السبت، 19 أبريل 2008

العيوب العشرة للفنان المصري



فيما جاءت قرارات أشرف زكي لحماية الفن المصري كما يؤكد، لم يتوقف أحد من اعضاء مجلس النقابة الموقرة للتساؤل عن سبب انحياز المنتجين والصحفيين للفنانين العرب خصوصا المشاهير منهم الذين جاءوا إلى مصر بدعوة منا لا هؤلاء الذين دخلوا من بوابة الكليبات، فحماس الصحفيين والمنتجين للفنان العربي لا يتعلق فقط بالايمان بالقومية العربية وهو المصطلح الذي نساه الجميع، لكن بالتعامل المختلف الذي يفرضه نجوم سوريا ولبنان وتونس على الساحة الفنية المصرية، فيما لازال معظم الممثلين المصريين يعيشون في "برج عاجي" يفرضون قوانيهم الخاصة وعلى الصحفيين والمنتجين الاستسلام أو البحث عن بديل ، وما نورده في السطور المقبلة من انتقادات نرجو ألا يتم تصنيفه على أنه هجوم على "سمعة مصر" لأننا أول من يحرص على حماية الفن المصري من خطط ومؤامرات رأس المال الخليجي، لكن الفن المصري لن يرفع رأسه من جديد طالما صناعه متمسكون بتلك العادات والسلوكيات التي فتحت الباب واسعاً لنجوم العالم العربي وبدلاً من إصلاح البيت من الداخل كان الحل الأسهل هو إغلاق الأبواب لكن بعد فوات الأوان .

الأول : الفنان المصري لا يحدد أبداً جدول أعماله على مدار العام، هو دائماً يصرح بالمشروعات المعروضة عليه، ليعرف الناس أنه يختار بين ثلاثة أفلام وأربعة مسلسلات، فيما المنطق يخاصم ذلك كما يدرك أهل الوسط الفني، وبالتدريج يبدأ في اطلاق تصريحات أخرى عن اعتذاره بسبب الاجر تارة، وضعف السيناريو تارة أخرى، فيما الفنان العربي لا يتكلم عن مسلسل قبل توقيع عقده، ونادراً من يصرح بعمل لا يتم تنفيذه، وسياسة "التحجيز" التي يتبعها الفنان المصري غير معروفة في سوريا، لكن هنا يكفي نشر أخبار عن موافقة ممثل ما على بطولة فيلم، ليرفض الأخرون المهمة نفسها على إعتبار أنهم سيصنفوا بدلاء للممثل الأول .

الثاني : الفنان السوري واللبناني لا يتكلم في الدين كثيرا، ولا يحب زيادة جماهيريته من هذا الباب، الفنان المصري يلجأ إليه دائماً لجذب الأضواء، صحيح أن الله أعلم بالنوايا، لكن لا يمكن تجاهل "هرولة" تامر حسني وعمرو مصطفى ومصطفى كامل وراء حملات عمرو خالد، والحديث المستمر عن الحجاب والنقاب في حوارات حنان ترك وعبير صبري وغيرهن، هناك لا يتكلم أحد عن الدين، لا توجد كلمة اعتزال، ولا حرام، ولا سينما نظيفة .

الثالث : الفنان العربي سواء الممثل أو المطرب، يحترم المخرج كثيراً ، حتى مخرج الكليبات له احترامه، ولا يفوت حواراً دون الإشادة به وبامكاناته، تحدث خلافات نعم، لكن بعد التصوير، لكن لا يحدث عندهم على الإطلاق أن يستعين ممثل بمخرجين من أجل وضع أسماءهم فقط على الأفيشات ( راجع أزمة أفلام محمد سعد خصوصا فيلم بوشكاش) .

الرابع : نجوم العرب قد يشاركون في أفلام بادوار صغيرة لمجرد رغبتهم في ضم أسم المخرج لسيرتهم الذاتية، الأمر نفسه تفعله التونسية هند صبري في مصر ، وبعض الفنانين المصريين مثل خالد صالح وعمرو سعد الذين اختاروا الابتعاد عن دور "النجم الوسيم" ، فيما عانى داوود عبد السيد في اقناع أحمد حلمي واحمد عز ومصطفى شعبان على بطولة فيلم من إخراجه، وهو المخرج الذي كان يطارده أحمد زكي للعمل معه ( سؤال : هل هناك علاقة بين رحيل أحمد زكي وزيادة التواجد العربي ) .

الخامس : الفنان العربي يتواجد بكثافة في المهرجانات العالمية، يذهب على نفقته الخاصة أحيانا، تماما كما كانت تفعل ليلي علوي ولبلبة طوال سنوات مع مهرجان كان، الفنان المصري الان لا يحضر مهرجانات بلده، نتكلم عن العروض الفنية لا حفلات الافتتاح والختام .

السادس : يمكنك مناقشة الفنان السوري في الأزمة السياسية بين سوريا ولبنان، سيقول لك كلاما دبلوماسيا لكنه لا يرفض الكلام في تلك القضية، فيما الفنان اللبناني مستعد دائما للكلام حول انتمائاته السياسية وأزمة الرئاسة اللبنانية، فيما من المستحيل – إلا فيما ندر- أن يرد فنان مصري على سؤال حول رأيه في أحداث المحلة .

السابع : الفنان العربي يخصص دائما وقت للحوارات الصحفية، طالما هو متفرغ ولا يتواجد في البلاتوه ولديه الجديد، فأنه يتكلم للصحافة، حتى المقيمين منهم في مصر ورغم تأثرهم السلبي ، لديهم مساعدين يردون على الهواتف، ويرسلون الأخبار والصور أولاً بأول، فيما الفنان المصري طالما إيراداته مرتفعة لا يريد شيئاً من الصحافة ( لاحظ علاقات محمد سعد وأحمد حلمي وكريم عبد العزيز الأن مع الصحافة، و على العكس موقف محمد هنيدي بعد تنازله عن المركز الأول في شباك التذاكر ) ، بالتالي لا يهتم الفنان المصري بأن تنشر الصحف خمسة أسماء لفيلمه الجديد طالما المشروع مستمر، والتصوير سيبدأ في معاده والجمهور ينتظر والصحافة المهرولة ستكتب وقتما يشاء وعلى المساحات التي يحددها .

الثامن : الفنان العربي مستقر عائليا، خصوصا السوريين، واللبنانيات يرفضن دائما الكشف عن علاقاتهن العاطفية واستغلالها دعائيا إلا مطربات الدرجة الثانية، الأمر نفسه يتكرر في مصر، لكن البعض لا يعترف بهذا المبدأ ( راجع عدد شائعات الحب الذي انطلق حول بطلات أفلام تامر حسني، ولاحظ اعتذار أربع ممثلات عن بطولة فيلمه الأخير) .

التاسع : الفنان السوري يرفض اطلاق الشائعات لجذب الانتباه، واللبناني يلجأ لتضخيم الاخبار لا صناعتها على اساس كاذب – ماعدا مروى اللبنانية بالطبع- ، فيما الفنان المصري خصوصا النجوم نادرا ما يستخدم الشائعات، لكنه يسعد جدا وهو يتركها تنتشر وتتوغل، وساعة الجد يخرج للنفي ويتهم الصحافة بالتواطؤ والنقاد بالتربص والتأمر .

العاشر : فيما الفنانين العرب يحاولون الظهور دائما بتصريحات متماسكة لا تجبرهم الظروف على التراجع عنها بعد فترة قصيرة، أصبح من الطبيعي أن يمدح مطرب مصري شركة روتانا، ثم يلعنها بعد خروجه وتجاهله، ويؤكد أخر علاقته الجيدة بالمنتج ، قبل ان يتبادلا الدعاوي القضائية، ويعلن ممثل أنه مبتعد عن التلفزيون لانشغاله بالسينما قبل أن يعود له مرغما بعد فشل أفلامه في تحقيق إيرادات .


جريدة الفجر 19 أبريل

ليست هناك تعليقات: