الخميس، 14 نوفمبر 2013

لماذا تنجح أفلام السبكي في وسط البلد؟




نقلا عن جريدة (منطقتي البورصة) *

أيا كان مصير البلاغ الذي تقدمت به احدى الفتيات تتهم المنتج أحمد السبكي بالاعتداء عليها فإن الأهم في الخبر كان المكان الذي يقف فيه السبكي، وهو شباك تذاكر سينما مترو بشارع طلعت حرب.
لماذا يقف منتج كبير يضمن نجاح أفلامه قبل أن تدور ماكينة العرض في شباك التذاكر ليتأكد من المبيعات، لا يحب السبكي سواء محمد أو أحمد أن يتخليا عن عاداتهما القديمة مع بدايات العمل في السينما، ومن بينها الوقوف في شباك التذاكر، على الرغم من أنهم لن يستطيعوا مراقبة كل الصالات مهما فعلوا، لكن الأهم هنا ليس العادة ذاتها وإنما السينما التي اختارها السبكي ليراقب حركة الشباك ويطمئن على انتظام الإيراد .

سينما مترو هي أكبر دور عرض وسط البلد من حيث عدد الكراسي، كانت قاعة واحدة قبل عدة سنوات تضم أكثر من ألف كرسي، صالة وبلكون، قبل أن يتم تقسيمها لأربع شاشات لتستوعب عدد أكبر من الأفلام، وتنضم لصالات الشاشات المتعددة مثل كوزموس وأوديون ومن بعدهم رينسانس محمد فريد .

وسط البلد هو المركز الأول لإيرادات أفلام السبكي، بالتالي من الطبيعي أن يراقب المبيعات من شباك تذاكر السينما التي لم تخاصم يوما فيلما من انتاجه لا هو ولا شقيقه أيا كان مستوى هذا الفيلم .
السبكي إذا يعتبر شباك سينما مترو الترمومتر الذي يقيس من خلاله معدل ايرادات الفيلم في كل دور عرض وسط العاصمة.

الحقيقة المؤكدة أنه لو لم تكن منطقة وسط البلد تمتلئ بهذا العدد من دور العرض لبناها السبكي قبل أن يدخل عالم الإنتاج، ولو شهدت المنطقة حدثا أدى لاغلاق دور العرض لشهر واحد مثلا، لن يطرح السبكي أي أفلام جديدة خلال هذا الشهر حتى لو فتحت أمامه 100 شاشة أخرى في باقي أنحاء القاهرة.

الحقيقة السابقة تنطبق كذلك على أي سينما تقع في منطقة شعبية، وعلى دور عرض وسط البلد السكندرية، لكن تظل منطقة وسط القاهرة هي الأكثر قدرة على خدمة أفلام أحمد ومحمد السبكي.
للأمر مبرران يمكن وضعهما في حافظة واحدة، المبرر الإقتصادي والمبرر الجغرافي المرتبط بمزاج الجمهور المحب لأفلام السبكي.

اقتصاديا لاتزال دور عرض وسط البلد هي الأرخص بين باقي دور العرض المصرية، أسعار التذاكر تبدأ من عشر جنيهات ولا تتخطى أبدا حاجز 25 جنيه، بجانب التخفيض الذي تشهده الحفلات الصباحية، خارج هذه الدائرة يبدأ سعر التذكرة من ثلاثين جنيها ويصل في دور عرض المولات الجديدة إلى أربعين جنيها، وبالنظر لأن جمهور أفلام السبكي يعتبر الفيلم هو "فسحة العيد" غير المكلفة، وبعضهم يذهب لدار العرض دون أن يعرف اسم الفيلم، أي يقف أمام شباك التذاكر ويقول "4 تذاكر للفيلم اللي فيه سعد الصغير" على سبيل المثال، يصبح هنا البعد الإقتصادي عامل أساسي لهذه الفئة من الجمهور التي تحسب مصروفات الفسحة قبل التحرك من المنزل.

يتربط الأمر أيضا بالمبرر الجغرافي، فسحة العيد التي يكون فيلم السبكي فقرة رئيسية بها، تتطلب التجول قبل وبعد الفيلم بشوارع وسط البلد المليئة بالبضائع و الفتيات، بجانب تناول الاطعمة السريعة التي تناسب الميزانية، فول وطعمية وكشري وتسالي وغيرها من الأمور التي لن يجدها زائر المول حتى لو قررت سينما المول أن تنزل بسعر التذكرة ليتساوى مع سعر تذكرة سينما مترو أو ميامي، ومقارنة أخرى بين أسعار الكافيتريا داخل سينما وسط البلد، وسعرها داخل سينما تقع في مول خمس نجوم تؤكد أهمية الربط بين البعدين الإقتصادي والجغرافي في اختيار هذه الفئة من الجمهور لدور عرض وسط البلد، مع الوضع في الإعتبار أن هذه الفئة لا تذهب للسينما أصلا إلا من أجل أفلام السبكي، بالتالي فالحج لوسط البلد كل عيد أمر لا يحتاج لتفكير لأنه لا توجد أمامهم بدائل أخرى .

سبب أخر جغرافي صرف لا يتعلق بالأمور الإقتصادية، تعدد دور العرض والمسافات القريبة بينها، يعطي أكثر من خيار لمحبي تلك الأفلام، بمعنى إذا ذهبوا لسينما مترو مثلا عصر يوم العيد الأول ولم يجدوا مقاعد خالية، يمكنهم الذهاب إلى خمس دور عرض أخرى على الأقل تقع جميعها في مربع جغرافي واحد، وإذا قرروا انتظار الحفلة التالية، فالأمر يعني التجول المجاني في الشوارع المحيطة بالسينما لساعتين لا أكثر حتى تظلم القاعة ويبدأ الفيلم الذي يشاهده معظمهم بأداء جمهور المسرح، يعلقون على كل حركة، يتوقعون الجمل الحوارية قبل ان ينطقها الممثلون، يرقصون ويهللون مع كل أغنية شعبية، طقوس خاصة للمشاهدة لا تتوفر لأفلام السبكي إلافي دور عرض وسط البلد .

·       جريدة تصدر شهريا توزع مجانا فقط في شوارع منطقة البورصة بوسط البلد


ليست هناك تعليقات: