السبت، 2 نوفمبر 2013

محمد عبد الرحمن يكتب: التفاصيل الكاملة لمنع باسم يوسف

تلقى محبو الإعلامي المصري الشهير باسم يوسف صدمة غير متوقعة على الإطلاق مساء أمس الجمعة قبل دقائق من موعد الحلقة الثانية من الموسم الثالث لبرنامج البرنامج الذي يبث حصريا على قناة سي بي سي المصرية في تمام العاشرة من كل جمعة بتوقيت بيروت، حيث فاجئ الإعلامي خيري رمضان مقدم برنامج ممكن الجمهور المنتظر لاطلالة باسم يوسف المثيرة للجدل بأن القناة رأت أن مضمون الحلقة يخالف ما جاء في البيان الذي أطلقته مساء السبت الماضي بعد موجة الهجوم الكبيرة التي شنها ما يصفون أنفسهم بأنصار الجيش المصري على باسم يوسف وفريقه في مستهل عودته للشاشة من جديد.

 قال بيان سي بي سي أن منتج البرنامج ومقدمه رفضا الالتزام بالسياسة التحريرية لشبكة قنوات سي بي سي، قبل أن يكشف النقاب لأول مرة عن وجود خلافات مادية بين الطرفين بسبب اصرار فريق باسم يوسف على تغيير بعض بنود التعاقد، وهو أمر اعتبره جمهور باسم بمثابة تشتيت الانتباه عن الأزمة الحقيقية، وهي منع حلقة من برنامج ساخر هو الأشهر عربيا بعد ثورة 30 يونيو التي قال أصحابها أنها جاءت لضمان الحريات التي هددها نظام الإخوان المسلمين.

جاء منع حلقة باسم يوسف قبل 3 أيام فقط من بدء محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، الذي ينسب لفريق برنامج البرنامج دور رئيسي في شحن الرأي العام ضد المخالفات التي شابتها سياساته الداخلية والخارجية طوال عام كامل حكم فيه مصر.

و اعتمدت الجبهة المعارضة لباسم يوسف على عدم مشاهدة الجمهور للحلقة، وقالت أن باسم يوسف تجاوز في حق القناة، مما أجبر فريق العمل على الكشف عن الكثير من التفاصيل، أبرزها ظهور الفنان تامر هجرس الذي كان يوسف قد سخر من لون بشرته في الحلقة الأولى، لكن هجرس تقبل السخرية بصدر رحب وشارك بمشهد كوميدي في بداية الحلقة .

شهدت الحلقة الممنوعة كذلك رد باسم على بيان سي بي سي والذي اتهمه باستخدام ايحاءات جنسية رغم أن البرنامج للكبار فقط منذ البداية، وقال باسم أن القناة نفسها عرضت مسلسل "حكاية حياة" لغادة عبد الرازق في رمضان الماضي، وكان ملئ بالإيحاءات التي تحدث عنها الجميع وقتها ولم تقم القناة بمنع أي حلقة، كما لفت باسم الإنتباه إلى أن القناة التي منعت عرض المسلسلات التركية بسبب الموقف التركي المعادي لما جرى في 30 يونيو، عادت مرة أخرى وقررت بث تلك المسلسلات رغم أن تركيا نفسها لم تغير موقفها، متسائلا عن موقف سي بي سي من "الثوابت الوطنية" التي تقول أن باسم قد تجرأ عليها بينما القناة نفسها لم تستمر في مقاطعة الدراما التركية طويلا.

بجانب ما سبق شهدت الحلقة تركيز من باسم يوسف عن غياب المهنية في الإعلام المصري والعربي، ورصد العديد من التصريحات غير المنطقية التي يرددها صحفيون مثل مصطفي بكري وأحمد موسى ومحمد الغيطي حول شراهة الرئيس المعزول نحو الطعام متسائلا – أي باسم- عن مدى صدقية هذا الكلام، والأهم مدى استفادة الجمهور منه .

فيما خصص الفقرة الثانية بالكامل للاحتفال – على طريقته طبعا- بعيد الميلاد السابع عشر لقناة الجزيرة، ورصد فريق الإعداد الكثير من الأخطاء والمغالطات المقصودة التي تقع فيها القناة القطرية، مع انتقاد مواز للقنوات المصرية التي تحرص على نقد الجزيرة بينما ظهرها مكشوف هي الأخرى مهنيا، وكال باسم يوسف النكات للضيوف المصريين على قناة الجزيرة بسبب طبيعة تصريحاتهم خصوصا د.محمد الجوادي المتخصص في تاريخ مصر الحديث .

وفي الفقرة الثالثة من البرنامج التي لم تشهد وجود ضيف، قال باسم يوسف للجمهور بجدية واضحة أنه مستعد لوقف البرنامج إذا قيل له أن حلقاته تهدد الأمن القومي لمصر، لكنه لا يعتقد أن مصر بهذا الضعف حتى يهددها برنامج ساخر، مؤكدا أنه لا يصنع برنامجه حتى يهاجم أحد لصالح أحد، ويشفي غليل طرف ضد الطرف المعارض له، لكنه يقدم وجهة نظره من خلال السخرية فيما يحدث على أرض مصر.

وحسب معلومات جمعتها الأخبار فور صدمة ال سي بي سي، فإن باسم يوسف الموجود حاليا في الإمارات، لم يكن هو وفريق عمله بالكامل، يتوقعون ما جرى، ولم تبلغهم القناة بالقرار من قبل، لكن معلومات كثيرة بدأ المتابعون في نسجها للوصول للحقيقة كاملة، حيث كان الصحفي بجريدة الوطن سامي عبد الراضي قد كتب عبر حسابه الشخصي على فيس بوك يوم الإثنين 28 أكتوبر الماضي أن مرتضى منصور وهو محام وعضو برلمان سابق محسوب على نظام مبارك قد أخبره هاتفيا أن الحلقة الثانية لن تر النور، وذلك قبل تصويرها بيومين، مما فسر لاحقا أهمية المظاهرة المحدودة التي جرت خارج المسرح مساء الأربعاء الماضي باعتبارها تغطية على القرار المرتقب وكأن هناك تيار شعبي حقيقي ضد البرنامج، كذلك كتب الصحفي مصطفي بكري أحد الذين طالهم الهجوم مساء الخميس عبر فيس بوك أن قرار صدر بوقف البرنامج من وزارة الإستثمار التي تدير مدينة الإنتاج الإعلامي لكن حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء حال دون تنفيذه، وهو الأمر الذي لم يتأكد على الإطلاق، غير أن اللوبي المعارض لباسم يوسف ولحرية الإعلام عموما أراد على ما يبدو الإيحاء بأن هناك ضغوط رسمية وشعبية لمنع البرنامج .

وفيما حمل محبو باسم يوسف الفريق عبد الفتاح السيسي مسئولية ما جرى، ووقف البرنامج بشكل لم يحدث حتى في عهد محمد مرسي، أطلقت القوات المسلحة تصريحا عاجلا مساء الجمعة تؤكد عدم علاقتها بما جرى وأنها لن تقف أمام حرية التعبير، وهو التصريح الذي اعتبره البعض نافذة لحل الأزمة بعدما تجاوز منع الحلقة الثانية، فإما يلتقي فريق البرنامج وقناة سي بي سي على أرضية مشتركة، أو ينتهى التعاقد تماما، ووقتها حسب تصريح سابق لباسم يوسف لن يحاول الاعلامي الشهير التعاون مع أي قناة عربية حتى لا يقال أن يسخر من بلده عبر شاشة غير مصرية ما يهدد تجربة باسم يوسف بأكلمها بالانتهاء .

ومن المفترض أن يعود باسم يوسف إلى القاهرة مساء الأحد المقبل حيث تلق دعوة لحضور سباق فورملا بالإمارات .

وفيما يخص الخلاف المادي بين الطرفين، أكد مصدر في برنامج البرنامج أن الأمر بدأ بمخالفة سي بي سي للتعاقد الذي يحدد مدة الاعلانات داخل الحلقة ب 15 دقيقة فقط وصلت أحيانا لأكثر من 70 دقيقة، دون أن يحصل فريق البرنامج على فارق يعوض هذا الكم من الإعلانات، مع العلم أن سعر ثانية الإعلان بين فقرات البرنامج تعدى حاجز ال 300 دولار.

يمكنكم متابعة محمد عبد الرحمن على تويتر twitter.com/MhmdAbdelRahman

الموضوع بعد اختصار من جريدة الأخبار اللبنانية

ليست هناك تعليقات: