الأحد، 17 نوفمبر 2013

محمد عبد الرحمن يكتب : ما الذي يجمع إيناس الدغيدي ومحمد مرسي؟


تتعامل الصحافة المصرية مع المخرجة إيناس الدغيدي، كما تتعامل معظم الصحف الغربية مع الرئيس المعزول محمد مرسي .

بالنسبة للصحف التي ترى أن ما جرى في مصر انقلابا، فأن مرسي هو الرئيس الشرعي المنتخب الذي يجب أن يغادر موقعه عبر الصندوق لا الميكروباص الذي ذهب به للمحكمة .
بالنسبة للصحف المصرية فإن إيناس الدغيدي شخصية مثيرة للجدل وأخبارها يجب أن تحظى باهتمام أيا كان مضمونها.

في صحف الغرب وتركيا وقطر فإن مرسي رئيس شرعي بالتالي لا تذكر الأخبار ولو بشكل مقتضب أنه جنى على نفسه وما جناه عليه أحد .

في صحف مصر لا تنتهى أخبار ايناس الدغيدي بمعلومة أنها غائبة عن السينما منذ 2009 وأن فيلمها الأخير مجنون أميرة حقق فشلا رائعا قالت الدغيدي أن السبب فيه هو بطل الفيلم رغم أنها من اختارته بنفسها.

مرسي أيضا يقول أن سبب ما جرى له هو  فودة وعاشور والدولة العميقة

الصحف تنقل عن مرسي تصريحات من نوعية "أنا الرئيس الشرعي " وتنقل عن ايناس الدغيدي تصريحات من نوعية "الحجاب ربنا ما يكتبه عليا" ، كلام لإثارة الجدل لا يفيد أحدا ولا يغير في الواقع .

الواقع أن مرسي خرج ولن يعود وإن زمن ايناس الدغيدي انتهى .

قبل أيام رفضت نقابة السينمائيين شكواها هي والسينارست مصطفي محرم عن سرقة قناة إم بي سي لسيناريو مسلسلها عصر الحريم تحت اسم جديد هو سرايا عابدين .

ستختفي الدغيدي قليلا عن الأضواء قبل أن تعود بخبر جديد لا بعمل فني حقيقي .

كل عدة شهور تطلق أخبارا عن مشروع فيلم عن زنى المحارم، أو مسلسل مقتبس من قصة حريم السلطان، لكن لا شئ يتحقق على الأرض.

لا تريد الدغيدي الاعتراف بأن ما كانت تقدمه من أفلام لم يعد مناسبا لجمهور هذا الزمان، ولأن ما تعتقده أهم لديها من الاستمرار لم تفكر في أن تكون أكثر مرونة مع ما يطلبه الجمهور، تريد أن تقدم فقط ما يريده أهلها وعشيرتها من أفلام .
مرسي أيضا كان ولايزال يخاطب فئة محددة كونها مخلصة للعقيدة التي ينتمي إليها لأقصى درجة .
الدغيدي أسوأ حظا، الجمهور لم يعد يخلص لها ولا ينتظرها، بدائلها باتت متاحة، لم يعد عنوان مثل الباحثات عن الحرية مغريا في زمن صافيناز .

بدائل مرسي ستطرح قريبا، سينسى في غيابات السجن إذا نجحت احدى مبادرات التوافق بين النظام وتحالف دعم الشرعية، وحتى لو حصل على عفو سيعود من برج العرب إلى منزله بالشرقية .

الدغيدي حتى لو عادت للبلاتوهات فعلا ونفذت مشروعا واحدا من الذي تنشر عنه الصحف لن تستعيد الإقبال الجماهيري إذا لم تتعلم من دروس الماضي.

مرسي لا يعرف غير الشرعية، وايناس ليس لديها إلا الجرأة والجمهور لا يريد هذا ولا ذاك، الجمهور يريد الصدق.

الخلاصة ، مرسي مش راجع، وايناس الدغيدي مش راجعة

الخلاصة بصوت محمد عبد المطلب : ما راح زمانك ويا زماني، عمر اللي راح ما هيرجع تاني.


للتواصل مع الكاتب عبر تويتر twitter.com/MhmdAbdelRahman

ليست هناك تعليقات: