الأحد، 29 ديسمبر 2013

محمد عبد الرحمن يكتب : نعم للدستور = نعم لحزب النور

هذه ليست دعوة للتصويت بنعم أو بلا على دستور مصر الجديد، هذه دعوة للتفكير بالمنطق فيما يخص الوضع السياسي لحزب النور السلفي في المرحلة المقبلة.

الرسالة موجهة بالأساس لهؤلاء الذي يحترفون الكلام دون تفكير، تجدهم مع 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو وفض اعتصام رابعة وكل ما جاء في خريطة الطريق ونتائجها لكنهم في الوقت نفسه ضد حزب النور وتدخلاته في تشكيل الحكومة وفي مواد الدستور.


عروقهم تكاد تخرق عينيك وأن تطالع تعليقاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي، عصبيون زيادة عن اللزوم كلما جاءت سيرة ياسر برهامي ونادر بكار، يقولون نريد معاملة حزب النور كما عاملنا الإخوان وحزب الحرية والعدالة، لا أحزاب على أساس ديني، بعض هؤلاء تناول أكوابا من الليمون وهدأت اعصابه لاحقا لأنه وعى الدرس، ومعظمهم لازال أحمر الخدود من الغيظ.

الدرس أن لا شئ كان من الممكن أن يتم بنجاح في بيان عزل مرسي ولا في كتابة الدستور إلا بموافقة حزب واحد فقط هو حزب النور، لهذا من الطبيعي أن تجد من بين أنصار الإخوان والشرعية من يكره النور ورجاله أكثر من السيسي وجنوده، لأنه باختصار لو وقف النور على الحياد ، لا أقول لو انضم للإخوان، لفسد كل شئ.

طبعا هذه الصورة إذا أردت أن تؤمن بما فيها تظهر لك من زاوية أخرى كم الغباء الذي تمتع به الإخوان المسلمين عندما خسروا وعن عمد حليفهم الأكبر، ولأنهم أشقاء سياسيين للحزب الوطني المنحل، شقوا النور وأخرجوا منه عماد عبد الغفور ليؤسس حزبا سلفيا أخر هو الوطن، ظنا منهم أنهم بذلك سيضعفون الحزب السلفي الرئيسي في مصر، فهل تجد لحزب الوطن السلفي آثرا؟

فكر بالعقل، كيف كانت ستكون مقاومة نظام محمد مرسي لو أن حزب النور انضم لاعتصام رابعة أو وقف على الحياد، ولا تقل لي أن من بين المعتصمين سلفيين، أنت لا تدرك الحجم العددي لهم إذا، ولا تدرك أيضا ماذا كان سيحدث لو أن النور انسحب من خريطة الطريق بسبب تشكيل الحكومة برئاسة البرادعي أو تمرير مواد في الدستور لا يرضى عنها كهنة الحزب .

فيا عزيزي المتحمس لخريطة الطريق ولمصر بعد الإخوان، هدأ من روعك واعلم أن النور مستمر بقوة في الحياة السياسية المقبلة وأنه وعى الدرس ولن يطمح للحكم السريع كما فعل الإخوان، عندما اختاروا المغالبة بدلا من المشاركة  فغلبهم الشعب في 30 يونيو، النور لن يطمح في الحكم قريبا، لكنه سيعمل بالتأكيد لتحقيق وجود سياسي مؤثر، هذا التأثير لن تقاومه بعصبيتك على مواقع التواصل ضد برهامي وبكار، ولن تلبي حكومة الببلاوي طلبك وتعتبر النور جماعة ارهابية لاحقا، لأنه لو كانت الدعوة السلفية جماعة ارهابية فكيف سمح لها أصلا بالمشاركة في خريطة الطريق؟


بناء على كل ما سبق، لن تكن متناقضا مثل أنصار مرسي، فتعود من التصويت بنعم على الدستور، وتكتب عبر بروفايلك عبارة "امتى نخلص من النور زي ما خلصنا من الإخوان" ، نعم للدستور = نعم لوجود حزب النور على الساحة السياسية. 

ليست هناك تعليقات: