الأقل خطورة على الأبطال المشاركين. إذ سمح المخرج مجدي أبو عميرة باستخدام «دوبلير» لتأدية مشاهد المطاردات، عوضاً عن الممثلين الأصليين. وقد أدى ممثلٌ بديل من جنوب أفريقيا المشاهد الخاصة بشريف منير. كما استعان المخرج بـ«دوبلير» مصري، ليقدم مشاهد خطرة، عرّضته إلى إصابات بالغة.بعد كل ذلك، يبقى السؤال: هل توفر كل الأجواء الساخنة في كواليس لمسلسلات رمضان، عنصراً لجذب اهتمام الجمهور طيلة ثلاثين يوماً؟.