الوحيد بين نجوم جيله الذي «أخلص» لأفلام «الأكشن» والإثارة المطعّمة بالكوميديا وقليل من الرومانسية. على مدى أربع سنوات ومنذ نجاح «ملاكي إسكندرية»، حرص أحمد عزّ على استثمار هذا النجاح في فيلميه الآتيين «الشبح» و«الرهينة». لكن النقاد استقبلوا فيلمه الأخير «مسجون ترانزيت» ببرودة، بسبب ما رأوه من تكرار واضح في الشريط الذي وقعته ساندرا نشأت، وشارك في بطولته نور الشريف. علماً بأن هذا هو أول ظهور لفنان كبير، ضمن أفلام النجوم الجدد الذين قاطعوا الجيل الأكبر لسنوات طويلة.وتركّزت أبرز الانتقادات الموجهة للفيلم على رغبة صناعه بزيادة مساحات الإثارة على حساب المضمون والمنطق. ووصل الأمر إلى حد بروز نقاط تشابه مع أفلام سابقة أبرزها «تيتو» لأحمد السقا، رغم اختلاف التفاصيل بالطبع. وفضلاً عن الوقوع في فخ التكرار، لم ينجح المؤلف والمنتج وائل عبد الله في تجاوز ثغرات عدة، لعلّ أبرزها ظهور نور الشريف في شخصية مزوّر، انتحل صفة ضابط شرطة. وكان معروفاً، قبل تصوير الشريط، أن الشريف سيظهر في شخصية ضابط فاسد. لكن يبدو أن المحاذير الرقابية أبعدت الاختيار الأول ـــــ على رغم منطقيته ـــــ حتى لو كان على حساب ظهور جهاز الشرطة ضحيةً لذكاء المزور. وهذا الأخير دخل السجن ونجح في إخراج السجين أحمد عزّ، عبر إقناع المسؤولين بأنه مطلوب في مهمة وطنية. وهو ما أنقذ البطل من عقوبة السجن المؤبد، بعدما قتل عن طريق الخطأ حارساً في شركة صرافة، أثناء عملية سطو في الدقائق الأولى من الفيلم.وبعدما يستغل المزور الشاب السجين، عبر إشراكه في عملية سطو على تاجر ألماس إسرائيلي، يسافر الشاب إلى الكويت بعدما زوّر هوية جديدة. وخلال ست سنوات فقط، يكوّن ثروة طائلة ويتزوج وينجب طفلاً صغيراً، قبل أن يعود المزور من جديد ليطلب منه المشاركة في عملية أخرى. وتتوالى الأحداث والمفاجآت التي ركزت ساندرا على تقديمها بتقنية جيدة على الشاشة الفضية، لكنها بدت غير منطقية في مضمونها. ويبدو أن صناع الفيلم لم يتوقفوا عند هذه الأحداث، إيماناً منهم بأن جمهور هذه النوعية من الأفلام، يُعجب بما يراه على الشاشة حتى لو كان بعيداً عن المنطق.يُشارك في الفيلم أيضاً صلاح عبد الله في دور سكرتير أحمد عز الذي ينقلب عليه، ويبيع أسراره لعضو مجلس الشعب (محمد أبو داوود). وتطلُّ إيمان العاصي في دور زوجته التي تفقد ابنها الصغير، ثم زوجها الذي يعود للسجن مرة أخرى في نهاية الأحداث، بعد مصرع المزور نور الشريف. فيما يشارك شريف منير كضيف شرف في دور ضابط الشرطة الذي يساعد البطل على التخلّص من أخطاء الماضي، قبل أن يعيده إلى السجن مجدداً، كما ينص القانون.
محمد عبد الرحمن
جريدة الأخبار اللبنانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق