الجمعة، 22 نوفمبر 2013

محمد عبد الرحمن يكتب : 13 ملاحظة غير رقابية على فيلم المثلية الجنسية




اشترطت الرقابة على المصنفات الفنية تنفيذ 13 ملاحظة على فيلم أسرار عائلية  حتى تسمح بعرضه للجمهور، وبعد مشاهدتي لنسخة الفيلم قمت بتدوين 13 ملاحظة غير رقابية على الشريط نفسه .

1.    هذا الفيلم لا يدور عن شاب يعاني من المثلية الجنسية، اختزال يضر جدا بمحتوى الفيلم الذي يدور بشكل مباشر عن عيوب قاتلة ينشأ بها الأبناء بسبب اهمال الأباء، البطل تعرض وهو صغير لاعتداء جنسي أدى لوصوله للنتيجة التي يحاول التخلص منها طوال مدة الفيلم، فهل لو قلنا أن الفيلم يدور حول خطورة الاعتداءات الجنسية على الأطفال هل سيتغير موقف الرقابة وأصحاب النظرة الضيقة للأفلام التي تتخطى حاجز الجرأة؟

2.    طوال الوقت يجد بطل الفيلم من يسعون  لممارسة الجنس معه، بالتالي القصة ليست عن مروان فقط، لكن عن هؤلاء المصابين بخلل نفسي وأخلاقي يجعلهم مستعدون لممارسة الجنس بهذه الطريقة رغم قدرتهم على ممارسة حياة طبيعية في الوقت نفسه، هؤلاء لا يختلفون كثيرا عن الجناة في واقعة الطفلة زينة التي أصابت بورسعيد كلها بالحزن، بسبب القاءها من فوق سطح منزلها بعد محاولة فاشلة للاعتداء عليها، انت بوقوفك أمام هذا الفيلم، تتعامل مع البطل مروان ومع الطفلة زينة باعتبارهم جناة يجب أن يصمتوا، وتترك الجاني الحقيقي كما هو دون أن تحذر المجتمع منه، المتحرشون والمعتدون على الصبية والبنات باتوا منتشرين في كل مكان، وبدلا من أن تقاومهم وتمنعهم، تقوم بمنع فيلم يحاول دق جرس الإنذار؟


3.    الفيلم متوسط المستوى فنيا وبه الكثير من التطويل والمط، ويعتمد على الحوار المباشر أكثر من الصورة، ربما لهذا لم يقع في فخ الابتذال الذي أشيع أن صناعه وقعوا فيه، لكنه في النهاية ملك الجمهور، هذا الفيلم لا يهدد الأمن القومي، ولا يسعى لخراب مصر حتى يعامله رئيس الرقابة بهذه الطريقة .

4.    هناك رؤية تقول أن التوقيت غير مناسب لطرح الفيلم خوفا من استغلال الإخوان له سياسيا والتحريض ضد وزارة الثقافة، لكن لو انتظرنا كمون الإخوان لن نفعل شيئا .



5.    لافتة للكبار فقط أوجدها القانون لهذه الحالات، أم أن هذه اللافتة تستخدمها الرقابة عندما تكون العلاقة الساخنة بين رجل وإمرأة لا بين رجل ورجل؟

6.    تعلمك أزمة الفيلم أيضا ألا تصدق تصريحات المسئول إلا بعد مرور سنة على توليه المنصب، أحمد عواض رئيس الرقابة قال أنه سيسعي لفرض التصنيف العمري للأفلام، لكن مع أول أزمة رفض الفيلم وشن بشكل غير مباشر حملة دعائية ضد صناعه .


7.    ملاحظة أخرى مرتبطة بعواض مع خالص الاحترام، نحن أمام اشكالية كبيرة فيما يتعلق بتحكم المسئول في المبدع، عواض هو مخرج بون سواريه وكلم ماما، ومخرج فيلم أسرار عائلية هاني فوزي  هو مؤلف بحب السيما وأرض الأحلام، الأول هنا يمنع فيلما للثاني، مأساة حقيقية، كأن يتقدم يسري فودة ببرنامج تلفزيوني في مسابقة يترأس لجنة التحكيم بها توفيق عكاشة.

8.    الرقابة قبل عامين رفضت فيلم الخروج من القاهرة  بسبب قصته التي تدور حول شاب مسلم يتزوج من فتاة مسيحية، على اعتبار أن الفيلم هو الذي كان سيزيد الفتنة الطائفية في مصر، على المنوال نفسه بالتأكيد لن توافق الرقابة على فيلم يدور حول تزايد الشباب الملحد في مصر خلال السنوات الأخيرة، أي يظهر الملحد مع ريهام السهلي على المحور، ويظهر المتحرش مع ريهام سعيد على النهار، لكن السينما متاحة فقط لصافيناز وكنت فين يا مسامير لما كنا خشب.


9.    اللافت أن كل من شاهد الفيلم خرج يسأل عن الملاحظات التي طلبت الرقابة حذفها، الفيلم فعلا بعيد تماما عن الابتذال بل لم يصل لجرأة مروان حامد في عمارة يعقوبيان، ولو تم حذف المشاهد المطلوبة لعصى على المتابع أن يفهم سر معاناة بطل الشريط أصلا.

10.                      الفيلم ينتمى أيضا للنمط المحافظ، الذي لا يريد أن يطلق أحكاما، أي أنه لا يروج لقبول المجتمع للمثلية الجنسية، لم يجرؤ صناعه على ذلك، تبنوا وجهتي نظر، الأولى أن يسافر من يعاني من هذه المشكلة للخارج حتى يجد مجتمع يتأقلم معه، أو يبحث عن العلاج وهو الحل الذي اختاره البطل ونجح فيه .


11.                      القضية ذاتها طرحها الأديب رءوف مسعد في رواية إيثاكا التي قرر كتابتها بعد قضية مركب فرح بوت الشهيرة في 2001 ، وتناولها الكاتب هشام الخشن في قصة قصيرة بعنوان الحساس في مجموعته الأولى "حكايات مصرية جدا"، مسعد مع الحرية الجنسية المطلقة، فيما الخشن دفع بالبطل للحياة خارج مصر، نفس النقاش تكرر في الفيلم، الذي هو من المفترض وسيلة أكثر قدرة على الوصول للناس، فليرى الناس الفيلم ويحكمون هم عليه.

12.                      الفيلم أيضا يقدم 4 انماط للطبيب النفسي، ومن خلالهم يؤكد أن المعالج النفسي أحيانا يكون سببا في تفاقم المشكلة، هذا الفيلم رغم الاختلاف على مستواه الفني يطرح قضايا كثيرة ونظلمه إذا قلنا أن قضيته هي فقط المثلية الجنسية.



13.                      يكفي فيلم "أسرار عائلية" أنه فتح في الأيام الثلاثة الاخيرة جدلا حول المثلية الجنسية، مرض نفسي أم حرية شخصية، بدلا من الجدل الذي نعيش فيه منذ 30 يونيو، وهل هي ثورة ولا انقلاب. 

لمتابعة الكاتب عبر تويتر

هناك 9 تعليقات:

مرفت عمر يقول...

ملاحظاتك يا أستاذ محمد زادت رغبتي في مشاهدة الفيلم ده أولا ...ثانيا هي ملاحظات هامة وفي مكانها الصحيح ...أحييك على المقال ودائما تمتعنا بكتاباتك وأرائك

bnnota يقول...

مخرج فيلم أرض الأحلام هو داوود عبد السيد

Saleh يقول...

الصديق العزيز محمد عبد الرحمن
المثلية الجنسية هي غريزة قائمة وموجودة في كل إنسان على وجه الأرض، لكنها حينما تزيد عن نسب معينة تنحى بالشخص عن التماثل مع الأغلبية التي تميل إلى الجنس المقابل، وتجعله نشازاً وسط مجموعة كبيرة، ويتفاوت التعامل مع المثليين من مجتمع لآخر وفقاً لمدخل المجتمع لقضية المثلية الجنسية، وحقوق الإنسان وبخاصة الإنسان المختلف عن الأغلبية.
من هذا المنطلق فالمثلية الجنسية هي جزء من قبول الآخر، وجزء من حق الإنسان في التعبير عن هويته الجنسية إذا ما اختلفت عن هوية الأغلبية.
لذلك فالتعامل معها من منطلق "المشكلة" أو "الخلل" هو تبسيط للقضية التي قد تعني لصاحبها معنى وجوده بالأساس، والتعامل مع المثلي جنسياً بأنه "مريض"، ويجب أن يعالج هي المشكلة، وليست المثلية. كل ما هنالك أننا مجتمعات اعتادت ألا تواجه القضايا، وألا تسمي الأشياء بمسمياتها الأقرب إلى الصواب.
فيما أظن فإن المثلية الجنسية قضية عميقة للهوية لا في مصر وحدها ولكن في العالم.
أرق تحياتي

غير معرف يقول...

بيقول مؤلف محدش جاب سيره المخرج

Shenoda nagy يقول...

لازم نعترف ان المشكلة موجودة في مصر وعدد المثليين في مصر يعد بالملايين والدولة لها نصيب الاسد في كل هذا العناء لهؤلاء المساكين اللذين نحكم عليهم بالموت في كل يوم نتعامل فيه معهم.

mido يقول...

بحكم انى مثلى الجنس اعلن رفضى لذلك النوع من الاعمال الفنية التى تضر اكثر مما تنفع ، المجتمعات العربية غير مهيئة لتلك الاعمال كيف لمجتمع لا يقبل حتى التنوع فى الافكار ووجهات النظر ان يقبل بالاعتراف بوجود بشر يختلفون عنهم كليا فكريا وحسيا وجنسيا

غير معرف يقول...

المجتمعات بتختلف في درجة تقبلها للمثليين .. ومجتمعاتنا احنا بالذات متخلفة تخلف جبار! احنا عايشين في خرابة من التمييز الجنسي ضد النساء اللي لو خضنا في البلاوي اللي عايشين فيها مش هنخلص .. فما بالك بقى بالمثليين!
وبعدين التعامل مع أي توجه جنسي أو عقائدي أو غيره على إنه مشكلة أو مرض لازم نعالجه بالتعاطف والتفاهم وإلخ إلخ فكرة طفولية جدا
يعني الملحد مريض والمثلي جنسيا مريض كلها تصورات بتعقد الأمور أكتر ومش هتوصلنا لمرحلة التقبل الحقيقي للآخر

غير معرف يقول...

الفيلم لا يخدم قضية المثليين بشكل مباشر لكن بطريقة غير مباشرة سيسمح بفتح النقاش حول حقوقهم و الاعتراف بهم داخل مصر كجزء من المجتمع

غير معرف يقول...

انا عندي سئوال دلواقتي لما اتفرج علي الفيلم اه نظرت ابويا وامي ليا+ المثليين عددهم كبير اووي داخل مصر والسبب اللي خالهم كتير كدة قلة الرقابة من الاسرة .....الخ+سسب تاني لكثرة العدد في البلاد اللي بيخلو ميكونش في اختلاط بين الاولاد والبنات بيكونو هما اكثر البلاد شذوذاً لان الولاد او البنات هيكونو عاوزين يشبعو رغباتهم فبتالي هنا نتجة هما المثليين
مع فائق الاحترام