الثلاثاء، 16 فبراير 2021

نصيحة لقمان الحكيم لهاني مهنى

نقلا عن مجلة صباح الخير

 

يبدو أننا أمام حلمي بكر جديد، أي شخصية فنية مرموقة تترك الكلام في الفن والإبداع وتمتنع عن نصيحة الأجيال الجديدة وتسلم نفسها بمحض إرادتها لصنارة العناوين الساخنة المثيرة للجدل، اللافت أن حلمي بكر الجديد هو موسيقار أيضا، وكأن الألحان غادرته فلم يعد يستمع إلا لنفسه، إنه هاني مهنى، الاسم الكبير والمهم في الموسيقى المصرية، والذي بات ظهوره على الشاشات مرتبطا في الأسابيع الأخيرة بحكايات شخصية وتصريحات "نشاز" تسبب صداعا واستياء لمن يسمعها، فكيف الحال بمن تطالهم كلماته التي يقولها دائما ببرود أعصاب يحتاج إلى تفسير.

للإنصاف، حلمي بكر يخرج عن النوتة الموسيقية كثيرا لكنه يظل متمسكا بالكلام في الموسيقى وحسب، غير أنه صنع شهرة العشرات من المطربين خصوصا مؤدي المهرجانات بالهجوم المستمر عليهم ولم يسلم من لسانه إلا القليل، أما مهنى فبدأ كذلك بتبرؤه الخالي من اللياقة من دعوة بعض مطربي المهرجانات لزفاف ابنته على زوجها أحمد خالد صالح، ثم قرر تقييم عمرو دياب وحمو بيكا في حوار تلفزيوني واحد، لكن الطامة الكبرى وقعت عندما خرج في حوار إذاعي وتحدث عن ذكرياته في السجن مع أسماء كبيرة بتفاصيل دفعت البعض للظن بأن انفلاته متعمد لاستفزاز فئات معينة، يومها أدركت أن العكس هو الصحيح، الموضوع كان عشوائيا بدرجة كبيرة والدليل أنه لم تصدر أي توضيحات أو تصريحات لفض الالتباس، والدليل الآخر أن مهنى لم يتعلم من تلك الأزمة التي لم يمضي عليها أقل من شهر ولم يستمع إلى نصيحة لقمان الحكيم لابنه التي تنطبق عليه بشدة "يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك"، هذا على اعتبار أن مهنى يظن أن من يتكلم به من حسن القول.



 لم يتعلم أبو هنادي وإلا ما تكلم هكذا عن فنانة كبيرة يحترمها الملايين هي سميرة سعيد، حكى قصة انفصالهما في حوار لموقع إلكتروني، وأهان في الطريق فنانة كبيرة أخرى هي نادية مصطفى، وتكلم وكأنه يدردش مع صديق في جلسة "ساونا" وليس أمام الملايين الذين انحازوا لسميرة ، ليس حبا فيها كمطربة، وإنما لأنهم لم يسمعوها يوما تسيء لأحد ولا حتى لهاني مهنى الذي لو صدقت حكاياته خصوصا طريقة انفصاله عنها فكان الأحرى بها أن تخرج لتهاجمه و"تركب الترند" مبكرا، لكنها لم تفعل، على مدار أكثر من ربع قرن من الانفصال لم تتكلم، ثم يأتي هاني مهنى في زمن السوشيال ميديا حيث تنتشر الإساءة  قبل أن يقف دوران الكاميرا ويسيء لزوجته السابقة ويتكلم وكأنها حكاية قبل النوم لطفل صغير، وكأن تلك الحكاية لن تؤذي أحدا، إنه حتى لا يقول لماذا فعل ذلك أو لماذا يرويه الآن، هو فقط يفتح أرشيفه وكأنه يعوض سنين طويلة غابت عنه الأضواء فيها، سنين التزمت فيها سميرة سعيد بالصمت، ربما لأنها أدركت مبكرا أن علاقتها به "حب ميئوس منه".

ليست هناك تعليقات: