الأحد، 8 ديسمبر 2013

محمد عبد الرحمن يكتب : كيف تتفادى الوقوع في بلاوي الفيس بوك؟



قبل أيام حاضرت في ندوة بعنوان بلاوي الصحافة في زمن الفيس بوك، الندوة رصدت أبرز الأخطاء التي تقع فيها الصحف ومواقع الأخبار وقرائهما بكل تأكيد بسبب فوضى الأخبار غير الصحيحة المنشورة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ودار الحوار بيني وبين الحضور حول كيفية تقديم نصائح أكثر وضوحا للمستخدمين بدلاً من الاكتفاء برصد الآمثلة والنماذج التي تؤكد حجم الأزمة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على تشكيل الوعي المصري في هذه المرحلة الحرجة، إذا المطلوب نصائح محددة، وها أنا أفعل.


قبل أي شئ : لا تتخذ موقفا من خبر ما قبل التأكد من صحته ودقته، أي كونه صحيحا من الأساس، ثم كون التفاصيل دقيقة، هناك فرق كبير بين أعمال شغب أدت لسقوط 20 ضحية، وأعمال شغب أدت لسقوط 20 مصابا.

مثلما كنا نفتح الهوتمايل ماسينجر قبل أن نستفتح أي عمل لنا عبر الانترنت، نقوم الآن بفتح الفيس بوك وتويتر قبل أي شئ، جرب أن تفتح بالتزامن معهما مواقع اخبارية تثق بها، واقرأ أبرز الأخبار على تلك المواقع قبل أن تتابع الأخبار التي اختارها أصدقائك عبر الفيس بوك وتويتر، سيجعلك هذا أكثر وعيا بأن أي خبر غير موجود على مواقعك المفضلة يجب الأول التأكد من صحته .

أصدقاء الفيس بوك وتويتر سواء الذين تعرفهم في الواقع أو عبر الانترنت فقط ليسوا خبراء في تدقيق الأخبار، بالتالي لا تصدق ما ينقلونه من معلومات حتى تتأكد منها بنفسك خصوصا كلما كان الخبر غريبا ومثيرا للدهشة أو الاستفزاز .

إذا كان من بين أصدقائك صحفيا أو سياسيا يعمل داخل المطبخ يجب عليك أولا أن تتعرف على انتمائه السياسي قبل أن تتعامل مع أخباره على أنها مسلم بها دون نقاش.

الصفحات التي تقوم بابداء الاعجاب بها like يقوم على ادارتها بشر مثلك، لهم انتماءات سياسية وعقائدية، وليسوا خبراء أيضا في تدقيق الأخبار، بالتالي لا تصدق أي خبر ينشرونه أيضا دون التأكد من مصدره الأصلي، وإذا لم تجد له مصدرا لا تقم بالترويج للخبر وانتظر قليلا حتى يتأكد، وإذا فعلت وقمت بالترويج share  اعلم أنك تفعل ذلك لأن الخبر صادف هوى في نفسك لا لأنك متأكد من صدقه والفرق شاسع.

إذا قمت بنشر خبر تبين لاحقا لك أنه كاذب، عليك أولا انت تترك البوست كما هو، وتقوم بالتعليق على البوست نفسه مع tag كل من علق عليه وتكذيب الخبر لهم، لضمان وصول المعلومة الجديدة ومنعهم من نقل الأصل الكاذب لأخرين، وبعد عدة ساعات قم بحذف البوست بالكامل، لأن هناك من المتابعين من سيقرأه ولن يقرأ التعليقات، وقم بنشر بوست أخر تكذب فيه البوست المذكور .
إذا فعلت الخطوة السابقة عدة مرات، تأكد أنك تدريجيا ستكون حريصا على تحري الدقة، وإذا اكتفيت بمسح البوست فقط دون الاعتذار علنا، تأكد أنه ستقع في البلوة مرات عدة .

إذا كنت قد نقلت البوست من صفحة تأكد لك أنها غير دقيقة لا تكتف بعمل unlike للصفحة، بل أخبر اصدقائك أنك فعلت هذا وشجعهم على تكرار الفعل نفسه، لعل القائمين على الصفحة المقصودة يغيرون من سياستهم التحريرية وإن لم يفعلوا يكفيك فخرا أن نجوت وأصدقائك من أكاذيبهم.

لا تدخل في جدال حول صحة أو كذب خبر من المتشددين في أرائهم، لن يفيد ذلك شيئا،وفر جهدك للمتشككين فقط سيحتاجون لمن يدلهم على الحقيقة.


ثق في عقلك، هناك أخبار لا تحتاج أصلا للبحث عن أصلها، يمكنك بقليل من المنطق والتفكير المتروي أن تعرف أنها غير صحيحة ولا تحتاج عناء البحث عنها والتأكد منها، أما أن تنشر الخبر وتسأل "دة بجد يا جماعة" فهذا مساهمة منك في شيوع الفوضى شئت الإعتراف بذلك أم أبيت.
في النهاية مواقع التواصل الإجتماعي، للتواصل الإجتماعي أو هكذا يقولون، لا تشغل نفسك بمتابعة كل خبر وكل حدث، فلن تنجو من الفخ حتى لو قرأت هذا المقال كل يوم، فكاتب السطور نفسه لازال يقع في أخطاء.


 المهم مرة أخرى، لا تحدد مواقفك السياسية أو وجهة نظرك تجاه الأخرين إلا بعدما تتأكد أولا من صحة الخبر، كيف تتأكد؟ ارجع للسطر الأول .


هناك تعليق واحد:

Marwa Friday يقول...

ما هو عشان كده تقريبًا ما باعملش SHARE لأخبار
موضوع حلو :-)
صباح الفل