أما زال بوسع النجمة ألا تقبل إلا بأدوار البطولة؟ ليس تماماً. فحاجات السوق تتغيّر بسرعة، والمنتجون ضاقوا ذرعاً بـ «دلع الفنانات»... وهناك أسماء جديدة تنزل باستمرار الى حلبة المنافسة. فإلى متى تقبع منى زكي ومنّة شلبي ومي عز الدين والأخريات في المنزل، في انتظار فرصة ذهبية قد لا تأتي في الوقت المناسب؟ .
بعد الاعتزال المفاجئ لحنان ترك قبل عامين، استقرّت قائمة النجمات الشابات الأُوَل في السينما المصرية على خمس فقط: منى زكي التي كانت تسير على خط موازٍ لترك، وبعدها منّة شلبي والتونسية هند صبري وياسمين عبد العزيز. ثم لحقت بهن مي عز الدين عندما قدمت أوّل بطولة مطلقة لها. فيما كانت غادة عادل تتطلّع ومعها اللبنانية نور إلى دخول المنافسة. لكن المشهد تبدّل كثيراً في الفترة الأخيرة، لتؤكد المعطيات أن الصورة ستتغير في القريب العاجل، وأن القائمة لن تبقى على ما كانت عليه. والسبب واحد: نجمات مصر لا يتعلّمن من دروس الغير.معظم النجمات المصريات يعانين عقدة «النجم الرجل»، لذا بات بحث أولئك عن بطولة نسائية سلاحاً ذا حدّين. ذلك أنّ انتظار البطولة يعني الغياب لفترة طويلة. إضافةً إلى الخضوع لشروط المنتجين والموزّعين. وهؤلاء ملّوا «دلع النجمات الزائد»، فقرروا البحث عن أسماء بديلة، نجحت أخيراً في اختراق حصار الدائرة الخماسية المذكورة أعلاه. علماً بأن كل الأفلام الجيدة تعرض أولاً على النجمات الخمس، قبل أن تذهب إلى البديلات اللواتي يتحولن مع الوقت إلى بطلات وخيار أول.هذا الوضع يفسر حالة الغضب الشديدة التي عاشها المنتجون أخيراً، وأسقطت قرارات نقابة الممثلين. ذلك أن تلك القرارات ـ حتى لو هدفت إلى حماية صغار الممثلين كما ادعى النقيب ـ كانت ستكرّس سيطرة شروط النجمات على الساحة، وتأجيل أفلام عدة.ولعل المثال الأبرز على ذلك هو فيلم «ميكانو». العمل الذي يقدم السوري تيم حسن في شخصية مهندس فاقد للذاكرة، واللبنانية نور في شخصية سيدة مطلقة ترتبط بتيم حسن، بدأ التحضير له قبل عامين. آنذاك، كان شريف منير مرشحاً للبطولة، فيما تعددت ترشيحات البطلات، حتى وصلت إلى أنغام التي وافقت أولاً ثم اعتذرت. وبعدما اختلف شريف منير مع الشركة المنتجة وغادر المشروع، ذهبت البطولة إلى تيم حسن ومنة شلبي. لكن هذه الأخيرة انسحبت بعد بدء التصوير بأسبوعين، وحلّت مكانها نور اللبنانية خلال يومين فقط. والسبب أن منة لم تلتزم بموعد البروفات، وكانت مشغولة بفيلم أحمد حلمي الجديد «فاصل شحن». والغريب أن منة تخلت عن «ميكانو» بسهولة، رغم أنها لم تشارك منذ عرض فيلم «هي فوضى» في أي مشروع جديد، سوى الشريط الكوميدي الجديد لأحمد حلمي. كما أدت نهاية العلاقة الفنية والشخصية بينها وبين المخرج خالد يوسف إلى خروجها من اختياراته في فيلميه الأخيرين «الريس عمر حرب» و“حين ميسرة”، فيما لم يبصر مشروعها التلفزيوني «ملف سامية فهمي» النور حتى الآن.المفارقة أن منة ـ حسب القائمين على فيلم «ميكانو» ـ كانت مناسبة جداً للدور. هي سيدة عاشت حياة زوجية قصيرة وتعيسة، تقع في حب شاب وسيم، قبل أن تكتشف أنه مصاب بنوع نادر من فقدان الذاكرة. لكن الشخصية التي فازت بها نور اللبنانية، لم تعجب منة شلبي بشكل كاف حتى تقدم التنازلات، وتحاول التوفيق بين مواعيد أعمالها المتضاربة. وهي عادة تتكرر مع جميع النجمات تقريباً.وما حدث من منة شلبي ينطبق على منى زكي. وقد كتب الناقد طارق الشناوي أخيراً مقالة أكد فيها أن بطلة مسلسل «السندريلا» تضررت من غياب حنان ترك، بسبب غياب المنافسة. وزكي غائبة منذ فيلمها الأخير «تيمور وشفيقة» الذي عرض في صيف 2007. ولا تزال تنتظر انطلاق تصوير فيلم «أسوار القمر» مع المخرج طارق العريان، وهو سيوفر لها البطولة المطلقة الأولى. وفيما المشروع مؤجل منذ فترة، لا تكترث منى زكي على ما يبدو للغياب، مكتفية بوجودها المكثف في الإعلانات، سواء بمفردها أو مع زوجها أحمد حلمي.ومن منى زكي إلى ياسمين عبد العزيز التي بدأت أخيراً تصوير أولى بطولاتها المطلقة «دادة دودي» مع المخرج علي إدريس. وهو التصوير الذي تأجل بسبب بحث المخرج عن توأم مناسب لأحداث الفيلم الذي كتبه نادر صلاح الدين، ويدور في إطار كوميدي حول فتاة تعمل حاضنة. وكانت ياسمين قد اختارت الغياب وانتظار البطولة المطلقة، بعدما أعربت ـ بشكل غير مباشر ـ عن غضبها من تعامل محمد سعد مع دورها في فيلم «كركر» لتنضم إلى قائمة الفنانات الرافضات العمل كـ“سنيد” للبطل الرجل. والمعروف أن صفة «السنيد» التي برع فيها فنانون وفنانات كبار باتت غير مرغوبة من معظم نجوم الجيل الحالي.من جهتها، انضمت مي عز الدين إلى طابور «العاطلات من العمل حالياً». وبعدما فشل فيلمها الأخير «شيكامارا» من تحقيق نجاحات سلفه «أيظنّ»، خرجت من مشروع «كابتن هيما» لتامر حسني، قبل أن تفقد فرصة حضورها في رمضان المقبل، إثر تعثر تنفيذ مسلسل «قضية صفية».يذكر أن نجمتين فقط حاولتا قلب المعادلة. وهما حنان ترك التي ـ في عز نجوميتها ـ لم تكن تمانع الظهور في أدوار قصيرة مميزة، وحالياً هند صبري التي تبحث وراء الشخصيات اللافتة مهما كانت مساحتها. والدليل ظهورها في فيلم «الجزيرة» كفتاة صعيدية لتحصل على جائزة أفضل ممثل في المهرجان القومي الأخير للسينما المصرية.ومن المعروف أن أجر الفنانات ـ صاحبات المراكز الأولى ـ يراوح حالياً بين نصف مليون جنيه (90 ألف دولار) و750 ألف جنيه (135 ألف دولار). ولم تتخط أي فنانة حاجز المليون بعد. بينما لا يقل أجر النجم السينمائي عن مليون ونصف مليون جنيه، وقد يصل إلى عشرة ملايين كما يتردد حول أجور عادل إمام وبعده محمد سعد وأحمد حلمي.
محمد عبد الرحمن
جريدة الأخبار اللبنانية
هناك تعليق واحد:
بجد يا محمد شغلك جميل قوي قوي
قلمك جدير بالاحترام
تقبل تحياتي
إرسال تعليق