الثلاثاء، 8 يوليو 2008

رمضان 2008... يُراهن على السينما


حين ينزح نجوم الشاشة الكبيرة دفعةً واحدة إلى التلفزيون، ويقرر المنتجون منافسة الأفلام السينمائية عبر الدراما... تكون النتيجة: تبدّلاً في ظروف التصوير، خلافات في الكواليس، ومشاهد صعبة تعرّض حياة النجوم للخطر.


مع دخول عدد من نجوم السينما حلبة المنافسة الرمضانية، تشهد كواليس تصوير أبرز المسلسلات المصرية هذا الموسم، سلسلة من الخلافات. قد يعود ذلك إلى تأخر انطلاق التصوير، أو عدم تكيّف نجوم السينما مع شروط اللعبة التلفزيونية. وإذا كان كتّاب الدراما قد راهنوا هذا العام على طرح موضوعات جريئة، تخرج من عباءة القصص الاجتماعية التقليدية، وتُنافس جرأة أفلام السينما... فإن المخرجين أيضاً فرضوا شروطاً جديدة في التصوير. وكل الجهود تصب اليوم على تذليل العقبات وإنهاء التصوير باكراً، حتى لا يخرج أحد المسلسلات من السباق، كما حدث مع «وكالة عطية» بسبب مرض المخرج رأفت الميهي.والبداية مع مسلسل «طريق الخوف» لغادة عبد الرازق ومجدي كامل. إذ دخل فريق الإنتاج والمخرج عادل الأعصر في خلاف مع بطلي العمل بسبب انشغال الأولى بمشروعاتها السينمائية، بداية من «ليلة البيبي دول» وصولاً إلى فيلم «7 ديسمبر» الذي يجري تصويره حالياً، ثم جاء اختيار مجدي كامل لتجسيد شخصية جمال عبد الناصر في مسلسل «ناصر» ليزيد من أزمة «طريق الخوف». وحتى الآن، لم ينته العمل من المسلسل، على رغم مرور أربعة أشهر كاملة على انطلاق تصويره.الخلافات وصلت أيضاً إلى «بعد الفراق» مع خالد صالح وهند صبري في أول بطولة تلفزيونية لها. ذلك أن التصوير توقف لفترة بسبب وفاة والدة المخرجة شيرين عادل. لكن عودتها إلى الاستديو تزامنت مع انطلاق شائعات عن خلاف بين بطلي العمل، بسبب زيادة مساحة دور خالد صالح، وظهوره في وسائل الإعلام كالنجم الأوحد للعمل. وتدور القصة حول شاب وفتاة تربطهما علاقة حب أيام الفقر، وفيما تتبدل ظروف الشاب ويصبح صحافياً لامعاً، تظل الفتاة تعمل خادمة في المنازل. وكان صالح وصبري قد ظهرا كثنائي مميز في فيلم «أحلى أوقات». وكما هي العادة في مسلسلات فيفي عبده، لا تمرّ فترة التصوير من دون خلافات بين الأبطال أو بين البطلة والمخرج. والجديد مع «قمر» هو تهديد المخرج هاني إسماعيل بالانسحاب بسبب تدخل فيفي في جميع التفاصيل. ثم عاد هاني إسماعيل ليؤكد تراجعه عن الانسحاب، مشيراً إلى أنه مستمرٌّ في التصوير بعد تذليل جميع العقبات. وكانت عبده وضعت اسمها على «جنيريك» العمل كمؤلفة للقصة، ما دفع بالسيناريست عزت آدم إلى مهاجمتها في الصحف.ومن فيفي عبده إلى يسرا. يردد عاملون في مسلسل «في إيد أمينة»، أن ساعات التصوير المكثفة بغية اللحاق برمضان، زادت من عصبية الأبطال، وخصوصاً يسرا التي طالبت بإجراء بعض التعديلات المفاجئة، ما أغضب المخرج محمد عزيزية. لكن المنتج جمال العدل استوعب الموقف، وحاول تهدئة الخواطر حتى يضمن انتهاء تصوير العمل في أسرع وقت، لا سيما أن تصوير «في إيد أمينة» بدأ متأخراً، وتم تسويقه حتى الآن إلى قناتي «دبي» و»دريم». ويدور العمل حول مغامرات الصحافية أمينة التي تواجه عصابة لبيع الأطفال، وتعمل في أكثر من دولة عربية. والمسلسل مستوحى من قصة حقيقية عاشها المصور الصحافي عادل مبارز نهاية سبيعينيات القرن الماضي.أما مسلسل «عدى النهار»، فقد ضرب الرقم القياسي بعد الخلافات التي شهدتها الكواليس، وانتقلت إلى صفحات الجرائد، وخصوصاً خلافات نيكول سابا ورزان مغربي. كما أشار بعضهم إلى نشوء خلافات بين صلاح السعدني والمؤلف محمد صفاء عامر بسبب إضفاء بعض التعديلات على النص. لكن العلاقة القديمة بين الطرفين ووساطة المخرج إسماعيل عبد الحافظ ساعدتا على إنهاء الأزمة سريعاً.وكان أبطال مسلسل «الفنار» قد دخلوا في خلاف مع المخرج خالد بهجت بسبب إصراره على التصوير من دون الاستعانة بممثل بديل، بغية منافسة الأفلام السينمائية وما تفرضه من شروط تصويرية عالية الجودة. وهو ما أسفر عن إصابات عدة بين فريق العمل، فالبداية كانت مع أحمد راتب وطارق لطفي، إذ قفز الاثنان في الماء لتنفيذ أحد المشاهد، وكادا يغرقان لو لم يسارع غفر السواحل إلى إنقاذهما. وخلال تصوير مشهد آخر يتعلق بتفجير خط بارليف، استخدم المخرج مفرقعات أصابت صابرين فى قدمها ودفعتها إلى ملازمة الفراش لمدة أربعة أيام، فيما أصيب ياسر جلال بتمزق في قدمه أثناء تصوير مشهد عن الانتخابات. كما أقدمت صابرين، خلال التصوير أيضاً، على صفع الممثلتين ايمى وياسمين جمال، ما أدى إلى تورم في وجهيهما.ومن «الفنار» إلى «الهاربة» الذي يجري تصويره حالياً في أميركا. إذ تعرضت تيسير فهمي إلى حادثتين أثناء تصوير بعض مشاهد «الأكشن»، ولازمت بسببهما الفراش. أما الممثلة عبير صبري التي تؤدي دور ضابطة فى المباحث الفدرالية، فقد تعرضت إلى تمزّق في عضلات ظهرها، بعدما أدت إحدى حركات «الأكشن» بطريقة خاطئة، على رغم أنها تدربت جيداً على ذلك تحت إشراف مدربين محترفين».ومسلسل «قلب ميت» كان الأقل خطورة على الأبطال المشاركين. إذ سمح المخرج مجدي أبو عميرة باستخدام «دوبلير» لتأدية مشاهد المطاردات، عوضاً عن الممثلين الأصليين. وقد أدى ممثلٌ بديل من جنوب أفريقيا المشاهد الخاصة بشريف منير. كما استعان المخرج بـ«دوبلير» مصري، ليقدم مشاهد خطرة، عرّضته إلى إصابات بالغة.بعد كل ذلك، يبقى السؤال: هل توفر كل الأجواء الساخنة في كواليس لمسلسلات رمضان، عنصراً لجذب اهتمام الجمهور طيلة ثلاثين يوماً؟.

محمد عبد الرحمن

جريدة الأخبار اللبنانية

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

Thanks to the owner of this blog. Ive enjoyed reading this topic.