السبت، 8 أغسطس 2020

ياما في الجونة مظاليم !

 محمد عبد الرحمن

هل الجونة مهرجان فساتين وحسب؟ الإجابة بالطبع لا، الجونة منذ دورته الأولى يشهد عروضا لأفلام مهمة عربية وغير عربية، كثير منها يعرض للمرة الأولى في العالم العربي، لماذا إذن تنتشر فقط أخبار الفساتين؟ لأسباب عدة، أولها أن طبيعة المهرجان تسمح بحضور عدد كبير من النجمات بشكل يومي للمشاركة في فعاليات السجادة الحمراء لأفلام المسابقة الرسمية، وكل نجمة تحرص على ارتداء فستان جديد في كل ظهور وذلك بالاتفاق طبعا مع مصممي الأزياء وبيوت الموضة وغالبا ما تكون الفساتين ممنوحة كهدية من تلك الجهات، طبيعة المهرجان اللوجيستية وامكاناته المالية تسمح بوجود هذا العدد من النجوم يوميا، حتى لو امتلك مهرجان القاهرة تلك الإمكانات فإن مقر اقامته في دار الأوبرا لا تمنح النجوم حرية التواجد دون مضايقات بشكل يومي، ولا ننسى أن هناك من بين النجوم من هم مقيمين أصلا بالجونة، الصحافة والسوشيال ميديا سبب آخر لتصدير تلك الصورة، فالاهتمام بالفساتين بات منطقيا لأجل الترافيك والناس على التايم لاين يتربصون بكل نجمة ما بين مشيد بذوقها العالي أو منتقد لأنها ارتدت فستانا بدون حمالة صدر !، أما النقاد والمتخصصين فعادة ما يكتبون آرائهم في الأفلام بعد انتهاء الدورة، وهؤلاء يقرأ لهم المحبون للسينما وبالطبع لن يأخذوا هذه المقالات لهواة الفساتين ويقولون لهم أنتم مخطئون لقد كان في المهرجان أفلاما مهمة.

ما سبق، يؤكد الظلم الذي يتعرض له القائمون على اختيار الأفلام في الجونة ومنهم خبراء سينما عالميون، بجانب مديره انتشال التميمي ومديره الفني أمير رمسيس.


حضرت الدورة الأولى للجونة، ونصف الدورة الثالثة وأستطيع القول أن اختيارات الأفلام جيدة إلى حد كبير وأن كانت في هذه الدورة أقل مما سبق ربما لأسباب تتعلق بمستوى الإنتاج العالمي، للمهتمين بالفساتين يمكنكم اذن متابعة انستجرام واعتبار الفنانين في رحلة ترفيهية، للمهتمين بالأفلام دعني أحدثك عن مجموعة من أفضل ما رأيت من أفلام، وهي على سبيل المثال لا الحصر، الفيلم السوداني "ستموت في العشرين" التجربة الأولى لمخرجه أمجد أبو العلاء والذي يؤكد أن السينما في السودان قادرة على النهوض والمنافسة، وهو مستوحى من قصة للأديب حمور زيادة، عن طفل يعيش حياة بائسة لأن أحد الأولياء "المزعومين" تنبأ بسبب "الفال" أنه سيموت عندما يبلغ العشرين، الفيلم اللبناني القصير "أمي" للمخرج وسيم جعجع يحكى عن طفل آخر، عمره 9 سنوات يفقد أمه ويناجي المسيح في الكنيسة كي يعيده إياه ولما ييأس يسرق تمثال العذراء كرهينة عنده، ومن خلال عيون الطفل ومستوى تفكيره يقدم الفيلم في أقل من 20 دقيقة كيف تتفاوت رؤيتنا للحياة حسب ما نحتاج، وأن براءة الأطفال ستظل مرحلة لا تعوض في حياة كل إنسان، فيلم " الفارس والأميرة" ورغم عرضه خارج المسابقة لكنه حالة السعادة بوجوده كانت كبيرة وأضفى حضور بطله الممثل المخضرم عبد الرحمن أبو زهرة بهجة في جنبات المهرجان لم تصل لهواة الفساتين، فيلم متعثر منذ عشرين عاما، يحكي عن البطل محمد أبو القاسم فاتح بلاد السند ومناسب جدا للأطفال وهو أول فيلم كارتون مصري طويل ويقف وراءه صاحب الحلم السينارست بشير الديك والذي شارك في إخراج الفيلم مع إبراهيم موسى ، أختم بفيلم فرنسي هو "البوساء"، في البداية ظن كثيرون أنه اعادة تقديم لقصة فيكتور هوجو الشهيرة لكن المخرج لادج لي في أول أفلامه كان يتكلم عن بؤساء أخرين، عن المهاجرين الأفارقة وغيرهم في فرنسا وكيف تعاملهم الشرطة هناك كما كان يعالم الأغنياء الفقراء في رواية هوجو ويظل المشهد الأخير في هذا الفيلم من أفضل ما شاهدت على الشاشة الفضية منذ سنوات بعيدة.

تفاصيل هذه الأفلام وغيرها موجودة على الموقع الرسمي للمهرجان، يمكن الوصول له بسهولة عبر جوجل، حيث ملخصات الأفلام وصورا منها ومعلومات عنها، الموقع سلس للغاية ومصنوع باحترافية ولن تجدوا عليه صورة فستان واحد لمن أصابتهم هذه الف

ليست هناك تعليقات: