الأربعاء، 5 أغسطس 2020

زميلي العزيز.. إليك دليل التعامل مع المصادر المستجدة

محمد عبدالرحمن

في الفترة الأخيرة تغير الشكل التقليدي للمصدر الذي اعتاد عليه الصحفيون لفترة طويلة، كان المصدر دائمًا بشريًا، مسئولًا، فنانًا، لاعبًا، مديرًا، متحدثًا رسميًا، لكن بعد 2011 باتت صفحات المسئولين والنجوم هي التي تعبر عنهم، واستجد دون أن ندري مصادر لم يتوقع أحد منا أن يجد الصحفي نفسه يتابعها ويبحث عن أرقامها، والمقصود هنا المؤثرين كما يسمونهم أي مشاهير السوشيال ميديا، بمختلف أنواعهم، فجأة تجد نفسك تبحث عن شاب يقلد مبروك عطية، أو فتاة تدعى دينا مراجيح.

----

في زمن الصحافة المطبوعة كان رأي الجمهور يصل عبر البريد أو الهاتف أو وجهًا لوجه وبعد نزول الجريدة للسوق، الآن يعمل الصحفيون وسط "طنين" لا ينقطع من الجمهور بل ومن الزملاء أنفسهم، فبينما يتكلم البعض عن شخص مثل "دينا مراجيح" ولها كإنسانة كل الاحترام، ويرى الصحفي نفسه مطالبًا بالبحث خلفها، ثم يجد من يشده من قميصه ويمنعه حتى لا يعطي لها قيمة، هكذا بات الصحفيون مثل النادل في المطعم عليه أن يحصل على تفاصيل "الأوردر" من الزبون، ولو كان كل الزبائن بذوق واحد، ما كان في الأمر مشكلة، لكن من لا يريد أن ننشر عن دينا مراجيح ربما في منزله من يريد أن يقرأ عن كيف شاركت في المسلسل المثير للضجة، وهكذا.

-----

بالتالي فإن أي مصادرة على حرية الصحفي في التعامل مع هذه النوعية من المصادر "المستجدة" مرفوضة، لكن المطلوب هو الوصول إلى صيغة شبه نموذجية للتعامل معهم في إطار مهني معلن الحدود.

-----

- بداية هذه المصادر أصلًا معظمها لا يعرف ما هي الصحافة، بل إن بعضهم طلب مقابلًا ماديًا لقاء إجراء حوارات صحفية، بالتالي لابد من التعامل معهم رسميًا منذ البداية، وأن تشرح له طبيعة المكان الذي تمثله ولا تفترض أنه يعرف الفرق بين المحرر ومعد البرامج.

- تسجيل أي مكالمات مهمة جدًا مع هذه النوعية من المصادر لأنها تتراجع كثيرًا عما تقول.

- في واقعة دينا مراجيح تحديدًا، لم يحرص الكثيرون على معرفة اسمها الحقيقي وهو أمر مهم للأرشفة الصحفية، كذلك مدير أعمالها "طارق السفاح"، ما هو اسمه الحقيقي؟

- معظم هذه المصادر تكذب وهي لا تعلم أنها تكذب، بالتالي لابد أن يكون هناك استفهام كامل عند الخوض في أي نقاش، وعدم الاكتفاء بالحصول على رد من جملتين لنجري على "الباك إند" ونكتب "أول رد من فلان" ثم ننشر.

- صرنا مضطرين للاطلاع ولو من بعيد عن العوالم التي جاء منها هؤلاء، وكيف يصنعون الجمهور عبر تيك توك وخلافه حتى نفهم دوافعهم وإلى أين تتجه تصريحاتهم ومن تستهدف ولا نكون كمن ينقل كلامًا لا يفهم منه شيء.

- البند الأخير والأهم، الصحفي هو الذي يحدد أهمية المصدر، والمستجدون عندما يعرفون أهمية أضواء الميديا يحرصون على البقاء أسفلها بأي ثمن، هذا فخ يجب ألا نقع فيه، فلان اشتهر بالتقليد، فلانة بالمراجيح، كتبنا عنهم مرة ومرتين، شكرًا، لا يعني الالتفات لهم كثيرًا، خصوصًا لو تأكدنا أنهم من يثيرون الغبار، حتى لا نقع في فخ المصادر المستجدة.

نقلا عن صفحة ميديا لانسر




ليست هناك تعليقات: