بعد الأعمال التاريخية والسياسية والسير الذاتية، جاء دور الـ«سيت كوم» ليحتل موقع الصدارة في رمضان 2008: نجاح «تامر وشوقية» و«راجل وست ستات»، والإنتاجات البسيطة... دفع بالمنتجين إلى دعم المسلسلات الكوميدية. وموعدنا هذا الموسم مع أشرف عبد الباقي وميمي جمال وطلعت زكريا
عانى أول «سيت كوم» مصري «شباب أونلاين» سنوات طويلة من تجاهل المنتجين لتلك الطريقة الأميركية في تقديم كوميديا سريعة، لا تشترط على المشاهد المتابعة المنتظمة للعمل. ذلك أنّ المسلسل الذي أنتج قبل سبع سنوات تقريباً، عرض حصرياً على قناة mbc، في وقت كانت الفضائيات غائبة عن بيوت المصريين. وهؤلاء لم يكتشفوا «شباب أونلاين»، إلا عندما أعادت بعض القنوات عرضه أخيراً، ليفاجأوا بخالد صالح يظهر ضيف شرف ـــ كان ممثلاً مغموراً حينها ـــ فيما البطولة لأحمد الفيشاوي وبشرى ولقاء الخميسي وشريف حمدي وأمير كرارة، والإخراج لهالة خليل. اللافت أن ثلاثة من الأبطال الخمسة عادوا مرة أخرى إلى هذا النوع من الـ«سيت كوم»، عندما فتحت لهم الأبواب من جديد. لكن لماذا انتشرت هذه الأعمال فجأة، وفتحت لها الأبواب؟ الإجابة أن المسألة لم تحتج سوى إلى منتج جريء، يجازف مرة أخرى بتقديم هذا النوع من المسلسلات. وهو ما فعله المخرج شريف عرفة عندما قرر إنتاج «تامر وشوقية» لأحمد الفيشاوي ومي كساب، ليحيي المشروع الذي أعده عمرو سمير عاطف عام 2001، عندما كان نشاط هذا الأخير يقتصر على كتابة مسلسلات كرتون موجهة للأطفال. وظل مشروعه الكوميدي يتنقل بين شركات الإنتاج حتى وافق عرفة على المغامرة. وعندما نجحت، أطلق عمرو سمير عاطف مشروعه الثاني «راجل وست ستات» الذي اكتسح السوق، وحقق انتشاراً فضائياً غير مسبوق من خلال عرضه على 25 قناة في الموسم نفسه. لهذا، لم يؤجّل الموسم الثاني لرمضان المقبل، فعرض أخيراً. وقريباً ينهي أسد فولادكار إخراج الجزءين الثالث والرابع.
بعد هذه التجربة، أدرك المنتجون مميزات الـ«سيت كوم»: ما دام لديك فكرة جيدة وورشة مؤلفين قادرين على تحويلها إلى حلقات ضاحكة، فإن الخطوات التالية تكون أسهل بكثير من تلك المتبعة في الدراما التقليدية. ذلك أنّ الكلفة الإنتاجية تبقى أقل هنا، لأسباب عدة: أولاً، قلة مواقع التصوير التي لا تزيد عن ثلاثة على أقصى تقدير، بشكل يسمح بإنجاز أكبر قدر من المشاهد في وقت قياسي بسبب عدم تغيير الديكورات. ثانياً، لا تتجاوز مدة الحلقة 26 دقيقة فقط، أي ما يعادل 60 في المئة تقريباً من مدة الحلقة في الدراما التقليدية. وأخيراً، الاعتماد بشكل كبير على وجوه جديدة ونجوم الصف الثاني، بشكل يخفض كثيراً من ميزانية الأجور.
هذا عن المنتجين. أما بالنسبة إلى الفضائيات، فقد اكتشفت أن للـ“سيت كوم» فوائد عدة: فهو أولاً يعوض عن غياب المسلسلات الكوميدية التي أصبحت عملة نادرة في الآونة الأخيرة. ثانياً، لا يأخذ حيزاً كبيراً على خريطة البرامج، ويمكن إعادته أكثر من مرة في اليوم الواحد. والأهم أن الحلقات منفصلة، يمكن للمشاهد متابعتها وقتما يشاء، دون الحاجة إلى معرفة أحداث الحلقة السابقة.
وفي وقت بدأت الفضائيات تلهث وراء هذه الأعمال، راح بعض المنتجين يطلقون مشاريع، بعضها جيد وبعضها الآخر دون المستوى.
لكن ماذا عن المسلسلات المعدة للجمهور في رمضان المقبل؟ البداية مع الجزء الثالث من «راجل وست ستات» الذي تطل فيه الممثلة إنعام الجريتلي بدلاً من الراحلة زيزي مصطفى. وسيؤدي أشرف عبد الباقي لست حلقات دور الجد الذي يظهر بعد غياب. فيما استعان فولادكار بضيوف شرف، بينهم ميرفت أمين وسعد الصغير ودينا وشريف حمدي. وبعض النجوم يظهرون بشخصياتهم الحقيقية كما حدث مع ماجد المهندس وبهاء سلطان في الجزء الأول.
أما «تامر وشوقية» فتجاوز أزمة انسحاب الممثل أحمد مكي، إذ ابتكرت شخصية شقيق تامر الذي يأتي من المجهول، على أن يبرر غياب شخصية هيثم دبور باضطراره إلى السفر في بداية الحلقات. ويبدأ تصوير الجزء الثالث خلال أيام، وكلا المسلسلين لورشة عمرو سمير عاطف التي أنهت أيضاً كتابة مسلسل «العيادة» للمخرجين عمرو عرفة وعمرو قورة، ومن بطولة بسمة وإدوارد وخالد سرحان. ويدور العمل حول ثلاثة أطباء يشتركون في عيادة واحدة رغم اختلاف التخصصات، فينتج عن ذلك مواقف ضاحكة.
وبدأ الفنان الشاب شريف رمزي تصوير «سيت كوم» بعنوان «شريف ونص» بمشاركة التونسية درة وراندا البحيري ومؤمن نور مع المخرج يحيى ممتاز. ويروي المسلسل قصة شاب يعاني البطالة ويعيش مفارقات يومية بحثاً عن وظيفة. كما بدأ المخرج رفعت عزمي تصوير «كوافير أشواق» تأليف هشام هلال ومحمد إسماعيل وشريف بدر الدين. وتقوم ببطولته ميمي جمال في شخصية صاحبة صالون لتصفيف الشعر، تعاني من مواقف ابنها (حسام داغر) وصديقه (أيمن منصور) والمشكلات التي يسببانها لزبونات الصالون.
الا أنّ الـ«سيت كوم» لن يتفرّد بالساحة، إذ يعمل أكثر من مخرج على تنفيذ «ميني كوم»، لحلقات لا تتجاوز مدتها العشر دقائق. وظهرت للمرة الأولى مع مسلسلي «آدم وحوا» و«أحمد إتجوز منى». وقد انتهى شريف حمدي ومنة فضالي من تصوير حلقات «عباس وإيناس» التي تدور حول مواقف تواجه المتزوجين حديثاً. فيما تستعد ورشة «سكريبت» لوليد خيري لتصوير مسلسل «راسين في الحلال» عن شاب تدفعه البطالة للعمل كخاطبة. ويسبب ذلك مشكلات عدة بين الراغبين في الزواج، وخصوصاً إذا علمنا أن صاحب دور الخاطبة هو الفنان الكوميدي طلعت زكريا.
محمد عبد الرحمن
جريدة الأخبار الألكترونية
هناك تعليق واحد:
جميل ان كل حاجة تبقى لايت ومش تقليدية
بس اللي مش جميل اننا بقين مقلدين بشكل اوفر
افلام الاكشن و حتى المسلسلات كلها بقت استايل امريكي
امال فين البيئة المصرية و الفقر والجوع ؟
إرسال تعليق