الثلاثاء، 16 فبراير 2021

محمد عبد الرحمن يكتب : ما بعد أزمة عارفة عبد الرسول


نقلا عن مجلة صباح الخير


عندما تقرأ هذا المقال ستكون الناس قد نسيت أزمة الفنانة عارفة عبد الرسول مع الزميلة أماني خالد الصحفية بجريدة المساء، غير أن نسيان المشكلة لا يعني  انتهائها،  كل الأزمات تبدأ بنيران عالية ثم تخبو شيئا فشيئا وإذا لم يتدخل خبراء الإطفاء تظل النار تحت  الرماد، بالتالي يظل الشقاق بين الصحافة والفن مستمرا والخندق الفاصل بينهما يتسع يوما تلو الآخر، خندق لما يكن من المقبول أن تحفره أزمات بهذا القدر من التفاهة والصغر، فيما الفن والصحافة  في أمس الحاجة لبعضهما البعض خصوصا والقوى الناعمة تعاني من طوفان مدمر أطلقه المتربصون بالثقافة المصرية عبر ساحات السوشيال ميديا، طوفان من التشكيك والتقليل والتقزيم وصلت موجاته العاتية أيضا إلى الرياضة والثقافة والتعليم وغير ذلك من أوجه الحياة الثقافية المصرية .





أسمع من يقول الآن، وهل مجرد منشور لعارفة عبد الرسول التي لم تعرف الشهرة إلا مؤخرا يعكس كل ما سبق، طوفان وتقزيم وموجات ونيران، بالطبع المنشور نفسه ليس هو بيت القصيد، لكننا في زمن حولت فيه تلك المنصات أي كلمة لقنبلة موقوتة، أخطأت عارفة عبد الرسول عندما كتبت مستاءة من الحاح زميلة صحفية تؤدي واجبات عملها من أجل الكتابة عن لسان الفنانة وليس الفبركة أو الإصطناع، وزادت في الخطأ عندما لم تتفهم طبيعة رد الفعل ربما لأنها "مستجدة شهرة" وخدعها محبوها عندما ناصروها ولم يدعوها لاستخدام دبلوماسية "الكلمة الطيبة" لنزع فتيل الأزمة، ويخطئ الصحفيون يوميا بسبب وجود جيل جديد لا يعرف كيف يتعامل مع النجوم، ولم يتلق التدريب اللازم قبل الانتشار في بلاط صاحبة الجلالة، وهي أخطاء كانت تحدث في الماضي بدرجة أقل ويتم عقاب الصحفي لو أخطأ أو لوم النجم لو تجاوز، لكن هذا قبل السوشيال الميديا، الآن تنتهي الأزمة شكلها وبعدها يظهر من يضعها إلى جانب أزمات سابقة وينتظر المزيد ليشكل سلسلة يحولها حباتها إلى دليل على انهيار الفن المصري، وعدم احترام النجوم للصحافة، فإذا كان فنانو المحروسة يتعاملون مع الصحفيين بهذه الطريقة، فلماذا نطلب نحن من الجمهور العربي أن يحترم نجومنا ويبجل صحافتنا، لم تنتبه عارفة عبد الرسول رغم خبرتها الطويلة في فن الحكي وعلى خشبة المسرح إلى أنه ليس كل ما يحدث يقال، هذا إذا فرضنا أن الصحفية أخطأت فعلا، وأن الموضوع كان يمكن أن يذهب في اتجاه آخر لو لم تكتب الإساءة على صفحتها أو على الأقل تتراجع عنها سريعا، بالعكس جلست تتابع التراشق وكأنها تشاهد معركة لا تخصها، كانت تشاهدها من شاشة صغيرة للغاية، ولا تعرف أنها هي شخصيا تحت المراقبة ضمن شاشة أكبر مكتوب أعلاه هذا هو حاضر الفن المصري وصحافة النجوم، التقدير بينهم غائب فلماذا ينتظرون منا فائق الإحترام؟ 





ليست هناك تعليقات: