لم يكن ردّ فعل شركة «الباتروس»، أبرز شركات الإنتاج السينمائي في مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة، متوقعاً حيال مقالة نشرت عن نشاطاتها في صحيفة «صوت الأمة» المحلية. إذ قررت الشركة التي أنتجت 18 فيلماً في وقت قياسي، بينها الأفلام الأربعة الأخيرة لخالد يوسف، مقاضاة الصحيفة. وذلك، بعدما نشر الصحافي عبد الحميد العش سلسلة مقالات، اتّهَم فيها مالك الشركة كامل أبو علي ببيع السينما المصرية مباشرةً إلى السعوديين، ممثلين بشركة «روتانا». وكشف العش في مقالاته أن تصريحات أبو علي ـــــ وهو رجل أعمال متخصص في مجال السياحة ـــــ عن إنعاش السينما المصرية عبر أعمال «الباتروس» والتعاون الوشيك بينها وبين نجيب ساويرس، هي نشاط يستفيد منه الوليد بن طلال في المقام الأول، على اعتبار أن «الباتروس» وشركاءها يبيعون «نيغاتيف» الأفلام مباشرة لـ«روتانا»، حتى قبل طرحها في صالات العرض.وعلى رغم أن «صوت الأمة» طلبت من أبو علي الرد فوق صفحات الجريدة، اختار الأخير القضاء للدفاع عن نفسه، وحرّك دعوى رسمية في محكمة «جنح العجوزة»، كما تقدم بشكوى إلى المجلس الأعلى للصحافة للتحقيق مع المسؤولين في الجريدة، وخصوصاً أن المقال الثاني في الصحيفة، جاء بعنوان «أبو علي الرجل الذي باع تراث مصر». والمعروف أن الصحف المصرية تناقش منذ حوالى عشر سنوات، ومن دون جدوى، قضية بيع «نيغاتيف» الأفلام المصرية إلى شركات خليجية. وكان المتعارف عليه طوال القرن العشرين أن شركات الإنتاج تبيع حقوق العرض فقط للفضائيات أو التلفزيون الأرضي، لكن سطوة رأس المال الخليجي دفعت بالمنتجين، في غياب الدور الرسمي، إلى بيع الأفلام بالكامل، بمعنى أن المنتج يبيع النسخة الأصلية بعد انتهاء تصوير الفيلم بسعر يقال إنه يبدأ من مليون دولار مع نجوم الصف الثاني، ويزيد كلما زاد عدد النجوم. بالتالي، يصبح للشركات المالكة الحق في حذف ما تشاء من تلك الأفلام ومنع عرضها إذا أرادت. وكل ذلك من دون أن يكون لأبطالها وصانعيها أي حق في الاعتراض، ما انعكس سلباً على التلفزيون المصري والقنوات الخاصة التي باتت تشتري حالياً الأفلام المصرية من «روتانا» وart السعوديتين!
محمد عبد الرحمن
جريدة الأخبار اللبنانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق