السبت، 7 ديسمبر 2013

المرأة الحديدية تهدد مستقبل قنوات الحياة

تعيش شبكة تلفزيون الحياة حالة من الارتباك هي الأولى في تاريخ الشبكة التي تتصدر خلال السنوات الخمس الأخيرة ولاتزال قائمة أكثر القنوات المصرية جماهيرية، حيث كشف رحيل الإعلامي محمد عبد المتعال رئيس الشبكة العديد من التفاصيل التي لم تكن لتخرج قبل كذلك من كواليس القناة بسبب الحرص الشديد على عدم التواصل مع الصحافة منذ اطلاق القناة، حيث تعد الحياة أقل القنوات المصرية تواصلا مع وسائل الإعلام سواء عبر ارسال أخبارها الرسمية أولا بأول، أو استخدام مواقع التواصل الإجتماعي لبث أخبارها لجمهورها وللصحفيين على حد سواء، وكانت بداية الكشف عن ملامح الصورة الجديدة التي تتكون داخل الحياة ظهور اسم منى السيد البدوي نجلة د.السيد البدوي رئيس مجلس إدارة القناة ورئيس حزب الوفد والسياسي المصري البارز.

 حيث بدأ العاملون في الشبكة شيئا فشيئا يشتكون من تدخلات منى البدوي في الأمور الفنية بعدما كانت اختصاصاتها إدارية فقط، وبالتدريج أطلقوا عليها لقب المرأة الحديدية خصوصا عندما نجحت في اجبار عبد المتعال على الرحيل للمحور أولا ثم لإم بي سي مصر بعد فشل التفاهم مع حسن راتب نهاية شهر سبتمبر الماضي.


 وكانت بداية الخلافات بين عبد المتعال ومنى البدوي قبل شهر رمضان حيث أصرت منى البدوي على شراء مسلسل مولد وصاحبه غايب للنجمة هيفاء وهبي لكن عبد المتعال رفض على أساس أن هيفاء متواجدة على شاشة القناة من خلال برنامجي "المولد "لسعد الصغير، و" رامز عنغ أمون" لرامز جلال، ونجح عبد المتعال في فرض رؤيته، ولاحقا فشل منتج المسلسل محمد فوزي في بيعه لأي قناة أخرى، لكن الخلاف بين عبد المتعال ومنى البدوي استمر، وبدأ يصل إلى باقي العاملين في المحطة ومعظمهم يدين بالولاء لرئيسها خصوصا وأن خبرات منى البدوي في مجال الفضائيات غير معروفة من الأصل.

 وجاء خبر انتقال الإعلامي شريف عامر من الحياة لإم بي سي ليزيد من اشتعال النار داخل الشبكة التي فقدت نجمها الأول ومرشحة لفقدان نجوم آخرين، من بينهم معتز الدمرادش الذي ينتهي تعاقده مع الحياة في أبريل المقبل، وتدخل السيد البدوي شخصيا أكثر من مرة في الأسابيع الأخيرة لمحاولة رأب الصدع الذي سببته كريمته لكن دون جدوى، وحتى الآن لم يتم الاستقرار على بديل مناسب لشريف عامر، وعلمت الصباح أن بعض المرشحين طالبوا أولا الإطمئنان على التفاصيل الفنية وضمان عدم التدخل في المضمون من منى البدوي أو باقي فريقها قبل التعاقد ، فيما هددت الإعلامية لبنى عسل أيضا بالرحيل في حال عدم التوقف على التدخل في شئون برنامجها الحياة اليوم،ورفضت عسل الكشف عن تفاصيل خلافها مع منى البدوي وقالت للمقربين منها وقتها أنها لن تستعين بالصحافة في أزماتها مع القناة التي انطلقت من خلالها لكنها في الوقت نفسه لن تتحمل أي تدخلات أخرى في المستقبل القريب.

  كما أن القناة تعاني حتى الآن ومنذ 3 شهور كاملة من عدم تعيين رئيس جديد يتعامل معه السوق من جهة والصحفيين من جهة أخرى، فلا أحد يرد على سؤال "من هو رئيس شبكة تلفزيون الحياة الآن؟ " ، فهناك من يدير الأمور مثل منى البدوي كعضو منتدب للقناة والمنتج محمد سمير والمخرج أحمد عبد التواب كمديران للقناة وللبرامج، لكن دون وجود رأس للقناة التي يخاف العاملون بها من تراجع مستواها، خصوصا وسط المنافسة الكبيرة من شبكة سي بي سي والتي ستشتعل في يناير مع اطلاق قنوات سي بي سي نيوز وسي بي سي 2 ، وأيضا شبكة تلفزيون النهار والأخيرة حصل مالكها علاء الكحكي مؤخرا على أحكام بالبراءة في 11 قضية شيكات كانت الفريق القانوني للحياة قد رفعها على الكحكي الذي يملك أيضا شركة ميديا لاين، وتزايدت التساؤلات مؤخرا عن مدى استفادة القناة من الاستغناء عن شركة ميديا لاين الوكيل الإعلاني للحياة منذ بدايتها، والتي تتولي حاليا تسويق برامج شبكة تلفزيون النهار، ولجوء الحياة لوكالة اعلانات لبنانية وهل كان القرار فعلا في مصلحة الشبكة التلفزيونية رقم واحد في مصر؟ 

ليست هناك تعليقات: